بعد 4 أيام فقط من مواجهة الحراش تعود تشكيلة مولودية سعيدة اليوم لأجواء البطولة الوطنية، حيث ستواجه شبيبة بجاية في لقاء متأخر عن الجولة الثامنة، وستكون التشكيلة السعيدية أمام محك صعب نظرًا لأنها تعاني في الفترة الأخيرة من أزمة حقيقية في النتائج الأمر الذي انعكس على معنويات اللاعبين، ومع ذلك يعوّل السعيديون على تحقيق المفاجأة في بجاية والعودة إلى سعيدة بنتيجة إيجابية تصحح الأوضاع وتعيد الثقة بين اللاعبين والأنصار، من جهة أخرى سيكون منافس المولودية اليوم شبيبة بجاية مدعّما من طرف أنصاره إذ يعوّل البجاويون على تدارك هزيمتهم الماضية في البليدة وتحقيق الفوز، لذلك تعتبر مواجهة اليوم صعبة لكلا الفريقين وينتظر أن تعود الكلمة للفريق الأكثر تحضيرا من الناحية النفسية. الفرصة مواتية للخروج من عنق الزجاجة ستكون مواجهة بجاية اليوم بمثابة أصعب امتحان للمولودية في بطولة هذا الموسم نظرا للمعطيات والظروف التي تميز هذا اللقاء عن بقية المواجهات السابقة، فإذا ما حققوا نتيجة إيجابية فإن السعيديين سيتمكنون من إنهاء مرحلة الفراغ التي أصبحت المولودية تعانيها منذ فوزها على وداد تلمسان، كما ستخرج الأمسياس من عنق الزجاجة لتستطيع بعدها إكمال المشوار بقوة كبيرة واستقبال شبيبة القبائل بمعنويات مرتفعة قد تساعد رفقاء شرايطية على تحقيق الفوز، لذلك ينبغي على أبناء المدرب روابح تصحيح الأوضاع وإعادة المياه لمجراها والبروز بالوجه الذي ظهروا به في المباريات الأولى من البطولة. الإرادة والرغبة في الفوز ستقضيان على التعب والإرهاق لا يختلف اثنان في سعيدة أن التنقل الشاق من سعيدة إلى بجاية سيؤثر على اللاعبين، خاصة من الناحية البدنية التي تأثّرت كثيرًا في اللقاء الأخير، كما لا يختلف اثنان أن برمجة اللقاء وسط هذه الظروف لا تخدم أبدا مصلحة المولودية التي ستجبر على لعب مواجهتين في ظرف قصير جدًا مع اثنين من أقوى الأندية في الجزائر، لكن مع ذلك لن يكون اللاعبون مطالبين إلا بإبراز الإرادة والحرارة الكبيرة في اللعب التي ظهروا بها في المباريات السابقة، لأن هذا الأمر سيكون كفيل بعودة التشكيلة من بجاية بنتيجة رائعة، فالفريق الذي لعب بإرادة فولاذية أمام اتحاد العاصمة وخطف التعادل بل وكان الأقرب للفوز، والفريق الذي قهر تلمسان والبرج وعنابة وبلوزداد بفضل روحه القتالية لن يجد أي صعوبة في العودة بالتعادل كأقل شيء، لذلك ينبغي على اللاعبين إبراز الإرادة والحرارة التي لعبوا بها خلال المباريات السابقة والابتعاد عن الأداء السيئ الذي واجهوا به الحراش لتحقيق نتيجة ممتازة في شرق البلاد. النقاط المحققة من خارج الديار ضاعت والمطلوب نقطة كأقل شيء وبعملية حسابية بسطية نجد المولودية حققت أربع نقاط في كل المباريات التي لعبتها خارج الديار، وذلك بعد فوز في تلمسان وتعادل في بولوغين، لكن هذه النقاط ضاعت من رصيد المولودية بعد التعادلين اللذين فرضا على التشكيلة السعيدية في عقر دارها، لتكون بذلك المولودية قد عوّضت النقاط المحصّلة خارج الديار بالنقاط التي ضاعت داخل الديار، لذلك سيكون أمام أبناء المدرب روابح تدعيم الرصيد بنقطة كأقل شيء وذلك لتعويض كل ما فات. الفوز ليس مستحيلا وتلمسان خير دليل قد يخيّل للبعض أن بجاية وبعد النتائج التي حققتها في بداية البطولة ستسهل مهمتها عندما تواجه بملعبها فريق مولودية سعيدة وستجد سهولة كبيرة في التغلب عليها، لكن إذا ما عدنا للوراء سنجد أن بجاية تعرضت لهزات قوية سواء