للإقتراب من بيلي وجب أن تكون محظوظا كثيرا، وهذا الحظ كان بجانبنا في إحدى القاعات الجميلة لملعب "مورومبي" في "ساو باولو". في هذه المدينة واحد من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم الذي نتستر عن ذكر اسمه الآن منحنا موعدا لأجل محاورته (الحوار سينشر لاحقا في الهدّاف الدولي). حيث قال لنا:"سأنشط ندوة صحفية مع كارلوس آلبيرتو ووزير الشباب والرياضة لأجل الدعاية لكأس العالم. بعدها مباشرة سأكون تحت تصرفكم لمدة ربع ساعة"، هكذا أوضح لنا محدثنا في مكالمة هاتفية جمعتنا به. كانت الساعة تشير إلى 10:30 لما وصلنا إلى ملعب "مورومبي" لاستخراج بطاقة الإعتماد وانتظار نهاية الندوة الصحفية التي كانت مقررة بداية من الساعة 11:00 حتى سمعنا أصواتا تتعالى في البهو والتي صاحبها تدفق للمصورين وهنا مثلنا مثل الحضور سارعنا لمعرفة ما الذي يحدث حتى كانت مفاجأتنا كبيرة لما وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. نعم بيلي بنفسه كان هنا برفقة وزير الشباب والرياضة البرازيلي. كان بمقدورنا فقط طرح سؤالين عليه حسب ما قيل لنا لكن الفرصة كانت كبيرة حتى نكتفي بهذا القدر حيث أصرينا على طرح 3 أسئلة. "أتمنى أن تكون الجزائر حاضرة في مونديال البرازيل 2014" لما عرفنا بأنفسنا بعد أن لمكننا من الوصول إلى "بيلي" فإن هذا الأخير سألنا مباشرة عن مشوار الجزائر في تصفيات كأس العالم. مباشرة بعد علمه بتأهل الجزائر إلى الدور التصفوي الأخير وكرجل خبرة رد علينا قائلا: "حذار، أنتم لم تتأهلوا بعد إلى المونديال، لكني أتمنى من صميم قلبي أن يكون منتخبكم حاضرا في كأس العالم. كل الفرق التي تحب كرة القدم والإستعراض مرحبا بها في بلدنا". "أطلب من الشعب الجزائري أن يستقبل الجزائر بقلب كبير" "بيلي" الذي سبق له الحضور إلى الجزائر في مناسبتين أين لعب لقاءين وديين بألوان البرازيل و"سانتوس" يتذكر جيدا الاستقبال الذي خصه بها الجزائريون في وقتها. "لهذا السبب أطلب من الشعب البرازيلي أن يفتح قلبه للجماهير والمنتخب الجزائري. أفعل كل هذا بسعادة كبيرة. ولو تتمنون أن أسعدكم أكثر فإني أتمنى نهائي بين البرازيل والجزائر". مباشرة بعد نهاية هذا الجملة دوت تصفيقات كبيرة من الحضور في القاعة. "تمنيت بقاء نايمار في سانتوس مثلما فعلت أنا" مثلما كان متوقعا فإن السؤال الذي يحرق شفاه الصحافيين هو المتعلق في ما إذا كان نايمار قد أحسن الإختيار بالتوقيع لفائدة "برشلونة"وهنا كان رد "بيلي": "لقد طلبت دائما من نايمار البقاء سنة إضافية في سانتوس من أجل لعب كأس العالم قبل الرحيل بعدها إلى الخارج لكن للأسف لم أتمكن من إقناعه. إفهموني جيدا أنا لاعب سابق ومناصر ل سانتوس وكنت حتما أتمنى بقاءه في هذا النادي. أعترف في المقابل أن برشلونة هو خيار جيد بالنسبة له لأنه هناك سيكون ببجانب لاعبين رائعين. أنا حزين ل سانتوس الذي خسر لاعبا كبيرا وأيضا سعيد ل نايمار الذي التحق ب برشلونة أين المستوى هو مرتفع جدا". "ألم تكرهوا من مقارنتي مع اللاعبين رقم 10 الأرجنتينيين" لما كان يصول ويجول في الملاعب فإن "بيلي" كان لاعب رقم 10 يحبذ المراوغات. مع الصحافيين هو أكثر من ذلك حتى لو أنه في بعض المرات كان صعب جدا عليه أن يخف تذمره أمام بعض الزملاء مثلما كان الأمر عليه مع صحفي يشتغل في قناة تلفزية أرجنتينية - برازيلية والذي ذهب إلى منحه قميص ل "البارصا" برقم 10 وبإسم "ميسي" قائلا له: "متى سترتدي هذا القميص"؟ لتكون إجابة الملك: "لن أرتديه أبدا لأني توقفت عن ممارسة كرة القدم منذ فترة طويلة. لكن إذا أردت رأيي أقول لك أن هذا القميص هو ملك للاعب كبير" قبل أن يضيف: "ألم تكرهوا من مقارنتي مع اللاعبين الأرجنتينيين الذين يحملون الرقم 10؟ لقد قارنتموني مع سيفوري الذي كان لاعبا كبير في جوفنتوس، دي ستيفاتوا واحد من أساطير ريال مدريد بعدها كان الدور على مارادونا والآن مع ميسي. أنتظر الآن في اللاعب الخامس الأرجنتيني الذي سيحمل الرقم 10 والذي ستقومون بمقارنتي معه". الوزير هو من أقنعه بالحضور إلى "مورومبي" في اليوم الذي سبق هذا اللقاء الكبير مع "بيلي" فإنه كان هناك لقاء بين الصحافيين والملك "بيلي" في "ساو باولو" وهذا من أجل رعاية أحد محلات "فولسفاغن"، لكن كل طلباتنا لأجل حضور هذا اللقاء قوبلت بالرفض وهنا وجب التأكيد أنه لم يكن مقررا أبدا أن يحضر "بيلي" إلى ملعب "مورومبي" في اليوم اليوم الموالي حيث أنه في سن ال 73 لم يعد لديه رغبة كبيرة في التنقل من مكان إلى أخر، غير أن هذه المرة وزير الشباب والرياضة بنفسه هو من اتصل به لأجل اقناعه من أجل القيام بدعاية لكأس العالم مع لاعبين آخرين وهذا بصفته سفير دولي ل "مونديال" 2014. ولهذا الغرض نستغل الفرصة كي نوجه شكرا خالصا لمعالي الوزير الذي سيسمح لملايين الجزائريين من التمتع بمطالعة الحوار الذي خصنا به "بيلي".