بدا على المدرب البوسني للمنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش غضب واضح على ڤديورة بسبب عدم التزامه بالتعليمات التي قدّمها له قبل إنطلاقة المباراة، حيث طلب منه فرض رقابة لصيقة على نجم منتخب مالي ولاعب برشلونة الإسباني "سايدو كايتا" لكن ڤديورة في بعض الفترات كان يترك المراقبة ويصعد لتعزيز الهجوم. ... "شدّ راسو" في لقطة "كايتا" في (د12) واتضح غضب حليلوزيتش خلال اللقطة التي صنعها "سايدو كايتا" في (د12) حينما استغل فرصة هروبه من مراقبة ڤديورة وانطلق بالكرة وسدد كرة قوية كادت تشكّل خطورة على مرمى الحارس مبولحي، وهي اللقطة التي مسك فيها حليلوزيتش رأسه. "الهدّاف" أشارت إلى اللاعب الذي اختاره حليلوزيتش لمراقبة "كايتا" وكانت "الهدّاف" قد أشارت في أحد أعدادها السابقة إلى أنّ الناخب الوطني سيوظف لاعب خصيصا لمراقبة "سايدو كايتا" الذي يعتبر أخطر عنصر في تشكيلة منتخب مالي، لكن بدون أن تكتشف الأمر بوضوح. ففي البداية كان متوقعا أن يتكفّل مهدي لحسن بمراقبة "كايتا" لكن حليلوزيتش كان له رأي آخر وكلّف ڤديورة بمراقبة نجم برشلونة الإسباني. حليلوزيتش استدعاه في إحدى اللقطات لتوبيخه ولم يشأ حليلوزيتش ترك الأمور إلى غاية نهاية الشوط الأول ليقدم توجيهات ونصائح ل ڤديورة بل في أول فرصة أتيحت له استدعاه في كرسي الإحتياط ووبّخه على إهماله في مراقبة "كايتا"، وكأنّ حليلوزيتش كان يقول للاعب: "لم أطلب منك الصعود وتعزيز الهجوم بل كل ما طلبته مراقبة كايتا وترك باقي المهمة لزملائك". ڤديورة سرعان ما استفاق وبقي ملازما لنجم برشلونة وسرعان ما استفاق ڤديورة وطبّق توجيهات مدربه حيث بقي ملازما لنجم برشلونة ولم يترك له مساحات واسعة يهدّد بها مرمى الحارس وهاب رايس مبولحي مثلما كان عليه الحال في الفترات التي غفل فيها عن مراقبة "كايتا". نجمو س. حليلوزيتش يفشل في أول اختبار حقيقي ووضع الأقدام في الماء البارد ضروري للجميع فشل المنتخب الوطني في تجاوز عقبة المنتخب المالي بملعب محايد، وعاد من بوركينافاسو وهو يجر أذيال الخيبة، بعد الخسارة التي مني بها أمام زملاء سيدو كايتا الذين كانوا أفضل من منتخبنا على طول الخط، ولا يمكننا أن نحمّل اللاعبين مسؤولية الخسارة بقدر ما يتحمّلها هذه المرة المدرب حليلوزيتش الذي أثنينا عليه وقت الثناء، ولا بدّ اليوم أن نحمّله مسؤولية الخسارة بسبب الخيارات التي قام بها والتي لم تكن في محلها. تغيير التشكيلة أكبر الأخطاء التي ارتكبها وكنا قد أكدنا قبل المباراة أنّ حليلوزيتش سيخضع لأول اختبار له منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب، لا لسبب سوى أن منتخب مالي صاحب الصف الثالث في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة أقوى من رواندا، النيجر وغامبيا، غير أن حليلوزيتش فشل في هذا الإختبار أمام منافس استقبله في ملعب محايد، منافس تميزت تحضيراته لهذا الموعد بالإضطراب، كما أن سبب من الأسباب التي أدت إلى الخسارة يعود إلى التغييرات