لم تكن خرجة اتحاد عنابة في جولة نهاية الأسبوع الماضي موفقة، حيث عاد من العاصمة يجر أذيال الخيبة والخسارة والتي كانت بثلاثية أمام اتحاد الحراش الذي لم يجد صعوبة كبيرة في الفوز عليه. هذه الخسارة هي الثانية للتشكيلة العنابية في بطولة هذا الموسم بعد الأولى التي سجلتها في الجولة الأولى أمام وداد تلمسان، وكانت بين هذين اللقاءين قد فازت على شبيبة بجاية في الجولة ما قبل الماضية على ملعبها 19 ماي. ما جعل لاعبيها يكسبون المزيد من الثقة في أنفسهم، لكن خسارتهم في الحراش جعلت ثقتهم هذه تزول وأدخلت الشك في أنفسهم وفي نفوس أنصارهم. الهوليقانز تنقلوا بقوة وعادوا خائبين بالفعل يستحق أنصار اتحاد عنابة فريقا يفرحهم ويجلب لهم الألقاب لأنهم وبالرغم من بعد المسافة بين عنابة والعاصمة - حوالي 600 كيلومتر- إلا أنهم كانوا حاضرين بملعب أول نوفمبر بالمحمدية يوم السبت الماضي بأعداد لا بأس بها(حوالي 300 مناصر). وذلك من أجل مساندة فريقهم ودفعه إلى الأمام وهذا حتى يتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الحراش. لكن فريقهم هذا خيبهم مرة ثانية مثلما فعل في تنقله الأول الذي قاده إلى تلمسان، والأكثر من ذلك أنه خسر بثلاثية نظيفة على الرغم من أن المنافس ليس بالفريق الذي يفوز عليه بهذه النتيجة. عنابة لا تملك ثقافة الفوز أو التعادل خارج الديار هذا وعلى الرغم من الجمهور الذهبي الذي تمتلكه التشكيلة العنابية والذي يتنقل معها أينما ارتحلت سواء في البطولة أو في الكأس وفي أي زمان، إلا أنها لا تستغل هذا العامل في تحقيق نتائج خارج ديارها، حيث قلما تتمكن من العودة بالتعادل أو الفوز. ويعود سبب ذلك لكونها لا تمتلك ثقافة تحقيق النتائج الإيجابية خارج الديار مثلما تفعل الفرق الكبيرة، وكما قال أحد الأنصار: “عنابة كالحوت كي يخرج من الماء يموت” حتى بالنجوم لم تستطع كسب هذه الثقافة وقد حاول الاتحاد، خاصة في المواسم الخمسة الماضية عندما وصل منادي إلى رئاسة إدارته كسب هذه الثقافة بواسطة تدعيم صفوف تشكيلته بلاعبي الخبرة والنجوم، لكن ذلك لم ينفع، والأكثر من ذلك أن هذه السياسة جلبت “التبهديل” لعنابة مثلما حدث في الموسم الماضي عندما دخل فريقها في حسابات السقوط في الجولات الأخيرة وذلك بسبب نتائجه السلبية داخل دياره وخارجها. اللقاءات الرسمية ليست كالودية وقد كسبت تشكيلة هذا الموسم قلوب الهوليقانز في اللقاءات الودية التي لعبتها قبل بداية البطولة بسبب نتائجها الإيجابية التي حققتها في تلك اللقاءات، لتصطدم بعد ذلك بواقع مر عند بداية البطولة اسمه اللقاءات الرسمية، ففي ثلاث جولات تكبد أشبال المدرب عبد القادر عمراني هزيمتين، الأولى كانت في لقاء الجولة الأولى أمام وداد تلمسان والثانية كانت يوم السبت الماضي أمام اتحاد الحراش. ما يعني أن الأمور تختلف في اللقاءات الرسمية عن الودية والتي تغيب فيها كل عوامل التحفيز ونتائجها لا تهم بعكس اللقاءات الرسمية التي تكون فيها كل عوامل الضغط والنتيجة أكثر من هامة. بماذا سيتحجج عمراني واللاعبون هذه المرة؟ وكان لاعبو اتحاد عنابة ومدربهم عبد القادر عمراني قد أرجعوا سبب خسارتهم في الجولة الأولى أمام وداد تلمسان إلى أن فريقهم لم يكن في يومه ولم يلعب بمستواه الحقيقي، لكن هذه المرة وبعد الخسارة الجديدة المسجلة أمام اتحاد الحراش فبماذا سيتحجج كل هؤلاء، ربما قد يقولون إن عقدة ملعب أول نوفمبر هي السبب. بعض اللاعبين أصبحوا يرون أنفسهم “حاجة” لكن قد يكون الغرور الذي أصاب بعد اللاعبين بعد الفوز المحقق في لقاء الجولة ما قبل الماضية أمام شبيبة بجاية هو السبب الحقيقي في الخسارة المسجلة أمام اتحاد الحراش، ولذلك فعلى هؤلاء أن يضعوا أرجلهم على الأرض إذا ما أرادوا أن لا يتكرر ما حدث لفريقهم أمام “الصفراء” في اللقاءات القادمة. الحراش لم تجد صعوبة في التسجيل وبخصوص مجريات لقاء الحراش، نجد أن التشكيلة التي أقحمها مدرب “بونة” عبد القادر عمراني في هذا اللقاء كان بإمكانها تحقيق نتيجة إيجابية فيه، لأن منافسها لم يكن ذلك الفريق القوي، وحتى لاعبوه خلال تصريحاتهم التي كانت قبل هذه المواجهة كلها كانت تصب في أنها صعبة والمنافس فيها اتحاد عنابة صعب المنال. لكن لاعبي اتحاد الحراش وجدوا حقيقة أخرى فوق الميدان غير التي كانوا يتوقعونها، تمثلت في سهولة الوصول إلى شباك التشكيلة العنابية وفي ثلاث مناسبات كاملة. عنابة خسرت بالثلاثية في موسم 2000/2001. وتعتبر الثلاثية التي خسر بها اتحاد عنابة أمام اتحاد الحراش يوم السبت الماضي هي الثانية في تاريخ مواجهات الفريقين على ملعب أول نوفمبر بالحراش، حيث تعود الأولى إلى لقاء ذهاب موسم 2000 / 2001، لكن بعد ذلك جميع اللقاءات التي لعبت في الحراش كانت تنتهي دائما بفوز الفريق الحراشي لكن بنتيجة هدف يتيم وفي اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع. الأخطاء الدفاعية فعلت فعلتها مرة ثانية هذا وقد كان المتسبب في هذه الخسارة بدرجة كبيرة الأخطاء البدائية التي ارتكبها أشبال المدرب عبد القادر عمراني، خاصة المدافعون والتي سمحت للفريق العاصمي من التسجيل منذ الدقيقة الثانية، ليضيف في الشوط الثاني هدفا ثانيا وثالثا قضيا بهما على أحلام رفقاء الحارس واضح الذين تكرر معهم نفس ما حدث لهم أمام تلمسان. قد يكون غياب التحفيز المادي سبب هذه الخسارة الجديدة ويرجع البعض سبب هذه الخسارة إلى غياب التحفيز المادي وليس لكون بعض اللاعبين أصبحوا يرون أنفسهم “حاجة” أو بسبب الأخطاء الدفاعية أو شيء آخر من هذا القبيل. وقد يكون سبب غياب عامل التحفيز المالي السبب الحقيقي لأن عنصر المال أمر مهم في لعبة كرة القدم، ويعلم الجميع بأن لاعبي اتحاد عنابة لم يتلقوا أجورهم لمدة تفوق الأربعة أشهر. الهدف الثاني قضى عليهم وما يثبت بأن رفقاء بالغ كانوا فعلا يريدون تحقيق نتيجة إيجابية هو لعبهم الجيد في الشوط الأول، حيث كانوا أفضل من منافسهم في هذا الشوط. وقد يخيل لكل من كان في الملعب بأن هذه المباراة تجري في عنابة. هذا ومع بداية الشوط الثاني حاول أشبال المدرب عبد القادر عمراني معادلة النتيجة، لكن الهدف الثاني الذي سجله الفريق العاصمي قضى على عزيمتهم، وهو الأمر الذي جعلهم يتلقون هدفا ثالثا لحظات قليلة قبل نهاية اللقاء. بالغ كان الأحسن ولم يحالفه الحظ في التسجيل من جهة أخرى كان اللاعب الوهراني في صفوف التشكيلة العنابية بالغ أبو سفيان أخطر عنصر في فريقه، حيث أقلق بسرعته دفاع اتحاد الحراش، كما أتيحت له بعض الفرص، لكن الحظ لم يحالفه في التسجيل، كما أنه لم يجد مساعدة كافية من زملائه الذين يلعبون في وسط الميدان، خاصة