بعد أن رفض الإدلاء بأي حوار أو تصريح طيلة نهائيات كأس أمم إفريقيا، فتح خالد لموشية قلبه ل "الهدّاف" وكشف لنا عن الأسباب التي جعلته طيلة شهرين كاملين يبتعد عن الظهور إعلاميا. اللاعب كشف النقاب أيضا عن الأسباب التي جعلت المنتخب الوطني يُقصى مُبكّرا من دورة جنوب إفريقيا، كما أوضح لنا أنه لا يتحمّل فيه مسؤولية هدف المساكني خلال اللقاء الأول أمام تونس. لموشية تحدث معنا كذلك عن المشاكل التي يعاني منها مع "النادي الإفريقي" وقضية استدعاءه للمثول أمام المجلس التأديبي للنادي التونسي. قبل كل شيء، نود أن نعرف سبب ابتعادك عن الظهور إعلاميا طيلة "الكان" وحتى قبلها... بصراحة، من طبعي ألا أتهرب من وسائل الإعلام، إذ أني تحت تصرفهم دائما ولو أني لا أبحث عنهم أيضا، بالنسبة لغيابي عن الظهور إعلاميا طيلة نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، أود التوضيح أنّي منذ البداية قرّرت التركيز على كرة القدم فقط خلال الدورة لأني كنت أعلم أنها ستكون بنسبة كبيرة آخر "كان" سألعبها في مسيرتي، ولهذا ربما لم أتحدث طيلة تلك المدة مع أي صحفي. لو نعود إلى مشاركة المنتخب الوطني في آخر "كان"، فماذا تقول عن إقصاءكم المُبكّر فيها؟ مثلما قيل قبل بداية المنافسة، فإن المجموعة التي أوقعتنا فيها القرعة خلال "الكان" كانت مجموعة الموت، ومن هذا المنطلق، فإن اللقاءات التي لعبها المنتخب الوطني في "الكان" كانت بمثابة اختبار حقيقي له كي يرى إن كان قد بلغ المستوى المنتظر أو مازال، الخلاصة التي خرجت بها شخصيا من مشاركتنا في هذه "الكان" هو أن هناك أشياء جيّدة ومُشجّعة ظهرت من أداء المنتخب، وهناك في المقابل أمور يجب تصحيحها، ويجب ألاّ نكذب على أحد إذ أن هذا المنتخب مازال ينقص عمل وخبرة كي يصل إلى القمة. ماذا كان ينقصكم بالتحديد للرهان على الأقل لتجاوز الدور الأول؟ الخبرة أولا وبعدها التخلص من لعب "النيّة" وأيضا الفعالية في الهجوم، في لقاءينا أمام تونس والطوغو صنعنا فرصا كثيرة لكننا لم نتمكن من التسجيل، عكس منافسينا اللذين استغلا الفرص القليلة جدا التي تحصلا عليها لمباغتتنا، وهنا أقصد خاصة الطوغو الذي كان لقاءنا أمامه درسا حقيقيا. كيف ذلك؟ علينا أن نتعلم كثيرا من هذا اللقاء، إذ أن لاعبي الطوغو منحونا الكرة وتركونا نسيطر عليهم وقد اعتمدوا على الهجمات المعاكسة، ومن فرصتين فقط تمكنوا من تسجيل هدفين، وكان هذا أمر صعب جدا علينا تقبله، أود التأكيد على أن كل اللاعبين كانت لديهم النية للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، لكن الأمور لم تسر وفق ما كنا نتمناه، وعلى كل حال يجب على الجميع أن التعلم من هذه الدورة. الانتقادات كانت أكثر على المهاجم سليماني الذي شكّك الكثيرون في مؤهلاته وقدرته على اللعب أساسيا مع "الخضر"؟ أعرف إسلام (يقصد سليماني) جيدا إنسانا وأيضا لاعبا، إذ لديه إمكانيات كبيرة جدا، لقد شارك في "الكان" وهو عائد من إصابة ولم يلعب قبل بداية الدورة إلاّ دقائق قليلة مع ناديه وبعدها في اللقاءين الوديين أمام جنوب إفريقيا و"بلاتينيوم ستارز"، صحيح كانت له فرص تهديف خاصة في لقاءي تونس والطوغو لكنه ضيّعها وهذا يدخل في كرة القدم، على سليماني أن يتعلم من مشاركته هذه لأنه قادر أن يكون مهاجما إفريقيا كبيرا في المستقبل، ربما الآن هو ناقص فعالية أمام المرمى خاصة لو نقارنه مثلا ب "آديبايور" الذي في لقطة واحدة أتيحت له سجل هدفا، وأعتقد أن هذا هو الفارق بين المهاجمين الكبار وبينه هو. هل من نصيحة ممكن أن تقدّمها له حتى يكون أفضل في المستقبل؟ قبل كل شيء، يجب ألاّ يخجل بما قدّمه في هذه "الكان" لأني أعرف أنها كانت تجربة مفيدة له، كما يجب أن يعمل أكثر وأنا أعرف أنه سيكون أفضل مستقبلا لأنه شخص ذكي، وحتما سيعمل على تصحيح أخطاءه ليكون أحسن، وهو الذي لديه القدرة على تحسين مستواه كثيرا إذا بقي جديا في عمله. لو نعود لك، كيف تُقيّم مشوارك في هذه "الكان"، خاصة أنك لعبت لقاء واحدا أساسيا أمام "كوت ديفوار"؟ تنقلت بأهداف كثيرة من الناحية الفردية لأني كنت أعرف أن هذه ربما آخر "كان" سألعبها، وأنا الذي تعرفون جيدا ما حدث لي في دورة 2010 بآنغولا (لم يلعب أي لقاء وغادر بعد سوء تفاهم مع سعدان منذ اللقاء الأول في الدورة)، لكن للأسف الأمور لم تسر مثل رغبتي إذ لم ألعب كثيرا، هناك خيار للمدرب وأنا احترمها رغم أنها لم تكن في صالحي، ولا أخفي عنكم أني كنت أود اللعب أمام تونس لأني أعرف جيدا غالبية لاعبي هذا المنتخب بحكم أني لاعبا في الدوري هناك، لكن للأسف لعبت فقط 10 دقائق يومها ولم يكن بمقدوري تقديم كل شيء، بعدها جلست طيلة اللقاء أمام "الطوغو" قبل أن يُقرّر المدرب إشراكي أساسيا أمام "كوت ديفوار" في اللقاء الأخير، ويومها وجدت نفسي مرتاحا وحاولت الظهور بأفضل مستواي، ويبقى أن أحكم على مردودي أمر صعب لكن ما أود تأكيده أن ذلك اللقاء كان الوحيد الذي لم ينهزم فيه المنتخب الوطني يومها. على ذكر لقاء تونس فقد كنت منتظر أن تشارك أساسيا، فما الذي حدث في آخر لحظة حتى تجد نفسك في الاحتياط؟ هذا سؤال يجب طرحه على المدرب وهو الوحيد الكفيل للرد على تساؤلكم. من جهتي، كنت مُحضّرا للعب هذا اللقاء خاصة أنه من خلال تحضيراتنا ولقاءنا الودي أمام "جنوب إفريقيا" كان متوقعا أن ألعب أنا أساسيا، لكن 48 ساعة قبل اللقاء قرّر المدرب وضعي في الاحتياط، وهو لم يُبرّر لي خياره هذا وأنا كذلك لم أطلب تفسيرات منه، وتركت الجميع مُركّزا على لقاء تونس. يمكن القول أن دخولك يومها لم يكن مُوفّقا بعد أن تزامن دقائق بعدها مع هدف تونس، أليس كذلك؟ الانتقاد أمر عادي في كرة القدم، ولكن لا يمكن أن أتحمل مسؤولية هدف تونس لوحدي وأقولها بصوت مرتفع المسؤولية كانت جماعية. في كرة القدم لا يمكن أن يُسجل أي هدف دون أن يكون هناك خطأ، أترك الناس تقول ما تريد وهي حرة في ذلك، بالنسبة لي أبلغ حاليا 31 سنة ولست لاعبا جديدا في المنتخب حتى أتأثر بما قيل بشأني، لكن أعيدها وأكرّرها لا أتحمل المسؤولية وحدي، لعل ما يثبت أني لم أتأثر بما قيل بشأني بعد لقاء تونس هو أني شاركت بعدها أمام "كوت ديفوار" بطريقة عادية ودون مشكل. الكثير يلومونك لأنك لم تعترض طريق المساكني لأجل إيقافه ومنعه من التسديد، فماذا تقول؟ قبل كل شيء، لا يمكن أن نتجاهل أن المساكني سجل هدفا رائعا وبطريقة ربما لو يعيدها 100 مرة فإنه ربما سيفشل في التسجيل مُجدّدا، بالنسبة لسؤالك فإني لا لأريد أن أدخل في تفاصيل وأقاويل قد لن تجد نفعا، وأنا شخصيا لست من اللاعبين الذين يرمون المسؤولية على زميل أو ينتقدونه علنيا، في لقطة المساكني، ربما لو ارتكبت عليه خطآ وسدّد بعدها مخالفة وسجلها سيقول الجميع لماذا لموشية قام بذلك؟. أود التأكيد للجميع أنه في كرة القدم كل شيء يمر سريعا ويجب ألا يتم تحميل لاعب مسؤولية شيء دون الأخذ بعين الاعتبار كيفية بناء اللقطة التي قام بها المنافس، وهذا ما يمكنني أن أقوله في هذا الموضوع. الآن، كيف ترى ما ينتظر المنتخب الوطني من رهانات مستقبلية وأولها لقاء البينين الشهر القادم؟ من الواضح أنه ليس لدينا خيار آخر الآن غير نسيان إخفاقنا في "الكان" بسرعة لأنه في انتظارنا قريبا لقاء مزدوج أمام البينين في تصفيات كأس العالم، وهاذين اللقاءين سيكونان مصيريان، يجب الآن النظر إلى الأمام ولو أنه يجب على كل لاعب أن يسأل نفسه عن الأشياء التي لم تسير بشكل إيجابي في "الكان" ويُصحّح نفسه كي يعود الجميع بقوة إلى المنتخب شهر مارس، إذ تنتظرنا لقاءات صعبة جدا وهنا سيكون دور جمهورنا كبير فيما سنُحقّقه من نتائج. ماذا تقصد بكلامك هذا؟ أمام البينين سنكون بحاجة ماسة إلى جمهورنا لأن هذا المنتخب قوي، فقد هزم مالي وفرض التعادل على رواندا في ملعبها، شخصيا، لدي ثقة كبيرة في جمهورنا لمدنا بالسند المعنوي اللازم قصد تخطي عقبة هذا المنتخب. لو نعود إلى "الكان"، فإن المدرب "حليلوزيتش" بدوره نال قسطا من الانتقادات الجمهور الرياضي، فما هو رأيك وهو الذي فكّر حتى في الاستقالة من منصبه؟ حكاية "حليلوزيتش" هي مثل حكايتي في هدف تونس، إذ تُحمّل المسؤولية دائما لشخص واحد في وقت أن الجميع يجب أن تكون دائما المسؤولية جماعية، الانتقاد في كرة القدم أمر طبيعي ويكون جيدا ويقود المنتخب أو الفريق أو حتى اللاعب إلى التقدم نحو الأمام إذا كان انتقادا بناء، وليس الشتم والسب دون سبب، شخصيا، أرى أن إقصاءنا المُبكّر كلنا مسؤولون عنه سواء لاعبين أو مدربين، وعلينا جميعا أن نسأل أنفسنا عن الأمور التي لم تسر بالطريقة التي أردناها وحرمتنا من التأهل إلى الدور ربع النهائي. الحديث الآن هو عن قدوم لاعبين جدد إلى المنتخب بداية من لقاء البينين في صورة بلفوضيل خاصة، فماذا تقول عن هؤلاء اللاعبين؟ لا أريد أن أُعلِّق على هؤلاء اللاعبين وأكتفي بالقول أن من هو قادر أن يمد المنتخب الوطني بأي إضافة فمرحبا به، وجميعنا سنُسهّل من مهمة أي لاعب جديد حتى يتسنى له إعطاء الإضافة المرجوة منه في المنتخب. عدت إلى تونس، فهل كان لك حديث مع زميلك جابو عن "الكان" وهل مازال متأثرا لعدم مشاركته في الدورة؟ لقد التقيت جابو، لكننا لم نتكلم كثيرا بعد، جابو الجميع يعرف إمكاناته ومتفق على أنه لاعب كبير، من الناحية المعنوية، لقد لفت انتباهي فهو لاعب قوي ولا يتأثر تماما، إذ أنه يعمل كثيرا دائما كي يُحسّن مستواه نحو الأفضل، شخصيا أرى أنه لا خوف عليه وفي وقت قصير سيُقدّم مستويات أفضل وسيعود إلى المنتخب من أوسع أبوابه. أنت تبلغ الآن 31 سنة، فكيف ترى متسقبلك مع "الخضر" وهل فكّرت في اعتزال اللعب دوليا؟ مثلما قلت لك سابقا، فإني لم أتحدث لوسائل الإعلام طيلة "الكان" لأني كنت مُركّزا على الدورة التي أردت أن أنجح فيها لأنها ربما الأخيرة لي، الآن تبقى لي بنسبة كبيرة هدف واحد وهو "مونديال" البرازيل قبل أن أعلن اعتزالي اللعب دوليا لأترك مكاني للاعبين الشبان، أنا أُفكّر في الموضوع وأتمنى فقط قبل أن أصل إلى الاعتزال دوليا التأهل إلى "المونديال" والمشاركة فيه قبل أن أُوقف بعدها مسيرتي مع المنتخب الوطني. الآن نتحدث عن وضعيتك في النادي الإفريقي، علمنا أنه تقرّر إحالتك على المجلس التأديبي، فهل تؤكد لنا هذا الخبر؟ ما تقوله صحيح، إذ تمّ إعلامي اليوم (الحوار أجري مساء أول أمس) بأنّي سأُحال على المجلس التأديبي، إذ تتهمني الإدارة بالتنقل إلى تربص المنتخب الوطني يوم 2 جانفي الفارط عِوَض يوم 5 جانفي عند بداية تاريخ "الفيفا"، رغم أن "الفاف" أعلمت النادي بدخولي في التربص 3 أيام قبل موعد "الفيفا"، كما أن مسؤولي النادي أعلموني أني عدت إلى تونس يوم 5 فيفري رغم أني كنت متواجدا هناك 24 ساعة قبل ذلك، هم يعيبون عليّ عدم التواجد في تونس يوم 1 فيفري، وهذا أمر مُحّير لأني وقتها كنت مازلت في جنوب إفريقيا، وأنت شخصيا كنت قد التقيت بي يومها في مطار "جوهانسبورغ" إذ قبل عودتي إلى الجزائر. وماذا تنوي أن تفعل أنت الآن؟ لا يمكنني أن أفعل أي شيء قبل مثولي أمام المجلس التأديبي، إذ سأرى ما هو مطلوب مني وبعدها سنرى. بحسب وسائل الإعلام التونسية، فإن سبب مثولك أمام المجلس التأديبي هو أيضا رفضك فكرة الإعارة نحو نادي آخر مقابل حصولك على تعويض 3 رواتب شهرية.... لست على علم بهذا الأمر، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل. ألست مُتخّوفا من البقاء الآن دون منافسة حتى نهاية الموسم؟ لا يمكنني الحديث عن أي شيء قبل مقابلة مسؤولي النادي، لديّ عقد يمتد حتى شهر جوان القادم وسأكون محترفا إلى أقصى درجة وسأشرفه حتى نهايته، إذ سأتدرب بجدّية وبقوة حتى أكون دائما تحت تصرف المدرب متى طلب خدماتي. الوضعية التي تعيشها تبدو صعبة واستثنائية بالنسبة لك، أليس كذلك؟ أعذرني لا يمكنني أن أواصل معك الحديث في هذا الموضوع. حسنا....نريد أن نعرف الآن هل التقيت بزميلك السابق في المنتخب الوطني عنتر يحي الذي أمضى منذ أيام في "الترجي الرياضي"؟ لا مازلت لم ألتقيه لكن ذلك سيحدث حتما الأسبوع القادم، ولو أني الآن سأُحاول البحث عن رقم هاتفه قبل كل شيء للاتصال به. نترك لك خالد حرية قول ما تريد في النهاية... أُوجّه نداء فقط إلى جمهورنا من أجل الوقوف بجانبنا في اللقاءين القادمين أمام البينين لأن سيكونان مصيريان في سباقنا من أجل التأهل إلى "المونديال"، وبحول الله سنُعوّض جماهيرنا إخفاق "الكان" ونهديهم تأهلا ثانيا على التوالي إلى نهائيات كأس العالم.