غادر وداد تلمسان منافسة كأس الجمهورية مبكرا وفي دورها الأول، بعد انهزامه بهدفين دون مقابل في تنقله إلى الشلف لمواجهة الجمعية المحلية، رغم الآمال التي كانت معلقة عليهم في بلوغ أدوار متقدمة وتعويض إخفاقات البطولة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، حيث تواصلت متاعب الوداد. وعلى ما يبدو فإن الجرح عميق ويتطلب تشخيص الداء قبل فوات الأوان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه رغم أن الكأس لم تكن هدفا مسطرا من قبل بل مغامرة يحددها اللاعبون وحدهم. إقصاء منطقي وبالعودة لمجريات اللقاء، فقد كان الانهزام الذي مني به بوجقجي وزملاؤه منطقيا بالنظر لقوة المنافس الذي أظهر مستوى فنيا كبيرا، مستغلا الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها الزيانيون الذين لعبوا طريقة الدفاع المتقدم والاعتماد على الهجمات المعاكسة، حيث لم يصمد طويلا أمام الهجمات المتتالية للشلفاوة الذين تمكنوا من قتل المباراة مبكرا وفي أوقات حساسة يصعب العودة فيها وهذا رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت للقاطرة الأمامية للوداد التي كانت تنقصها اللمسة الأخيرة. الأداء لم يكن مخيبا رغم الإقصاء المر ومغادرة الوداد منافسة كأس الجمهورية من دورها الأول، إلا أن الصراحة تقال إن الأداء لم يكن مخيبا تماما، حيث ظهر أشبال المدرب عمراني بمستوى فني مقبول، وتجلى ذلك من خلال الأداء المقدم والفرص الكثيرة التي أوجدوها طيلة المباراة بفضل الانتشار الجيد للاعبين فوق الميدان. وهو ما يدل على العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني منذ توليه الإشراف على العارضة الفنية للفريق، وهذا بتوعيتهم بالمسؤولية وتصحيح الأخطاء المرتكبة، حيث من مباراة لأخرى نشاهد أشياء كثيرة تجعلنا نتفاءل بالمستقبل أكثر، خاصة في ظل التدعيمات النوعية التي يعتزم الفريق القيام بها خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد النقائص التي ظهرت على التشكيلة في الشطر الأول من البطولة. الأرضية أعاقت اللاعبين أكثر لم تكن أرضية بومزراڤ في مستوى الحدث بين فريقين عريقين لهما تقاليد كبيرة في الكأس بسبب البرك المائية الكثيرة التي كانت موجودة بعد تساقط المطر والتي أعاقت كثيرا تحركات لاعبي الفريقين، خصوصا في المرحلة الأولى، باعتبار الوداد متعودا على تطبيق طريقة اللعب الجماعي والتمريرات القصيرة، وهو ما استحال القيام به فوق أرضية مبللة. بدنيا كانوا في المستوى وما يجب الوقوف عليه خلال مباراة الوداد بمضيفه جمعية الشلف، هو التحسن البدني الكبير للاعبي الوداد الذين استطاعوا إنهاء المباراة كما بدأوها رغم الأرضية المبللة التي يصعب تقديم مباراة كبيرة فوقها، إلا أن العامل البدني كان حاضرا وساعدهم على تقديم ما هو منتظر منهم رغم التأخر في النتيجة المسجلة، وهو ما يدل على التحضير الجيد الذي قام به الفريق طيلة الأسبوع. الوداد أقصي لكنه ربح بعض الشبان الإقصاء وإن كان مرا باعتبار الوداد أحد اختصاصيي الكأس، إلا أن تلمسان ربحت لاعبين شبانا سيكونون مستقبل الفريق، وهو ما وقفنا عليه خلال المباراة، حيث أظهروا مستوى فنيا مقبولا وهم الذين كانوا بالأمس مهمشين من قبل الطاقم الفني السابق الذي لم يمنح لهم الفرصة كاملا وحكم عليهم بمحدودية مستواهم مسبقا، بل أكثر من هذا كانوا ضمن قائمة اللاعبين المسرحين. لكن مجيء عمراني العارف بخبايا البيت جيدا والخام الموجود بفضل التكوين المستمر جعله يضع ثقته كاملة في بناصر، بن عبد المؤمن، بن هارون، جميلي، قادة بن