يعجز المنتخب الوطني في كل مرة توجه له الأنظار عن تحقيق الانتصار المأمول وهو ما حصل مجددا في لقاء تونس الافتتاحي، إذ كانت الجزائر مرشحة فوق العادة قبل المواجهة وبشهادة الجانب التونسي... يعجز المنتخب الوطني في كل مرة توجه له الأنظار عن تحقيق الانتصار المأمول وهو ما حصل مجددا في لقاء تونس الافتتاحي، إذ كانت الجزائر مرشحة فوق العادة قبل المواجهة وبشهادة الجانب التونسي، لكن اللعب تحت ضغوطات المنتخب الكبير والمرشح خلف وراءه نتيجة سلبية كالعادة، وتطور مستوى المنتخب الوطني كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش إلى درجة بلوغ الجزائر الترتيب 19 على المستوى العالمي في تصنيف "الفيفا"، الأمر الذي وضع الأعين على "الخضر" بشكل كبير قبل هذه الدورة، حيث رشحها الكثيرون للتألق في أراضي جنوب إفريقيا ومقارعة كبار القارة على لقب كأس الأمم الإفريقية 2013. منذ 2009 والجزائر تفوز عندما لا ينتظر أحد فوزها! كانت تشكيلة "الخضر" على موعد جديد مع التعثرات عندما انتظر الجميع الفوز أو على الأقل التعادل، وهذا ما يحصل مع الجزائر منذ عهد الناخب السابق رابح سعدان، حيث قد يتذكر الجميع كيفية تحقيق الفوز على مصر في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010 بالبليدة وبنتيجة (3-1) ومن ثم تأكيد تلك الصحوة في زامبيا بانتصار ساهم كثيرا في التأهل إلى المونديال، كما أن المنتخب الوطني فاز أو حقق المفاجأة في العديد من المباريات في وقت كان يمر فيه بوضعيات صعبة، في تأكيد على أننا نعاني من إشكال التعامل مع هذه الضغوطات في أوقات القوة، ففي كل مرة تحقق منتخبات أخرى المفاجأة على حساب الجزائر. الكل تذكر خسارتي مالاوي وسلوفينيا في 2010 بخسارتنا أمام تونس، تعود الذاكرة إلى الوراء قليلا وبالضبط في فترة سعدان، أين حصل نفس الشيء تقريبا مع المنتخب الذي كان يشرف عليه "الشيخ"، حين تجرع "الخضر" مرارة الخسارة أمام مالاوي في افتتاح مشوارنا ب"كان 2010" وتكرر نفس السيناريو أمام سلوفينيا في مونديال 2010، حتى أن ذات المنتخب كشف قبلها بأنه لا يحسن التعامل مع ضغوطات اعتباره المرشح والأقوى باعتباره تعثر في مباراة أكثر من مهمة أمام المنتخب المصري بالقاهرة وكاد يضيع آنذاك عمل عدة أشهر، كما ذاق طعم الهزيمة مجددا برباعية نظيفة من "الفراعنة" في نصف نهائي كأس إفريقيا 2010 وكان قبلها قد فاز على كوت ديفوار في لقاء يعتبر من أحسن لقاءات "الخضر" عبر التاريخ. سيناريوهات أم درمان، كوت ديفوار وإنجلترا تكشف هذه الحقيقة والدليل على أن المنتخب الوطني يلعب جيدا عندما لا يكون مرشحا وبعد كل خيبة مباشرة، نتذكر اللقاء الفاصل أمام مصر في أم درمان عندما حضرت ردة فعل قوية للاعبين بعد الهزيمة في القاهرة وتمكن زملاء عنتر يحيى من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال، وهو نفس السيناريو الحاصل في "كان 2010" عندما حققنا الفوز على مالي (1-0) مباشرة بعد الهزيمة المذلة أمام مالاوي وأضيف إليها إقصاء كوت ديفوار من ربع النهائي، وتأكد الجميع بأننا نكون أحسن بعيدا عن الضغوطات المذكورة خلال لقاء إنجلترا في مونديال جنوب إفريقيا، حين جاء الأداء الكبير بعد لقاء مخيب مع سلوفينيا قبل أن نفشل في تسيير العودة القوية للكرة الجزائرية بالغياب عن كأس إفريقيا 2012. أبواب التفاؤل مفتوحة قبل المواجهتين القادمتين بعد الخسارة أمام تونس وتضييع جزء كبير من ثقة الجماهير الجزائرية، بات المنتخب الوطني مطالبا بلعب جميع أوراقه أمام الطوغو وكوت ديفوار من أجل تحقيق التأهل إلى ربع النهائي، ويتفاءل البعض بإمكانية انتفاضة تشكيلة حليلوزيتش في المواجهتين المقبلتين على غرار ما يفعله المنتخب الوطني في كل مرة، وهذا ما يتمناه الشارع الكروي الجزائري لأننا بحاجة إلى تأكيد العمل الكبير الذي قام به المدرب البوسني منذ إشرافه على "الخضر"، خصوصا وأن بانتظار هذا المنتخب مواعيد هامة بعد انتهاء منافسات "الكان" أين سيكون بحاجة إلى دعم معنوي على الأقل قبل مواصلة مغامرته في تصفيات مونديال 2014.