التي أجراها البوسني على مستوى التشكيلة الأساسية مقارنة بلقاء رواندا، فالتشكيلة التي فازت يومها واستعرضت عضلاتها تغيّرت، فصار بوزيد المدافع المحوري ظهيرا أيمن في مكان المتألق حشود، وتحولت تلك الجهة اليمنى إلى رواق يتوغل من خلاله لاعبو المنافس. سوداني بثلاثة أهداف في الإحتياط ! ووجد سوداني مسجل الثلاثية في لقاءي النيجر ورواندا نفسه على مقعد الاحتياط، وفضّل المدرب الوطني عليه وعلى جبور المهاجم سليماني الذي وما عدا الهدف الذي سجله بعد سقوط الكرة من بين أيدي الحارس المالي، لم يظهر خطورة كبيرة على مرمى المنافس، شأنه شأن بودبوز وقادير اللذان غابا عن المباراة لا سيما في المرحلة الثانية التي لم يفعلا فيها شيئا. محور مهلهل يهتز والكرات الثابتة نقطة ضعفنا وقلنا من قبل إن المساس بثنائي محور الدفاع وتغيير تركيبته بتحويل بوزيد ظهيرا أيمن ووضع الثقة في بوڤرة ليكون إلى جانب مجاني مجازفة، وهو ما تأكدنا منه لأن المحور بدا مهلهلا ومفككا، وتسبب بأخطائه في الخسارة التي تكبدها منتخبنا، كما أن منتخبنا أبان عن ضعف كبير في التعامل مع الكرات الثابتة التي سجل على إثرها المنافس هدفي الفوز. خسارة مفيدة لمن هلّل لتربص "باريس" بعد الفوز على رواندا ومهما يكن، فإن المشوار لا يزال طويلا بالنسبة لمنتخبنا، والخسارة في بداية التصفيات يمكن تداركها مستقبلا، ومن يدري فقد تكون مفيدة لنا لكي نصحح أخطاءنا في التحديات المقبلة التي تنتظرنا حتى نكون أكثر وأفضل جاهزية يوم تستأنف التصفيات المونديالية، كما أن الخسارة ستكون مفيدة لمن هلل الأسبوع الفارط لتربص "باريس"، وقال للإعلاميين بصريح العبارة عقب نهاية اللقاء: "فوزنا على رواندا برباعية رد على من شكك في تربص باريس الذي كان ناجحا"، ومهما يكن فإن خسارة أمس ستجعل جميع الأطراف بما فيها الإعلام الجزائري يضع الأقدام على الأرض أو في الماء البارد، مثلما يقال. --------- تأخر بث اللقاء يسبّب قلقا شديدا خلّف تأخر التلفزيون الجزائري في نقل مباراة أمس بين المنتخب الوطني ونظيره المالي حالة من القلق الشديد وسط الجماهير الجزائرية، لاسيما بعد تدخل ياسين بوروينة رئيس القسم الرياضي في اتصال هاتفي بالتلفزيون كشف فيه عن وجود خلل. دقيقتان و45 ثانية ضاعت على الجماهير الجزائرية ولحسن حظ الجمهور الرياضي الجزائري أنّ حالة الترقب لم تدم طويلا حيث لم تستغرق سوى دقيقتين و45 ثانية من انطلاقة المباراة لم يشاهد فيها الجمهور عزف النشيد الوطني ودخول اللاعبين إلى أرضية الميدان وضربة الإنطلاقة. الخلل كان تقنيا وسرعان ما تم إصلاحه وتبيّن من خلال تدخّل الزميل عبد العزيز زواوي الذي علّق على اللقاء أنّ الخلل كان تقنيا وسرعان ما تم إصلاحه، وهذا ما جعل الجمهور الجزائري يتنفس الصعداء وينسى حالة الترقب التي عاشها قبل إنطلاق الشوط الأول. بلال بيناري علّق على بداية المرحلة الثانية ولسوء حظ العاملين على نقل مباراة الجزائر ومالي أنّ الخلل تواصل في الشوط الثاني لكنه لم يكن في نقل المباراة على