رسميا هي مجرد مباراة في دور المجموعات في الكأس الذهبية لمنتخبات منطقة الكونكاكاف، وهي دورة يشارك بها 12 فريقا من أمريكا الشمالية والوسطي والكاريبي. لكن لقاء المنتخبين الأمريكي والكوبي في ملعب "ريو تينتو" في مدينة ساندي بولاية يوتا الأمريكية اليوم السبت(بالتوقيت المحلى) لن يخلو من الطابع السياسي - في الهامش على الأقل. ويعود تاريخ التنافس السياسي المرير بين الولاياتالمتحدةوكوبا إلى عقود ماضية، عندما اندلعت الثورة الكوبية التي شهدت سير جيش المتمردين الذي كان يقوده فيدل كاسترو في هافانا في عام 1959، ليطيح بالدكتاتور الكوبي المدعوم من الولاياتالمتحدة فولجينكو باتيستا. وعلى إثر ذلك ، فرضت الولاياتالمتحدة حظرا اقتصاديا على الجزيرة التي يدير شؤونها الشيوعيون. وكان هدف العقوبات عزل الحكومة الكوبية. ولا زالت العلاقات غير ودية حتى اللحظة. إلا أن لاعبي كرة القدم الأمريكيين يقولون إنهم يفكرون فقط في تحقيق انتصار ثاني في الكأس الذهبية عقب فوزهم في المباراة الأولى بنتيجة 6-1 على بليز. وقال اللاعب الأمريكي لاندون دونوفان "نعلم أن فارق الأهداف يمكن أن يكون حاسما. لذلك نريد تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف". ويعتبر المنتخب الأمريكي الذي يدربه يورجان كلينسمان أحد المرشحين للفوز بالبطولة بعد الوصول للنهائي في عامي 2009 و2011. وهناك حديث دائر عن الكوبيين، برغم ذلك، يشير إلى أن المسؤولين الكوبيين سيتعبرون الحدث نجاحا إذا عاد جميع لاعبيهم في حقيقة الأمر إلى وطنهم كوبا بعد انتهاء الدورة. ويتألف المنتخب الكوبي الذي يدربه والتر بينيتيز فقط من لاعبي الدوري الكوبي المحلي. ومن الممكن للاعبين مثل إيفيل كوردوفز ومايكل تشانج وأوديسنل كوبر ومايكل جاليندو ويورداني ألفاريز وأوسفالد ألونسو أن يساعدوا المنتخب خاصة بعد أن وعد بينيتيز بتقديم "عرض طيب" في الكأس الذهبية. لكن الحكومة في هافانا أصرت على تجاهل مثل هؤلاء"اللاجئين" فقد انشق كوردوفز وتشانج وكوبر وجاليندو وألفاريز وألونسو جميعا عن المنتخب في الأعوام القليلة الماضية. وقال جاليندو، الذي استغل الكأس الذهبية في عام 2005 في سياتل من أجل الفرار ثم لعب في الدوري الأمريكي لكرة القدم "إم إل إس" إن "اللاعبين يغادرون كوبا لأنهم يريدون إنجاز شيء في حياتهم". وأضاف "يرغب الكثيرون في تحقيق احلامهم باحتراف كرة القدم. انهم يدركون ان كوبا لا تستطيع تقديم أي شيء لهم". وانتهز أكثر من 20 لاعبا مشاركتهم في مباريات تصفيات كأس العالم والأولمبياد في الولاياتالمتحدة وكندا وكذلك بطولات الكأس الذهبية في أعوام 2002 و2005 و2007 و2009 وانشقوا ومكثوا هناك ، وفى إحدى دورات التصفيات في تامبا في عام 2008 انشق سبعة لاعبين. وفي شهر تأكتوبر الماضي، غادر ثلاثة لاعبين بمنتخب تحت 20 سنة فندقهم في تورنتو وقادوا سيارة إلى الحدود الأمريكية وتقدموا بطلب لجوء سياسي. وربما يكون ذلك هو السبب الرئيسي وراء غياب أفضل لاعب كوبي عن الفريق المشارك في بطولة الكأس الذهبية لهذا العام ، حيث لم يتم ترشيح لاعب خط الوسط مارسيل هيرنانديز للدورة بسبب مشاكل في الركبة من الناحية الرسمية. لكن وسائل الإعلام الأمريكية خمنت أن اتحاد كرة القدم الكوبي يخشى من فقدان موهبة كبيرة لصالح الولاياتالمتحدة خلال الرحلة . وليس سرا أن هيرنانديز عبر بالفعل عن رغبته في الاقامة بالولاياتالمتحدة. وغير ان الكثير من اللاعبين المشاركين فى الدورة ، سوف يتركون بالتأكيد السياسة وراء ظهورهم عندما يبدأ اللقاء على أرض الملعب.