ياسين وسيدهم الذي يبقى من بين أحسن اللاعبين الشبان الصاعدين بالنظر للمستوى الكبير الذي أظهره سواء كمدافع محوري أو على الأطراف وحتى في منصب مسترجع للكرات. سيدهم سيكون خليفة بلغري الأول لا يختلف اثنان أن مستوى اللاعب متعدد المناصب سيدهم إلياس في منحنى تصاعدي، وهو الذي أبان عن إمكانات كبيرة ترشحه لأن يكون إحدى الأوراق الرابحة في أجندة المدرب عمراني الذي يعتمد عليه سواء كمدافع أيمن أو في منصب مسترجع للكرات مكان زميله المخضرم بلغري المعاقب بأربعة لقاءات كاملة. وهذا بالنظر للأداء الذي ظهر به أمام الشلف في الكأس، حيث كان من بين أحسن اللاعبين فوق الميدان، كيف لا وهو الذي نال إعجاب جميع المتتبعين في أول موسم له استطاع فيه الظفر بمكانة أساسية ونال جائزة أحسن لاعب، حيث لم يتوان من خلالها الناخب الوطني السابق للفريق الأولمبي عبد الحق بن شيخة في استدعائه للمنتخب قبل أن يبعده آيت جودي مؤخرا. يستحق مكانة في المنتخب الوطني والحقيقة تقال إن المستوى الذي أظهره سيدهم مع فريقه الوداد منذ بداية الموسم الحالي ومشاركته المستمرة يرشحانه لأن يكون ضمن قائمة المنتخب الوطني الأولمبي، وهو الذي أبعد منه مؤخرا من قبل الناخب آيت جودي، لكن هذا لم يؤثر في اللاعب لمواصلة عمله وبجدية كبيرة لتطوير إمكاناته أكثر. والأكيد أن تألقه مع تلمسان سيشفع له بالعودة للمنتخب الوطني عاجلا أم آجلا. الوداد يقصى من الدور الأول بعد أكثر من عشرية كاملة لم يسبق لوداد تلمسان أن أقصي من الدور الأول من منافسة كأس الجمهورية لمدة تفوق عشرية كاملة باعتباره أحد الاختصاصيين في هذه المنافسة، حيث كان في كل موسم يصل إلى أدوار متقدمة ويحسب له ألف حساب، لكن على ما يبدو فإن القرعة لم تكن في صالحه هذه المرة بعدما أوقعته في مواجهة منافس قوي، إضافة إلى وجوده في وضعية صعبة في البطولة، دون نسيان افتقار الفريق للبدائل الكاملة في ظل الغيابات الكثيرة التي يشكو منها الوداد سواء للإصابات أو العقوبات. التركيز على البطولة أفضل من تكرار سيناريو 2008 يبقى على أشبال المدرب عمراني طي صفحة الإقصاء من منافسة السيدة الكأس والتركيز جيدا على مشوار البطولة الذي يبقى أهم من التأهل إلى أدوار متقدمة وتكرار سيناريو موسم 2007/2008 حين سقط الفريق إلى القسم الثاني وفشل في الظفر بكأس الجمهورية التي خسرها في النهائي أمام شبيبة بجاية بركلات الترجيح، وهو ما جعل تلمسان تفقد كل شيء آنذاك، الأمر الذي كان يتخوف منه الجميع أن يتكرر هذا الموسم. لكن الخروج مبكرا سيكون في صالح الفريق الذي سيركز جيدا وبالطريقة التي تسمح له بتحقيق نتائج إيجابية والخروج من الوضعية الحالية قبل جولتين من نهاية مرحلة الذهاب بمواجهته للبرج قبل أن يتنقل إلى الشلف مرة أخرى. الفوز ضروري أمام البرج وضع لاعبو وداد تلمسان إقصاء الكأس جانبا وأصبحوا يفكرون في كيفية التحضير الجيد والطريقة التي تسمح لهم بتجاوز عقبة منافسهم المقبل في منافسة البطولة، حين يواجهون أهلي البرج المتأهل وبصعوبة كبيرة على أمل حيدرة بفضل ركلات الترجيح وهذا يوم الجمعة بداية من الساعة السادسة مساء، حيث يبقى الفوز أكثر من ضروري للزيانيين المطالبين بتدارك خسارة بلوزداد الماضية وتدعيم رصيدهم بالنقاط الثلاث التي من شأنها تحسين مرتبتهم الحالية. لأن أي تعثر جديد من شأنه أن يدخل الفريق نفقا مظلما يصعب الخروج منه، وهو ما لا يتمناه الأنصار. عمراني أحدث تغييرا واحدا أجرى الطاقم الفني للوداد تغييرا واحدا على التشكيلة الأساسية التي واجهت جمعية الشلف مقارنة بتلك التي اعتمد عليها