دعت وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى أن يخضع مشروع تهيئة وتأهيل الموقع الأثري «خميسة» بولاية سوق أهراس لدراسة دقيقة، مشيرة خلال زيارة عمل وتفقد قادتها إلى الولاية مساء أول أمس، إلى ضرورة إدراج منشآت وخدمات بهذا الموقع تسهم في استقطاب العديد من الزوار المولعين بالمعالم الأثرية، وجعله قطبا سياحيا حقيقيا. وأوصت الوزيرة بإنجاز هذه المنشآت بطريقة حذرة وباستعمال وسائل ومواد خفيفة لتثمين هذا الموقع والالتزام بعدم تغييره أو تشويهه بالنظر إلى أن موقع «خميسة» يضم العديد من الآثار الظاهرة والباطنة. وذكرت خليدة تومي أن الدولة تسهر على المحافظة على المواقع الأثرية وتثمينها باعتبارها رموزا للهوية، ولهذا الأمر، تقرر، حسبها، التكفل بأشغال تهيئة موقع «خميسة» من طرف وزارة الثقافة عن طريق الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية الذي سيدعم تقنيا ولاية سوق أهراس. وألحت وزيرة الثقافة هنا على ضرورة تنظيم مهرجان «ليالي سوق أهراس» الذي نظم العام الماضي بالمسرح العتيق بعيدا عن موقع «خميسة»، خاصة أن هذا المسرح «النوميدي» يعد أكثر عراقة من المسرح الروماني بالبلاد. في السياق ذاته، تفقدت تومي قبل ذلك الأشغال الجارية للقطب الثقافي الجديد على مساحة 3 هكتارات، واستفسرت عن معدل تقدم الأشغال المقدر حاليا ب 15 في المائة لدار الثقافة الجاري إنجازها باستثمار قدره 255 مليون دينار جزائري، والتي ستسلم في غضون 6 أشهر. وتفقدت كذلك الموقع المخصص لإنجاز المتحف الجهوي الأثري الذي ستنطلق أشغاله قريبا بغلاف مالي قدره 490 مليون دينار، وذلك بآجال 36 شهرا، بالإضافة إلى ورشة بناء مكتبة عمومية بثمانية ملايين دينار، وستسلم في سبتمبر المقبل. للعلم، كان يطلق على الموقع الأثري ل«خميسة» اسم «ثيبيرسيكو نوميداروم» المشيد فوق ربوة، وهو عبارة عن مدينة «نوميدية» تحولت إلى بلدية في القرن الثاني للميلاد تحت لواء «الإمبراطور تراجان»، ومن ثم إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد. وتضم هذه المدينة على مساحة أكثر من 65 هكتارا، بقايا لمعالم هامة على غرار المسرح والكنيسة القضائية الكبرى القديمة ذات الأعمدة والساحة الواقعة بشرق الربوة.