هل يمكننا القول أنك استرجعت إمكاناتك ولياقتك المعهودة، بعد مساهمتك في فوز ناديك “السد” على نادي “السيلية” بتوزيعة حاسمة؟ لم أبلغ لياقتي الحقيقية بعد، لكني أقترب كثيرا مع مرور الوقت من ذلك، لقد حقّقنا ثاني انتصار لنا مع بداية الموسم، والأمر جيد لنا بطبيعة الحال، ومع ذلك علينا ألا نغترّ، فما هي سوى مجرد بداية، ونحن مطالبون بالتركيز في مهامنا في التدريبات، والتأكيد خلال الجولات المقبلة، سواء بالنسبة لي شخصيا أو لفريقي، فالمشوار لا زال طويلا والحكم على أنفسنا بأننا وصلنا القمة لا زال سابقًا لأوانه. من الناحية البدنية، هل وجدت ضالتك في ظل حرارة الطقس هناك بقطر؟ لا بأس، لاسيما أن الحرارة بدأت تنخفض قليلا في قطر مقارنة بما كانت عليه في السابق، وحتى أكون أكثر وضوحا، أعتقد أن الرطوبة التي تشكل عائقا حقيقيا انخفضت بعض الشيء، وحتى الحرارة لم تعد درجتها نفسها التي كانت في شهر أوت الماضي، لكنها تبقى تقلق بعض الشيء وتعيقنا، وأعتقد أن حلول فصل الشتاء سيكون أفضل لنا. ضدّ السيلية كنت وراء تمريرة هدف الفوز، ما جعل الملاحظين في قطر يجمعون على أن بلحاج بدأ يجد معالمه... الدفاع والمساهمة في اللعب الهجومي لفريقي بفضل تلك التمريرات نحو المهاجمين هي بمثابة مهمتي الحقيقية، لذلك أعتقد أني لم أقم سوى بعملي الذي أنا أتلقى مقابلا له، صحيح أنه هدف جميل، بواسطة مخالفة غير مباشرة، استعملت بها بعض القوة حتى تصل مهيّأة لرأسية زميلي حتى يضعها في الشباك بسهولة، ويشرّفني أن أساهم بمثل هذا التمريرات والتوزيعات في انتصارات فريقي، لكن علي أن أعترف أن المهمة لم تكن سهلة، لأن السيلية تسبب لنا في مشاكل عدة، ولا بد من التأكيد أيضا أن الحرارة شكلت عائقا لنا بدورها، عكس المباراة الأولى التي لعبناها في أرضية ميداننا المكيّف هوائيا. فزت على فريق يزيد منصوري الغائب عن المباراة، هل تمنيت مواجهته؟ بطبيعة الحال، تمنيت أن أراه على أرضية الميدان، لكن الإصابة حرمته من ذلك، ومع ذلك نحن نلتقي دوما خارج الميدان، وأؤكد لك أن طموحاته مع ناديه كبيرة، وأنا واثق من أنه سوف يعود بقوة لدى تماثله للشفاء من إصابته. الأقدم في الوقت الحالي في البطولة القطرية هو جمال بلماضي الذي يشرف على تدريب نادي “لاخويا”، هل قدّم لك ولمنصوري نصائح حتى تندمجا وطريقة اللعب في هذا البلد؟ لقد سبق أن التقينا وتحدثنا عن العديد من الأمور، لكننا في الحقيقة لم نتطرق إلى هذا الموضوع... ما وقفت عليه منذ قدومي أن بلماضي شخصية تلقى كل التقدير والاحترام في قطر، فضلا عن أنه يقوم بعمل كبير مع فريقه كمدرب له، وهو النادي الذي يضم فرديات لامعة، على غرار صديقي السابق في “لانس” و”بورتسموث” الإيفواري هارونا داندان الذي أتمنى له حظا موفقا. بفوزين في مباراتين متتاليتين، هل يمكن القول أن السد يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب البطولة القطرية؟ لسنا سوى في الجولة الثانية من البطولة، ومن السابق لأوانه أن نحكم على أننا سنكون أبطالا، لا زال هناك عمل كبير، ثم إن المهمة لن تكون سهلة، فأمام الريان فقط المأمورية كانت في غاية الصعوبة، لأننا واجهنا أحد أفضل وأقوى الأندية في البطولة، ثم إننا ننتظر أن يواجهنا الخصوم في الجولات المقبلة بكل قوة لهزمنا بعد بدايتنا القوية، ولو تتذكر أني قلت لك في النمسا لما انضممت حديثًا إلى النادي، أن مستوى البطولة القطرية ارتفع كثيرا، وهذا عكس ما يروج عنها هناك بأنها بطولة ضعيفة. إذًا أنت تؤكد بأنها ليست بطولة الكهول، أو النجوم التي كبرت وحان وقت اعتزالها؟ نعم، أؤكد ذلك، هناك شبان بالجملة لديهم مستقبل زاهر، وهناك نجوم أتوا لكي يقدموا ما هو مطلوب منهم بكل قوة، أنا شخصيا أغادر الملعب بعد التدريبات أو بعد المباريات وأنا مبلل من رأسي لرجلي، ما يدل أنها ليس مباراة استعراضية، بل هي مباراة تنافسية بأتم معنى الكلمة... مستوى المواجهات والبطولة ككل ارتفع كثيرا، صدّقني. لقد لعبت في ملاعب فيها مكيفات هوائية، هل هناك حقا فرق بالنسبة للاعب الذي يلعب في ملاعب مماثلة؟ هناك فعلا فرق كبير، عندما لعبنا مباراتنا الأولى في ملعبنا، لم أشعر أبدا بالرطوبة، صحيح أننا نعرق كثيرا لأننا نجري، لكن لا نلعب تحت درجة حرارة جد مرتفعة. لقد شعرت بنفس درجة الحرارة التي كنت أشعر بها في أوروبا، لكن بالمقابل فإنه في ملعب “السيليا” الذي لا يحتوي على المكيفات الهوائية، كانت هناك درجة حرارة مرتفعة، الأمر الذي أعاقنا كثيرا وأثر في مردود لاعبي الفريقين، خاصة في نهاية المواجهة، اللعب في ملاعب فيها مكيفات هوائية أمر خارق للعادة، فعلا اللعب فيها أمر جميل جدا. لنتحدث عن المنتخب الوطني. الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة فضّل الاستقرار، والاحتفاظ بنفس التعداد الذي واجه تنزانيا تحسبا للمواجهة المقبلة التي تنتظركم أمام منتخب إفريقيا الوسطى، هل ترى أن هذا هو الحل المناسب؟ المدرب له الصلاحيات لاتخاذ القرار الذي يراه مناسبا، كل شيء حسب نظرته للأمور، لكن في المقابل، أظن أن اختيار وتفضيل الاستقرار يعتبر نقطة إيجابية في الفريق، فهذا شيء مهم للحفاظ على الانسجام والتناسق بين اللاعبين فوق الميدان. السيد بن شيخة يعرف من دون أدنى شك ما يقوم به، ونحن اللاعبين جميعا جاهزون، لنتعاون معه ونساعده في مهمته لفائدة الفريق بالدرجة الأولى. خلال التربص القادم، ستكتشفون وجهين جديدين بالنسبة إليكم، المدرب بن شيخة، واللاعب الجديد عبد المنعم جابو، هل تعرفهما، أو سمعت عنهما على الأقل؟ بصراحة، أنا لا أعرفهما جيدا. لكن إذا تم اختيار السيد بن شيخة لخلافة المدرب سعدان فهذا يعني بالضرورة أنه مدرب كفء، سنكتشف نظرته للأمور، وأسلوب عمله وسنسهر على تطبيق تعليماته بالحرف الواحد. أما بخصوص اللاعب جابو، فأقول مثلما سبق لي أن قلته بشأنه، إذا كان قادرا على تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب فمرحبا به معنا، فالمنتخب الوطني لا يعتبر حكرا على عناصر معينة، وكل عنصر جديد يلتحق ويفيد المجموعة فإننا سنلاقيه بصدر رحب. تشكيلة الخضر ستكون محرومة من خدمات اللاعب زياني الذي سيضطر إلى إجراء عملية جراحية بعد تعرضه إلى إصابة خطيرة على مستوى العضلات المقربة، هل سيؤثر على الفريق غياب هذا اللاعب الذي يعتبر حسب العديد من ركائز الفريق أحد أعمدة الفريق منذ سنوات؟ في الواقع نحن جد متأسفين لما حدث له، أعرف جيدا ما معنى التعرض إلى إصابات عشية المباريات المهمة، كريم يعتبر عنصرا مهما في التشكيلة الوطنية، لقد كان قائدا لنا في المباراة الأخيرة، مستواه ومردوده يكون دائما حاسما، لكن أرى أن الأهم من كل هذا هو أن يعالج نفسه ويشفى من الإصابة التي لازمته منذ وقت طويل، على ما أظن. يجب أن يخصّص الوقت الكافي لذلك، كل ما يحتاجه هو أن يتماثل للشفاء بشكل نهائي، أتمنى له أن يشفى بسرعة، قلوبنا نحن اللاعبين معه. من المحتمل أن يجري زياني فترة النقاهة في مصحة أسبيطار في الدوحة بقطر، نرى أنكم أنتم اللاعبين الجزائريين ستستقبلونه بصدر رحب... القرار الأول والأخير يعود إليه. لست على دراية بالقرار الذي اتخذه بخصوص عملية إعادة التأهيل، لكن إذا كان سيأتي إلى أسبيطار، فلن يندم على هذا الاختيار لأنه سيحظى باهتمام كبير، أعرف جيدا هذا المركز الصحي، ويمكنني أن أؤكد أنه يحتوي على جميع الشروط التي يحتاجها، ومثلما سبق أن قلت، فإن القرار النهائي بين يديه. على ذكر مركز أسبيطار، هناك لاعب دولي متواجد في الوقت الحالي هناك، ويتعلق الأمر باللاعب مراد مغني، هل أنت على اتصال به؟ لست على اتصال به فحسب، بل إني التقيت به عدة مرات، حتى أنه أمسية أمس كنا سوية (الحوار أجري أمس)، صحيح أنه نظرا لالتزاماتي المهنية والعائلية فلا يمكنني أن أزوره في مصحة أسبيطار، لكننا التقينا عدة مرات خارج المركز لنتناول الوجبات والتحدث قليلا. هل تتحدثون بشأن المنتخب الوطني؟ من بين المواضيع التي نتحدث عنها، هناك المنتخب الوطني، لكن هناك مواضيع مختلفة أخرى نتحدث عنها، فعلا هذا اللاعب يريد العودة في أسرع وقت ممكن للمنتخب، فهو يفعل المستحيل للعودة بسرعة إلى الميدان، إنه يخضع لحصص علاجية وعملية إعادة التأهيل يوميا، ما عدا الجمعة، ويطبق التمارين المخصصة له بكل جدية، أنا متيقن أن عودته ستكون قوية، عليه فقط ألا يتسرّع ويأخذ الوقت اللازم للتماثل للشفاء بشكل نهائي، لكن لا خوف عليه لأنه يطبق التعليمات كما يجب. هذا كل ما في الأمر. حسب بعض المعلومات التي تحصلنا عليها من بانڤي، فمباراتكم أمام منتخب إفريقيا الوسطى ستجرى في ملعب يشبه كثيرا ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة لكن هناك نسبة عالية من الرطوبة، نلاحظ أن ذلك قد يساعدك شخصيا باعتبار أنك بدأت تعتاد على الرطوبة، أليس كذلك؟ ربما أنا متعوّد الآن على الرطوبة، لكن صدقوني، الرطوبة تعتبر عائقا كبيرا، ليس من السهل أن تلعب وأنت تتصبّب عرقا، نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق نتيجة إيجابية، والعودة إلى الديار بالنقاط المستحقة، سوف نتنقل إلى إفريقيا الوسطى لتحقيق نتيجة مرضية خاصة وأننا ضيّعنا نقطتين ثمينتين في اللقاء الأول في عقر الديار أمام منتخب تنزانيا، نحن محفّزون من تلقاء أنفسنا لتحقيق هذا الهدف، يجب على أنصارنا أن يعلموا بذلك. نتمنى فقط أن تكون الشروط والظروف التي ستجري فيها المقابلة جيدة ومناسبة.