تلقت مولودية سعيدة هزيمة نكراء مساء أول أمس ببجاية أين نجحت الشبيبة المحلية في سحق عناصر المولودية برباعية كاملة. وبهذه النتيجة دخل السعيديون في غرفة الإنعاش وأصبحت مهمة اللاعبين صعبة للغاية. وفشل رفقاء كيال في اجتياز المرحلة الحالية بسلام. واللافت للانتباه أن لاعبي المولودية لم يحفظوا درس وفاق سطيف الذي تمكن من الإطاحة بسعيدة بفضل هدفين في بداية كل شوط، ليتكرر الأمر أمام بجاية وفي ظل برودة لاعبي المولودية الذين لم يستطيعوا فعل أي شيء واستسلموا للأمر الواقع بسبب عدم ثقتهم في أنفسهم ودخولهم المواجهة بعقلية انهزامية. لقاء الحراش ورباعية بجاية كشفا ضعف اللاعبين مباشرة بعد نهاية لقاء الحراش، خرج السعيديون من ملعب 13 أفريل مقتنعين بأن فريقهم لا يستحق نقطة التعادل وأن الحراش كان بإمكانها الفوز بأكثر من خمسة أهدف لو لم تضيع ذلك الكم الهائل من الفرص، خاصة في الشوط الثاني. لكن ومع ذلك كله حاول البعض أن يقنع نفسه بأن ما حصل أمام الحراش هو مجرد مرحلة فراغ ستنتهي في الوقت المناسب، إلا أن الحقيقة هي أن لاعبي المولودية وصلوا لمرحلة تدنٍ في مستواهم الفني والتكتيكي وحتى البدني. ولعل ما يؤكد هذا الأمر هو الهزيمة الأخيرة أمام بجاية وبرباعية كاملة وبأداء كارثي لا يعكس أبدا قيمة الأسماء الموجودة في الفريق، حيث لم يستطع اللاعبون فعل أي شيء أمام قوة الهجوم البجاوي. ليبقى الجميع يترقب لقاء الغد أمام شبيبة القبائل الذي سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة للاعبي سعيدة قصد إنقاذ المولودية من الضياع. نزيف النقاط يتواصل لم يعد أنصار المولودية يفهمون شيئا، فبعد أن كان فريقهم يحقق النتائج الإيجابية الواحدة تلو الأخرى، وبعد فوز مستحق أمام وداد تلمسان خارج الديار، انهارت “الأمسياس” تماما وضيعت نقاطا كثيرة ستندم عنها مستقبلا، حيث لم تحصد بعد ذلك سوى نقطتين من تعادلين داخل الديار أمام الشلف والحراش. لتبقى المولودية تعاني من أزمة حقيقية في النتائج، ويبقى الأنصار يترقبون من جولة لأخرى استفاقة عناصر فريقهم، ولعل ما سيزيد من صعوبة المهمة للسعيديين هو أن الفريق سيكون أمام امتحان صعب للغاية يوم غد نظرا لأن كل الظروف ستكون في صالح شبيبة القبائل التي ستجد أمامها فريقا منهارا من الناحيتين البدنية والنفسية. نحس الدقائق الأولى يعود من جديد غريب أمر المولودية التي أصبحت في كل مباريات البطولة التي لعبتها حتى الآن تتلقى وبسذاجة كبيرة أهدافا مباغتة في بداية كل مباراة، ففي لقاء سطيف خسرت المولودية لقاءها عندما تمكن الوفاق من افتتاح باب التسجيل في الدقائق الأولى سواء في الشوط الأول أو الثاني، ليتكرر الأمر أمام بجاية، حيث تلقى كيال وبعد نقص تركيز من الدفاع هدفا مباغتا أخلط حسابات المدرب روابح الذي كان يمنّي النفس بامتصاص ضغط البجاوية في أول عشرين دقيقة، لينعكس ذلك الضغط على لاعبي الشبيبة حتى تتمكن المولودية