لم يهضم الناخب الوطني حليلوزيتش أول خسارة له مع المنتخب الجزائري، بعدما تمكن من الفوز بأربع مباريات وتعادل في واحدة منذ توليه العارضة الفنية ل"الخضر" شهر جويلية.. وبدا المدرب البوسني غاضبا في غرف تغيير الملابس وحتى في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، وقد راهن حليلوزيتش على تحقيق نتيجة طيبة في أول اختبار جدي مع المنتخب، بعدما تمكن من الفور أمام منتخبات متواضعة منذ إشرافه على العارضة الفنية ل"الخضر"، لكنه إصطدم بمنتخب كان أكثر عزيمة وأقوى رغبة في كسب النقاط الثلاث، رغم أن كل الظروف كانت في صالح "الخضر" في مباراة سهرة أول أمس الأحد. غضب كثيرا من الدفاع وظل المدرب حليلوزيتش يُقدم ملاحظاته وإنتقاداته للدفاع، الذي لم يكن حسبه في المستوى المطلوب وخسر أغلب الصراعات الثنائية، وقد وجه المدرب البوسني رسائل مباشرة إلى محور الدفاع الذي إرتكب عدة أخطاء كلّفت "الخضر" تلقي هدفين بعد أخطاء فادحة في المراقبة. والأمر الذي زاد غضب حليلوزيتش أنه ركز طيلة الأسبوع الذي سبق مواجهة مالي على الكرات الثابتة، وحذر لاعبيه كثيرا من التساهل أمام مهاجمي المنتخب المالي الذين يملكون قوة جسمية وبدنية، سمحت لهم بالتفوق على بوڤرة ورفقائه في مناسبتين. أصرّ على المبيت في واڤادوڤو للإسترجاع خسارة حليلوزيتش مباراة مالي جعلته يُغيّر لهجته تجاه اللاعبين وحتى مساعديه، حيث قرّر فرض منطقه والدخول مباشرة في التحضير لمباراة غامبيا، رغم أن رفقاء فغولي ضمنوا التأهل بنسبة كبيرة في مباراة الإياب، حيث أصرّ على المبيت في واڤادوڤو ورفض العودة بعد المباراة، رغم توفر طائرة خاصة، حتى يسترجع اللاعبون قدراتهم بعد مواجهة كانت مرهقة جدا من الجانب البدني بسبب الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية اللتين ميزتا العاصمة البوركينابية. حرم لاعبيه من الراحة أمس كما أصر المدرب حليلوزيتش أن يدخل اللاعبون مباشرة بعد وصولهم البارحة إلى الجزائر، إلى مركز سيدي موسى للاستفادة من الراحة، وقد رفض الناخب الوطني منحهم أمس يوم راحة وتسريحهم لتناول وجبة العشاء خارج المركز، عقوبة غير مباشرة لهم على الخسارة التي منيوا بها أمام المنتخب المالي. لا يُريد تهاونا قبل مباراة غامبيا خسارة المنتخب الجزائري ببوركينافاسو جعلته يقرر عدم تخفيض وتيرة العمل، ولا تقليل صرامته مع اللاعبين ثلاثة أيام فقط قبل مباراة العودة أمام غامبيا، ويعتزم مواصلة التحضير بالجدية والصرامة نفسيهما، حيث يشترط من لاعبيه فوزا عريضا وتقديم وجه أفضل مما شاهده أمام مالي، كما يعتزم منح الفرصة لبعض اللاعبين في آخر مباراة تصفوية في هذا الشهر، قبل أن يقدم تقريرا نهائيا، للتربص الطويل الذي سمح له بالتعامل مع أكبر عدد من اللاعبين. حتى مساعدوه لم يسلموا من الإنتقاد حالة الغضب التي كان عليها حليلوزيتش لم يسلم منها مساعدوه، حيث ظل ينتقد تصرفات بعضهم وتساهل البعض الآخر، وقد وجه عدة انتقادات لأعضاء كل الطواقم بعد أول خسارة، كشف فيها البوسني أنه لا يحتمل الخسارة وأن الطريق طويل أمامه لتكوين أفضل منتخب إفريقي كما كان يصرح سابقا.