تفصلنا “24 ساعة” فقط عن موعد المباراة الودية التي سيخوضها منتخبنا الوطني سهرة غد أمام نظيره الصربي. وهي المباراة التي تندرج ضمن تحضيرات “الخضر” لنهائيات كأس العالم 2010 والتي ستقام الصائفة المقبلة بجنوب إفريقيا. مباراة كان المدرب الوطني يأمل أن يخوضها بتعداد مكتمل غير أن الإصابات التي تعرض لها في وقت سابق كل من مغني، بزاز، بوعزة وكذلك صايفي أخلطت أوراقه بعض الشيء وجعلته يكتفي باستدعاء من هم في صحة جيدة وأكثر جاهزية، فاستدعى 20 لاعبا تحسبا لهذا الموعد الودي.غير أن العدد تقلص إلى 19 لاعبا منذ الوهلة الأولى بعد أن أصيب حليش مع ناديه “ناسيونال ماديرا”، وهو مرشح للتقلص أكثر في ظل الأخبار غير السارة التي وصلت من وراء البحار، والتي تخص إصابة لاعبين آخرين، وتواجد البعض الآخر بعيدا عن لياقته البدنية بسبب التهميش الذي يتعرض له منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وهو الأمر الذي يؤرق ويقلق المسؤول الأول على العارضة الفنية ل“الخضر” كثيرا، وهو الذي كان يتمنى أن يستفيد في أول إمتحان تحضيري تحسبا ل“المونديال” من كافة عناصره القديمة منها والجديدة والعائدة مجددا إلى صفوف المنتخب الوطني. إصابة حليش أول الأخبار غير السارة وكان سعدان يمنّي نفسه في الإستفادة من عشرين لاعبا خلال مباراة صربيا، حتى يوظفهم جميعا بمن فيهم أولئك الذين لم يتحصلوا على فرص اللعب من قبل، حتى يحضّر الجميع سواسية انطلاقا من هذا الموعد وتحسبا للتحديات التي تنتظره الصائفة المقبلة أمام منتخبات عملاقة في جنوب إفريقيا، غير أن أوّل الأخبار غير السارة التي وصلته من وراء البحار تمثلت في الإصابة التي تلقاها رفيق حليش مدافع “ناسيونال ماديرا” البرتغالي على مستوى العضلة المقربة، وهي الإصابة التي سيركن اللاعب بسببها إلى الراحة لمدة أسبوعين، وقد تمتد إلى أسبوع آخر رغم أن نتائج الفحوص التي خضع لها جاءت مطمئنة، غير أنها أثبتت بالمقابل أنه مطالب بتفادي إجهاد نفسه في التدريبات، ومطالب أيضا بتفادي لعب أي مباراة رسمية كانت أم ودية في الوقت الحالي تفاديا لتفاقمها وتعقدها، ما يعني أنه صار بصفة رسمية ورغم إلتحاقه أمس بتربص بني مسوس خارج مخططات سعدان في لقاء صربيا هذا الأربعاء، وعلى المدرب البحث عن بديل له يعوضه في محور الدفاع. بوڤرة يصاب في فخذه في “الداربي“ الإسكتلندي ولم تكن الإصابة التي تعرض لها حليش ولا غيابه المتوقع غدا الأمر الوحيد الذي تؤرق المدرب الوطني، لأن خبرا آخر وصله من اسكتلندا مفاده أن صخرة الدفاع وصاحب الكرة الذهبية في آن واحد مجيد بوڤرة أنهى “الداربي” الاسكتلندي الذي جمع ناديه “غلاسغو رانجيرس” بغريمه التقليدي “سيلتيك غلاسغو” عشية يوم السبت متأثر بآلام شديدة على مستوى الفخذ، وهي الآلام التي أجبرته على التوجه مباشرة فور انتهاء المباراة إلى الطبيب حتى يخضع للفحوص للتأكد من نوعية الإصابة بالضبط وما مدى خطورتها. هذا، وحتى وإن كان بوڤرة أكد ل“الهداف” في الحوار الذي صدر أمس أنه سيكون جاهزا لخوض مباراة صربيا، إلا أن مجرد شعوره بتلك الآلام أقلق سعدان حسب ما علمناه من مصادرنا وجعله يفكر في البديل من الآن تحسبا لأي طارئ يحول دون مشاركته في تلك المباراة، وهو الأمر الذي سيتقرّر اليوم خلال آخر حصة تدريبية سيخوضها “الخضر” بمركب 5 جويلية الأولمبي، وعلى ضوء تقرير الطاقم الطبي الذي سيفحص “بوڤي” ومدى تجاوب