يبدو أن إفريقيا لا زالت وفية لعاداتها وتقاليدها وتخلفها الإداري، فتصفيات كأس العالم الحالية ُلعبت على الورق وتأهل من تأهل وأقصي من أقصي، وكانت المفاجأة الأخيرة بتوقيع منتخب تونس الذي ترشّح بصورة غير متوقعة تماما، والأدهى والأمر من كل هذا ليس مروره بالاحتراز على حساب الرأس الأخضر الذي فاز عليه في رادس أداءً وبهدفين لصفر، فالكل من حقه أن يحترز والجانب الإداري مستقل بنفسه في كرة القدم، لكن الطريقة التي تأهل بها التونسيون تفتح قوساً وتؤكد أن حذر منتخبنا الوطني ومسؤوليه مطلوب قبل المباراة الفاصلة، لأن هناك "مؤامرات" و"أحلاف" ويوجد أيضا "التحكيم"، الذي يعد ورقة في يد "الكاف" التي من مصلحتها من يتأهل ومن يقصى. حصة "حنبعل" التونسية تكشف المستور وتؤكد أن "الكاف" وراء تسريب الإحترازات حتى لا نطيل الحديث فإننا نشرح ما ذهبت إليه قناة "حنبعل" التونسية سهرة أول أمس في حصة رياضية، حيث أكدت أن وديع الجريء رئيس الاتحادية رفض أن يمنح كل تفاصيل التأهل الغريب لمنتخب تونس، لكنها كشفت أن أخبارا كثيرة بحوزتها تؤكد أن أطرافا من داخل الاتحاد الإفريقي وتحديدا من مالي وكذلك نيجيريا، هي التي سربت خبر عدم أحقية لاعب الرأس الأخضر "فيرناندو فاريلا" بالمشاركة، في وقت نعلم جيدا كما يعلم الإعلام التونسي أن منتخب تونس احترز في بادئ الأمر، على لاعب آخر بحجة أنه يمتلك بطاقتين صفراوين، ما يثير شكوكا عن صحة الاحتراز من الناحية القانونية إن كان رفع على ورقة التحكيم ضد فيرناندو وليس ضد لاعب آخر. "الكاف" من مصلحتها أن يتأهل هذا المنتخب ويقصى الآخر وإذا أصبحت "الكاف" من خلال أعضائها هي التي تختار من يتأهل ومن يقصى، وتعرف من يكون الضحية مفضلة تونس لمصالحها على حساب الرأس الأخضر، التي كان من السهل التضحية به وبدولة لا تضم سوى نصف مليون نسمة، مع العلم أن منتخب الرأس الأخضر يؤكد أنه تلقى وثيقة من "الفيفا" تؤكد رفع عقوبة لاعبه "فيرناندو" وهذه حكاية أخرى، لكن قد يتساءل البعض عن المصداقية التي بقيت ل "الكاف" وبعض مسؤوليها في وقت أنهم من يسربون الاحترازات، وهم من يختارون المتأهل والمقصى ومن سيمثل إفريقيا، كما يثير هذا الشكوك بخصوص 8 نتائج سابقة حسمت من خلال الاحترازات عمن سربها ومن قبض وغير ذلك. حليلوزيتش خائف من الكامرون ومصر لأسباب "غير رياضية" ومعروف أن حليلوزيتش متخوف من الكامرون ومصر بدرجة ثانية، ولا يريد أن يواجههما في اللقاء الفاصل، والحقيقة أن مصدرا مقربا جدا منه كشف أن هذين المنتخبين لا يخيفانه على أرضية الميدان وبقدراتهما بل خارجه، لأن الجميع يعرف أن منتخب عيسى حياتو محمي جيدا من طرف الحكام وأن هناك أياد داخل "الكاف" تعمل لصالحه حتى من حياتو نفسه، وحتى المنتخب المصري يملك قوة داخل الاتحاد الإفريقي الموجود في القاهرة، وهو الهرم الذي يسيطر عليه المصريون منذ سنوات، لهذا السبب فإن حليلوزيتش الذي عمل في إفريقيا من قبل مع كوت ديفوار، والآن مع الجزائر يعرف جيدا خطورة هذين المنتخبين وقدراتهما وحتى منتخبات أخرى، ففي إفريقيا ليس خافيا عن أحد من القوي في الكواليس ومن الضعيف، في هذا العالم الذي أصبح جزءًا من يوميات الكرة الإفريقية. كل طرف داخل "الكاف" سيعمل لحساب بلاده أو لمصلحة جهة خلال المباراة الفاصلة ويبقى الحذر مطلوباً من "المؤامرات" قبل المباراة الفاصلة التي تتطلب الحيطة والحذر، خاصة على مستوى التحكيم الذي يعد ورقة مهمة في مباراتي الذهاب والإياب، وشاءت الظروف أن تُحسم تأشيرة التأهل إلى "المونديال" في مباريات فاصلة ستكون على قدر كبير من الأهمية، ولا يعرف أحد ما الذي يخبئه مسؤولو "الكاف" وأعضاؤها، ولا المنتخبات التي ستحظى بالمساندة خاصة من التحكيم، ولا الأيادي التي ستعمل لصالحها؟ لكن المؤكد أن كل طرف داخل هيئة عيسى حياتو سيعمل لأجل منتخب بلاده، أو على الأقل لمن هو مقصى لأجل صديقه فكل شيء بالمصالح في إفريقيا وكل شيء بمقابل.