تتوالى الأيام وتتشابه في بيت مولودية سعيدة لغياب أي مستجدات إيجابية تبعث إلى التفاؤل وسط الأنصار والغيورين على الفريق، والذين بلغ بهم اليأس أقصى درجاته نتيجة التهميش واللامبالاة التي يلقاها الفريق من بعض المسؤولين رغم تعدد النداءات والاجتماعات وتشكيل خلية أزمة ولجنة عقلاء، وتكليف "الحكيم" سعيد عمارة بتبليغ المشرف الأول على الولاية واطلاعه بوضعية الفريق وهشاشة هيكله الإداري والتجاري، لكن الأمور لم تراوح مكانها وهو ما دفع بالرئيس الخالدي وأعضاء مكتبه إلى تبليغ جميع الجهات الوصية (الوزارة، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الرابطة الوطنية، ومدير الشباب والرياضة) باستقالتهم الرسمية من رأس الجمعية العامة وقيادة النادي الهاوي، وكان موقف أعضاء المكتب المسير حازما هذه المرة، إذ أن التهديد بالاستقالة نفذ فعليا في الاجتماع الأخير الذي عقد بمقر الفريق بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وصار مستقبل النادي غامضا في ظل القوانين المعقدة التي أقرتها الرابطة الوطنية لتسيير الفرق المحترفة. التدارك مطلوب والأنصار لن يرضوا بالإهانة يدرك الجميع أن المؤشرات الأخيرة قد تعصف بالفريق وترميه نحو الهاوية، فإقدام الهيأة المسيرة على حل الشركة بعد 15يوما من الآن يعني زوال الهيكل الإداري الذي سيسمح للفريق بمواصلة النشاط ضمن حظيرة الفرق المحترفة في إطار القوانين التي تسير بها الفرق المحترفة المنضوية تحت لواء الرابطة الوطنية لكرة القدم، فالفريق سيسقط في هذه الحالة وحينها سيتحمل الجميع مسؤولياته من هيأة مسيرة وسلطات محلية التي تجاهلت الفريق في الكثير من المرات ولم تقدم له الدعم اللازم مثلما هو جار في الفرق الأخرى، فالجميع يحذر من وقوع هذه المهزلة، إذ لن يرضى الأنصار والغيورون على الفريق بهذه الإهانة لفريق يعتبر من أقدم الفرق التي تواجدت في الساحة الكروية الجزائرية ويعتبر ثالث فريق توج بكأس الجزائر، ولهذه الاعتبارات وغيرها فقد يكون صيف سعيدة ساخنا ما لم تتحرك السلطات قصد إيجاد حلول ومقترحات تضمن للنادي فرصة تواجده في الخريطة المحترفة لكرة القدم. ---------------------- اجتماع مجلس الإدارة لترسيم الاستقالة مثلما ذكرنا في عدد سابق، عقد مجلس إدارة مولودية سعيدة أول أمس اجتماعا طارئا في مقر الفريق بحي "الكاسطور" وحمل جدول أعماله العديد من النقاط، أهمها مناقشة وضعية الفريق ومستقبل الشركة التجارية التابعة له، وقد ضم الاجتماع جميع المساهمين في النادي ودام أكثر من ثلاث ساعاتن وعرف حديثا ساخنا بين أعضائه وتم في النهاية اتخاذ قرارات هامة قد تترك الكثير من التداعيات في المستقبل، خاصة بعد أن آلت الوضعية إلى هذه الحالة من التأزم نتيجة تجاهل الكثير من المسؤولين في أعلى الهيئات المتواجدة في هرم الولاية الاطلاع على وضعية النادي، رغم مناشدة رئيس الفريق وأعضاء الجمعية العامة لذلك في الكثير من الأحيان، وحتى تكليف لجنة العقلاء لم يأت بما هو جديد عكس ما توقعه الكثير، نظير ما يحدث في الفرق الأخرى التي تعيش وضعية المولودية نفسها. قرار الاستقالة لا رجعة فيه وأهم قرار توصل إليه اجتماع مجلس الإدارة هو ترسيم استقالة رئيس مجلس إدارة شركة مولودية سعيدة خالدي، وهو القرار الذي صادق عليه واتخذه جميع أعضاء مجلس الإدارة، وهي الاستقالة التي جاءت تأكيدا لما كان يهدد به الجميع قبل الاجتماع. وقد عرف الاجتماع حوارا ساخنا بين الأعضاء صب في مجمله في تشريح الوضعية الكارثية التي يعرفها الفريق، خاصة الأزمة المالية وعزوف رجال المال والمقاولين عن المساهمة في دعم النادي رغم أن الإدارة فتحت المجال لبيع الأسهم منذ أشهر دون أن يحمل هذا الإجراء أي جديد... كل هذا جعل أعضاء مجلس الإدارة يتأكدون أن الوضعية لن تتحسن مستقبلا والمشاكل التي يعاني منها الفريق ستبقى، مما جعلهم يعلنون استقالتهم الجماعية ليتحمل الكل المسؤولية وما ينجر عن ذلك من تبعات مفتوحة على كل الاحتمالات. مجلس الإدارة منح مهلة 15 يوما قبل حل الشركة هذا وقد كان مجلس الإدارة قد أعطى مهلة 15 يوما من أجل إيجاد من سيقوم