المتتبع لشأن مولودية سعيدة هذا الموسم، خاصة بالنسبة للإدارة فيما يخص تعاملها مع اللاعبين، وتحديدا في القضايا والمشاكل التي افتعلها بعض منهم طيلة هذا الموسم الذي لم تميزه النتائج الهزيلة والحصيلة الفنية التي اعتبرها الجميع كارثية فقط، بل امتد إلى الطريقة التي عالجت بها الهيأة المسيرة القضايا التي طرحت على طاولة الرئيس الخالدي ومن معه، والتي أسالت الكثير من الحبر وأحدثت شرخا كبيرا بين اللاعبين أنفسهم، ولحسن الحظ أن أغلب الأنصار لم يطلعوا عليها جراء التعتيم الإعلامي الذي مارسته إدارة الخالدي على البعض من المعنيين بنقل الحقائق دون البقية، وهي سياسة عششت في الفريق لمواسم وزادت الأمور تعفنا، والنتيجة هي سقوط الفريق في نهاية المطاف وتلويح الإدارة بالانسحاب، وكل هذا ولد مصيرا مجهولا ينتظر الفريق هذه الصائفة. وإن لم يتم التدارك سريعا فالفريق قد لا يحافظ على البقاء في القسم الثاني، والمصيبة أن أغلب الأنصار والمقربين من الفريق يطالبون بالصعود ولا شيء غيره. قضايا متشابهة وعقوبات مختلفة يتذكر بعض المقربين من محيط الفريق القضايا الانضباطية التي تخللت الموسم الحالي بعد التصرفات اللامسؤولة من بعض اللاعبين، وهي أمور يمكن اعتبارها عادية بحكم أنها تقع في كل الفرق، إلا أن الكيفية والطريقة التي تمت بها معالجتها جعلت البعض يقتنع ب"ولاء" الإدارة لبعض اللاعبين دون سواهم، والذي حدث مع اللاعبين عبد اللاوي الذي وضعته الإدارة على رأس قائمة المسرحين رغم أنه كان من أكثر اللاعبين مشاركة مع الفريق في مرحلة الذهاب، والمدافع طيبي الذي طرد من الفريق لمجرد أنه طلب استفسارات من المدرب روابح أثناء تربص عين تموشنت. في المقابل، تساهلت الإدارة في الضرب بالحديد في قضايا أخرى شبيهه بحالة اللاعب عبد اللاوي أو أكثر، مثل المهاجم مادوني وشرايطية والمدافع الحجاري الذي تلاسن مع المدرب هدان بطريقة عنيفة أمام مرأى الرئيس الخالدي ونائبه المكي، واللذين لم يجد بدا من معاقبة اللاعب بعدم استدعائه للقاء المقبل، وهو اللاعب الذي كان في الأصل سيغيب لإصابة كان تعرض لها فيما سبق. الإصابات توالت واللاعبون صاروا يختارون المباريات قد لا يختلف اثنان أن الإصابات المتتالية لبعض اللاعبين دون سواهم أدخلت الشك في صفوف الأنصار، ومما عقد الأمور أكثر أنها تزامنت مع مواجهات مصيرية للفريق، ويتذكر الأنصار الإصابات التي حدثت في غرف تغيير الملابس واعتبروا أن ادعاء اللاعبين بهذه الإصابات كان لغرض عدم مشاركتهم في بعض المباريات دون سواها، كما كان بعض اللاعبين يتعمدون تلقي الإنذارات لإعفائهم من المواجهة المقبلة، وضربوا مثلا باللاعب سايح الذي شارك في الدقائق العشر الأخيرة من لقاء الوداد لينال إنذارا ساذجا حتى لا يشارك في المواجهة المقبلة أمام الحمراوة، كما اعتبروا أن هناك العديد من اللاعبين أعفوا من المشاركة لسبب بسيط والآخرون أرغموا على المشاركة، كما هو الأمر بالنسبة للاعب زاوي، مما جعل إصابته تتفاقم ولم يستفد منه الفريق إلا في نهاية الموسم. الطاقم الطبي "يسال فيها" وتفطن الإدارة كان متأخرا