المباشر وإنما كان في الصوت، لذلك ناب بلال بيناري عن زميله عبد العزيز زواوي في التعليق على الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني قبل أن يعود الصوت ويعود زواوي للتعليق على اللقاء. "الحمد لله جات في الصوت وما جاتش في الصورة" وفي مثل هذه الوضعيات لا تتوقف التعليقات وسط الجماهير الرياضية خاصة بعد أن انقطع الصوت في الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني، حيث قال أحدهم: "الحمد لله جات في الصوت وما جاتش في الصورة" قبل أن يعود زواوي للتعليق على اللقاء. -------- الطاقم الفني وجد صعوبات في توجيه اللاعبين وجد الطاقم الفني للمنتخب الوطني صعوبات في توجيه اللاعبين من مقعد الإحتياط بسبب الموسيقى التي كانت تنبعث من الآلات التي جلبها أنصار منتخب مالي معهم إلى ملعب 4 أوت، خاصة أنّ المدرجات الخاصة بأنصار منتخب مالي كانت قريبة من كرسي احتياط "الخضر". هدوء رهيب في المدرجات بعد هدف سليماني ورغم الفوضى والأجواء الأفريقية التي كان يصنعها الماليون في المدرجات مع بداية الشوط الأول إلا أنّ الهدف الذي تمكن من تسجيله المهاجم البلوزدادي إسلام سليماني في (د6) قلب المدرجات من موسيقى صاخبة وتشجيعات عشوائية إلى هدوء رهيب عكس مدى تأثر الماليين بهدف سليماني. حوالي 100 جزائري في المدرجات تنقل ما يزيد عن 100 جزائري إلى مدرجات ملعب 4 أوت لتشجيع الفريق الوطني في خرجته الأفريقية الثانية التي جمعته مساء أمس بمنتخب مالي، ورغم قلة عدد الجالية الجزائرية إلا أنها خلقت أجواء مميزة ومفعمة بالحيوية في المدرجات تعكس مدى تعلق الجزائريين بالألوان الوطنية. أغلبهم يقيمون في "واڤادوڤو" وحسب ما ذكرناه في أعدادنا السابقة وما استقيناه من السفارة الجزائرية في بوركينافاسو فإنّ الجماهير التي تنقلت إلى الملعب أغلبها من الجالية الجزائرية المقيمة في العاصمة "واڤادوڤو" ومن عائلات أعضاء السفارة الجزائرية. عدم مواصلة بودبوز اللقطة في (د22) أثار حفيظة المدرب أثار لاعب "سوشو" ونجم المنتخب رياض بودبوز حفيظة الطاقم الفني في اللقطة التي توقف فيها ولم يواصل اللعب منتظرا من الحكم إعلان مخالفة لمصلحته وكان ذلك في (د22)، في صورة تشبه كثيرا ما قام به رفيق جبور في مباراة رواندا الأخيرة حين ضيّع على نفسه فرصة ثمينة للتسجيل بعد حاول رفع الكرة فوق رأس لاعب لكنها لمست يده إلا أن الحكم لم يعلن عن شيء. مجاني يتعرّض لاعتداء بالمرفق على مستوى الفم تعرّض المدافع كارل مجاني في بداية الشوط الأول لتدخل خشن بالمرفق من المهاجم المالي "كاليلو" تسبّب له في جرح على مستوى الفم، وهذا ما دفع الطاقم الطبي لتقديم الإسعافات الأولية للاعب قبل أن يعود مجاني بشكل سريع إلى الفريق ويزيل القلق الذي حام حوله. الحكم أدار الشوط الأول على الطريقة الإنجليزية ترك الحكم الجنوب إفريقي "دانيال بينيت" مبدأ الأفضلية كثيرا في الشوط الأول رغم الأخطاء الكثيرة التي تعرضت لها العناصر الوطنية، حيث كان يترك في كل مرة مبدأ الأفضلية