تلقت تشكيلة شباب باتنة هزيمة قاسية وغير منتظرة بملعبها وأمام الآلاف من جماهيرها على يد اتحاد الحراش بنتيجة 2/3، فعكس المعطيات التي كانت ترشح أصحاب الأرض للفوز بالنقاط الثلاث والتنفس قليلا من الوضعية الصعبة التي يعيشونها بفضل سلبية النتائج، لقّن المنافس الحراشي أشبال بوعراطة درسا في الواقعية وفي طريقة اللعب بكل رجولة ودون خوف. صدمة الخسارة عقب نهاية المقابلة جعلت أسرة الفريق في حداد، إدراكا منها بالمرحلة الأصعب التي في انتظار فريقهم بداية بالخرجتين المتتاليتين اللتين تقوده إلى العاصمة أمام صاحب مؤخرة الترتيب ومقدمته حاليا. جميع العيوب اجتمعت من أجل الخسارة اجتمعت كل العيوب في تشكيلة «الكاب» من أجل خسارتها أمام الحراش، حيث ارتكب الدفاع أخطاء بدائية كلفته تلقي 3 أهداف مجانية، دون الحديث عن مردود خط الوسط الذي كان الحلقة الأضعف. وقد تمكن المنافس من استغلال ثغراته أحسن استغلال، إلى درجة أن أي لاعب يمسك الكرة بحثا عن تمريرها إلى أحد الرفقاء كان لا يجد أحدا. أما الهجوم فحدث ولا حرج، فرغم تمكنه من تسجيل ثنائية ووصوله إلى معادلة النتيجة مرتين، لكن هذا كان بمساعدة الحظ فقط، فبورحلي كان منعزلا كثيرا ولم تصله كرات كثيرة، أما مساعدية فقد كان بعيدا، أما بوخلوف فقد أشرك في منصب غير منصبه. ما جعل بوعراطة يخرجه بعد نهاية الشوط الأول. الحراش لقنتهم درسا في الكرة لقنت التشكيلة الحراشية نظيرتها الباتنية درسا حقيقيا في كرة القدم بشهادة الجميع، ما جعل النقاط الثلاث التي عادوا بها إلى ديارهم أكثر من مستحقة، ففي الوقت الذي كان «الشواية» ينتظرون «الصباط يهدر» مثلما أكد لهم لاعبوه ذلك بسبب حاجة الفريق الماسة للنقاط الثلاث في مثل هذا الظرف بالذات، إلا أنهم تفاجأوا بلاعبيهم يلعبون دون حرارة ولا رغبة مع ترك المبادرة للمنافس الذي صال وجال بكل ثقة في النفس، وكان الهدف الثاني الذي سجله في مرمى عويطي «سينيما بلا دراهم». «20 ألف شواي خسارة فيكم يا باردين القلوب» في الوقت الذي تعرف جميع ملاعب الجزائر عزوفا صريحا من قبل أنصار جميع الفرق بسبب المستوى المتواضع الذي صارت تقدمه البطولة الوطنية والتفاف الجماهير حول المنتخب الوطني، فإن ذلك لم يثن إطلاقا من عزيمة «الشواية» على تلبية النداء في لقاء الحراش والتوافد بقوة على مدرجات ملعب 1 نوفمبر من أجل تقديم الدعم المعنوي لفريقهم تزامنا مع قرار الإدارة بالدخول المجاني للملعب، لكنهم غادروا عقب نهاية المقابلة على وقع الخسارة المرة التي عجزوا عن تجرعها ولم يجدوا ما يصفون به لاعبيهم سوى بأنهم «باردين قلوب». صفقوا لجابو واعترفوا بأحقية الحراش في الفوز ورغم تخوف الحراشية من أي رد فعل سلبي من الباتنية تجاه فريقهم أثناء حلوله بالملعب على خلفية ما حدث ل»الكاب» الموسم ما قبل الفارط بملعب المحمدية، إلا أن الجمهور الباتني كان رياضيا مع المنافس ولم يصدر منه أي تصرف يشوه سمعته، والأكثر من ذلك أنه وقف كرجل واحد بعد تغيير صانع ألعاب «الصفراء» ولاعب المنتخب الوطني المحلي جابو من أجل تحيته نظير تألقه اللافت له، ولم يجد حرجا أيضا في الاعتراف بعد نهاية اللقاء بأحقية الحراش في الظفر بالنقاط الثلاث. ويضاف إلى كل هذا أن مجموعة من الحراشيين كانوا متواجدين بالمنصة الشرفية واكتشف الجميع أمرهم ولم يصدر تجاههم أي تصرف سلبي رغم سلبية النتيجة بالنسبة ل «الكاب». يكون قد فكر في الاستقالة ونزار يؤكد تجديد الثقة فيه الاهانة التي تعرض لها بوعراطة من طرف أنصار فريقه للمرة الثانية منذ بداية الموسم وكذا تراجع نتائج