وأمام هذه الوضعيات، يرى أنصار "الصادة" أن الجهاز الطبي وإن بذل مجهودات كبيرة في تجهيز ومعالجة اللاعبين، إلا أن الطريقة التي كان يتعامل بها مع بعض اللاعبين ومجاراتهم إلى أبعد حد جعلهم يضغطون على الجميع، والأدهى من ذلك أن البعض منهم حين أصيب لجأ إلى العيادات المختصة وبأمواله الخاصة. والأغرب من كل هذا- حسب عشاق المولودية- أن الإدارة كانت تسمح للاعبين بقضاء فترة الراحة التي كان يمنحها الطاقم الفني للاعبين في ديارهم، إلا أنه في اللقاءات الأخيرة تعاملت الإدارة بشكل حازم خاصة بعد تفشي هذا الأمر بين أغلب اللاعبين، وعقدت اجتماعا خاصا مع الطاقم الفني وفرضت عليه عدم الاعتراف بالإصابات المشكوك فيها (الاجتماع عقد قبل لقاء اتحاد العاصمة). كما كانت للمهاجم حديوش خرجة فاجأت الجميع حين أصر على لعب لقاء القبائل بتيزي وزو رغم أنه كان غائبا عن الفريق مدة 22 يوما، وتحدى حتى الطاقم الطبي، وقال الأنصار أن ذلك ليس حبا في ألوان الفريق بل لعلمه أن إدارة حناشي تفكر في استقدامه الموسم المقبل، وهي أمور تكررت مع بعض اللاعبين الذين وجدوا الإدارة "حنينة بزاف"- على حد تعبير الأنصار- والليونة طبعت تعاملها مع البعض دون الجميع. --- خالدي ومكي خارج مجال التغطية مازالت الأمور مبهمة على مستوى إدارة فريق المولودية، إذ حاولنا في العديد من المرات معرفة جديد الإدارة والفريق على سواء، إلا أننا لم نتمكن من ذلك. وبعد التقرب من مقر الفريق، علمنا أن الرئيس ونائبه يعكفان هذه الأيام للتحضير لعقد الجمعية العامة، خاصة أنه ينتظر منها أن تكون ساخنة بحكم سقوط الفريق إلى حظيرة القسم الثاني ومناقشة المشاكل العديدة التي ميزت تسيير الفريق في هذا الموسم. الجمعية العامة غدا بدار الشباب من جهة أخرى، تأكد رسميا أن موعد انعقاد الجمعية العامة سيكون صبيحة يوم الغد بداية من الساعة العاشرة صباحا بمقر دار الشباب المحاذية لملعب 13 أفريل، بعد أن وجهت إدارة الفريق دعوات الحضور على الأعضاء المشكلين للجمعية العامة، كما سيحضر لأشغال هذه الجمعية البعض من الرؤساء السابقين وممثلين عن السلطات المحلية والوزارة الوصية، إضافة إلى رئيس لجنة الأنصار"مسعادي" الذي أبدى نيته في دخول معترك تسيير الفريق مساهما في الشركة، وهو الأمر الذي أكده هذا الأخير في حواره ل"الهداف". نحو حل الشركة بانسحاب الخالدي ومن معه تبعا للقوانين الجديدة التي أقرها مشروع الاحتراف في الجزائر، ففي حالة ما إذا أصر الرئيس الخالدي على موقفه بالانسحاب من تسيير الفريق، فإن شركة النادي الهاوي ستحل تلقائيا، وهو الأمر الذي سيجعل الأمور تزداد تعقيدا في انتظار من سيتولى الإشراف على الفريق، بعد أن يقوم الراغب في ذلك بشراء أغلب الأسهم، علما أن الرئيس الخالدي يملك أغلب الأسهم فيها وينتظر المالك الجديد قصد القيام بعملية البيع أو تسليمها له مجانا كما أكد الرئيس ذلك في العديد من الحوارات. "الديراكتوار" غير ممكن والوالي قد يتدخل كما أن تعيين "ديراكتوار" لتسيير الفريق يعتبر غير ممكنا في الوقت الحالي، بما أن الفريق تسيره شركة ذات مسؤولية محددة