ي هذا الحوار الشيق يفتح الجناح الطائر للخضر قلبه ل"الشباك" مجيبا فبكل تواضع على جل الأسئلة الموجهة، حيث أكد تأثره الكبير للجمهور الجزائري العريض غيابه عن تشكيلة الشيخ سعدان تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا، مبديا رأيه عن مردود زملائه في المباراة الودية أمام صربيا، مؤكدا على الفائدة الكبيرة لهذه المواجهة، حيث لم ينس البطولة الوطنية التي تخرج منها والتي فتحت له أبواب التألق، معرجا على مستواها الحالي، وفي نفس الوقت كان متأسفا وتعيسا على زملائه جراء قرار المدرب الذي فضل إبعاد عدة لاعبين من تشكيلة منتخب محاربي الصحراء، إليكم كل ما جاء في هذا الحوار على لسان لاعب ستراوبورغ ياسين بزاز. كيف هي أحوالك ياسين؟ بخير والحمد لله، كل شيء على أحسن ما يرام. وما ذا عن الإصابة؟ لقد بدأت مؤخرا عملية إعادة التأهيل وهذا منذ شهر كامل، بقلت لي الآن مدة 15 يوما حتى أكمل البرنامج المسطر، الذي أطبقه بحذافيره حتى أستعيد عافيتي جيدا. وهل لمست تحسنا على مستوى الإصابة؟ نعم، فكل يوم أشعر بتحسن، وهذا ما يطمئنني أكثر ويجعلني أكثف من علاجي، خاصة بعد مرور عدة أيام عن إصابتي، فقد استعدت حيويتي ومعنوياتي، بعد أن كانت هذه الأخيرة منحطة وهذا ما أثر علي، لقد عانيت من الإحباط. الإحباط سببه تضييعك المونديال أم الإصابة؟ يا أخي، تستطيع أن تربط هذا بذاك، فكليهما زاد من آلامي، مررت بلحظات صعبة، فمن الصعب على أي كان أن يقاوم الأم، بعد أن يرى حلمه يتبخر، شخصيا وعلى غرار كل زملائي تعبت كثيرا من أجل تحقيق هذا الحلم وفي الأخير تجد نفسك تشجع زملاءك من وراء التلفاز، فهذا أمر صعب للغاية، في البداية قلت في قرارة نفسي أنه مجرد كابوس لا غير، لكن في الأخير عدت إلى صوابي، لدى أشكر الله عز وجل على نعمة الإيمان بالقدر التي وهبنا إياها، وهو الشيء الذي جعلني أستعيد معنوياتي. لكن بعد تعرضك للإصابة لم تكن تعلم بأنها ستبعدك عن المونديال.. صحيح ففي البداية لم أكن أعرف نوعية إصابتي، ولم أكن أتصورها بهذه الخطورة، ظنا مني أني سأغيب لمدة 5 أسابيع لا أكثر، إلا أنه بعد الفحوص المعمقة التي خضعت إليها أدركت أن إصابتي جد خطيرة وستبعدني لمدة طويلة. إلى متى ستبقى بعيدا عن الميادين؟ كما سبق أن قلت لك، إن إصابتي خطيرة جدا، وأغلب الظن أني سأبقى لمدة 6 أشهر بعيدا عن الميادين. وكيف كانت ردة فعلك بعد أن عرفت هذا الخبر؟ صدقني إن قلت لك "قريب هبلت" عندما عرفت نوع إصابتي ولم أصدق ذلك "غاضتني عمري"، وكأن الكرة الأرضية سقطت فوق رأسي، لمن هذا هو مكتوب ربي، وأشكر الله وأحمده على كل شيء. وهل لقيت تعاطفا من جانب زملائك من اللاعبين في المنتخب الوطني؟ بالفعل وكيف لا، فمن خلال إصابتي أدركت فعلا وتيقنت أننا في المنتخب كنا نشكل عائلة واحدة، الاتصالات والرسائل القصيرة لم تنقطع يوما، فكل اللاعبين يطمئنون يوميا على حالتي ويرفعون من معنوياتي، وهذا ما حصل فعلا فقد كانوا سندا لي، لهذا أشكرهم جزيل الشكر على دعمهم لي. وما ذا عن سعدان وراوروة، هل فعلا نفس الشيء؟ يتنهد.. لا لم يتصل بي أحد، ربما انشغالاتهم لم تسمح لهم بذلك، إلا أني التقيت بهما على هامش المباراة الودية أمام المنتخب الصربي، أين تجاذبنا أطراف الحديث. بما أنك كنت حاضرا وشاهدت زملاءك عن قرب في هذه المواجهة، هل لنا أن نعرف انطباعك؟ لا يمكنني أن أعرج عن المباراة، وما جاء فيها قبل التكلم عن المناصرين الجزائريين الذين أبهروا الجميع، حقيقة ذهلت من تلك المشاهد الرائعة والمنقطعة النظير التي لا يمكن اللسان وصفها، صدقني أن الكل هنا في فرنسا تكلم عن تلك الأجواء التي يمكن أن تكون في ملاعب أخرى غير الجزائر، فجمهورنا هو الأحسن في العالم بدون منازع. وماذا عن المباراة؟ المباراة في حد ذاتها كانت في مصلحة الفريق، وكما يعلم الجميع أنها تحضيرية لا غير، وأي مواجهة ودية ستعود بالفائدة حتما، لهذا أرى أنه من الضرورة أن لا ننظر إلى النتيجة التي انتهت عليها المباراة، صحيح أنها كانت عريضة ومخيبة، إلا أنها ستسمح للاعبين بمعرفة مستواهم والمستوى العالمي، خاصة أنهم واجهوا منتخبا لا يقل مستوى عن الذين سنواجههم في كأس العالم، وشهدنا الفعالية التي تميز بها المنتخب المنافس، كيما يقولوا "الغلطة تخلصها كاش" وهذا ما يسمح للمدرب واللاعبون بمراجعة حساباتهم والعمل أكثر حتى يكونوا في المستوى المطلوب. وهل تابعت أيضا مباراة المنتخب المحلي أمام نظيره الليبي؟ نعم لقد تابعته باهتمام شديد، ولا تنسى وصولي إلى ما أنا عليه كان عن طريق البطولة الجزائرية، لذا تجدني دائما أبحث عن أخبار بطولتنا وما جاء فيها، عموما اللقاء كان متوسطا ولم يظهر فيه أشبال بن شيخة الكثير وعليهم العمل ومضاعفة جهودهم أكثر حتى يكونوا أحسن مستقبلا، لكنه بالمقابل يملكون عدة إمكانات التي تسمح لهم بأخذ تأشيرة التأهل من ليبيا، نظرا لما يزخرون به من طاقات هائلة لم يستطيعوا الإبانة عليها. هناك من أرجع هذا السبب الأخير إلى ضعف البطولة الوطنية، هل تشاطرهم الرأي؟ صحصح، لا يمكن لأحد نكران ذلك، فبطولتنا تراجع مستواها كثيرا، والمستوى تدحرج مقارنة بما كان عليه في السابق، فحتى الجمهور هجر الملاعب، وهذا ما زاد الطين بلة، الأنصار هم ملح الطعام فبدونهم لا يمكننا أن نرى شيئا نظرا للحرارة والحيوية التي يستمدها اللاعبون من الجمهور، وهذا شيء مؤسف للغاية، وأستطيع أن أقول أن "NIVEAU تاع شامبيونا أصبح والو" لدى أنه من الضروري مراجعة الحسابات. حسبك رأيك، بإمكان لاعبينا المحليين أن يلتحقوا بمختلف البطولات الأوروبية؟ نعم، لأنه في كرة القدم ليس هناك شيء ما يسمى بالمستحيل، فالعمل والإرادة هما الكفيلان الوحيدان اللذان يسمحان بتحقيق أي هدف، وكل لاعب طموح يستطيع أن فعل ذلك، خاصة أن الاحتراف أمر حتمي على كل لاعب يريد أن يطور إمكاناته ويلتحق بالفريق الوطني. ما رأيك في قائمة اللاعبين التي تم إبعادها بما فيها أنت من طرف الناخب الوطني؟ شخصيا لا يمكنني إبداء رأيي على أمر لا يخصني، لكن لا يمكنني إخفاء مدى تعاستي بعدما علمت بهذا القرار، لأن جميعهم ساهم في تأهل الخضر إلى جنوب إفريقيا، وهذا ما من شأنه أن يؤثر عليهم، لكن يجب أن يأخذوا هذا القرار بالإيجاب ويعملوا أكثر فأكثر، ومن يدري ربما يكونوا مستقبلا في مستوى أحسن يلفت نظر الشيخ سعدان ويستدعيهم للمونديال. ومن أين سمعت هذا الخبر الذي يتمثل بإبعاد اللاعبين؟ يضحك.. لقد سمعته عن طريق الصحافة والجرائد الجزائرية. ومن هو اللاعب الذي تراه خليفة لك؟ أعلم أن المدرب سيجد الحل اللازم، وهناك عدة لاعبين لديهم الكفاءة لتعويضي، وحسب رأيي أرى أن عبدون له الإمكانات لذلك، لو تمنح فقط له الفرصة سينفجر وأنا متأكد من ذلك، وكلامي هذا ستتذكرونه لاحقا حينما تعطى له الفرصة. والآن كلمنا قليلا عن فريقك؟ في الأيام القليلة الماضية، قد تم بيع فريق سترازبورغ الذي اشتراه رجل أعمال انجليزي يدعى "فانتيلا"، فهذا الأخير عيّن رئيسا جديدا للفريق وهو "جون كلود ليسي" الرئيس السابق لنادي سوشو، الذي لم يبدأ عمله بعد، لدى نحن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة مع المكتب الجديد. وهل أنت مرتاح في هذا الفريق؟ لحد الآن لم تصادفني أية مشاكل، ألقى الاحترام اللازم من قبل زملائي، لكن لا أخفي عليك بأنني في نهاية عقدي مع سترازبورغ وسأرى ما يعرضه علي المكتب الجديد وأقرر، ومثلما قد أبقى وتستمر مغامرتي مثلما يحدث العكس الأيام. في الأخير نود أن نختم حوارنا هذا معك بترك لك مساحة بيضاء تقول فيها ما شئت؟ في البداية أوجه سلامي الحار إلى كل الشعب الجزائري، خاصة الذين يسألون عني باستمرار، وأتمنى من صميم قلبي التوفيق لفريقنا الوطني الذي أدرك أنهم لن يخيب هذا الشعب الرائع، وفي الأخير أشرك أنت شخصيا وبلغ سلامي إلى كل عمال جريدة الشباك.