نقترب تدريجيا من مباراة الحسم أمام بوركينافاسو، وإذا كان اللاعبون الذي يتواجدون في أنديتهم يعيشون كل أسبوع على وقع ضغوط المنافسة فإن ضغطا آخرا ومن نوع خاص مسلط على عاتق حليلوزيتش ورئيس الاتحادية... ويشعران به يتزايد قبل موعد المباراة ويتضاعف معدل "الأدريالين" كلما اقتربنا من سهرة يوم 19 نوفمبر، فيما يتابع الرجلان ما يحصل من تطورات باهتمام ويشتركان في نظرة واحدة، وهي أن لاعبي منتخب بوركينافاسو قد يلجؤون إلى كل أنواع الاستفزازات الممكنة التي تكفل لهم تضييع الوقت وبالتالي الاحتفاظ بفارق هدف يملكونه بعد انتهاء نتيجة الذهاب ب (3-2) لصالحهم خلال المباراة المقبلة ما يستوجب الحذر. عمل نفسي كبير لإقناع اللاعبين أن مهمتهم تسجيل أهداف وفقط سيعكف وحيد حليلوزيتش على القيام بعمل نفسي كبير مع لاعبيه خلال التربص الذي ينطلق يوم 10 نوفمبر، ليغرس في أذهانهم أنهم سيدخلون 90 دقيقة أمام منتخب بوركينافاسو لتسجيل الأهداف وليس الاشتباك مع لاعبي المنافس أو مناقشة الحكم في قراراته، وسيكون العبء كبيرا على حليلوزيتش الذي سبق أن قدم تعليمات مماثلة للاعبيه قبل مباراة ليبيا بملعب تشاكر، ولكن الرهان هذه المرة أكبر بكثير من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، إنه المرور إلى المونديال بعد صراع التسعين دقيقة. وسيضيف "الكوتش وحيد" إلى لاعبيه أن كل توقف للكرة أو جدال مع لاعبي المنافس أو الحكم فهو تكسير لوتيرتهم ويساعد المنافس الذي يبحث عن أمور كهذه لأنها تساهم في تضييع الوقت وقبل ذلك حرق الأعصاب. تعليمات مشددة لتفادي أي جدال مع لاعبي المنافس واعتبار الحكم منافسا ومن المنتظر أن يقدم وحيد حليلوزيتش للاعبيه تعليمات مشددة تقضي بتفادي أي جدال مهما كان نوعه مع لاعبي المنافس وعدم مناقشة قرارات الحكم مهما كانت ظالمة في حقهم بل واعتباره (أي الحكم السينغالي بدارا دياتا) منافسا لهم، لأنه يريد لاعبين مركزين فقط على شيء واحد، وهو الوصول إلى الشباك وعدم الفشل في ذلك حتى في حال الفشل في الوصول إلى الشباك في الدقائق الأولى، كما لا يريدهم أن يقعوا في الفّخ الذي يريد أن يجر البوركينابيون إليه لاعبي "الخضر". وحتى رئيس الاتحادية روراوة ينوي – حسب مصدر مقرب منه – الحديث مع رفقاء فغولي بحكم خبرته ليدعوهم إلى ضرورة الحفاظ على أعصابهم باردة وتفادي كل شيء على أرضية الميدان، ويركزوا فقط على هدفهم المتمثل في تحقيق الانتصار لا غير. تصريحات العقيد سنغاري تؤكد نياته وبما أن كل شيء متاح لتحقيق حلم التأهل إلى المونديال وهو أكبر حدث رياضي، فإن البوركينابيين الذين يُعرفون بكونهم شعب مسالم وهادئ يتجهون إلى الابتعاد عن صفاتهم لتحقيق هذا الإنجاز لأول مرة في تاريخهم، فالغاية تبرر الوسيلة، بدليل تصريحاتهم الاستفزازية الأخيرة، بداية بما قاله الكولونيل سنغاري رئيس الإتحاد المحلي الذي أكد أنه لن يتنقل أي مناصر بوركينابي إلى الجزائر حتى لا يتعرضوا إلى الخطر، و كأن " وحوشا ضارية" ستكون في انتظارهم بملعب تشاكر لتعرض حياتهم إلى الخطر، كما أكد أنه واثق من تحقيق التّأهل إلى المونديال والانتصار في الجزائر. ويدلي لاعبو بوركينافاسو بتصريحات واثقة يؤكدون بها أنهم سينتصرون في الجزائر، في حرب نفسية واضحة النيات، لتعطي هذه التصريحات الانطباع لاسيما ما قاله الرجل الأول في الكرة البوركينابية أن الأجواء في البليدة لن تكون عادية، وهو ما يريدونه ربما. يدركون أن التأهل صعب جدا في البليدة وسيعملون على إشعال أجواء اللقاء رغم أن الأمر في النهاية لا يعدو أن يكون مجرد مباراة في كرة القدم، فإن البوركينابيين يعرفون أن الأمور ستكون صعبة جدا في ملعب تشاكر أمام منتخب يلعب بشكل جيد على أرضه، بدليل الأرقام المسجلة، الأمر الذي سيدعوهم – مثلما يتوقع كثيرون ومثلما بدؤوا يبرزونه – بالسعي إلى إشعال الأجواء لأنه كلما توترت الأعصاب كلما زاد خروج لاعبي "الخضر" عن النص، وبالتالي إهمالهم وظيفتهم وهي تحقيق التّأهل ولا شيء غيره، كما أن خروج الجمهور عن النص يساعد لاعبي بوركينافاسو، الذين لمن لا يدرك الأمور جيدا سيبدؤون اللقاء متأهلين وسيحاولون أن يكسروا وتيرة المباراة ويتركوا المنتخب الوطني يجري وراء الوقت ووراء تسجيل الأهداف بكل الطرق الممكنة. روراوة يريد جمهورا واعيا سهرة 19 نوفمبر.. لا ينزلق إلى ما يريده البوركينابيون في الإطار نفسه فإن رئيس الاتحادية محمد روراوة يريد جمهورا واعيا ومتحضرا في هذه المواجهة سهرة 19 نوفمبر يساند منتخب بلاده ولا ينساق إلى ما يريده لاعبو منتخب بوركينافاسو أن يحصل، على أن يتفادى التصفير على نشيدهم ويتحلى ببرود أعصاب أمام كل تطورات المباراة، كما يعمل من أجل شيء واحد وهو دفع المنتخب معنويا لتسجيل الأهداف التي تكفي لتأهله. وعلى هذا الأساس فإنه يأمل أن يكون الجمهور ذكيا بما فيه الكفاية حتى لا يقع في أي فخ ينصبه البوركينابيون، فالمهم هو التأهل في هذا اللّقاء، حتى وإن جاء رفقاء القائد شارل كابوري للقيام ب " كرنفال حقيقي" مثلما توقع الدولي السابق سمير زاوي أن يحدث.