في صورة تشبه كثيرا الطريقة الإنجليزية في التحكيم. اصطدام عنيف تعرض له ڤديورة تعرّض ڤديورة لإصطدام عنيف مع أحد لاعبي منتخب مالي جعله ساقطا على الأرض للحظات عديدة، وهذا الأمر أحدث طوارئ وسط الطاقمين الفني والطبي وحتى الجماهير الحاضرة في المدرجات، قبل أن يعود ڤديورة إلى أجواء اللعب ويواصل اللقاء بكل قوة. بودبوز لم ينجح في الاختبار الإفريقي لم يتمكن رياض بودبوز من التألق في مواجهة الأمس التي كانت الأولى له على الصعيد الإفريقي كأساسي، حيث لم يقدّم مستوى كبيرا وكان مردوده متوسطا للغاية ولم يقدّم الإضافة في الشق الهجومي وظهرت عليه آثار التعب، ورغم ذلك إلا أنّ المدرب حليلوزيتش توجّه لتحيته لما غادر أرضية الميدان ورفع معنوياته. دخول بوعزة كان مفاجئا لم يكن أحد ينتظر دخول المهاجم عامر بوعزة مكان رياض بودبوز رغم أنّ الجميع توقعوا خروج هذا الأخير، لكن حليلوزيتش فاجأ بإشراك بوعزة نظرا لقوته البدنية حيث طلب منه مساندة الجهة اليسرى واللعب أكثر في وسط الميدان بما أنّ الماليين كانوا قد احتلوا الوسط وكسبوا المعركة. برتي عصمان خرج مصابا كان خروج المدافع المالي برتي عصمان اضطراريا حيث تعرّض إلى إصابة لم يتمكن على إثرها من مواصلة اللقاء، وقد أشرك المدرب أمادو ديالو مكانه اللاعب إدريسا كوليبالي في بداية الشوط الثاني. الجمهور تضاعف إلى 8 آلاف في الشوط الثاني عرفت المرحلة الثانية من لقاء المنتخب الوطني الجزائري تضاعف عدد الأنصار. فبالرغم من أن العدد الإجمالي لأنصار نسور مالي لم يتعد في الشوط الأول 3500 مناصر، إلا أن العدد أصبح في الشوط الثاني 8000 مناصر وذلك بعد أن سمح منظمو اللقاء للأنصار بالدخول المجاني. السفير استقبل الصحفيين بعد اللقاء استقبل السفير الجزائري في العاصمة البوركينابية واڤادوڤو بمقر إقامته البعثة الإعلامية الجزائرية التي كانت حاضرة بالأراضي البوركينابية لتغطية لقاء المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المالي، حيث أراد السفير أن يكرم الصحافيين الذين تواجدوا بقوة هناك من أجل تنوير الرأي العام. تسديدات ڤديورة بطلب من حليلوزيتش عرفت مواجهة أمس تسديدات عديدة من لاعب نوتنڤام فورست الانجليزي عدلان ڤديورة والذي سدد مرارا وتكرارا من خارج منطقة الجزاء، حيث كان ڤديورة يطبق تعليمات المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش والذي سجل في ملاحظاته ضعف الحارس المالي أمام التسديدات، ما جعله يطالب لاعبه بالتجريب المستمر. العودة اليوم على العاشرة صباحا سيعود المنتخب الوطني الجزائري صباح اليوم وبالضبط على العاشرة صباحا قادما من العاصمة البوركينابية نحو مطار هواري بومدين الجزائري مثلما كشفت مصادرنا، عكس ما روج في الآونة الأخيرة بأن "الخضر" سيسافرون بعد اللقاء مباشرة حيث أراد القائمون على المنتخب أن يمضي الفريق الليلة هناك قبل أن يعود إلى الديار ويستأنف تحضيراته للقاء غامبيا في 15 من الشهر الحالي في إطار لقاء العودة من تصفيات كأس إفريقيا 2013.