في الشوط الأول. عمراني حافظ على نفس محور الدفاع الذي لعب به أمام بجاية وبخصوص الرسم التكتيكي الذي لعب به لقاء الحراش، فقد انتهج مدرب اتحاد عنابة عبد القادر عمراني خطة 4/4/2 ويبقى الشيء الملاحظ في هذه المواجهة أنه أقحم فيها نفس محور الدفاع الذي لعب به لقاء الجولة الماضية أمام شبيبة بجاية والمتكون من الثنائي بوجليدة – مسعودي. هذا الأخير فضله عمراني في آخر لحظة على زميله المدافع عماري الذي كان سيلعب أساسيا هذا اللقاء وذلك مثلما كشفته لنا المباراة التطبيقية التي تم إجراؤها في الحصة التدريبية الأخيرة التي سبقت هذا اللقاء. فضل إقحام مكاوي مدافعا أيسر في مكان منصور اعتماده على خطة 4/4/2 جعلت المدرب عمراني يقحم اللاعب مكاوي مدافعا أيسر بدل مهاجم، وقد ذهب ضحية هذا التغيير اللاعب منصور الذي لعب في هذا المنصب مدافعا أيسر في اللقاءين الأولين أمام وداد تلمسان وشبيبة بجاية. ويواصل منح الثقة لزواوي في وسط الميدان وليس المدافع مسعودي فقط الذي حافظ على مكانته الأساسية في لقاء الحراش بعدما كان قد انتزعها في لقاء الجولة ما قبل الماضية أمام شبيبة بجاية، لأن زميله الشاب القادم من أواسط وفاق سطيف قبل بداية هذا الموسم زواوي هو كذلك حافظ على مكانته الأساسية في هذه المباراة والتي نالها كذلك في الجولة ما قبل الماضية أمام شبيبة بجاية. هذا وقد أدى زواوي شوطا أول جيدا، لكن في الشوط الثاني انخفض مستواه مثل بقية زملائه الآخرين، خاصة بعدما تلقى مرماهم الهدف الثاني. عمراني رفض التصريح بعد نهاية اللقاء في نهاية اللقاء انتظر رجال الإعلام كثيرا مدرب اتحاد عنابة عبد القادر عمراني وذلك من أجل أخذ انطباعاته، لكن التقني العنابي تأخر في الخروج من غرفة الملابس التي بقى فيها لأكثر من ربع ساعة، وهو ما تعذر على الصحفيين أخذ انطباعاته والتي سنحاول نشرها في عدد الغد. ------------------ الهوليقانز غادروا الملعب بعد الهدف الثاني كان عددهم في مدرجات ملعب أول نوفمبر حوالي 300 مناصر تنقلوا إلى العاصمة من أجل الوقوف مع فريقهم ودفعه نحوى الأمام من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في مباراته أمام اتحاد الحراش، لكن كامل آمالهم سقطت في الماء لأن تشكيلتهم خسرت لقاءها هذا وبثلاثية نظيفة. هذا وقد غادر أغلبية أنصار اتحاد عنابة الملعب بعد الهدف الثاني الذي سجله الفريق العاصمي عن طريق مهاجمه بن ناي الذي بالمناسبة يعتبر هدفه هذا الثاني له بعد هدفه الأول الذي كان قد سجله في لقاء العودة للموسم الماضي الذي لعب في عنابة وبدون جمهور والذي انتهى بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لهدف. الأنصار: “بهذه العقلية الفريق لن يذهب بعيدا” مباشرة بعد نهاية اللقاء، اتصل بنا الكثيرون من الأنصار، خاصة أولئك الذين كانوا في الملعب وذلك من أجل توجيه رسالة إلى كافة القائمين على شؤون تشكيلتهم، أكدوا فيها أنه بهذه العقلية التي بسير بها الفريق فإنه لن يتمكن من الذهاب بعيدا ولن يفعل أي شيء هذا الموسم، وقد يجد نفسه يلعب على ضمان البقاء لأنه لا يكفي الفوز فقط داخل الديار. صدمة كبيرة في عنابة بعد نهاية اللقاء بعد الفوز المقنع في الجولة الماضية على شبيبة بجاية، كان كامل العنانبة يعتقدون أن فريقهم دخل في جو المنافسة وتمكن من تحقيق