اللاعب خلال هذه الحصة التدريبية. الطاقم الطبي سيفحص منصوري ويقرّر ثالث اللاعبين الذين تعرضوا إلى الإصابة قبل هذا الموعد الكروي الودي، هو وسط الميدان يزيد منصوري الذي وكما سبق وأن كشفنا عنه في “الهداف” تعرض إلى إصابة على مستوى عضلة الساق جعلته يخضع إلى عملية جراحية خفيفة شفي منها بسرعة بالنظر إلى عدم خطورة الإصابة، غير أن أمر مشاركته من عدمها لن يتقرر إلا بعدما يفحصه الطاقم الطبي للمنتخب الوطني خلال هذا التربص (يكون قد فحصه أمس فور التحاقه بتربص بني مسوس). ومهما يكن، فإن قلق سعدان لم لن يكون شديدا بخصوص إصابة منصوري ما دام يملك البدائل التي تسمح له بتعويضه وفي مقدمتها الوافد الجديد لحسن الذي بإمكانه أن يشغل منصب منصوري في وسط الميدان الدفاعي رفقة المتألق يبدة. عنتر يحيى، مطمور وزياني يعانون من نقص في اللياقة جراء ما يحدث لهم وحسب ما وصلتنا من أخبار أيضا، فإن المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني قلق كذلك من الإنعكاسات السلبية التي قد تطرحها سياسة التهميش التي يتعرض لها ثلاثة من لاعبيه في البطولة الألمانية، والأمر يتعلق بطبيعة الحال بكل من عنتر يحيى وزياني اللذين لم يلعبا أي دقيقة منذ عودتهما من أنغولا، أين شاركا مع المنتخب في كأس إفريقيا للأمم، الأمر نفسه بالنسبة لمطمور الذي لم يشارك مع ناديه “بوروسيا مونشنڤلادباخ” سوى في بضع دقائق قليلة لو جمعناها منذ عودته من أنغولا لما وصل عددها إلى عدد دقائق المباراة الواحدة، وهو ما يتخوّف سعدان من أن تنعكس سلبا على أداء لاعبيه خلال المباراة لا سيما أن لياقتهم البدنية تكون قد تأثرت جراء هذا الغياب، اللهم إلا إذا عوّض لاعبونا كل ذلك بفضل الحرارة والإرادة التي عوّدونا عليها في مثل هذه المواعيد، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية، وأمام مدرجات مكتظة عن آخرها بالجماهير الجزائرية التي قد تجعل كل من زياني، مطمور وعنتر يحيى ينسوا همومهم ومعاناتهم في “البوندسليغا” سهرة يوم الأربعاء. تأخر وصول اللاعبين أخلط أوراق سعدان أيضا ولا تعد الإصابات التي يعاني منها كل من حليش، بوڤرة، منصوري وعدم جاهزية الحارس ڤاواوي بصفة نهائية للعودة إلى أجواء المنافسة، ولا نقص اللياقة البدنية الذي يعانيه كل من زياني، مطمور وعنتر يحيى العوامل الوحيدة التي تؤرق المدرب الوطني، لأن العاصفة الثلجية التي تجتاح فرنسا وبعض البلدان الأوروبية هذه الأيام أخلطت أوراقه، بما أنها تسببت في تأخر معظم اللاعبين المحترفين إلى غاية أمس. فعوض أن يستفيد منهم المنتخب منذ اليوم الأول، اضطروا إلى الالتحاق متأخرين أمس وضيعوا فرصة المشاركة في الحصة التدريبية الأولى التي كان المدرب الوطني يعتزم فيها أن يستفيد من أغلبية اللاعبين، لكنه اكتفى يومها بالإستفادة من المحليين فقط، وهو ما أخلط أوراقه بعض الشيء قبل الموعد الذي ينتظره غدا أمام الصرب. يحضر البدائل والتعداد يتقلّص من عشرين إلى 15 لاعبا ورغم أن الفصل والحسم في أمر التشكيلة الأساسية التي ستواجه صربيا سهرة الغد سيكون مساء اليوم على ضوء ما ستسفر عنه الحصة التدريبية الأخيرة بملعب 5 جويلية، إلا أن الطاقم الفني -وحسب ما علمناه- بدأ يبحث عن البدائل التي سيلجأ إليها في حال تأكد غياب كل من حليش، بوڤرة ومنصوري، وذلك بتجهيز من بإمكانهم خلافتهم. فزاوي مثلا يبقى مجال مشاركته مفتوحا هو وربما