استيقظت فرنسا اليوم الأربعاء على فجر جديد في تاريخ كرة القدم المتقلب لديها بعدما تأهل منتخب الديوك إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، بفوزه على ضيفه الأوكراني بثلاثة أهداف نظيفة مساء الثلاثاء في الملحق الأوروبي الفاصل المؤهل للمونديال... ونجح الفريق الفرنسي في تحويل تأخره بهدفين دون رد في مباراة الذهاب في أوكرانيا، وفاز أمس بثلاثة أهداف نظيفة، مما أشعل احتفالات صاخبة في ملعب فرنسا وفي شوارع العاصمة باريس، ولم يسبق لفريق أن نجح في تجاوز تأخره بهدفين نظيفين في مباراة خارج ملعبه ونجح في التعويض في مباراة الإياب والتأهل لكأس العالم. وردد المشجعون "واحد، اثنان، ثلاثة- صفر"وهو الهتاف المعروف منذ كأس العالم 1998 عندما فازت الديوك على السامبا البرازيلية 3/0 في نهائي المونديال، ليتوج الفريق الفرنسي بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بمشاركة لاعبه السابق ديديي ديشان المدرب الحالي للفريق. ووصف مامادو ساكو وكريم بن زيمة صاحبا الهدفين الأول والثاني للمنتخب الفرنسي بأنهما البطلين الحقيقيين للمباراة، في حين جاء الهدف الثالث للفريق الفرنسي بنيران صديقة، وقال ساكو مدافع ليفربول الإنجليزي: "صنعنا تاريخا.. الكثير من الناس لم يؤمنوا بنا، أتمنى أن نكون نجحنا في إدخال الفرحة على قلوب العديد من الشعب الفرنسي.. هكذا كان الهدف المنشود"، كما وصف بن زيمة الفوز بأنه: "أسعد لحظة له بالقميص الأزرق"، وأضاف مهاجم ريال مدريد الإسباني: "أوكرانيا لم تكن ندا لنا اليوم". وتجمع المئات من المشجعين في شارع الشانزلزي الشهير في باريس وفي الميادين الرئيسية للاحتفال بالفوز، وتلونت السيارات بألوان العلم الفرنسي في أنحاء العاصمة، مع إطلاق الأبواق، وكذلك جاء تأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال على حساب بوركينافاسو ليخلق حالة من الفرح العارم في شوارع العاصمة الفرنسية وكذلك مدينة مرسيليا، حيث تقيم أعداد كبيرة من الجالية الجزائري في فرنسا. وهتفت مجموعة من المشجعين الجزائريين في مقابلة مع راديو "فرانس أنتير" في مرسيليا في فرحة شديدة "عاشت الجزائر"، وجاء فوز المنتخب الفرنسي وتأهله إلى المونديال ليصرف الأنظار بعض الشيء عن توالى صدور البيانات الاقتصادية القاتمة، التي غزت عناوين الصحف في الفترة الاخيرة. وكتبت صحيفة "ليكيب" الفرنسية في صفحتها الرئيسية "لقد فعلوها"، تحت كلمة واحدة بالعنوان العريض "الاحترام"، وكان عنوان ليكيب إشارة إلى التوتر في العلاقات بين الشعب الفرنسي والمنتخب الوطني انطلاقا من التصرفات المثيرة للجدل لبعض لاعبي الديوك في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010، وخرج المنتخب الفرنسي من الدور الأول لمونديال 2010 بعد حدوث تمرد ضد المدرب السابق رايمون دومينيك. وجاءت الأحداث المصاحبة لتجربة الفريق في النسخة الماضية من كأس العالم لتصنع حالة من الانقطاع بين الشعب الفرنسي والمنتخب الوطني، وأظهر استطلاع للرأي في أكتوبر الماضي أن 82 بالمائة من الشعب الفرنسي لديهم صورة سيئة عن المنتخب الوطني، ولكن الأداء الذي قدمه الفريق أمس وضعه على بداية طريق العودة إلى أحضان شعبه. وامتدح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حضر المباراة، منتخب بلاده واصفا اللاعبين جميعا بأنهم قدوة للبلد أجمع، وقال هولاند: "إنه فوز لفريق كافح منذ الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة، لقد وثقوا في إمكانياتهم، واجتمعوا على هدف واحد، ليصنعوا ويسجلوا مثالا ينبغي أن نحتذى به..ينبغي أن نؤمن به".