يعيش محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ضغطاً غير عاد قبل مباراة العودة أمام بوركينافاسو، وليس هو نفسه الضغط الذي يعيشه المدرب الوطني وكذلك اللاعبون ولكنه ضغط من نوع خاص، فالرجل يريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ليكون بالتالي أوّل رئيس ل "الفاف" يحقق التأهّل إلى المونديال مرّتين، وتزيد الاتصالات التي يتلقاها الرجل من حجم الضغوط عليه، رغم أن كلّ دوره قبل يوم 19 نوفمبر ليس سوى توفير كلّ الضروريات للمنتخب الوطني الذي انتقل بفضل الثنائي صادي وزفزاف، وكذلك بفضل ما جلبه روراوة نفسه منذ سنوات إلى عهد التسيير الاحترافي، ولم يعد يحتاج شيئاً من الدولة في ظل التمويل الذاتي ل "الفاف" بفضل عائدات التسويق. روراوة يتلقى يوميا مكالمات من مسؤولين كبار والرئيس ينتظر بدوره لقاء العودة وقال مصدر موثوق إن روراوة يتلقى يوميا اتصالات عديدة من قبل مسؤولين كبار في أعلى هرم السلطة، يسألون عن استعدادات المنتخب وتحضيرات مباراة الإياب ومدى سير الأمور على أكمل وجه، في اهتمام منقطع النّظير ب "الخضر" وبقضية تأهلهم إلى المونديال، التي تصنع بدورها الحدث السياسي ويتابعها رجال السلطة في البلاد، لأنهم في النهاية جزائريون يهمّهم أن تكون راية البلاد عالية. كما يتابع الرجل الأول في البلاد السيد عبد العزيز بوتفليقة باهتمام ما يدور، وقد كشفت مصادرنا أنه ينتظر لقاء العودة على أحرّ من الجمر بعد أن تابع جزءًا من مباراة الذهاب. السلطات العليا تعتبر فرحة 40 مليون جزائري ليلة 19 نوفمبر ضرورية وقال مصدرنا إن السلطات العليا في البلاد طالبت روراوة بضرورة عدم تفويت التأهل بملعب تشاكر بالبليدة، خاصة أن الفرصة مواتية أمام الجمهور الجزائري لأجل تحقيق هذا الحلم الذي ينتظره 40 مليون جزائري. وتؤكد السلطات العليا عن طريق من اتصلوا ب روراوة، أنه من الضروري رصد كلّ الإمكانات اللازمة لأجل تحقيق الهدف المطلوب وهو الفوز على منتخب بوركينافاسو. ولا ترى السلطات العليا في البلاد أن هناك بديلا آخر للتأهل، خاصة أن المباراة تحتضنها الجزائر و جمهور ملعب تشاكر كله سيكون خلف "الخضر"، بالإضافة إلى ملايين بقلوبهم خلف الشاشات، ما جعل الكلّ يؤكد ل روراوة ضرورة إبقاء التأشيرة في الجزائر. روراوة لن يغادر في حال التأهل لأنه سيكون أوّل رئيس ل "الفاف" يحقق التأهّل مرّتين وراجت أخبار عن نية روراوة في مغادرة "الفاف" بعد مونديال البرازيل، وهي الأخبار التي نفاها كلية مصدر مقرّب منه، مؤكدا أن الرجل الأول في الاتحادية لا يمكن أن يفكر في أمر كهذا عشية مباراة مصيرية، بل هو متفائل بالمرور إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل ومواصلة العمل على رأس الاتحادية، لتطوير الكرة الجزائرية. يعلم روراوة جيّدا أنه إن نجح في تحقيق التّأهل إلى المونديال – يقول مصدرنا – سيدخل التاريخ من بابه الواسع، بما أنه سيكون أوّل من يفعلها مرّتين رئيسا ل "الفاف"، بعد "الحاج سقال" في مونديال 1982، ويسعد دومار في مونديال 1986. ويريد روراوة أن يجمع تأهّلا ثانيا بعد ذلك المحقق في مونديال جنوب إفريقيا، ولا يبعد عن تحقيق هذا الحلم سوى ب 90 دقيقة. لا ينوي الرحيل وسبب تهديده هو غضبه من شكاوى رؤساء الرابطات وقال مصدرنا إن روراوة الذي ينوي البقاء على الأقل إلى نهاية عهدته، لم يؤكد رحيله خلال أشغال المكتب الفيدرالي الأخير (الذي جرى السبت الماضي)، وإنما أزعجته الشكاوى الكثيرة لرؤساء الرابطات ومشاكلهم التي كان يفترض أنه تمّ تجاوزها من قبل، وعلى هذا الأساس غضب الحاج كثيرا وقال: "إن استمرّت الأمور على هذا الشكل فيجب أن نرحل كلّنا" على حد تعبير محدثنا، في إشارة إلى العجز عن تجاوز بعض المشاكل التي ظلت بمثابة الحاجز في سبيل تطوّر الكرة الهاوية في بالبلاد. ليؤكد مصدرنا أن روراوة يعمل بكل جدّ رفقة طاقمه لأجل تحقيق التأهّل إلى المونديال.