من تسيير اللقاء بذكاء، ليبقى التساؤل المطروح بقوة لماذا لم تتخلص المولودية بعد من نحس الدقائق الأولى، ولماذا لم يحفظ اللاعبون الدروس من المباريات السابقة التي دفعوا فيها ثمن استهزائهم غاليا وتسببوا في هزيمة المولودية في أكثر من مناسبة. الإرهاق ليس مبررا للهزيمة لا أحد في سعيدة ينكر أن التشكيلة السعيدية خسرت أمام بجاية لعدة أسباب منها التعب والإرهاق الشديدان اللذان أثرا على مردود اللاعبين، فكما هو معلوم سبق للمولودية أن واجهت الحراش في لقاء أثر كثيرا على الجانب البدني للاعبين، لتتنقل بعدها برا لبجاية، أين لم يتمكن روابح من تحضير لاعبيه من الناحية النفسية كأقل شيء ورفع معنوياتهم بعد لقاء الحراش، لكن رغم كل هذه الظروف، إلا أن التحجج بالتعب والإرهاق ليس مبررا مقنعا للهزيمة، خاصة إذا كانت برباعية كاملة. حيث بدا واضحا أن اللاعبين لم يثقوا في إمكاناتهم ولم يظهروا أي رغبة في الفوز، والأكثر من ذلك أنهم لم يتحلوا بالإرادة القوية التي لعبوا بها مباريات عديدة. دفاع مهلهل والعارضة ترد دخلت تشكيلة المولودية وكأنها تريد الخروج من المواجهة بأقل الأضرار، حيث اكتفت بالدفاع على غير العادة، ولم تبادر للهجوم مثلما عودتنا دائما، والأكثر من ذلك أن دفاع المولودية إن لم نقل التشكيلة كلل كان خارج الإطار، إذ لم يستطع رفقاء بختاوي الصمود في وجه هجمات البجاوية الذين سجلوا هدفا في بداية اللقاء واستطاعوا بعدها التخلص من الضغط واللعب بأكثر راحة. بدليل الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم لدرجة أن الحظ والعارضة أنقذا مروان كيال من أهداف كثيرة في الشوط الأول من اللقاء. ليبقى التخوف من لقاء الغد الذي سيكون كله لصالح شبيبة القبائل التي ستجد الطريق ممهدا والظروف مواتية للعودة بنتيجة إيجابية من سعيدة. فرصة واحدة في الشوط الأول تجسد ضعف المولودية اكتفى السعيديون في لقاء بجاية وخلال الشوط الأول بفرصة واحدة فقط مع انطلاق اللقاء، ففي الوقت الذي كان الجميع يعتقد أن هذه الفرصة ستحفز السعيديين وستزيد من إصرارهم على تحقيق الفوز، انقلبت الأمور رأسا على عقب ولم يتحمل رفقاء حديوش رد الفعل العنيف لبجاية التي تمكنت من تسجيل الهدف الأول مباشرة بعد تهديد المولودية، لتسيطر بعدها الشبيبة على مجريات اللعب بالطول والعرض أمام ذهول لاعبي المولودية الذين لم يقدروا على فعل أي شيء واكتفوا بالدفاع عن منطقتهم، لكن ذلك الأمر كلفهم ثلاثة أهداف أخرى. جدير بالذكر أن المدرب روابح سبق أن أكد أن السبب في هزيمة الشلف أمام بجاية بأربعة أهداف لهدف هو تراجع الشلفاوة للخلف واعتمادهم على خطة دفاعية محضة، لكن اللاعبين لم يحفظوا درس جمعية الشلف وكرروا نفس السيناريو الذي حصل مع الشلف في بجاية. زاوي ومقداد لأول مرة وتدوير التعداد لم يجد نفعا حاول المدرب توفيق روابح أن يتعامل مع البرمجة المرهقة التي فرضت على التشكيلة، حيث قام بتدوير