في ملعبها أو حتى خارج ديارها، والأكثر من ذلك أنها أصبحت في كل مرة تنهزم أمام فرق تعاني من مشاكل كثيرة ونتائجها في بداية هذا الموسم ضعيفة بدليل أن تلمسان التي انهزمت أمام المولودية في ملعبها حققت المفاجأة بعد جولة واحدة فقط وفازت في بجاية على الشبيبة المحلية، كما استطاع اتحاد البليدة الجريح أن يحقق الفوز في الجولة الماضية على بجاية رغم مشاكله الكثيرة، لذلك يجب على التشكيلة أن تثق في إمكانياتها وأن تدرك بأن بجاية ليست الفريق الذي يهابه الجميع بدليل نتائجه المتواضعة حتى الآن. كيال يعود للحراسة واستقرار في الدفاع بعد غيابه الأخير عن لقاء الحراش ستستفيد التشكيلة السعيدية من عودة قائد الفريق مروان كيال الذي ترك فراغا رهيبا في المواجهة السابقة، حيث سيكون كيال حاضرا في مواجهة اليوم لحراسة عرين المولودية وستكون كل الآمال معلقة عليه لحماية شباكه من الهجمات المتوقعة للاعبي بجاية، ومن جهة أخرى ينتظر أن يقحم روابح نفس العناصر التي شاركت في المحور الدفاعي، ويتعلّق الأمر بمقني الذي تألق بشكل كبير أمام الحراش وكان أحسن عنصر من جانب المولودية إضافة الى ميباراكو. بختاوي أو مقداد لتعويض نهاري في الجهة اليسرى سيكون المدافع الأيسر نهاري خارج حسابات الطاقم الفني للمولودية وذلك للعقوبة التي تحصّل عليها بعد تلقيه للبطاقة الصفراء الثالثة في لقاء الحراش الفارط، وسيكون بإمكان روابح الاعتماد على بختاوي الذي سبق له أن لعب في هذا المنصب في العديد من المباريات وأدى ما عليه، أو مقداد الذي لم يأخذ لحد الآن فرصته الكاملة رغم أنه كان أحد أبز العناصر خلال كل المباريات الودية التي شارك فيها، من جهة أخرى تشير كل المعطيات بأن حجاري سيبقى في الجهة اليمنى من الدفاع نظرًا لغياب البدائل في هذا المنصب. نحو الاعتماد على3لاعبين في الوسط الدفاعي ونظرًا لقوة مواجهة اليوم لن يكون بإمكان المدرب روابح المغامرة بلعب خطة هجومية محضة ملثما عودنا دائما في المباريات التي تلعب خارج الديار، بل ينتظر أن يقوم بغلق كل المنافذ في وسط الميدان وذلك بإقحام 3 لاعبين في الوسط الدفاعي، ويتعلّق الأمر ببن دحمان وعاتق اللذين ظهرا بوجه شاحب أمام الحراش إضافة إلى العائد من العقوبة سعدي الذي كان لغيابه أمام الحراش أثره السلبي على أداء التشكيلة، لذلك ستكون عودة سعدي في صالح المولودية نظرًا للإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها على مستوى الاسترجاع، وجدير بالذكر أن سعدي مطالب بأخذ كل الحذر من تلقي أي إنذار، فهو لحد الآن لا يزال يملك إنذارين ويبقى معرضا للعقوبة أمام القبائل في أي لحظة. شرايطية خارج حسابات روابح بعد الإنذار المجاني الذي حصل عليه في لقاء الحراش الأخير يكون المهاجم شرايطية قد حرم نفسه من المشاركة أمام بجاية، وذلك حتى يكون جاهزا للقاء الهام الذي سيلعب في سعيدة يوم السبت القادم أمام شبيبة القبائل، فكل الظروف تشير الى أن شرايطية حصل على البطاقة الصفراء متعمّدا خاصة أن فريقه كان لا يزال متفوقا في النتيجة لكن الهدف الذي سجله الحراش سيجعل شرايطية بالتأكيد نادما على فعله لأن المولودية ستكون مطالبة بتحقيق نتيجة إيجابية في بجاية لتعويض الإخفاق السابق، ومع ذلك لن يكون غياب شرايطية مؤثرا بشكل كبير نظرًا لأن روابح لديه في الهجوم ما يكفي من بدائل لتعويض النقص. ويبقى على المهاجم شرايطية استغلال فرصة غيابه لتحضير نفسه بصفة جيدة حتى يكون جاهزا لمواجهة الشبيبة في ملعب 13 أفريل.