العيفاوي في حال تأكد غياب بوڤرة أيضا ووجود عنتر يحيى في لياقة غير مناسبة، ما يعني أن سعدان سيكون في الوضعية نفسها التي عانى منها قبل مباراة الأورغواي عندما اضطر للإعتماد على العيفاوي في وسط الدفاع الذي شهد فراغا بسبب الإصابات ، كما أن لحسن قد يأخذ مكانه هو الآخر إذا تأكد الطاقم الطبي أن منصوري لن يكون باستطاعته المشاركة. أما بخصوص الثلاثي الذي يعاني من نقص في المنافسة زياني - مطمور وعنتر يحيى، فلن يتم تعويضه لأنه لا يعاني من أي إصابة، وستوضع فيه الثقة حتى يستعيد نشوة المشاركة في المباريات بعدما حرم من ذلك مع نواديه (الثلاثي) الألمانية. ----------------------------------------------------------------- كان على سعدان اختيار سلوفاكيا توأم سلوفينيا صربيا أقوى بكثير من سلوفينيا وأوجه الشبه بينهما قليلة يعلم الجميع بأن المنتخب الجزائري وقع في المجموعة الثالثة في مونديال جنوب افريقيا التي تضم منتخبات إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا .. سلوفينيا سواء أحببنا أو كرهنا هي نظريا فرصتنا الوحيدة لبلوغ الدور الثاني ليس استهانة بقدراتها لأنها أقصت رفقاء “أرشافين” في لقاء فاصل.لكن الواقع يفرض علينا ذلك بما أن إنجلترا مرشحة لنيل اللقب وأمريكا أكثر خبرة في المونديال، ولعل السلوفينين يرون أننا فرصتهم الوحيدة لذلك فسيعطي الفريقان كل ما لديهما، وهو ما دفع المدرب سعدان لاختيار صربيا كأول اختبار وتحضير أولي قبل مواجه السلوفينيين. لا مجال للمقارنة بين نجوم صربيا ولاعبي سلوفينيا يبدو من الوهلة الأولى أن صربيا وسلوفينيا تتميزان بطريقة لعب متشابهة ومستوى متقارب، لكن في الحقيقة المنتخب الصربي أفضل بكثير من نظيره السلوفيني رغم أن الأول حديث النشأة بعد انقسام صربيا ومونتينيڤرو إلى بلدين ومنتخبين مختلفين، إذ اختار أفضل وأبرز اللاعبين تقمّص الألوان الصربية بما أنها الجزء الأكبر بعد الانقسام، ويضم منتخبهم لاعبين كبارا ونجوما في ملاعب كرة القدم الأوروبية على رأسهم مدافع مانشستر يونايتد فيديتش ولاعب تشيلزي إيفانوفيتش بالإضافة إلى بطل إيطاليا وجناح الإنتر ستانكوفيتش دون نسيان مهاجم فالنسيا المتألق زيڤيتش والعديد من اللاعبين الذين يلعبون أدوارا هامة في أنديتهم الكبيرة، أما سلوفينيا فأفضل لاعب تملكه ينشط في نادي كولن الألماني وهو المهاجم “نوفاكوفيتش” أضف إلى ذلك أنه لم يستقر كأساسي في النادي أما بقية رفقائه في المنتخب فيلعبون في أندية محلية وأوروبية متوسطة أو مغمورة. صربيا تفتح اللعب، تترك المساحات وتهاجم وللإطلاع أكثر على مستوى الفريقين يجب عدم الذهاب بعيدا بما أنهما حديثي التكوين والنشأة ولعل المعيار المناسب لذلك هو أداء ونتائج المنتخبين في التصفيات المؤهلة للمونديال، فمن جهة يتضح أن الصرب تصدروا مجموعتهم التي تضم منتخبات فرنسا القوي، رومانيا العريق والنمسا الطموح دون أن ننسى لتوانيا، فتأهلوا في المرتبة الأولى براحة كما أن خط هجومهم سجل 22 هدفا بمعدل أكثر من هدفين في كل مباراة، إلا أن دفاعهم تلقى ضعف ما تلقاه دفاع سلوفينيا، ويمكن تفسير ذلك باختلاف موازين القوى في المجموعتين، ويمتاز الصرب بلعب معتدل إذ يهاجمون مباشرة مع فتح المساحات وهو ما يفسح المجال للاستمتاع بعروض كروية جميلة في أغلب لقاءاتهم. ... وسلوفينيا تركن إلى الخلف، تدافع وتعتمد على المرتدات ومن جهة أخرى