التعداد وإقحام بعض العناصر لأول مرة منذ انطلاق الموسم كزاوي الذي أقحم بديلا لشرايطية ومقداد الذي أقحم بديلا لنهاري المعاقب. لكن كل ذلك لم يجد نفعا مع بجاية التي استغلت هذه النقطة لصالحها واستطاعت أن تحقق الفوز في نهاية المطاف عكس المولودية التي خسرت المواجهة وخسرت الياقة البدنية للكثير من عناصرها الأساسية التي ستعلب يوم الغد اللقاء الثالث لها على التوالي في ظرف أسبوع. الضعف يتواصل في الشوط الثاني ورغم أن السعيديين تلقوا هدفا في بداية الشوط الأول وهو الهدف الذي كان كافيا ليحفزهم على الخروج من منطقتهم لتدارك ما فات، إلا أن اللاعبين لم يكترثوا للأمر ودخلوا الشوط الثاني بإرادة غائبة، الأمر الذي سمح لبجاية بتسجيل هدف ثانٍ في الدقيقة الخامسة. ليتكرر بذلك نفس السيناريو الذي حصل في الشوط الأول ونفس السيناريو أيضا الذي حصل في لقاء وفاق سطيف، ليكون السبب الرئيسي في الهزيمة أمام بجاية هو نحس الدقائق الأولى التي لم يجد لها المدرب روابح ولا لاعبو المولودية أي حل رغم أنها تسببت في ضياع العديد من النقاط. الفعالية غابت وروابح يتحمل جزءا من المسؤولية في المباريات السابقة لم يكن أحد في سعيدة يلقي باللائمة على المدرب توفيق روابح رغم التعثرين الأخيرين فوق أرضية ميدان 13 أفريل، وذلك لعدة أسباب أولها أن روابح معروف بنزعته الهجومية التي حققت للفريق نتائج جيدة، فلعب الهجوم كان يستهوي أنصار المولودية رغم النتائج السلبية نظرا لأن الفريق كان يقدم ما عليه. لكن حسب المتتبعين، فإن روابح يتحمل في لقاء بجاية المسؤولية هو الآخر عن الهزيمة لأنه أبقى العديد من العناصر الممتازة في كرسي الاحتياط كعكوش ومادوني، وفضل الاعتماد على عناصر لم تكن تملك الخبرة الكافية لتسيير مثل هذه المباريات كزاوي الذي أقحم أساسيا لأول مرة وهو الذي لا يملك الخبرة الكافية للمشاركة في لقاء قوي أمام بجاية. جدير بالذكر أن روابح أراد تدارك الأمر بعد الهدف الثاني وأقحم عكوش، لكن الأمور زادت أكثر تعقيدا، بدليل أن بجاية سجلت الهدف الثالث. روابح كان أمام خيارين أحلاهما مر قد يكون روابح معذورا في الخيارات التي اعتمدها أمام بجاية، فالمدرب من جهة لم يكن لديه أي فرص لتحضير أبنائه سواء من الناحية النفسية أو البدنية بعد تنقله الشاق لبجاية، والأكثر من ذلك أن روابح كان يعرف أن لقاء القبائل أجل للجمعة، فكان أمام خيارين أحلاهما مر، إما إقحام التشكيلة الأساسية ليجعلها عرضة للتعب والإرهاق وإما ترك بعض العناصر في الاحتياط حتى تكون جاهزة لأخذ مكانها أمام القبائل. ولذلك يمكن القول إن روابح كان يفكر في لقاء دون جدوى. الأواسط يتراجعون وينهزمون أمام بجاية من جهتهم لم يتمكن أواسط المولودية الذين كانوا في السابق يحتلون المركز الأول من مواصلة نتائجهم الإيجابية، فبعد هزيمتهم أمام الحراش داخل الديار تعرضوا للهزيمة الثانية والمتتالية أمام شبيبة بجاية. ليبقى كل