“إتصال بن شيخة بي يوما بعد إصابتي أثر في كثيرا وأتوسّل إليكم لتبلغوه تحياتي” أولا شكرا لاستقبالك لنا فؤاد... لا شكر على واجب أنا في خدمتكم. ما هي أخبارك؟ بخيروالحمد لله ، منذ أن بدأت إعادة التأهيل على ركبتي و الأمور تجري على أحسن ما يرام خاصة أني أعمل مع مدلك الفريق بالجدية اللازمة لأعود في أسرع وقت... الحمد لله كل شيء على ما يرام. ألا تشعر بأي ألم الأن؟ لا، إطلاقا لا أشعر بأي ألم إلى حد الآن... الحمد لله أنا في تحسن مستمرمن يوم لأخر. هل يمكنك أن تعود بنا للفترة الصعبة التي قضيتها في المدة الأخيرة بعد الإصابة ،كيف كان رد فعلك لما علمت أن الإصابة التي تعرضت لها خطيرة؟ تعلمون أنه من الصعب تقبّل الأمر بسهولة ، فمعنوياتي كانت منحطة لما علمت أني أصبت على مستوى الأربطة المعاكسة وأنه يجب عليّ إجراء عملية جراحية فورا لكن بعد يومين أو ثلاثة قلت في نفسي إنه المكتوب وإنها اختبارات تحدث لنا في الحياة و يجب تجاوزها، وفي مثل هذه الأحوال يمكن أن نعرف إن كنا أقوياء ذهنيا أم لا. هل أنت غاضب من لاعب ألمبيك مرسيليا “سيسي” الذي كان سببا في إصابتك؟ لا، لم يكن هو السبب... “سيسي” كان أمامي ولكنه لم يلمسني إطلاقا، أصبت لوحدي. لكن هذا ما صرح به هو... ليس صحيحا، أصبت لوحدي حيث كنت بصدد تثبيت رجلي بعدها حدث لي إلتواء في ركبتي فأصبت في الأربطة المعاكسة مباشرة . زملاؤك في المنتخب الوطني تضامنوا معك بطريقة رائعة وشجعوك عبر تصريحات في جريدة “الهدّاف”، كيف كان رد فعلك؟ لقد أفرحني ذلك كثيرا و خفف عني الأمر... عندما تكون في وضعية مماثلة ستشعر أكثر بكل هذا التضامن خاصة من طرف زملائي في المنتخب والطاقم الفني ل فالونسيان الذين اتصلوا بي وكانوا إلى جانبي وهذا ما يعطيك القوة الذهنية للعودة بقوة. فكرت طبعا في زملائك المصابين مثل عدلان ڤديورة الذي لم يحالفه الحظ كذلك والذي يعاني من إصابة خطيرة؟ لقد تحدثث مع عدلان قديورة يومين أو ثلاثة بعد تعرضه للإصابة لأعبر له عن تضامني معه بعد إصابته وأتمنى له الشفاء العاجل فلقد كنت في مثل وضعيته وأعلم أن الأمر صعب لكن عدلان قوي ذهنيا وسيعود بقوة. بالتأكيد أنك تابعت المباريات الثلاث الأخيرة للمنتخب الجزائري التي غبت عنها ووجد فيها زملاءك صعوبات كبيرة فوق الميدان كيف كان شعورك ؟ لا أعرف إن كنت فعلا تركت فراغا في الفريق لكن ما أعرفه أننا في وضعية صعبة وينتظرنا لقاء مهم جدا أمام المنتخب المغربي سنخوضه في شهر مارس المقبل، هذه المباراة يجب علينا أن نحقق الفوز فيها. ماذا تقول عن النتائج السلبية التي سجلها المنتخب الجزائري في المدة الأخيرة ؟ بالعودة للمباريات الأخيرة نحن نعلم أن ظروف اللعب في إفريقيا صعبة جدا و نعرف أيضا أنه من غير الممكن أن تخوض مباراة أمام فريق أقل مستوى في ظروف صعبة للغاية ، نحن اللاعبون لا نرى الأمور من الزاوية نفسها التي ينظر منها الأنصار، وهذا لا يعني أننا نبحث عن الأعذار والتبريرات،لكن ظروف خوض المباريات أحيانا تحدد بدرجة كبيرة النتيجة النهائية للمباراة لذا أقول أننا نحن كلاعبين ، المهم أن نبذل جهودا و نعطي كل ما عندنا بتبليل القميص والنتائج لا تكون بأيدينا . حتى و إن كنا نحترم وجهة نظرك لكن اللاعب المحترف لا يمكن أن يتحجج بالظروف المناخية لأن الأمر يتعلق بمنتخب متواضع إسمه منتخب إفريقيا الوسطى، والمنتخب الجزائري يومها لم يظهر بمستوى جيد. هذا أكيد وأنا قلت أنه لا يجب البحث عن التبريرات و الأعذار، ربما كانت هناك بعض النقائص لكنني لا أعلم ما الذي جرى لأنني لم أكن في عين المكان مع زملائي بل كنت على السرير، وبالنسبة لي من الصعب الحديث دون أن تشعر بما شعر به زملائي. تابعت لقاء إفريقيا الوسطى، ما الذي كان ينقص المنتخب الجزائري؟ وجدت زملائي ضعفاء قليلا و كانت الفعالية و الإرادة اللازمة تنقصهم ولا أعرف إن كان ذلك بسبب الحرارة أو الرطوبة. ألا تعتقد أن ما حدث سببه ربما تغيير المدرب الذي لم يكن أمامه الوقت الكافي لتحضير فريقه؟ من الممكن جدا أن يكون ذلك سببا، قد يكون تغيير المدرب سببا في الكثير من الأمور و قد يكون لا شيء ، أي أنه لو تمكنا من تحقيق الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر كنا سنقول إن لمسة المدرب هي التي أتت بثمارها، وعندما يكون العكس أي نسجل نتيجة سلبية نقول إن المدرب لم يكن أمامه الوقت الكافي. إضافة إلى غيابك عن المنتخب الجزائري عرف الفريق غياب عدة لاعبين ويتعلق الأمر بكل من مطمور، زياني، حليش، بودبوز ويمكن أن نضيف أيضا ڤديورة وهي خمسة عناصر أساسية، هل هذه الغيابات مبرر للهزيمة؟ هذا أكيد، المنتخب الجزائري كان منقوصا من خمسة عناصر أساسية مهمة جدا لكن اللاعبين الذين كانوا مع المنتخب في “بانغي” كانوا من أحسن العناصر ويلعبون في أحسن البطولات الأوروبية، لكن الأن يجب أن لا نبقى نبحث عن المبررات بل يجب علينا أن نفكر في الأمور الأخرى الأكثر أهمية والمباريات التي تنتظرنا في المستقبل وننسى مباراة إفريقيا الوسطى. من ناحية الانسجام، ليس فؤاد الوحيد الذي غاب بل الأمر يتعلق بخمسة عناصر أي تقريبا نصف الفريق. نعم، ليس سهلا أن تعوّض اللاعبين الأساسيين الذي اعتدنا عليهم في كل مرة، لكن اللاعبين الذي تم استدعاؤهم يتمتعون بمستوى عال، أعتقد أنه من المهم جدا أن نصحح أخطاءنا عوضا أن نبقى نتحدث عن هذه المباراة التي انهزمنا فيها ب “بانغي”. كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في المجموعة الرابعة؟ سنضاعف حظوظنا أكثر، يجب أن لا نترك الأمور تنفلت بين أيدينا، الأمور لم تحسم بعد فأمامنا العديد من المواجهات ومباراة المغرب ستكون حاسمة، نحن متفقون حول هذا ويبقى المهم أننا مازلنا في السباق، يكفينا فقط الفوز في المواجهة المقبلة أمام المغرب من أجل بعث التنافس من جديد. ما هو رد فعلك على تصريحات المغاربة التي حكمت مسبقا بإقصائكم؟ صحيح أنهم في موقع قوة لأنهم يحتلون المرتبة الأولى في المجموعة ويملكون تشكيلة ممتازة كما أنهم يملكون مدربا كبيرا (إريك ڤيراتس) نعرف مستواه جديا باعتباره قام بعمل ممتاز في أولمبيك مرسيليا، هذا ما يسمح لهم بإصدار أحكام مسبقة بخصوص مستقبل تشكيلتنا، لكن الحديث سيكون فوق الميدان يوم 25 مارس المقبل. هل تعرف بعض لاعبي المنتخب المغربي؟ طبعا، أعرف فقط مروان الشماخ، كريتيان وحاجي، المهم أن التشكيلة قوية خاصة من الناحية الفردية وهذا ما سيضمن مباراة جميلة بين الطرفين. لنعد إلى مرحلة إعادة تأهيلك، كيف تسير؟ الأمور تسير على أحسن ما يرام، أتدرب يوميا مع مدلك الفريق “بيكري جيروم” وهو الأمر الذي جعل وضعيتي الصحية تسير في الاتجاه الصحيح. إذن يمكن القول إنك ستكون جاهزا لمقابلة المغرب. إن شاء الله، كل ما أتمناه أن تكون عودتي في شهر فيفري أو مارس وأكون جاهزا لهذه المباراة التي تنتظرنا أمام المغرب. لكننا علمنا بأن عودتك ستكون في شهر ديسمبر أو على أكثر تقدير بداية جانفي. هذا غير صحيح، ومثلما قلت لك عودتي إلى المنافسة ستكون في شهر فيفري. فؤاد، فريقك وضع ثقة كبيرة فيك لما قرر تمديد عقدك بسنتين رغم إصابتك الخطيرة في الأربطة، فماذا يمكن أن تقول لنا بخصوص هذا الأمر؟ أقول إنني كنت في مفاوضات مع إدارة فريقي منذ السنة الفارطة وكانت هناك اثنتان أو ثلاث جزئيات متعلقة بالعقد الجديد الذي كنت سأمضيه لم نتفق عليها وهو ما عطل الأمور قليلا، لكن كل شيء تم الاتفاق عليه الآن ولا أخفي عليك أني كنت أتمنى أن أجدد عقدي قبل أن أتعرض إلى هذه الإصابة على مستوى الركبة. لكن النادي قام بجهود كبيرة من أجلك خاصة أنك عائد من إصابة. لقد تكلمت بخصوص هذا الأمر جيدا في الموقع الرسمي لفالنسيان. منذ أن تعرضت للإصابة لقيت مساندة من قبل الجميع في النادي سواء من الطاقم الفني، زملائي اللاعبين وكل العاملين في نادي فالنسيان. لما نشاهد أن النادي يبدي رغبة في تجديد عقدي معه فإن هذا الأمر يشجعني ويعطيني رغبة للعودة أفضل من السابق. ما هي أهدافك فيما تبقى من الموسم الذي يبدو مكثفا؟ قبل كل شيء يجب أن أعود ب 100 % من إمكاناتي وهذا أهم شيء بالنسبة لي، بعد ذلك عليّ أن أكون حاضرا وأنفع نادي فالنسيان والمنتخب الوطني مع التمني بأن أشارك في أكبر عدد من اللقاءات. علمنا بأن عدة أندية كانت ترغب في الاستفادة من خدماتك، فهل لك أن تؤكد لنا ذلك؟ فعلا، كانت هناك بعض الاتصالات لكن الأمور لم تتطور كثيرا. بعد نهائيات كأس العالم بعض الأندية قدمت لي عروضا فعلية لكن في هذه الساعة ليست هناك متابعة من هذه الأندية. الجمهور الجزائري الذي يتابع أداءك يتمنى معرفة قادير الإنسان في حياته العادية. من الصعب الحديث عن نفسي لكن سأحاول أن أجيب على تساؤلكم. أنا شخص هادئ ولست معقدا، أحب المرح والضحك كما أني أحب أيضا التهكّم وماعدا ذلك فأنا إنسان بسيط وربما متحفظ أكثر من اللزوم. ما هي ميزتك الخاصة؟ أنا متواضع وأعمل كل شيء حتى أحافظ على هذه الميزة، ولا أخفي عليكم أني أحب البساطة كثيرا. ماذا عن عيوبك، اذكر لنا عيبا واحدا فقط. (يضحك) لديّ الكثير من العيوب مثل أي إنسان، لكن لن أقوم بسردها هنا في الجريدة. لكننا نريد عيبا واحدا من أجل قرائنا الذين يحبونك كثيرا. (يفكر قليلا) أنا طباخ سيء (ينفجر بالضحك). لقد تنقلت بعد المونديال إلى سطيف ونحن نعتقد أنك متمسك جدا بالمدينة التي ينحدر منها والداك، أليس كذلك؟ ما تقوله صحيح، ولعلمكم فأنا أتنقل إلى سطيف لما أكون في عطلة وهذا منذ أن كنت صغيرا وأنا أعرفها جيدا وأحبها كذلك ولا تنسوا أن والداي أصلهما من سطيف. إذن أنت مناصر لوفاق سطيف. هذا أكيد، أنا مناصر للوفاق مثل أبي الذي يحب هذا الفريق منذ عدة سنوات. إذن أنت متحسّر على مشوار الوفاق هذا الموسم في رابطة الأبطال الإفريقية. نعم أنا متحسر قليلا، لكن هذا الفريق مستقر في نتائجه وهو دائما ضمن أفضل الفرق في الجزائر، وحسب متابعتي لنتائج الوفاق فهو منذ سنوات رفع كثيرا من مستوى لعبه. الآن النتائج السلبية يمكن أن يسجلها أي فريق حيث يستحيل دائما الفوز بكامل اللقاءات. هل من كلمة عن تألق شبيبة القبائل في كأس إفريقيا دائما وهي التي هزمت الإسماعيلي والأهلي الفريقين اللذين كانا في مجموعتها؟ أعترف بأن شبيبة القبائل قامت بمشوار جيد لأن هزم أندية مصرية ليس بالأمر الهين، لهذا السبب فأنا أرفع لهم القبعة. بن شيخة المدرب الوطني الذي التقينا به في سوشو السبت الفارط طلب منا أن نوجّه لك التحية، فما تعليقك؟ قبل كل شيء أنا أشكره عبر جريدتكم على اتصاله بي في اليوم الموالي لتعرضي للإصابة أمام مرسيليا. هذا الأمر أثر فيّ كثيرا وأطلب منكم أن توجهوا له تحيتي عبر جريدتكم. هل ستكون في الرحلة مع التشكيلة الوطنية إلى لوكسمبورغ في التربص القادم؟ لا أعلم في الوقت الراهن إن كنت سأتنقل إلى هناك أم لا وسنرى ما الذي سيحدث في الأيام القادمة، ولو أني سأقول لكم إنه لو كان السفر بعد أسبوع فإنه لا يمكنني التنقل لأني أعمل كثيرا هذه الأيام مع المدلك ولا أريد إيقاف برنامج العمل الذي أخضع إليه. رايس مبولحي اتصل بي من أجل استدعائي لهذا اللقاء لكن أعتقد أنه لا يمكنني أن أتنقل للأسباب التي شرحتها لك أعلاه. مبولحي يبدو صديقك الحميم في المنتخب الوطني. هذا صحيح، حيث أني أتفاهم كثيرا معه ولو أن بقية اللاعبين كلهم أصدقائي وهم بمثابة إخوة لي. في المنتخب الوطني نحن نعيش كعائلة وأنا أحب الجميع حيث أذهب نحو الأشخاص وهم يأتون نحوي وهذا دون مشكل ولا يوجد أي تخوف من هذه الناحية. تشرفنا بمحاورتك رغم أن البعض حذّرونا منك من خلال التأكيد لنا أنه لا داعي أن نحاول فعل ذلك، لكننا الآن نكتشف فيك شخصا متخلقا ولطيفا للغاية. لا، ربما حذروكم مني لأني إنسان هادئ ولا أتكلم كثيرا فقط. أعتقد أنه من السهل الحكم على الأشخاص لكن أطلب قبل كل شيء أن يعرفني الناس قبل أن يلقوا بأحكامهم على شخصيتي. هل تشعر بالراحة كظهير أيمن؟ (يضحك مطولا)، مثلما قلت في السابق أنا في خدمة منتخب بلادي حيث لو يطلب مني اللعب كحارس مرمى فإني سأفعل ذلك دون مشكل. هذا ليس نقصا في شخصيتي لكنه واجب لأني أعتقد أنه لما يتعلق الأمر بالدفاع عن الألوان الوطنية فإني مطالب بأن أكون جاهزا لكل التضحيات واللعب بالقلب من أجل تشريف بلدي. ما هو المنصب المفضل لديك؟ المنصب المفضل بالنسبة لي هو الذي ألعب فيه مع نادي فالنسيان وهذا كوسط ميدان مركزي أو كمنسق بين الوسط والهجوم، يعني لاعب رقم 8 أو 10 إذا تكلمنا بالطريقة القديمة. في المنتخب الوطني هل تعتقد أنك قادر على الظفر بمكانة أساسية؟ بطبيعة الحال، أنا قادر على اللعب أساسيا ولست خائفا من المنافسة. الآن هناك مدرب وهو من يضع التشكيلة المناسبة وهو الوحيد المخول له إلقاء الحكم عما إذا كنت أستحق اللعب أساسيا وكذا اختيار المنصب الذي أكون فيه قادرا على تقديم الإضافة إلى التشكيلة الوطنية. لكن ألا تعتقد أن الخطأ هو خطؤك لأنك تقوم دائما بلقاءات كبيرة لما تلعب في الجهة اليمنى؟ (يضحك مجددا) ... فعلا، ففي كأس العالم كل شيء مر بالنسبة لي بطريقة رائعة ولما تسير الأمور جيدا في العادة فإن المدرب لا يبحث عن التغيير لأنه ليست لديه أسباب لفعل ذلك. الآن متى تعطي موعدا للجمهور الجزائري؟ بإذن الله سيكون ذلك على هامش “الداربي” الكبير أمام المغرب في الجزائر. الفوز أمام المنتخب المغربي حتما سيُنسي الجمهور الجزائري كل المحن. المغرب ليست مصر لكن تبقى منافسا حقيقيا في السباق نحو التأهل إلى كان 2012. أعلم ذلك جيدا، سيكون اللقاء ساخنا جدا والأكيد أن الفوز أمام المنتخب المغربي سيُسعد كثيرا محبي المنتخب الجزائري لهذا أرغب بشدة أن ألعب هذه المباراة أمام المغرب. هل من كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ أطلب منه مواصلة تشجيعنا وأن لا يفقد الأمل في المنتخب الوطني ونحن سنقوم بكل شيء لنغمره بالفرحة ولنقتطع تأشيرة التأهل.