ظهر قائد “الخضر“ عنتر يحيى محبطا جدا بعد الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني في بانغي. عنتر يحيى الذي تفاجأ عندما سمع التصريحات التي نقلت عن كمال قاسي السعيد الذي اتهم اللاعبين فيها بتعمّد الهزيمة، ليتحدّث عن ما جرى في هذه المواجهة وكذا عن مستقبل “الخضر“ بعد الذي حدث، ليكشف أنه رفقة زملائه تنقلوا لغرفة المدرب للتعبير عن تعاطفهم معه. كيف تعلّق على الهزيمة أمام إفريقيا الوسطى؟ علينا أن نكون صرحاء ونقول إننا خلال هذه المواجهة لم نقدم المستوى المطلوب وهذا لعدة أسباب، لكننا لم نجد أنفسنا والمنافس تفوّق علينا في الصراعات الثنائية على الكرة وكذا في الاستحواذ لأطول وقت على الكرة، أمّا إذا تحدثنا عن أسباب ما حدث فأعتقد أننا لعبنا اليوم بمجموعة لم يسبق لها أن لعبت مع بعض من جهة كما أنها لم يسبق أن لعبت في مثل هذه الظروف الصعبة. ماذا تقصد بذلك؟ عندما يغيب عن الفريق حوالي 6 عناصر أساسية فمن الطبيعي أن لا يظهر مثلما كان عليه في السابق، كما أن العناصر التي لعب أمام إفريقيا الوسطى العديد منها يلعب لأول مرة في مثل هذه الظروف في إفريقيا ف مهدي لحسن وكارل مجاني ومصباح ومبولحي لم يسبق لهم أن لعبوا في إفريقيا ما عدا في المونديال أين كانت الظروف ملائمة، لكن هذه المرة لم يستطيعوا مثلنا جميعا أن يقدموا مستواهم المعهود. وما الذي حدث رغم أن المجموعة كانت تتمتع بإرادة قوية عشية المباراة والجميع كان ينتظر عودتكم بفوز من بانغي؟ كنا جاهزين وإرادتنا كانت قوية للعودة من هذا التنقل بالنقاط الثلاث، لكن بمجرد دخولنا إلى أرضية الميدان وجدنا أنفسنا نشعر بالثقل في الحركة بسبب الحرارة التي كانت لا تطاق، وكذا الرطوبة العالية التي أثرت على المجموعة وجعلتنا لا نستطيع التفوّق في الصراعات الثنائية من شدة التعب، ثم أننا حاولنا في كل مرة تجاوز تلك الصعاب دون جدوى وكأننا كنا نلعب أمام أكثر من منافس. ألا تعتقد أن المنافس عرف كيف يسير المباراة عكس منتخبنا الذي ظل تائها فوق الميدان؟ من هذه الناحية نعترف بأننا لم نكن في مستوى المنافس ليس لأننا لا نملك هذا المستوى بل لأننا في فترة من الفترات وجدنا أنفسنا نختنق بسبب صعوبة المناخ، وحتى في المرحلة الثانية عندما تساقطت الأمطار كانت الرياح مع المنافس، أنا لا أقول هذا الكلام لتبرير الهزيمة لأن كل هذا لا يعني أن نتيجة هذا اللقاء عادية بل بالعكس نشعر بمرارة شديدة بعد الذي حصل، لكن الجمهور الجزائري يجب أن يفهم أننا في طور تكوين فريق جديد ويجب أن لا نبقى نتحدث عن أننا تأهلنا للمونديال ووصلنا لنصف نهائي كأس إفريقيا وغيرها من الإنجازات التي يجب أن ننساها، بل علينا أن ننطلق من نقطة الصفر حتى لا نبقى نعيش على الماضي، ففريقنا الآن في طور التكوين ويلزم بعض الوقت لنعود للطريق الصحيح. لاحظنا أن حتى اللاعبين المتعوّدين على مثل هذه الظروف لم يكونوا في المستوى. نعم، لأن مشكلتنا في هذه المواجهة أننا لم نتمكن من الدفاع كمجموعة مثلما تعوّدنا، وهذا لأننا كنا نعاني من ثقل الحركة وأحيانا حتى من الاختناق، البعض ربما يظهر له الأمر سهلا عندما يشاهد اللقاء على شاشة التلفزيون لكن من يكون فوق أرضية الميدان يعرف جيدا أننا كنا نعاني من ظروف لا تطاق. الآن وبعد أن وجدنا أنفسنا في هذه الوضعية الصعبة، كيف ترى المستقبل بداية بلقاء المغرب المقبل؟ أظن أننا لم نُقص بعد حتى ندفن هذا الفريق، فعلينا أن نحضّر أنفسنا جيدا لما تبقى من مشوار خاصة أن 12 نقطة ما تزال في هذه التصفيات والفريق الذي يحتل المرتبة الأولى لا يملك إلا 4 نقاط، المباراة المقبلة أصبحت مصيرية ويجب أن لا نضيّع من الآن فصاعدا أية نقطة. المدرب بن شيخة كان متأثرا جدا بعد المباراة وبقي في غرفته إلى غاية التحاقكم به، ماذا قلتم له؟ فضلنا أن نخفف عن المدرب رغم أننا كنا أيضا متأثرين للغاية، لذا تنقلنا إليه لنتحدث معه قليلا لأننا عملنا طيلة الأسبوع معا وكنا نتمنى أن تكلل جهودنا بنتيجة إيجابية، لكنني أفضل أن لا أكشف ما دار بيننا من حديث لأنه كان حميميا بين مدرب ولاعبيه. عودة المصابين في مارس المقبل ستكون في وقتها حسب رأيك. بالطبع، أمور كثيرة ستتغير بعد 6 أشهر فإضافة إلى عودة مطمور، زياني، حليش، ڤديورة، شاذلي العمري، قادير، مغني وربما نسيت البعض، أكيد أن المجموعة ستكون أكثر ثراء والمدرب سيكون له الاختيار لنكون في الموعد، ثم أننا سنلعب فوق ميداننا وأمام جمهورنا ثم عندما نلعب مباراة الإياب لن نكون في ظروف كتلك الذي وجدناها في إفريقيا الوسطى. ما تعليقك على تصريحات قاسي السعيد الذي أكد أن الهزيمة سببها تعمّد اللاعبين رفع أرجلهم لإبعاد بن شيخة؟ (يتعصّب) هذا كلام لا أفهم الهدف منه فعيب كبير أن يتهمنا هذا الشخص بالخيانة وهو يعرف جيدا تعلّقنا بالجزائر والمنتخب الوطني، من لا يريد اللعب لا يأتي إلى هنا وخلاص، لماذا يتعمّد الخسارة؟ إنه كلام خطير وأفضل عدم الدخول في حرب تصريحات مع هذا الشخص لكنني أطلب منكم فقط أن تسألوا المدرب بن شيخة عن علاقته بنا كلاعبين وسيجيبكم بالتأكيد. --------------- عنتر يحيى و بوڤرة أشد المتأثرين بالهزيمة كان جميع اللاعبين متأثرين عقب الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني في بانغي أمام إفريقيا الوسطى، لكن كان عنتر يحيى وبوڤرة أشد المتأثرين، حيث لم يصدق صانع ملحمة أم درمان بأنهم خرجوا منهزمين بهذه النتيجة من مباراتهم أمام إفريقيا الوسطى بعد أن كانت إرادة قوية تحدو أشبال بن شيخة لتحقيق نتيجة إيجابية فيها والعودة إلى الجزائر بالزاد كاملا، ولم يكن عنتر يحدث أي أحد بعد اللقاء. ونفس الشيء بالنسبة لزميله مجيد بوڤرة الذي فضل العزلة وعدم التحدث عن ذلك اللقاء. الماجيك لم يتمكن حتى من الإدلاء بتصريحات ومن شدة تأثره، فلم يتمكن قلب دفاع “الخضر” مجيد بوڤرة حتى من الإدلاء بالتصريحات لرجال الإعلام، وتعذر عليه ذلك هذه المرة، وهو الذي تعود على تمالك نفسه، لكن على ما يبدو، فإن الصدمة كانت شديدة هذه المرة على “الماجيك” الذي لم يتقبل إطلاقا النتيجة التي انتهى عليها اللقاء. وهو الذي وعد الجماهير الجزائرية بتحقيق الفوز في إفريقيا الوسطى، لكن نظرا للظروف التي جرى فيها اللقاء، فإن الأمور لم تمش كما ينبغي، وخرج “الخضر” فارغي الوفاض من خرجتهم هذه.