السعيديين ينتظرون أن ينهي اللاعبون سواء الأكابر أو الأواسط فترة الفراغ التي أصبحت تعانيها المولودية. -------------- سخط شديد في سعيدة من برمجة الرابطة أثار قرار الرابطة المحترفة القاضي بتقديم لقاء شبيبة القبائل ليوم الجمعة بدلا من السبت سخطا شديدا بمدينة سعيدة وفي أوساط أنصار المولودية، حيث تأكد كل السعيديين أن فريقهم أصبح هذا الموسم أحد الفرق المستهدفة من طرف بعض الأشخاص المسؤولين في الرابطة الوطنية، خاصة بعد القرارات المتتالية التي اتخذت دفعة واحدة في حق السعيديين، والبداية كانت بقرار تأجيل لقاء بجاية بسبب تواجد ثلاثة لاعبين من بجاية في تربص لوكسمبورغ، ومرورا بتأجيل هذا اللقاء لتاريخ يشكل عائقا للاعبين ويعرضهم للتعب والإرهاق، لتزيد الرابطة من متاعب المولودية، حيث فرضت عليها قبل يوم واحد من مواجهة بجاية الأخيرة لعب مواجهة شبيبة القبائل يوم الجمعة القادم أي بعد يوم واحد فقط من عودة الفريق من بجاية إلى سعيدة. البعض طلب من الخالدي مقاطعة لقاء القبائل وبمجرد أن علم السعيديون بتقديم لقاء شبيبة القبائل بيوم واحد، أدرك أنصار المولودية أن البرمجة الجديدة ستقضي على كل آمال فريقهم في الظفر بنقاط مواجهة الغد لأن شبيبة القبائل ستكون في أفضل رواق للفوز، خاصة أن رفقاء مروان كيال لا يزالون يعانون التعب والإرهاق بعد لعبهم مواجهتين قويتين أمام الحراش وبجاية في ظرف قصير جدا وبعد تنقل شاق إلى بجاية. ولذلك طالب الكثيرون رئيس الفريق الخالدي الذي هدد مسؤول برمجة المباريات خلايفية بمقاطعة لقاء الغد وتنفيذ تهديده، في حين طالب البعض الآخر رئيس الفريق وإدارة المولودية وحتى المدرب روابح بإقحم الأواسط في لقاء الغد. لكن رغم ذلك لن تستطيع إدارة المولودية مقاطعة اللقاء لأن هذا الأمر سيعرض الفريق لعقوبات قاسية وسيخصم من رصيده العديد من النقاط. شبيبة القبائل المستفيد الأكبر ومما لا شك فيه أن البرمجة الجديدة للجولة القادمة وتقديم لقاء القبائل بيوم واحد أفرح كثيرا رئيس شبيبة القبائل حناشي وأنصار القبائل الذين أصبحوا متيقنين من أن فريقهم لن يجد أي صعوبة للظفر بنقاط المواجهة. وذلك لأنهم يدركون جيدا أن السعيديين لن يكون بمقدورهم التحضير جيدا لهذه المواجهة سواء من الناحية النفسية أو التكتيكية، كما يعلمون جيدا أن رفقاء كيال سيدخلون لقاء الغد وهم يعانون من التعب والإرهاق بسبب البرمجة السيئة للقاء بجاية وبسبب التنقل الشاق الذي قاد أبناء روابح إلى وسط البلاد. الأنصار ساخطون على خلايفية وجه أنصار المولودية أصابع الاتهام لخلايفية الذي أصبح حسبهم يتحين الفرصة للإيقاع بفريق مولودية سعيدة والقضاء عليه تدريجيا من خلال البرمجة السيئة التي فرضها منذ ذهاب مشرارة للبقاع المقدسة لأداء فريضة الحج. وحسب مسؤولي مولودية سعيدة فإن بعض مسؤولي الرابطة يسعون لخدمة مصالح فرق على حساب أخرى وإلا كيف تفسر هذه البرمجة التي ستقضي على المولودية.