نلاحظ أن منتخب سلوفينيا حل ثانيا في مجموعة سهلة تضم الغريم التقليدي سلوفاكيا الذي تصدر المجموعة بالإضافة إلى المنتخب التشيكي المتحطم والأيرلندي الفتي مع بولندا وسان مارينو المغمور، وفي اللقاء الفاصل الذي جمع سلوفينيا أمام روسيا تمكن رفقاء ديديتش من تحقيق المفاجأة لكن بصعوبة وحظ لا مثيل لهما، كما أن سلوفينيا ومن خلال مبارياتها العشر في التصفيات تلقت 4 أهداف فقط وباتت ثاني أحسن دفاع في أوروبا بعد هولندا (مع العلم بأن هولندا لعبت في مجموعة 8 مباريات فقط)، وذلك بسبب نمط اللعب الدفاعي الإيطالي والاعتماد على السرعة في الهجوم المعاكس، وبالرغم من نقص الخبرة لدى اللاعبين السلوفينيين إلا أنهم يسيّرون لقاءاتهم باحترافية ويتحمّلون الضغط أضف إلى ذلك أنهم لا يتأثرون باللعب خارج الديار. وجه الشبه الوحيد بينهما يكمن في البنية الجسدية للاعبين وتاريخ البلدين بالبحث عن أوجه الشبه بين صربيا وسلوفينيا يمكن ملاحظة أمر واحد فقط وهو طول القامة الواضح للاعبين الصرب والسلوفينيين على حد سواء والبنية الممتازة، وهذا ما يساعد اللاعبين على اقتناص الكرات العالية في الدفاع والهجوم، والاندفاع البدني في الصراعات الثنائية والصمود حتى نهاية المباراة وتحمّل ضغط توالي المباريات في منافسات عالية المستوى، بالإضافة إلى ذلك فهناك وجه شبه آخر لكنه غير مؤثر في كرة القدم وهو أنّ صربيا وسلوفينيا كانتا بلدا واحدا تحت راية يوغوسلافيا قبل أن تنقسم الأخيرة إلى دويلات. سلوفاكيا الأقرب إلى سلوفينيا كرويا وجغرافيا وكان على سعدان أن يختارها ولعل المنتخب الأقرب إلى سلوفينيا هو المنتخب السلوفاكي وكان على سعدان النظر بالقرب من سلوفينيا في الخريطة الجغرافية أو في مجموعتها خلال تصفيات المونديال، إذ أن المنتخبين السلوفيني والسلوفاكي منحدران من شعب واحد “السلاف” ولغتهما متقاربة، أما كرويا فإنهما يتميزان بمستوى متكافئ لأبعد الحدود فهجوم سلوفينيا ألماني خالص (ديديتش لاعب بوخوم + نوفاكوفيتش لاعب كولن) والأمر نفسه لسلوفاكيا (شيستاك لاعب بخوم أيضا + ياندريشيك لاعب كايزرسلاوترن)، كما أن لاعبي المنتخبين ينشطون في أندية وبطولات متشابهة، وبما أن الفريقين التقيا مؤخرا في مقابلتين فازت بهما سلوفينيا بصعوبة فمواجهة الجزائر لسلوفاكيا قد تكون مفيدة للغاية وأحسن مثال هو أن كابيلو طلب مواجهة مصر في لقاء ودي تحضيرا للجزائر رغم أن طريقة لعب “الخضر“ تختلف عن الفراعنة. صربيا ستستفيد منا أكثر، سلوفاكيا لا تهتم بالأفارقة ولقاء سلوفينا حاسم وفي المقابل يمكن تفسير عدم طلب لقاء ودي مع سلوفاكيا لأن الأمر لن يهمها كثيرا مادامت مجموعتها تخلو من المنتخبات الإفريقية، على عكس صربيا التي تواجه غانا في أول لقاء لها ضمن المجموعة الرابعة في اليوم نفسه الذي سيظهر فيه “الخضر“ في المونديال لأول مرة منذ ربع قرن في مواجهة سلوفينيا، إذ ينتظر أن يعرف اللقاء حذرا تكتيكيا شديدا وقد تكون نتيجته حاسمة لأن الخاسر سيفقد حظوظه خاصة الجزائر التي تقابل إنجلترا في اللقاء الموالي، فالانهزام أمام سلوفينيا قد يمهد لإقصاء أكيد لهذا السبب فالمدرب الوطني رابح سعدان وأعضاء طاقمه الفني يدركون أن أول لقاء قد يفتح أو يغلق أبواب الدور الثاني بنسبة كبيرة، لهذا يجب النظر إلى الأمور بالمنطق والتركيز على كسب 3 نقاط في بداية المشوار لوضع الفريق في السكة الصحيحة نحو ثمن النهائي.