استقبلنا بزاز ياسين في بيته في الڤرارم قوقة بولاية ميلة، كعادته احتضننا بكل ترحاب رغم أنه لم يمض على عودته من فرنسا أكثر من 24 ساعة، سرقناه عن أمه وعائلته وإخوته وأجاب على كل أسئلتنا بصراحة فاجأتنا لاسيما عندما تحدث عن إصابته في المنتخب. نشكرك على استضافتك لنا في بيتك، ما هو شعورك وأنت وسط عائلتك ومنذ متى لم تر الوالدة الكريمة؟ مرحبا بكم في بيتي في أي وقت خاصة أنني أعتز بجريدة "الهدّاف"، لم أزر العائلة منذ 6 أشهر وهو وقت طويل بالمقارنة مع السنوات الماضية أين كنت أزور العائلة بشكل دائم على فترات قصيرة خاصة مع التزاماتي مع المنتخب الوطني، عدت أمس فقط (الحوار أجري أول أمس) من فرنسا، أنا بين أفراد عائليتي ومن الطبيعي أنني سعيد جدا وهو الشعور الذي أعيشه كلما أكون هنا في البيت. كيف هي معنوياتك حاليا خاصة أنك لا تشارك في اللقاءات الأخيرة؟ المعنويات على ما يرام بل 100 %، المهم بعد الإصابة التي تعرضت لها أنني استرجعت إمكاناتي كاملة، ذلك هو الهدف لأنني لم ألعب منذ 6 أشهر، قبل أن أمضي لتروا تكلم معي المدرب فورلان وحددنا هدفا وهو استرجاعي مع بداية شهر جانفي مع انطلاق مرحلة العودة والهدف تحقق، صحيح أن هناك لقاءين لم ألعبهما لكن ذلك لم يقلقني لأن المدرب قال إن المطلوب مني التحضير من الناحية النفسية لأكون ضمن حساباته في بداية جانفي، أنا الآن على أتم الإستعداد، الآلام على مستوى الركبة زالت نهائيا والخوف من الدخول في الصراعات الثنائية زال كلية وأضع الثقة في المدرب لأنه هو من استقدمني ويعرف إمكاناتي، وغيابي عن اللقاءات الأخيرة لا يقلقني مطلقا لأني لا أعتبر الغياب عن لقاء أو اثنين مشكلة. هل لك أن تشخص إصابتك الأخيرة التي جعلتك تغيب أمام لافال؟ هي إصابة طفيفة وكنت قادرا على اللعب لكن المدرب تخوّف من أن تتفاقم، خاصة أن هناك فترة 10 أيام من الراحة حصلنا عليها ولو يقع أي مكروه لن تكون هناك متابعة طبية، لهذا بالتشاور معي قرر أن يعفيني. غيابك في الجولات الأخيرة هل مرده عدم حاجة المدرب إلى خدماتك أم ماذا؟ لم ألعب لقاءين فقط أمام فريق متواضع في كأس فرنسا وهذا ليس مشكلا ولقاء آخر داخل الديار، الاحتياطي الذي عوضني كان يلزم أن يحصل على فرصته هو الآخر حتى يكون مستعدا، أمام لافال غبت لأتفادى المخاطرة وهدفي كما صرحت به أن أكون جاهزا في أول جولة في مرحلة العودة. يظهر أن علاقتك بالمدرب جيدة. ليس من اليوم فقط، فهو من كان وراء إمضائي في ستراسبورغ ثم تروا، إنه يضع فيّ ثقة كبيرة وهذه مسؤولية ثقيلة لأنني مطالب بأن أرجع له الجميل خلال مرحلة العودة، في جوان أتذكر أنني كنت مهمشا أعاني من إصابة خطيرة وكان المدرب الوحيد في العالم الذي تحمّل المسؤولية وفرضني في فريقه. لم تكن لك إتصالات وقتها. عندما تتوقف 7 أشهر عن المنافسة والجميع يعرف أنك تعاني من إصابة خطيرة، من أين تأتي الإتصالات؟ لكن فورلان فرضني وجعلني دائما أبحث عن طريقة لرد خيره. صراحة هل انتظرت أن تغيب كل هذه المدة ولا تكون جاهزا إلا بعد عام؟ كنت آمل أن أجهز قبل ذلك فنحن اللاعبون أنانيون ونحب اللعب بسرعة، لكن عندما فكرت من جديد عرفت أن الإصابة التي تعرضت لها تحتاج إلى وقت طويل حتى أتعافى منها. كيف هي علاقتك بالمسيرين الآن؟ أعرف أنهم كانوا ينتظرون أشياء أكثر، لكن الموسم لم ينته وإن شاء الله الثقة التي وضعوها فيّ لن يندموا عليها، وحتى المدرب كذلك، المسيرون يعرفون أن التوقف عن اللعب 6 أشهر يحتاج الى 6 أشهر أخرى حتى يكون أي لاعب جاهزا. وهل يتكلمون معك؟ في الفرق المحترفة لا يوجد أي حديث مع المسيرين، بل مع المدرب والأمور واضحة لأن لكل واحد دوره. العلاقة مع الأنصار يسودها نوع من عدم الرضا، هل هذا صحيح؟ العلاقة في البداية لم تكن على ما يرام لأنهم ينتظرون من أي لاعب جديد أن يعطي كل شيء منذ التحاقه، لا يعرفون وضعيتي، كان هناك رد فعل اتجاهي لكن الجمهور يمكن أن تضعه في صفك في لقاء واحد، وفي مرحلة العودة سأقلب كل المعطيات. هل كان هناك رد فعل قاس منهم؟ تصرفات الجمهور أعتبرها عادية في كرة القدم، مرات عندما لا تكون في يومك يغضبون منك وهذا الشيء ليس جديدا عليّ، لعبت لقاءين ولم أكن موفقا فيهما لكن هذه الوضعية لن تبقى على حالها، يكفي أن تلعب لقاء أو اثنين ممتازين حتى تضع الأنصار في جيبك. هل تأثرت؟ وصلت إلى سن أنتظر فيها حصول أي شيء والأكثر من هذا أنه ليس ضغطا شديدا، لعبت وسط ضغط أشد هذا ضغط "تاع روحو"، ثم أصلا أنصارنا ليسوا بالدرجة التي تتخيلونها لا نملك سوى 3000 مناصر وأنا تعودت على 80 ألف بشكل عادي، في سن 18 سنة لعبت في شباب قسنطينة أمام 60 ألف مناصر، 3 آلاف مناصر لا أحس بوجودهم. سنة 2010 حملت إصابتك، سقوط فريقك ستراسبورغ و عدم مشاركتك في المونديال، كانت سنة سيئة عليك أليس كذلك؟ من جانفي إلى ديسمبر كانت سنة حافلة بالإنتصارات والإنجازات (قالها مازحا)، الأمور كانت صعبة، كأس إفريقيا لم أكملها ثم ضيعت كأس العالم التي لم أشارك فيها بعد عودة الجزائر من غياب دام 24 سنة، من الناحية الصحية تعرضت الى إصابة خطيرة وأجريت خامس عملية جراحية هذه المرة كانت أخطر إصابة أتلقاها في مشواري، وفريقي لم أتمكن من مساعدته على البقاء وسقط إلى "الناسيونال" (القسم الثالث) لأنني كنت غائبا لكن هذه السنة جزء من مشواري الكروي، تعوّدت على الإصابات وأجريت عدة عمليات جراحية جعلتني أمتلك شخصية قوية ولا أفقد الأمل، لأنه مثلا هذا الموسم توقفت 7 أشهر وعدت بفضل إصراري وهنا لا أنسى مساندة العائلة والأصدقاء الذين وقفوا معي، رغم أن الحكاية في النهاية قضاء وقدر ولا يسأل الإنسان كيف ولماذا، أنا اليوم نسيت الإصابة وأراهن على أن أؤدي مرحلة عودة في القمة. الهدف في 2011 ماذا سيكون؟ أن أكون جاهزا مع فريقي وأسجل وأمنح تمريرات حاسمة، لأنني أعمل للنجاح في هذه الأشياء ثم بعد ذلك تأتي أهداف أخرى. مثلا؟ ممكن المنتخب الوطني التي غبت عنها منذ عام. في سن 29 سنة، هل يمكن أن نرى بزاز من جديد في الرابطة الفرنسية الأولى؟ سيكون ذلك صعبا لكن ليس مستحيلا، مع فريقي سطرنا هدف الصعود على موسمين، هذا الموسم سنكتفي بالبقاء فقط لأننا متأخرون ولم لا نلعب على الصعود الموسم القادم، أمضيت 3 سنوات حتى أعود إلى الرابطة الأولى، إذا جاءت الله يبارك وإذا لم تأت لا زالت صغيرا وسأحاول ولن أيأس أو أتقاعد مبكرا. لنتكلم الآن عن الإصابة، 5 عمليات جراحية لماذا كل هذا هل لأنك لا تملك القاعدة الضرورية بسبب تكوينك الخاطئ في الفئات الصغرى لفريقك نجم الڤرارم؟ لا أعتقد ذلك، لأن الإصابات لا تتعلق بالتركيبة الجسدية أو طريقة التكوين لأن أغلب ما تعرضت له كان جراء تدخلات خاصة في الكاحل، أما الإصابة في العضلة المقربة فكانت جراء حجم العمل، كنت دائما ضحية للمدافعين وتدخلاتهم كما حصل في كأس إفريقيا، لا يمكنني ربط ذلك بالتكوين الجسدي لأني تنقلت إلى فرنسا صغيرا في سن 21 سنة وتكوّنت بشكل جيد وطوّرت لياقتي. كلما تصل إلى أعلى مستوى إلا وتعود إلى الأرض بسبب الإصابات، ألم تفكر في هذا الأمر، لولا الإصابات أين كان يمكن أن تصل؟ الإنسان لا يقول لو بل يؤمن بالقدر، ألان كوربيس الذي يعرفه الجزائريون جيدا هو من استقدمني إلى أجاكسيو ووقعت 4 سنوات، حيث حدد معي هدفا وقال لي ستذهب بعيدا، في سن 21 سنة شبهني ب ألان ڤيڤز بشرط أن أعمل بنصائحه، لكن نحن نضع أهدافا والله هو من يقرر، تعرضت للإصابات وأجريت عدة علميات وأحيانا كان هناك سوء اختيار، وأمور كهذه تدخل في حياة اللاعب، لكن لا زالت صغيرا ولا زال هناك أمامي ما أفعله. هل إصابة الأربطة المتعاكسة في الركبة تتطلب سنة كاملة من الغياب؟ نعم، اللاعب الذي يتوقف شهرا يلزمه شهر آخر بعد العودة حتى يسترجع مستواه، أنا توقفت 6 أشهر وكانت تلزمني 6 أشهر أخرى لأسترجع إمكاناتي. إذن غياب قادير سيطول. يمكن أن يعود الى التدرب في أقرب وقت لكن من الصعب عليه أن يصل إلى مستواه بسهولة، أصيب على ما أعتقد في جويلية وحتى يكون جاهزا أظن أن ذلك سيكون في بداية الموسم المقبل، قد يلعب لقاءات لكن لن يكون ب 100 % من إمكاناته. لكنه يعاني من تضرر رباط واحد وليس مجموعة أربطة. حتى أنا تمزّق لي رباط واحد. كما قلت لك يمكنه العودة قبل ذلك لكن ليس بكل إمكاناته، ولو أن كلامي قد يكون غير صحيح. ربما كثرة إصاباتك هي التي جعلت سعدان يفكر في إقامة مباراة اعتزالية لك. لا أحب العودة إلى هذه الحكاية، هو إنسان كبير في السن وعلّقت من قبل وانتهى الأمر. كيف كانت علاقتك به؟ عرفته قبل كأس العالم بسنوات في قسنطينة، هو فكّر هكذا ولا أدري السبب، الهدف ليس كلام الناس بل الميدان، عندما تكون في أفضل مستوى ستجبرهم على استدعائك ويوم لا تكون كذلك لا تستدعى، أعتقد أن شيئا مثل هذا يجب أن يطبق على كل اللاعبين. من يكون مستعدا وقادرا على تقديم الإضافة مرحبا به مهما كان اسمه والفريق الذي يلعب له ومن يكون أقل لياقة لا يستدعى، هذا ما يجب أن يحصل. ألا ترى أن هناك استدعاءات بالمجاملة في المنتخب الوطني رغم أن بعض اللاعبين لا يشاركون في فرقهم في أوروبا؟ هناك عدد من ركائز المنتخب لا يمكن الاستغناء عنهم. مرات يمرون بفترة شهر دون منافسة ويمكن استدعاؤهم لكن لما يطول الأمر ولا تلعب لعدة أشهر أو تلعب بما معدله لقاء أو اثنين في 6 مباريات فلا يمكن أن تساعد المنتخب، بل بالعكس ستكون عبئا عليه حتى لو كنت ميسي. لذلك يجب أن لا تُستدعى لمصلحة البلاد، يجب أن لا تكون هناك عاطفة، من يلعبون أساسيين ومن هم قادرون على الإضافة أهلا وسهلا بهم والعكس صحيح حتى نتمكّن من رؤية مستوى المنتخب يرتفع. الإصابة التي تعرضت لها كانت مع المنتخب، هل كان هناك تكفّل؟ (يضحك) الإصابة هذه تركت آثارها عليّ. كنت أنتظر تكفلا أحسن. لكن لا يهم، أنا ألعب في المنتخب ليس لأجل "الفاف" أو المدرب بل لأجل البلاد، كنت أرجو وأنتظر دعما أكبر من قبل المسؤولين لكن مرة أخرى ذلك لا يهم. لماذا رفضت العلاج في "أسبيتار" في قطر؟ لم يصلني أي اقتراح. كما أنني أردت العلاج في سان رافائيل في فرنسا بمقربة من مكان تحضيرات فريقي. لكن الحمد لله الإصابة صارت من الماضي وكما يقال: "في الأوقات الصعبة مثل الإصابات يعرف الإنسان من يسانده ومن لا يفعل". من تكفل بإصابتك وسدد نفقات الجراحة؟ إدارة ستراسبورغ تكفّلت بنفقات عمليتي عند البروفيسور ياغير وأرسلتني إلى سان رافائيل. لا أكذب أن الإتحادية اقترحت أن أكون في فندق قريب من مركز العلاج، هذا فقط ما فعلته. مسؤولو ستراسبورغ هل تقبلوا بشكل عادي الإصابة التي تعرضت لها؟ تقبلوها نعم والدليل أنهم تكفلّوا بكل نفقات العلاج. ماذا خسرت بإصابتك في المنتخب؟ كنت أريد أن أقول إنني خسرت كل شيء (يضحك) لا لا، كنت في نهاية عقدي وخسرت أشياء لأنني لم أكمل لعب كأس إفريقيا وبعدها كأس العالم، حُرمت من 3 أجور شهرية، في فرنسا عندما تصاب تتلقى فقط مستحقات 3 أشهر، في الموسم الموالي كنت أنوي اللعب في فريق كبير من الرابطة الأولى لكن وجدت نفسي دون فريق، وهذه هي الأشياء التي خسرتها. تبدو متأثر من غياب دعم الإتحادية. بالطبع، المنتخب الوطني لم ألعب فيه منذ اليوم بل تقريبا منذ 10 سنوات. أعتقد أنه عندما تتعرّض إلى إصابة خطيرة وتخسر ما تكلمت عنه قبل قليل "تتقاس"، لكن لأجل الجزائر والبلاد والعلم كل شيء يهون. ومستحقات التأمين هل تلقيتها؟ حتى الآن لا أعرف شيئا وسأرى مع الإتحادية. ألا تشبّه وضعيتك بوضعية مغني؟ مغني ربما وضعيته أصعب، لكنه وجد الدعم أفضل مني. من طرف من كان التمييز؟ لا أدري، لكن عليكم أنتم أن تجدوا الإجابة. من طرف الاتحادية؟ لا أريد أن أقول شيئا، مغني شخص طيب وأحبه وأتمنى أن أراه في أقرب وقت لأن المنتخب يحتاجه.