سيكون المنتخب الوطني انطلاقا من شهر أكتوبر القادم على موعد للعب لقاءين حاسمين في سباقه من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014... هذان اللقاءان سيكونان الأهم لرفقاء القائد بوقرة ربما منذ 4 سنوات كاملة وهذا منذ اللقاء الفاصل أمام المنتخب المصري الذي أهلهم إلى "مونديال" جنوب إفريقيا. الموعدان القادمان ل "الحضر" لن يكونا مهمين جدا فقط للاعبين الذين غالبيتهم لم يسبق أن لعب كأس عالم من قبل، بل سيكونان بالأهمية نفسها بالنسبة للناخب "حليلوزيتش" الذي بدوره لم يسبق له أن حضر أكبر عرس كروي وهو مدرب حتى إن كان قد نجح في تأهيل "كوت ديفوار" سنة 2009 قبل أن يقال بعدها بأسابيع من منصبه. الناخب الوطني الذي لا يريد تضييع فرصة التواجد في "المونديال" القادم يعيش تحت ضغط رهيب مع اقتراب موعد القرعة الخاصة بالدور الفاصل، حيث يخشى الفشل في تأهيل "الخضر" ومنه تهديم كل ما بناه في ظرف 26 شهرا حتى الآن خاصة أنه ارتبطت به مقولة تضييعه للقاءات القوية في كل مرة. صحيح نتائج "الخضر" تحسنت معه، لكن أمام المنتخبات الصغيرة فقط وإن كان لا يمكن لأحد أن ينكر تحسن نتائج المنتخب الوطني بقيادة "حليلوزيتش" ما دام أنها سمحت له حتى ببلوغ المركز 19 في ترتيب المنتخبات الذي تصدره "الفيفا"، فإن هذا لا يمكن أن يحجب الحقيقة وهي أن "الخضر" تحت قيادة "البوسني" لم يفوزوا إلاّ أمام منتخبات مجهرية وتقل مستوى بكثير عن منتخبنا في صورة "رواندا"، "إفريقيا الوسطى"، "غامبيا" وغيرها من المنتخبات الإفريقية التي لا تملك لا تاريخا ولا ألقابا، في وقت أن اللقاءات القوية جميعها خسرها زملاء فغولي عدا لقاءي ليبيا ويضاف إليهما لقاء "كوت ديفوار" في "الكان" الأخيرة ولو أن هذا اللقاء كان شكليا بعد إقصاء "الخضر" المبكر بعد هزيمتي تونس و"الطوغو" والذي يضاف إليه عدم إشراك "الفيلة" للكثير من لاعبيهم البارزين يومها في صورة "يايا توري" و"جرفينيو". يدرك جيدا أنه خسر غالبية المواعيد الكبيرة والهامة مع "الخضر" وسيكون " حليلوزيتش" أمام أكبر رهان له في مشواره التدريبي من خلال بلوغ "المونديال" وقيادته لمنتخب من مقعد الإحتياط بعد أن أقيل من "كوت ديفوار" قبل 3 سنوات من الآن ولم يحضر كأس العالم في جنوب إفريقيا رغم أنه أهّل زملاء "دروغبا" لتلك الدورة. "حليلوزيش" يدرك جيدا حتمية التأهل إلى دورة البرازيل هذه المرة لأنه سيلعب رأسه ما دام أن الفشل في التأهل سيعني نهاية تجربته مع المنتخب الوطني حسب ما هو متفق عليه في عقده مع "الفاف"، وهو ما جعله الآن متخوفا كثيرا من القرعة خاصة أن رفقاء مبولحي خسروا كل اللقاءات الهامة التي لعبوها تحت إشرافه بداية بمواجهة "مالي" في تصفيات "المونديال" والتي لعبت في بلد محايد (بوركينا فاسو) وصولا إلى خسارتي اللقاءين الأوليين في نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم الأخيرة وهذا على التوالي أمام تونس و"الطوغو" ما عجل بإقصاء "الخضر" مبكرا في "الكان". الفوزان المتتاليان في "البينين" و"رواندا" خففا عنه الضغط