رغم توليه مؤخرا كرسي العارضة الفنية لنادي “راسينغ سانتاندار” الإسباني الذي كان يتخبط في مشاكل بالجملة، إلا أن المدرب “مارسيلينو ڤارسيا تورال” نجح في تحقيق نتائج كبيرة، جعلت ناديه يعود تدريجيا ويستعيد ثقته بالنفس، ودفعته لتسلق سلم الترتيب ومبارحة المراكز الأخيرة، كما حقق “مارسيلينو ڤارسيا” مع ناديه في خمسة أسابيع نتائج طيبة، منها الفوز في خيتافي (1-0)، التعادل أمام “فياريال” (1-1)، ليقع “الراسينغ” أمام أحد عمالقة الكرة الإسبانية، ريال مدريد سهرة الأحد، وخسر على أرضه وأمام جمهوره بثلاثية لواحد، لم تؤثر كثيرا على التقني الإسباني ومدرب لاعبنا الجزائري، مهدي لحسن، الذي اعتبر تفوق “النادي الملكي”، كان عن جدارة واستحق الفوز لما قدمه من عروض كروية جميلة وأداء قوي وراق، وقد التقت “الهداف” المدرب “مارسيلينو” عقب نهاية الندوة الصحفية التي نشطها بعد نهاية اللقاء، وكان لنا معه هذا الحوار الشيق... السيد مارسيلينو، هل من كلمة حول مباراة اليوم أمام النادي الكبير “ريال مدريد”؟ (الحوار أجري أول أمس الأحد). مثلما قلت، فقد واجهنا ناديا كبيرا، ريال مدريد هذا المساء قدم مستوى كبيرا ومن كل النواحي، أما عن فريقي أقول إننا من الناحية البدنية لم نستطع مجارات النسق العالي الذي فرضته عناصر الريال علينا خاصة في بعض الفترات، إلا أن الفارق الذي وقع في النتيجة لم تصنعه الجاهزية البدنية وإنما المهارات الفردية التي يتمتع بها لاعبو “الريال”. من هو اللاعب الذي شد انتباهك في تشكيلة “الريال”؟ كلهم.. أوزيل، بن زيمة، دي ماريا، أديبايور... كل لاعبي نادي ريال مدريد كانوا في مستوى عال، وللأسف الشديد لا يمكن مقارنتهم بعناصري سواء من حيث مهارتهم أو إمكاناتهم الفنية الكبيرة. رغم أننا في بعض اللحظات شعرنا أن عناصرك كان باستطاعتها العودة في المباراة، ما تعليقك؟ نعم، فإذا ما تحدثت عن ركلة الجزاء التي ضيعناها والوجه الذي كشفنا عنه في المرحلة الثانية من اللقاء، فيمكنني القول إنه كان في وسعنا تسجيل نتيجة أحسن، ولسوء حظنا أن عناصري تجاوزتها الأحداث في الشوط الأول، حين كانت السيطرة مطلقة وواضحة للاعبي الريال وسمحت لهم بتسجيل هدفين، أعتقد أنها حطمت كثيرا من عزيمة فريقي للعودة في النتيجة. ألا ترى أن عناصرك لعبت بنوع من التخوف أمام منافسها أو منحته قيمة أكثر مما يستحق؟ ربما.. لا فكرة لدي، ولكن حسب ما رأيته فوق الملعب فإن فريقي لم يكن في المستوى في هذه المباراة، فقد ضيعنا الكثير من الكرات بطريقة سهلة، وأمام لاعبين مثل عناصر ريال مدريد فإنهم لا يتسامحون أصلا مع أي خطأ قد تقع فيه، في حين كان يتطلب منهم توخي الحيطة والحذر طيلة فترات اللقاء، وهذا ما لم ينجحوا في المحافظة عليه ودفعنا ثمنه غاليا. على اعتبار أننا جزائريون، ففضولنا يبقى حول رأي مدرب اللاعب الجزائري مهدي لحسن، وتقييمك للوجه الذي ظهر به اللاعب، فكيف تقيمه؟ لم يمض على فترة إشرافي على العارضة الفنية سوى خمسة أسابيع، ولم يكن لي الوقت الكافي لأحكم بشكل فاصل وواضح على مستوى كل لاعب في التشكيلة، ولهذا فلا يمكنني الحكم على مستوى لحسن بشكل دقيق، وكل ما أطلبه منكم هو منحي بعض الأسابيع لأتعرف أكثر على مستوى كل لاعب وحينها يكون التقييم بشكل جيد وموضوعي. ولكن في وسعك تقييم على الأقل الأداء الذي كشف عنه في مباراة سهرة اليوم، أليس كذلك؟ كان في نفس صورة كامل التشكيلة في المباراة، بمعنى لم يظهر بمستوى كبير في الشوط الأول وهذا ما ينطبق على كامل زملائه في الفريق، بينما في المرحلة الثانية رأينا تحسنا لدى اللاعب وتقديمه لكرات جيدة لزملائه، وحاسمة أيضا، مثال ذلك الكرة التي قدمها لرفيقه “كنيدي باكيرسيوڤلو”، وعليه فإن لحسن كان بالضبط مثل الصورة التي كشف عنها كامل زملاؤه في المباراة. على اعتبار أنك تشرف على تدريبات الفريق، كيف ترى المستوى البدني للحسن في الفترة الحالية؟ لحسن في لياقة فنية وبدنية كبيرة، فهو يظهر استعدادا فنيا وبدنيا كبيرين لكامل التمارين التي نطبقها ويسعى دوما للظهور ب100 بالمئة من إمكاناته، وبكل صراحة لم أجد أي صعوبة معه بل لست هنا لأشيد بما يعمله في التمارين، كون عمله واجتهاده شاهدان على التزامه وروحه الاحترافية الكبيرة في العمل، لدرجة أنه يظهر في كل تدريب أنه يعمل بترحيب كبير ويبذل قصارى جهده في التمارين. قد لا تكون لديك فكرة عما سنسألك عنه، فالجزائر تحضر لمباراة هامة جدا ستجمعها بالمنتخب المغربي تدخل في إطار استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، ولهذا السبب نحن هنا نسألك عن مستوى لحسن، كونه ركيزة هامة في المنتخب الوطني الجزائري.. أه، فهمتك بطريقة جيدة هنا، وإذا كان هذا ليطمئنكم، فبإمكان الجزائر الاعتماد على لحسن أمام المغرب، لأنه في حالة فنية وبدنية جيدة جدا.. متى ستجرى هذه المباراة؟ يوم 27 مارس القادم.. هذا يدفعني أيضا لمتابعة مباريات المنتخب الجزائري، أتمنى لكم التوفيق والفوز بالمباراة، وأن يقدم لحسن مباراة كبيرة، أتمنى لكم كل التوفيق. وعن رحيل مهدي لحسن إلى نادي “خيتافي” الموسم القادم، كيف تعلق عليه؟ بكل صراحة لست على علم بكل ما يحدث في سوق التحويلات وما هي مشاريع اللاعبين للموسم القادم، وكما قلت في السابق، لم يمض عليّ وقت طويل منذ إشرافي على العارضة الفنية لنادي “راسينغ”، ولهذا فمن الصعب أن أتحدث عن هذه الأمور. ولكن بالنسبة لك شخصيا، هل تفضل بقاءه معك في النادي؟ هذا أكيد، فأنا أريد أن تبقى أبرز العناصر في الفريق معنا للموسم القادم، طبعا مع لاعبين آخرين أيضا، وإذا ما عاد الأمر لي فسأحتفظ به بكل افتخار، لأن مهدي لحسن لاعب جيد ويملك مستوى كبيرا، يجعلني أضعه من بين الركائز الهامة التي أعتمد عليها في خياراتي، بل أنا أعول عليه كثيرا هذا الموسم، ولكن للأسف الشديد هو يوجد في نهاية عقده مع الفريق، وهذا ما يجب على المسؤوليين في النادي النظر فيه والحديث مع اللاعب في مسألة عقده، أما عني أقول إنني أريد المحافظة عليه في فريقي.