فريقه والمرتبة التي يحتلها، كلها عوامل تكون قد دفعت بالمدرب إلى التفكير في الانسحاب خاصة أنه صار يحس أنه غير مرغوب فيه. لكن إدارة «الكاب» وعلى لسان الرئيس فريد نزار الذي تحدثنا معه عقب نهاية المقابلة، أكد تجديد الثقة فيه رغم اعترافه أنه أيضا إلى جانب اللاعبين والمسيرين يتحملون جزءا من الخسارة، ويبقى إشراف بوعراطة على حصة الاستئناف من عدمه اليوم علامة استفهام. نسيب «هلكهم» لكنه ليس سبب الخسارة صحيح أن الحكم نسيب هضم حق الفريق في أكثر من مناسبة وبالمقابل ساعد المنافس على الفوز حيث صفر لهم ركلة جزاء وصفها الأنصار بالقاسية قبل 3 دقائق عن نهاية اللقاء، وكان بإمكانه أن لا يعلنها لعدم لمس دايرة الكرة بيده متعمدا ما جعل المدرجات تثور بأكملها ضده وأسمعه الأنصار عبارات السب والشتم لكن ذلك ينقص قيمة النقاط الثلاث التي عاد بها المنافس فحتى التعادل كان غير عادل حسبهم نظرا لما قدمه لاعبو «الكاب». منحة الفوز كانت حاضرة في غرف تبديل الملابس كانت المنحة التي خصصتها إدارة الشباب للاعبيها من أجل الفوز على الحراش والمقدرة ب 5 ملايين حاضرة في غرف تبديل الملابس، وأرادت تركها مفاجأة لأنها اعتقدت أن فريقها سيفوز، إضافة إلى 35 % من الشطر الثاني من منحة الإمضاء والتي سعت الهيئة المسيرة إلى جمعها وكانت ننتظر الانتصار على الحراش من أجل توزيعها على اللاعبين هذا الأسبوع، لكنهم خيبوا الظن للمرة الثانية بعد مقابلة البليدة. الشطر الثاني صار مرهونا بتحقيق البقاء وبما أن الإدارة «دارت النية» مع لاعبيها وكانت مستعدة لمنحهم أموالهم العالقة، فإن تخاذلهم في الدفاع عن ألوان «الكاب» وعجزهم عن تحقيق الفوز منذ 4 جولات جعلها تجمد الشطر الثاني حسب ما علمناه، لتؤكد أنه مشروط بضمان البقاء في القسم الأول. بورحلي أوفى بوعده لكن .. أوفى هداف الفريق أمير بورحلي بالوعد الذي قطعه على «الكواسر» في لقاء الذهاب حين أكد لهم أنه سيسجل عليهم إيابا في باتنة، ورغم نجاحه في معادلة النتيجة بعدما كان منهزما بهدفين مقابل هدف إلا أن هدفه لم يكن كافيا بعد حصول الحراش على ركلة جزاء نجح لاعبوها في ترجمتها إلى هدف الفوز. للإشارة فإن بورحلي قد رفع رصيده إلى 9 أهداف ويحتل حاليا المرتبة الثالثة لأحسن هدافي البطولة. بوعراطة يغادر الملعب على وقع الشتائم غادر مدرب شباب باتنة رشيد بوعراطة الملعب عقب نهاية مقابلة اتحاد الحراش وهو في حالة نفسية كارثية بسبب الشتائم التي وجهها له الأنصار لثاني مرة بعد مقابلة البليدة، مطالبين إياه بالرحيل عن الفريق بسبب تراجع نتائجه بشكل لافت خلال مرحلة الإياب وعجزه عن حصد سوى 4 نقاط في 6 جولات كاملة، ما جعله اليوم أحد الفرق المعنية بالسقوط . بوعراطة بسبب الحالة النفسية الصعبة التي كان يتواجد عليها رفض حتى الخروج من غرف تبديل الملابس للإدلاء بتصريحاته حول المقابلة، حيث انزوى على نفسه فيها إلى حين مغادرة الجميع. بوعراطة: «توقعت كل شيء إلا هذا السيناريو!» رفض بوعراطة التصريح بعد نهاية المقابلة ما جعلنا نتصل به هاتفيا بعد مغادرته باتنة إلى مسقط رأسه، من أجل معرفة ما سيقوله عقب خسارة الحراش والتأكد من حقيقة الأخبار التي أكدها لمقربيه أنه في حال الانهزام أمام «الصفراء» سينسحب فأجاب: «من فضلكم أنا الآن عند مدخل ولايتي، لا أريد الحديث عن مقابلة الحراش لأنني في حالة نفسية سيئة، (كان يظهر عليه ذلك جليا من طريقة كلامه) وكل ما يمكنني قوله إنني توقعت كل شيء ما عدا هذا السيناريو» وختم كلامه قائلا: «ممكن أن تعيدوا الاتصال بي لاحقا واسمحولي».