عكس ما كان منتظرا فإن المباراة المحلية التي كانت ستجمع بين إتحاد الحراش ومولودية الجزائر لن تلعب عشية الغد بالمركب الرياضي بالرويبة، وهو القرار الذي خدم إدارة «العميد» التي كانت تتمنى تأجيلها أو نقلها إلى ملعب 5 جويلية، بعد التحركات السريعة لمسيّرها الذين لم يتركوا أي جهة إلا وراسلوها أو ضغطوا عليها من أجل تحقيق هدفهم، لتستجيب لهم الرابطة الوطنية لكرة القدم في الأخير، خاصة أنهم أتوا بحجة غياب الأمن بالرويبة، وكأن هذه البلدية تعيش حالة طوارئ أو أن السلطات الأمنية مقصرة في عملها. الوالي لم يرد التدخل في القضية صحيح أن الرابطة قد استجابت في الأخير لطلب مسيري المولودية وقررت تأجيل المواجهة، إلا أن والي الجزائر لم يدخل نفسه في هذه القضية إلا بعدما راسلته السلطات المحلية لتؤكد له أنها غير مستعدة لاستقبال «الداربي» العاصمي بملعب الرويبة بعدما عقدت اجتماعا بينها وبين السلطات الأمنية الثلاثاء الفارط. وكان الوالي قد ترك الأمور للهيئات المعنية ليتقرر في الأخير أن المواجهة ستجرى لاحقا، وأمام هذه الوضعية فإن على اتحاد الحراش أن يحضّر نفسه من جديد لمقابلة العميد التي نتمنى ألا تخرج عن إطارها الرياضي. مسيّرو «العميد» ضغطوا وأفلحوا يمكن القول إن المساعي الحثيثة التي قامت بها إدارة المولودية للضغط على السلطات المحلية للرويبة أتت أكلها رغم أن مسؤولي الحراش حاولوا عدم ترك زمام الأمور لصالح المنافس ودافعوا بشدة عن حقهم مادام أن فريقهم هو الذي سيستقبل وليس المولودية. ويملك الرجل الأول في الحراش العايب دراية كبيرة باللوائح القانونية ومع ذلك لم يكسب هذه القضية وضيّع نقاطا إضافية كانت ستجعل تأييده من طرف «الكواسر» يزيد بقوة في الأيام المقبلة التي ستكون فيها الحراش على مواعيد مهمة. رباح: «الرابطة طعنتنا في الظهر» صرح لنا مسير الحراش سليم رباح بعد تأجيل اللقاء قائلا: «عار ما يحدث في كرتنا من حڤرة ولامبالاة، فقرار مشرارة تأجيل مباراة فريقنا أمام المولودية كان بمثابة طعنة في ظهر الحراش لأن هيئته لم تراسلنا وأبلغتنا بالأمر في ساعات متأخرة مباشرة بعد خروج عمال الرابطة وذلك حتى لا يتسنى لنا تقديم طعن أو رفض القرار مادام أنه صدر قبل 24 ساعة فقط عن موعد اللقاء، لكننا احترمنا قرار الرابطة في كل شيء فلماذا هي لم تحترم الحراش»؟. «المولودية معروفون بتخلاطهم ولن نلعب قبل مباراة العميد» وشدد رباح على أن فريقه لن يخوض أي مباراة رسمية إلا بعد إجراء المواجهة المحلية أمام مولودية الجزائر التي يريد مسيروها أن ينقل موعد اللقاء إلى أجل غير مسمى حتى تستعيد تشكيلتهم كافة لاعبيها الذين كانوا سيغيبون عن اللقاء، وتابع قائلا: «أرادوا تأجيل اللقاء دون أن يبلغونا بالأمر واتصلنا بهم مرارا وتكرارا ولا أحد منهم كان يرد علينا، إذن فهذه المرة نحن من سيقول كلمته ولن نلعب أي مباراة رسمية إلا بعد خوض مواجهة الداربي، لأن مسيري المولودية معروفون «بتخلاطهم» حيث يريدون استعادة جميع اللاعبين قبل مواجهة الحراش وبالتالي فأي قانون يقبل بمثل هذه التصرفات والقرارات التعسفية؟». «رفضتم الرويبة... سنلعب بالمحمدية » وواصل رباح حديثه مؤكدا أن اللقاء بين الحراش والمولودية سيلعب بملعب المحمدية إذا رأى مسيرو «العميد» أن ملعب الرويبة لا يناسبهم، وأردف: « فريق عادي في كرة القدم ضغط على من أجل تأجيل المباراة ليستجاب له في الأخير فإذا كان التعامل بمثل هذا الشكل فما على الرابطة إلا أن تترك المفاتيح للآخرين مادامت أنها غير قادرة على فرض كلمتها أو التمسك بقرارها، لكن الحراش لن تسكت عن حقها مهما تطلب الأمر وسنبقى ندافع عنه إلى آخر رمق. مشرارة رفض اللعب في الرويبة إذن سنستقبل المولودية بملعب المحمدية ولن نلعب في 5 جويلة». «من الأحسن أن تعلم جميع الفرق أن لقب البطولة سيكون من نصيب المولودية» وبلهجة شديدة تحمل في مجملها