تتطلب وجود صاحب الأغلبية لإدارتها، وهو الأمر الذي لن يحدث في النادي في ظل عزوف الجميع عن الدخول مساهمين في الفريق مهما كانت صفتهم. ومن جهة أخرى هناك شرط أساسي لتولي مقاليد قيادة الفريق، إذ يجب أن يكون الشخص الراغب في ذلك (تسيير الفريق) عضوا مساهما في الشركة إلا في حالة ما إذا سارت الأمور بصفة ودية وانعدم البديل الجاهز لخلافة الخالدي، وهي الحقيقة التي سيتأكد منها الجميع غدا في ظل الأخبار الرائجة في محيط الفريق. وخلاصة القول أنه سيكون لتدخل السلطات المحلية- وعلى رأسها الوالي- الأثر الكبير في إرغام الخالدي ومن معه على البقاء وتفادي إجراءات معقدة قد تعصف بمستقبل الفريق. ---- مسعادي (رئيس لجنة الأنصار): "شخصيات نافذة تريد المساهمة ومساعدة الفريق" أكد رئيس لجنة الأنصار مسعادي أن العديد من رجل المال وأرباب العمل، إضافة إلى المنتخبين الجدد الذين أفرزتهم التشريعيات الأخيرة، أكدوا له استعدادهم للمساهمة في تدعيم الفريق ماليا دون الظهور في الواجهة وتقلد مناصب إدارية في النادي، بالإضافة إلى السعي على تصفية القلوب ونبذ الخلافات الهامشية التي من شأنها أن تؤثر في مسار الفريق، وهؤلاء- حسب رئيس لجنة الأنصار- أعطوا موافقتهم الأولية لمساعدة الفريق في انتظار توضيح الرؤية في من يتولى تسيير مقاليد الفريق، لذا فضرورة بقاء الخالدي حتمية لتسهيل العديد من الأمور وربح الوقت في تحضير الفريق. "سأنضم إلى المكتب المسير الموسم المقبل" من جهة أخرى، أبدى مسعادي رغبته الشديدة في المساهمة في تسيير الفريق وقال أنه سينضم للمكتب المسير المقبل بشرائه نصيب من الأسهم المعروضة حاليا للبيع من إدارة النادي، وأكد مسعادي أنه اختيار شخصي الغاية منه المساهمة في عودة الفريق إلى القسم المحترف الأول. وعن مستقبله فيما يخص رئاسته لجنة الأنصار صرح قائلا: "قبل الشروع في الانضمام إلى المكتب المسير بعد شراء حصة من الأسهم، سأدعو لجنة الأنصار لعقد جمعية طارئة قصد تنصيب أو انتخاب رئيس جديد لها، لكني سأبقى بالقرب من الأنصار وسأساعد الرئيس المقبل في تولي زمام الأمور، فأنا أعتبر نفسي دائما أول مناصر للفريق مهما كان منصبي في الفريق". "الجانب الفني بعد الانتهاء من ترسيم الإدارة المستقبلية" ويرى مسعادي أن أول شيء يجب أن تفكر فيه الإدارة المقبلة هو استقدام مدرب ذي شخصية قوية يتولى الإشراف على الفريق، ويتميز بالقدرة على السيطرة على المجموعة ولا يستخدم العاطفة في تعامله مع اللاعبين، كما أكد على ضرورة تدعيم الفريق بلاعبين يتميزون بالخبرة اللازمة وليس بلاعبين ينشطون في الأقسام الدنيا حتى يتحملوا ضغط الأنصار، خاصة أن أجواء القسم الثاني تختلف كلية عن نظيرتها في القسم الأول. وحث مسعادي على منح الفرصة لأبناء الفريق الذين يلعبون خارج الولاية وترقية بعض العناصر التي أظهرت إمكانيات كبيرة هذا الموسم، مع الاحتفاظ ببعض اللاعبين الذين أبلوا بلاء حسنا هذا الموسم في صورة شرايطية، ڨنيفي، زاوي، عدادي وغيرهم، وكلها عوامل يراها مسعادي كفيلة بالعودة السريعة إلى القسم الأول مثلما يتمنى الأنصار ذلك