أمام شباب بلوزداد في الجولة الماضية، وهذا بإشراك شعيب مكان بولحية المصاب، وهو التغيير الذي لم يأت بالجديد باعتبار الوداد خرج منهزما. بولحية يغيب في آخر لحظة للإصابة لم يتسن لوسط ميدان الوداد أمين بولحية التنقل إلى الشلف رفقة زملائه بسبب الإصابة التي تعرض لها في آخر حصة تدريبية أجراها الفريق وهذا على مستوى الأربطة الهلالية، الأمر الذي تطلب إعفاءه وتعويضه بلاعب الأواسط رحمون. وحسب اللاعب، فإن الإصابة ليست خطيرة ولا تدعو للقلق، فقط تتطلب الراحة ومتابعة العلاج، وعليه سيكون حاضرا هذا الجمعة أمام أهلي البرج. الأواسط خارج المنافسة وبدورهم، أقصي أواسط وداد تلمسان من منافسة كأس الجمهورية عقب خسارتهم بركلات الترجيح أمام أولمبي أرزيو في اللقاء الذي جرى مساء أول أمس بالعامرية وانتهى في وقتيه الرسمي والإضافي بنتيجة التعادل الإيجابي هدفين في كل شبكة. وهو الموسم الثاني الذي يغادر فيه الأواسط منافسة الكأس مبكرا. -------------- بناصر: "سنركز على مباريات البطولة للخروج من الوضعية الحالية" ما تعليقك على الخروج المبكر من الكأس؟ صحيح أننا كنا نطمح لكسب بطاقة التأهل للدور المقبل والذهاب بعيدا في المنافسة، لكن أقصينا من الدور الأول والحظ خاننا بما أننا أدينا واجبنا ولعبنا بطريقة جيدة وكانت لنا بعض الفرص لم نستطع تجسيدها. ألا تظن أن أرضية الميدان أعاقتكم كثيرا؟ بالفعل أرضية الميدان صعبت من مهمتنا كثيرا بسبب البرك المائية التي كانت موجودة بعد تساقط الأمطار، وبها لم نستطع تطبيق طريقة لعبنا المعتادة وفق الخطة المرسومة، الشيء الذي تطلب منا تغيير الطريقة وفق المعطيات الموجودة. لكن الملاحظ أن أداءكم كان مقبولا؟ أداؤنا في تحسن مستمر، وهذا راجع للعمل الكبير الذي يقوم به الجميع خلال التدريبات اليومية وضرورة معالجة النقائص والأخطاء التي وقعنا فيها من قبل، الأمر الذي تطلب منا تقديم أداء مقبول، حيث حاولنا تطبيق تعليمات الطاقم الفني. رغم خسارتكم واصلتم اللعب بنفس العزيمة ولم تتأثروا بدنيا، ما قولك؟ بالفعل رغم تأخرنا بهدفين، إلا أن ذلك لم يؤثر فينا، بدليل مواصلتنا اللعب بنفس الجدية والتركيز الكبير الذي كان موجودا عند الجميع وهذا في ظل رغبتنا في تسجيل أهداف بالنظر لمجريات اللقاء والفرص التي أتيحت لنا، ما يدل على الاستعداد الجيد، خاصة من الناحية البدنية. ماذا تقول في المنافس؟ جمعية الشلف ورغم مرتبتها الحالية والعروض الجيدة التي قدمتها في البطولة، إلا أنها لم تكن أقوى منا، بدليل التكافؤ في اللعب طيلة المباراة، وكل فريق كان قادرا على التأهل بما أن الكأس عودتنا على عامل المفاجأة ولا تعترف لا بالصغير أو الكبير ولا بالقوي أو الضعيف. بعد إقصائكم من الكأس، ستتفرغون للبطولة التي تبقى الأهم بالنسبة لكم، أليس كذلك؟ الكأس بالنسبة لنا لم تكن هدفا مسطرا وإنما مغامرة كنا نود الذهاب فيها بعيدا، لكن بعد إقصائنا سنتفرغ لبقية مشوار البطولة الذي يبقى الأهم بالنسبة لنا بالنظر لوضعيتنا الحالية وضرورة الخروج منها، حيث سنعمل على التركيز جيدا على اللقاءين المقبلين وكيفية تدعيم رصيدنا من النقاط حتى يتسنى لنا إنهاء مرحلة الذهاب في ترتيب يسمح لنا بالتحضير الجيد لمرحلة العودة. كيف تبدو لك مواجهة البرج المقبلة؟ ستكون صعبة للغاية باعتبار الفريقين بحاجة ماسة إلى نقاط يدعمان بها رصيديهما للخروج نسبيا من الوضعية الحالية، فالبرج وبعد فوزها الأخير في البطولة أمام عنابة وتأهلها أمام حيدرة ستعمل على مواصلة مسيرتها، لكن ليس على حسابنا بما أننا كذلك بحاجة ماسة إلى النقاط.