بشراء الأسهم، إذ قامت الإدارة بإعلام الجميع وطالبت بكل من يريد شراء الشركة وأسهمها التقدم للموثق المكلف بذلك، وفي حال لم تجد الشركة من يقوم بأخذها خلال المهلة المقدمة، فإن مجلس إدارة المولودية سيعلن حل الشركة نهائيا، وهو ما يتخوف منه الجميع لأن حل الشركة قد يصعب من مهمة الفريق مستقبلا وتتأزم وضعية النادي أكثر فأكثر، وقد لا يستطيع القائمون إعادة بعث الشركة لما تحمله من إجراءات إدارية معقدة قد تقذف بالفريق إلى القسم الأدنى، وهو ما يعني بداية زوال فريق ودخوله النفق المظلم، وهو ما لا يتمناه الأنصار العازمون على التحرك بقوة في الفترة المقبلة للحيلولة دون حل شركة الفريق. الإدارة تراسل الوالي، الفاف والوزارة ومباشرة بعد نهاية اجتماع مجلس الإدارة، قام الكاتب العام بتحضير محضر حمل جميع النقاط التي اتخذها مجلس الإدارة، وقام الجميع بإمضاء هذا المحضر الذي تم إرساله إلى كل من والي الولاية، رئيس الفاف ووزير الشباب والرياضة من أجل إعلامهم بالاستقالة وحل الشركة قريبا، وهي الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وبمراسلتها هذه الهيئات، تكون الإدارة السعيدية قد وضعت الجميع أمام الأمر الواقع، خاصة والي الولاية الذي لم يكلف نفسه عناء استقبال ممثلين عن الجمعية العامة في وقت سابق. ---------------------- بلحوى خلف الله: "الأولوية لسعيدة وأتمنى إيجاد مخرج للأزمة الحالية" كيف تقيم أداءك الموسم الماضي؟ بعد رحيلي من البرج وانضمامي إلى سريع غليزان الموسم الماضي، أستطيع القول أني وجدت معالمي بسرعة كبيرة وتمكنت من إنهاء البطولة بكل قوة، إذ تطور مستواي كثيرا وصرت ألعب بكل إمكانياتي، والدليل أني شاركت في 30 مواجهة أداها الفريق ولم أتغيب إلا في مبارتين نتيجة الإصابة. اسمك تردد مؤخرا في محيط مولودية سعيدة، ما تعليقك؟ بعد نهاية المواجهة التي جمعت فريقي السابق سريع غليزان ومولودية سعيدة برسم الدور 16 من منافسة كأس الجمهورية التي جرت في سعيدة، وبعد الأداء الجيد الذي قدمته، تقرب مني بعض مسيري "الصادة" وعبروا لي عن رغبتهم في تواجدي ضمن صفوف الفريق الموسم المقبل، كما اتصل بي رئيس جمعية الأنصار مسعادي وأبدى رغبته هو الآخر في انضمامي للفريق. وهل لديك رغبة في العودة إلى المولودية؟ المولودية لا ترفض من أي لاعبن خاصة الذين سبقوا وأن عايشوا ما كان يصنعه أنصارها في المواسم السابقة، فالفريق رغم سقوطه إلا أنه يبقى مدرسة أنجبت الكثير، فاللعب لفريق مسقط رأسي يزيد رغبتي في التألق رغما عني نتيجة الاحتكاك المستمر مع الأنصار والدافع النفسي الذي أشعر به. هل تملك عروضا في الفترة الأخيرة؟ لحد الآن لدي عرض واحد غير رسمي من فريق ينشط في القسم الأول واتصالين من فرق الدرجة الثانية، ولم أفصل في وجهتي بعد خاصة أن الوقت مازال أمامي، مما يمنحني فرصة التفكير الجيد قبل اتخاذ القرار وسأنتظر ما تحمله الأيام المقبلة قصد تحديد وجهتي المستقبلية. في حالة ما إذا عرض عليك المسيرون الانضمام للمولودية، هل ستوافق؟ كل شيء بالمكتوب وفي حالة إذا ما تلقيت عرضا جديا من المولودية فلن أتردد في قبول الانضمام إلى الفريق، خاصة أني ابن الفريق وأريد اللعب في هذا الفريق لتلبية رغبة الوالدين اللذين ألحا على ذلك، على كل ننتظر جديد الفريق بعد تسوية الأمور الإدارية وبعدها لكل حدث حديث. هل تعلم أن الفريق يمر بأزمة إدارية فرضتها الضائقة المالية؟ بحكم تواجدي في سعيدة، أتابع باهتمام كل ما يجري في محيط الفريق، وهي مشاكل تتقاسمها أغلب الفرق هذا الموسم، وأتمنى أن يجد المسيرون حلا عاجلا حتى يتمكن الفريق في الشروع في تحضيرات الموسم المقبل، كما أطلب من السلطات المحلية مساعدة الفريق لأنه يمثل ولاية لا تتنفس إلا كرة القدم. كلمة أخيرة... أتمنى العودة السريعة لفريق المولودية إلى مصاف الكبار لأن تاريخها أكبر من أن تنشط في القسم الثاني، كما أحيي أنصار الفريق الذين يلحون علي بالانضمام إلى الفريق وأنا أعتز بذلكن وفي حالة ما إن كتب لي الانضمام إلى المولودية، فسأبذل أقصى إمكانياتي لمساعدة الفريق للعودة بسرعة إلى القسم الممتاز.