تمكّن اتحاد بسكرة أول أمس من إدخال الفرحة الى قلوب أنصاره الأوفياء في ثاني ظهور له فوق أرضية ميدان 18 فبراير بالعالية على حساب شباب باتنة وبنتيجة (2-1)، في مقابلة عرف أشبال المدرب مشيش كيف ينهونها لصالحهم بفضل الإرادة القوية والرغبة في الظفر بالنقاط الثلاث عقب هدفي رأس الحربة مرازقة هشام أمام فريق لم يظهر الشيء الكثير بسبب افتقاده القاطرة الأمامية، وحتى هدف الشرف الذي سجله بوحربيط كان من وضعية تسلّل. الرغبة في انتزاع الفوز ظهرت منذ الدقائق الأولى وعلى عكس مواجهة جمعية وهران في الجولة الثانية حيث ظهر نوع من الارتباك لدى بعض اللاعبين كما ظهر نوع من نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة، فإن مواجهة شباب باتنة أول أمس أظهر خلالها رفاق لبلالطة رغبة كبيرة في انتزاع الفوز منذ الدقائق الأولى، حيث قطعوا عهدا على أنفسهم بضرورة تجنب التعثّر وعدم تخييب ظن الأنصار، وقد تجسد ذلك من خلال الإرادة الفولاذية وروح التلاحم لاسيما على مستوى وسط الميدان، حيث اشتد الصراع وكان مومن، لخذاري، مليكة، سعدلي وبقية اللاعبين “رجالة“ بما تحمله الكلمة من معنى. ... الإشاعات زادت اللاعبين شحنة وعلى الرغم من أن ذوي الزي الأخضر والأسود كان شغلهم الشاغل الفوز ثم الفوز من أجل التصالح مع الأنصار عقب “تكليحة “مستغانم وما خلفته من ردود أفعال في أوساط الأنصار، إلا أن الإشاعات التي راجت بعاصمة الزيبان صبيحة اللقاء والتي تفيد بأن لقاء “الكاب مخدوم“ قد زادت رفاق بوتريعة شحنة معنوية وتركتهم يصمّمون على الظفر بالنقاط الثلاث وإسكات تلك الأفواه. طرد النحس تم بالأداء والنتيجة ولم يقتصر فوز الجمعة الماضية أمام شباب باتنة على التصالح مع الأنصار فحسب، بل كان الفرصة التي مكّنت لاعبي الاتحاد من تجاوز نحس الكاب الذي كان خلال السنوات الفارطة يفرض منطقه فوق أرضية ميدان 18 فبراير بالعالية ويعود دائما بنقطة التعادل، وما زاد من حلاوة طرد النحس أنه تجسد بفضل الأداء الرجولي لأبناء المدرب مشيش. ... مشيش أزال عقدة ثانية وإذا كان الفضل في انتزاع الفوز يعود بدرجة أولى الى إرادة اللاعبين والدعم المعنوي للفوارس طيلة التسعين دقيقة فإن ذلك لن يمنعنا من التنويه بالرسم التكتيكي المعتمد من طرف المدرب مشيش الذي تمكّن من التغلب على يعيش عبد القادر كما تمكّن من إزالة عقدة ثانية ألا وهي نحس فرض الكاب للنتائج الإيجابية بميدان العالية بعدما تمكّن من إزالة عقدة الهزائم بملعب المحمدية في الجولة الأولى حين عاد بالنقاط الثلاث على حساب السريع المحلي. الجدية تواصلت في الشوط الثاني والنقص العددي لم يؤثر ومن دون شك فإن غالبية من حضر المباراة أول أمس أجمع أن لاعبي الخضراء واصلوا اللعب بنفس العزيمة والجدية والإرادة التي لعبوا بها في المرحلة الأولى، فعلى الرغم من النقص العددي بعد طرد القائد تريعة في الد 63 إلا أن الطاقم الفني واللاعبين عرفوا كيف يحافظون على روح التلاحم ومواصلة اللقاء بأكثر عزيمة، لاسيما أن المدرب مشيش قام بالتغييرات التي مكّنت التشكيلة من المحافظة على نفس وتيرة اللعب