الأقسام تحولت إلى محتشدات وملاجئ حذر النائب حسن عريبي عضو لجنة الدفاع الوطني عن حزب جبهة العدالة والتنمية، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، من تفاقم أوضاع مشكلة الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية، وقال "ان عدد التلاميذ في القسم الواحد تخطى جميع الأرقام القياسية في كتاب" غينيس"، ما جعلها وكأنها محتشدات وملاجئ. وقال عريبي في سؤال كتابي وجهه الى وزيرة التربية الوطنية، بخصوص مشكلة الإكتظاظ بالمؤسسات التعليمية، "إن الوضع كارثي سيتفاقم تباعا إن لم نتدارك الوضع عاجلا غير آجل" وتساءل في نفس الوقت عن البرامج التي سطرتها الوزارة للقضاء على مشكلة الاكتظاظ في المؤسسات التعليمة وأين وصلت تلك المشاريع؟". وأضاف النائب لقد وعدتمونا في الإصلاحات التي سطرتموها بداية الألفية بمدرسة ذات مقاييس عالمية، فهل الوضع التي تعيشه المدرسة الجزائرية يمكن أن ينافس مدارس الدول المجاورة ؟ ومن يتحمل نتائج ما وصلت إليه المدرسة الجزائرية ؟، كما تساءل عن الإجراءات والتدابير المتخذة بخصوص التكفل بهذه الإشغالات. وقال عريبي "ان عدد التلاميذ في القسم الواحد تخطى جميع الأرقام القياسية في كتاب" غينيس" ، ولقد أصبحت الأقسام الدراسية وكأنها محتشدات أو ملاجئ كثر فيها الضجيج والصراخ وحتى المعارك ومرتعا لبعض المسرحيات التي أصبحنا نشاهدها في هواتف البعض، وما خفي أعظم"، وأضاف مع عدد التلاميذ لربما تنتهي السنة الدراسية والمدرس لم يستطع حفظ أسماء جميع التلاميذ. وتساءل النائب "هل يعقل أن يصل عدد التلاميذ في القسم الواحد الى خمسين تلميذا؟، ما هي مقاييس الجودة التعليمية التي سمحت لكم بأن يصل عدد المتمدرسين إلى خميسين؟، وهل في هذا الجو يمكن أن نتحدث عن عملية تعليمية وتربوية ناجحة؟، ما هي قدرة المدرس أو الاستاذ على التحكم في هذا الطوفان البشري، هل يمكن التحدث عن الصحة التعليمية وعدم انتقال الأمراض وسط هذا الجو المشحون؟ . وقال النائب أن المشهد التربوي في الجزائر يبدو مختلفا تماما ويسير عكس التيار، وما هو مطبق في الدول الغربية التي أولت أهمية غير مسبوقة للتعليم وهو ما مكنها من تخطي عتبة الفقر والتخلف والجهل هو الاهتمام، في وقت كانت الجزائر في سنوات قد خلت وبالرغم من محدودية الموارد وقلة المدخول تشيد المؤسسات التعليمة في أقاصي أدغال وقفار الجزائر، ومع تردي الوضع الأمني وهجران أهل البادية أصبحت تلك المؤسسات مرتعا للحيوانات الضالة. وأضاف كان المفترض أن تسارع الدولة إلى تلبية الطلب على تزايد على الأماكن البيداغوجية في المؤسسات التعلمية عن طريق تشييد المزيد من تلك المؤسسات داخل التجمعات العمرانية باستيعاب الأعداد المتزايدة من المتمدرسين، حيث بدأ هذا المشكل يتفاقم مع بداية الألفية الثالثة وفي نفس الوقت دخلت الجزائر في بحبوحة مالية مفرطة أطلقت من خلالها مشروعها العملاق الذي سيحقق لها الريادة والقيادة وهو مشروع بناء ملعب عند كل تجمع سكاني ليفتق الشباب قدراته ويصنع مستقبل أمته بدلا من إقامة المؤسسات التعليمية لتربية النشأ وتعليم أبناء الجيل.