مؤقتا وكان "حليلوزيتش" قد مر قبل أشهر من الآن بوضعية مماثلة تقريبا ولو أنها ليست بالحالة نفسها وهذا قبل خرجتي "البينين" و"رواندا" حيث كان واجبا على أشباله العودة إلى الديار ب 4 نقاط على الأقل للخروج من دائرة الحسابات قبل لقاء الجولة الأخيرة أمام "مالي" (قبل أن تتعثر مالي في لقاءين بملعبها وتهدي "الخضر" تأهلا مبكرا)، وإن كان التأهل إلى الدور الفاصل المضمون شهر جوان الفارط قد خفف عنه الضغط مدة شهرين على الأقل، فإنه الآن سيكون مطالبا بغلق أفواه كل منتقديه وتكسير قاعدة أن المنتخب الوطني لا يفوز تحت قيادته إلاّ على المنتخبات الصغيرة من خلال قيادة "الخضر" إلى تحقيق نتيجتين إيجابيتين في لقاءين سيكونان مصيريين من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم. "حليلوزيتش" يدرك من جانب آخر أنه سيلعب أهم لقاءين منذ توليه العارضة الفنية ل "الخضر" ما دام أنه يعلم أن الخسارة ستعني فشله في الهدف الذي جاء من أجله إلى الجزائر وهو التأهل إلى "المونديال". حتى مع "الفيلة" فاز بغالبية لقاءاته لكنه سقط في أول اختبار حقيقي له مشكل "حليلوزيتش" مع اللقاءات القوية ليس وليد اليوم فقط، بل أن تجربته مع منتخب "كوت ديفوار" في الفترة الممتدة بين ماي 2008 وجانفي 2010 أكدت ذلك أيضا، فالمدرب "البوسني" وإن كان قد فاز في 12 لقاء وسجل 9 تعادلات مقابل هزيمة واحدة في 22 لقاء أشرف فيهم على زملاء "دروغبا"، فالملاحظ أن الانتصارات كانت أمام منتخبات مجهرية حتى إن كانت قد قادت "الفيلة" إلى "المونديال" وهذا أمام "الموزمبيق"، "مدغشقر"، "بوتسوانا" في الدور الأول من التصفيات وبعدها أمام "مالاوي"، "غينيا" و"بوركينافاسو"، وحتى في نهائيات كأس أمم إفريقيا فإنه تأهل إلى دورها ربع النهائي في مجموعة ضمت 3 منتخبات فقط بعد انسحاب "الطوغو" (تأهل منتخبان إلى ربع النهائي) وإن كان قد فاز أمام "غانا" دون فائدة ما دام أن المنتخبين تأهلا فإن الإختبار الحقيقي الأول له مع "الفيلة" خسره أمام الجزائر في "كابيندا" وهو ما عجّل بإقالته من العارضة الفنية. متخوّف من القرعة ولهذا السبب تفادى التنقل إلى القاهرة وجرت العادة أن يحضر مدربي المنتخبات عملية القرعة إذا تعلق الأمر بحدث هام مثلما هو الأمر عليه هذه المرة في اللقاءات الفاصلة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، إلاّ أن "حليلوزيتش" لن يحضر قرعة الغد وهو ما كشفناه في وقت سابق لأسباب كثيرة أقر بالبعض منها في ندوته الصحفية التي عقدها مباشرة بعد لقاء "مالي" الأخير، حيث أكد أنه غير محظوظ دائما والمنتخبات والفرق التي يدربها توقعها القرعة مع أصعب منافس ممكن. ويبقى الأكيد أن المدرب "البوسني" متخوف كثيرا من بعض المنتخبات التي هي مرشحة للتباري مع المنتخب الجزائري وهو ما أكده علانية دون أن يذكر أسماء هذه المنتخبات وهو أمر يوضح الضغط الذي يشعر به والذي قد ينعكس سلبيا في تحضيره للمواجهتين اللتين تنتظران أشباله إذا أوقعت القرعة "الخضر" في مواجهة منتخب من المنتخبات التي يتخوّف منها "حليلوزيتش".