مع تعزيز الخط الخلفي من أجل الحفاظ على النتيجة وإنهاء المواجهة لصالح الاتحاد. قحة منح الإضافة لزملائه وفي الوقت الذي اقتنع فيه الفوارس بأن لاعبي الخضراء كانوا أحق بالفوز أول أمس بفضل الإرادة والروح العالية التي لعبوا بها طيلة اللقاء فإن ذلك لم يمنع العديد منهم من التنويه بالحارس قحة الذي ظهر بمردود كبير ومنح شحنة إضافية لزملائه، كما لم يتوان في توجيه زملائه بالصراخ وغلق جميع المنافذ في وجه مهاجمي الكاب، ويعود الفضل في ذلك الى العمل الكبير الذي يقوم به مدرب الحراس مردف الطاهر الذي يستحق العلامة الكاملة أول أمس، مع الإشارة إلى أن هدف بوحربيط في الد88 “غاضو بزاف“ واحتج على عدم شرعيته. مرغاد “قلب الأسد“ ومع لخذاري “الريح ما يعڤبش” ومن جهته فقد أظهر المدافع مرغاد استماتة كبيرة على مستوى الخط الخلفي وضيّق الخناق على المهاجم بورحلي وزميله مساعدية لدرجة استعمال الأخير للخشونة على ابن حي الزيتونة، إلا أنها لم تنفع أمام قوة مرغاد الذي يستحق تسمية “قلب الأسد“، وقد غادر هذا اللاعب الملعب في الد54 متأثرًا بإصابة على مستوى الكاحل، كما كان لاعب المنتخب الوطني للآمال لخذاري في يومه وتمكن من فرض رقابة لصيقة على مهاجمي لكاب رغم أنه لعب طيلة اللقاء في منصب وسط ميدان وتمسك بمقولة “الريح ما يعڤبش“. بخة لم يخيّب في أول ظهور وعلى صعيد آخر ونظرا للطرد الذي تعرض له المدافع زرناجي في مواجهة مستغانم لم يتوان المدرب مشيش في منح الثقة لزميله بخة عبد القادر الذي يشغل منصب ظهير أيسر في أول ظهور له هذا الموسم بعد عودته من إصابة، ولم يخيّب “بخبوخ“ ظن الأنصار رغم نقص المنافسة، حيث ظهر بإمكانات كبيرة خاصة في المرحلة الثانية، الأمر الذي يؤكد بأن المنافسة ستشتد بينه وبين المدافع زرناجي بغية الظفر بمكانة أساسية خلال الجولات القادمة. اللاعبون هولوها “بالشبكة يا هيشامو“ عقب نهاية المواجهة شهدت غرف تغيير الملابس الخاصة بلاعبي الاتحاد فرحة كبيرة تؤكّد بأنهم عانوا من ضغط رهيب طيلة الأسبوع عقب هزيمة مستغانم بدليل احتفالهم بطريقتهم الخاصة بهذا الانتصار، و“هولوها تاع الصح بأغنية الشبكة يا هيشامو هذا عام الطلعة“، في إشارة الى مسجّل الهدفين هشام مرازقة الذي طالبوه بأهداف أخرى في الجولات القادمة. مرازقة : “هذا الفوز سيحرّرنا من الناحية المعنوية“ وعن فوز فريقه أمام شباب باتنة صرّح لنا قلب الهجوم مرازقة قائلا : “بكل صراحة فقد دخلنا اللقاء من أجل الفوز وعدم تقبل نتيجة أخرى من أجل محو هزيمة الجولة الماضية أمام مستغانم ووضع حد للإشاعات التي سبقت اللقاء بأنه “مخدوم لباتنة“، والحمد لله أننا وفقنا في تحقيق الانتصار الذي سيحررنا من الناحية المعنوية ويتركنا نواصل المشوار بمعنويات مرتفعة، كما أن الهدفين اللذين سجلتهما هما ثمرة المجموعة ككل من طاقم فني، لاعبين ومسيّرين وأنصار، كما سيفتحان لي الشهية لإضافة أهداف أخرى مستقبلا لأنه تحدوني رغبة كبيرة في أداء موسم كبير وتشريف ألوان الاتحاد، كما استغل الفرصة لأؤكد بأن لاعبي الاتحاد بعيدين كل البعد عن الكولسة “وما يبيعو ما يشرو”.