عدة معاني، نصح رباح رئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة بإصدار بيان يؤكد فيه أن لقب بطولة هذا الموسم سيكون من نصيب مولودية الجزائر حتى لا تتعب الفرق الأخرى أو تصرف أموالا طائلة من أجل التنافس على الألقاب، حيث استرسل: «أنصح الرابطة بأن تعلم جميع الأندية الجزائرية بالتوقف عن اللعب والمشاركة الرسمية مادام أن مشرارة يريد أن يهدي العميد لقب بطولة هذا الموسم وعليه فلا داعي أن نرهق أنفسنا ونصرف أموالا كبيرة من أجل التنافس على الأدوار الأولى، لأن الأمور قد تحسم لصالح المولودية». «هؤلاء هم الذين يُحرّضون على العنف» وختم رباح كلامه موضحا أن هؤلاء الأشخاص هم من يحرضون على العنف والتعصب الرياضي داخل الميادين وخارجها لأن المناصر الجزائري من طبيعته أنه مسالم ويستعمل كرة القدم للترويح عن النفس لا غير، وأضاف قائلا: «من الآن فصاعدا لا داعي لتنظيم حملات تحسيسية من أجل القضاء على العنف داخل الملاعب أو معرفة الأسباب التي تبعث بالمناصرين إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال، لأن المشكل اكتشفناه الآن وهو يكمن في الهيئات الكروية التي تكيل بمكيالين ولا تتكلم بلغة العدل». آكلي: «يا مشرارة المولودية ليست بحاجة إلى خدمتك» وقد سار آكلي (أحد أعضاء المكتب المسير لفريق الحراش) على نهج المسير رباح حيث وجه كلاما قاسيا لرئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة قائلا إن المولودية لها لاعبين وإمكانات على اللعب على الأدوار الأولى وهي ليست بحاجة إلى تقديم خدمة، وصرح قائلا: «إذا كانت المولودية تحتل ريادة ترتيب البطولة فهذا يدل على أنها تمتلك إمكانات بشرية ومادية تسمح لها بذلك، إذن فما كان عليك يا مشرارة إلا أن تكتفي بتطبيق القوانين لأن المولودية ليست بحاجة لخدمتك» آلاف «الكواسر» كانوا منتظرين غدًا بالرويبة كان من المنتظر أن يشهد المركب الرياضي للرويبة توافدا جماهيريا كبيرا من قبل أنصار إتحاد الحراش الذين كانوا يحضّرون أنفسهم لغزو الملعب من أجل تقديم الدعم اللازم لزملاء القائد نايلي خلال مواجهة فريقهم برائد الترتيب مولودية الجزائر، لاسيما أنهم يضعون كل الثقة في أبناء المدرب شارف لإلحاق الهزيمة ب»العميد» ورد الاعتبار بعد الهزيمة القاسية التي تكبدوها في لقاء مرحلة الذهاب الذي جرى بملعب 5 جويلية بهدفين مقابل هدف. وبالرغم من أن المواجهة المحلية كان من الممكن أن تبث على إحدى القنوات التلفزيونية إلا أن «الكواسر» لم يأبهوا بالنقل المباشر بل كانوا يريدون متابعتها من على مدرجات الرويبة حتى تكون مساندتهم عن كثب، الأمر الذي كان سيبعث في نفوس اللاعبين عزيمة فذة للوقوف الند للند أمام لاعبي المولودية، قبل أن يأتي في الأخير قرار تأجيل اللقاء الذي لم يعجب أحدا في الحراش. ضغطوا على اللاعبين من أجل الفوز وقد شهدت الحصص التدريبية الأخيرة التي أجرتها التشكيلة الحراشية إقبالا معتبرا من طرف أنصار «الصفراء» الذين تنقلوا إلى ملعب المحمدية من أجل الضغط على جميع اللاعبين، لاسيما القائد نايلي باعتباره ابن الفريق، حيث طالبوهم بالفوز مهما اقتضى الأمر في ظل الحساسية الكبيرة التي تميز الفريقين منذ أعوام عديدة، وقد وعد أبناء المدرب شارف محبيهم أن يكونوا عند حسن ظنهم وألا يخيّبوه في هذه المواجهة المحلية التي ينتظرونها بشغف كبير للظفر بنقاطها. يريدون إيقاف «العميد» ولا يهمّهم اللقب وكان همّ الجمهور الحراشي قبل تأجيل اللقاء هو إيقاف زحف المولودية وزعزعتها من المركز الأول، خاصة إن كان فوز الحراش على «العميد» في هذا «الداربي» قد يساهم في خسارته لقب البطولة، فإن ذلك سيكون أحسن هدية يقدمها اللاعبون ل» الكواسر»، وأكد لنا أحد المناصرين الأوفياء للحراش أنهم يريدون إلحاق الهزيمة بالمولودية ولا يهمهم نيل اللقب أو شيء من هذا القبيل حتى وإن كان في متناولهم.