انطلاقته التي كانوا ينتظرون منه تأكيدها في مباراته أمام اتحاد الحراش، لكن ذلك لم يحدث، والأكثر من ذلك أنه خسر بثلاثية نظيفة “دوخت” الأنصار ومحبيه في مدينة عنابة. التشكيلة عادت جوا في حدود العاشرة ونصف ليلا عادت التشكيلة العنابية إلى عنابة جوا في حدود الساعة العاشرة ونصف ليلا من ليلة أول أمس قادمة من العاصمة، من جهته فريق الأواسط الذي كان قد لعب قبل فريق الأكابر مباراته أمام أواسط اتحاد الحراش والتي تمكن من تحقيق التعادل فيها عاد إلى عنابة بواسطة الحافلة مع الساعات الأولى من فجر يوم الأحد الماضي. استئناف التدريبات عشية اليوم في الغابة هذا وقد استفاد رفقاء بقرار من يوم راحة أمس، وستكون عودتهم للتدريبات عشية اليوم على الساعة الرابعة ونصف بعد العصر في غابة نادي الأحصنة بعين عشير، والحصة التي ستكون مخصصة للجانب البدني والاسترجاع. -------------------- عمراني يعاقب بوخلوف بعدم استدعائه للقاء الحراش وجد المهاجم بوخلوف نفسه خارج قائمة 18 أمام اتحاد الحراش، ولا يعود سبب ذلك لعدم ثقة مدربه عمراني في إمكاناته وإنما ذلك كان حسب مصادرنا عقابا لهذا اللاعب بسبب الشجار الذي دار بينه وبين زميله المدافع الأيمن منزري في إحدى اللقطات التي كانت بين هذين اللاعبين في اللقاء التطبيقي الذي تم إجراؤه في الحصة التدريبية ليوم الخميس الماضي. --------------------- بالغ: “نعتذر إلى الأنصار ولم أفهم ماذا حصل لنا في لقاء الحراش” الأنصار يريدون منكم معرفة سبب خسارتكم أمام اتحاد الحراش؟ أولا نطلب منهم الاعتذار، وعن السبب الذي جعلنا نخسر لقاءنا هذا فصدقني لا زلت لحد هذه الساعة لم أفهم ماذا حصل لنا في هذا اللقاء على الرغم من أن العزيمة في تحقيق نتيجة ءيجابية فيه لم تكن تنقصنا ف بعد الهدف الأول الذي دخل مرمانا بعد دقيقة واحدة من بداية اللقاء، حاولنا ترتيب أوراقنا، حيث تمكنا من السيطرة على مجريات اللعب في الشوط الأول، لكن ذلك لم يسمح لنا بمعادلة النتيجة. وفي الشوط الثاني ماذا حصل لكم؟ في الشوط الثاني حاولنا مواصلة ضغطنا على مرمى الحراش، لكن بدون جدوى، ومع مرور الوقت فقدنا تركيزنا وهو الأمر الذي سمح لاتحاد الحراش بتسجيل هدف ثان، هذا الهدف قضى علينا تماما، حيث كان مثل رصاصة الرحمة. وهو الأمر الذي جعلكم تتلقون هدفا ثالثا في النهاية؟ بالفعل الهدف الثاني قضى علينا، وهو ما جعلنا نرتكب العديد من الأخطاء، وحتى استحواذنا على الكرة قل في الدقائق التي تلت هذا الهدف، ما جعل المنافس يتمكن من تهديد مرمانا في العديد من المرات ويتمكن لحظات قليلة قبل نهاية اللقاء من إضافة هدف ثالث. كنت أحسن العناصر من جانب فريقك في هذا اللقاء، كيف تعلق على ذلك؟ حاولت استغلال الفرصة التي تحصلت عليها بدخولي أساسيا، حيث حاولت تقديم أفضل ما لدي، خاصة في الشوط الأول عندما كنا نضغط على دفاع المنافس، لكن الحظ لم يحالفني في التسجيل. ماذا بعد هذه الخسارة؟ علينا أن ننسى خسارتنا هذه بسرعة وأن نحول كامل تركيزنا نحوى لقائنا القادم الذي سنلعبه فوق ملعبنا وأمام أنصارنا أمام اتحاد البليدة. كلمة أخيرة نعد الأنصار بأننا سنعمل المستحيل في اللقاء القادم أمام اتحاد البليدة لكي نتدارك خسارتنا التي تلقيناها أمام اتحاد الحراش الذي لم يكن بالفريق الذي يفوز علينا بثلاثية.