المحليون يبدعون أمام أبطال ألبانيا ويبعثون برسالة أمل إلى الجمهور الجزائري ساعة فقط بعد خيبة الأمل الكبيرة التي ضربتنا كلنا نحن الجزائريين بعد الهزيمة المذلة للمنتخب الأول أمام منتخب غير مصنف عالميا، كان اللاعبون المحليون يتلاعبون ببطل ألبانيا في مباراة ودية قوية فيما يمكن وصفه برسالة أمل وجهها رفقاء مسعود للمسؤولين عن الاتحادية لتوجيه أنظارهم لهذا المنتخب الذي أكلت الحسرة قلوب لاعبيه وهم يرون كيف كان منصوري ورفقاؤه غير قادرين حتى على حفظ ماء وجه الجزائريين، فقد قدم المنتخب الوطني للمحليين أداء قويا خلال المباراة الودية الثانية التي اختتم بها تربصه الودي هنا في أنطاليا التركية وأحرز فوزه الثاني بواقع ثلاثة أهداف لهدف واحد أمام بطل ألبانيا نادي تيرانا، ولعل رفقاء مترف أرادوا أن يقدموا إشارات قوية للجمهور الجزائري ويسمعوا صوتهم للمسؤولين بأنهم هنا مستعدون في أي لحظة لتقديم يد العون للمنتخب الأول والدفاع عن الألوان الوطنية بعد أن عجز أو لنقل تقاعس البعض عن صونها بعد أن صار المال والإشهار همهم الأول، رفقاء المتألق دائما محمد مسعود فازوا بالأداء والنتيجة وقدموا لمحات كروية لا بأس بها تؤكد التطور الحاصل للنخبة المحلية على يد المدرب بن شيخة. المنافس استُبدل بسبب إصابة 6 لاعبين من أنطاليا وكان نادي أنطاليا سبور هو المنافس المقرر للمنتخب المحلي في ثاني اختبار ودي له، لكن وجود ما لا يقل عن ستة عناصر مصابة في التشكيلة الأساسية للفريق جعل المباراة تلغى وتعوض بمواجهة نادي تيرانا الألباني والموجود كما ذكرنا على غرار العشرات من الأندية المحلية والأجنبية التي تختار دفء أنطاليا هروبا من قساوة برد شتائها من أجل التحضير للمرحلة الثانية من الموسم الكروي، وقد صاحب تنقلنا إلى الملعب الذي جرت عليه المباراة تواجد ناد من أوزبكستان جاء هو الآخر بغرض التحضير هنا. تيرانا بطل ألبانيا، شارك بخمسة دوليين ويلعب رابطة الأبطال وقد واجه المنتخب المحلي مساء أمس نادي تيرانا بطل ألبانيا الموسم الماضي والذي شارك هذا الموسم في رابطة أبطال أوربا ويشارك فيها باستمرار ولو أنه يقصى في العادة من الدور التمهيدي، ويضم النادي الألباني الذي يتزعم صدارة دوري بلاده ما لا يقل عن خمسة من العناصر الأساسية في منتخب ألبانيا، وقد كان بالتالي منافسا محترما جدا لرفقاء جاليت الذين استفادوا من اختبار ودي ممتاز بمواجهة هذا النادي. المحليون لعبوا بتشكيلتين مغايرتين وعلى غرار ما فعل خلال المباراة الأولى أمام بوجا سبور، فضل المدرب بن شيخة منح الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة خلال المباراة باستثناء الحارس واضح الذي لم يلعب فيما شارك ريال خلال كامل أطوار المباراة، وقد دخلت التشكيلة الأولى بالعناصر التالية: عسلة، مفتاح، زازو، ريال، معيزة، قاسمي، مترف، مسعود، جاليت، بوڤش وغزالي، فيما أقحمت العناصر التالية خلال المرحلة الثانية وهي: سي محمد، بوشريط، يخلف، ريال، زيان، خوالد، تجار، بوشامة وفي الهجوم كل يحيى شريف، سليماني ودرّاڤ. معيزة يحرز هدف التقدم ومترف يُسجّل هدفا “مخدوم” وبسط المنتخب المحلي سيطرته خلال المرحلة الأولى وأظهر قوة ورجولة في الأداء تعكسها الصراعات الفردية التي غالبا ما فاز بها رفقاء النشيط جدا الحاج بوڤش، وترجم ذلك التفوق من خلال هدف أول بعد ركلة جزاء كان وراءها غزالي الذي عرقل داخل المنطقة المحرمة، ليتقدم القائد معيزة الذي أحرز هدفا بطريقة مميزة جدا، معيزة الذي كان مع ريال جدارا منيعا تكسرت عليه كل محاولات الألبان في معادلة النتيجة، قبل أن يتمكن الجزائريون من إضافة الهدف الثاني بطريقة جميلة بعد عمل جماعي بين جاليت والمتألق مسعود الذي مرر كرة لمترف الذي سدد بطريقة ذكية ولم يترك فرصة للحارس الألباني، لتنتهي المرحلة الأولى بتقدم “الخضر“ بهدفين نظيفين. التشكيلة الثانية كانت أقل نشاطا وبن شيخة يُهدّد وتراجع أداء المنتخب الوطني مع دخول التشكيلة الثانية، حيث لم يظهر بعض اللاعبين بمستواهم المعهود وهو ما أغضب كثيرا المدرب بن شيخة الذي توجه بالكلام للاعبيه قائلا: “أفضّل لاعبا خشنا وليس مهاريا يملك فنيات عالية ويضيّع الصراعات الفردية، أنا لن أظلم أحدا، لكني لا أريد لاعبين دون حرارة”، هذا الكلام كان بعد تضييع بعض اللاعبين للصراعات الثنائية وتباطئهم في الحركة، وهو ما حرك اللاعبين قليلا، حيث أحرزوا هدفا ثالثا عن طريق دراڤ الذي كان خطيرا جدا بتوغلاته، قبل أن يقلص الألبان النتيجة بعد سوء مراقبة في الدفاع وخروج سيّء للحارس سي محمد. المحليون كانوا في المستوى وعدة أسماء تألقت وعلى العموم، فإن المنتخب المحلي كان في المستوى خلال هذا التربص وقدم أداء مشرفا خلال المبارتين الوديتين اللتين خاضهما وفاز بهما، كما أن عدة أسماء برهنت على إمكاناتها على غرار مسعود، معيزة والاكتشاف ڤاسمي، فيما لم يبرز تجار ويحيى شريف بمستواهما المعهود، لكن المهم أن المنتخب يعرف نقلة نوعية في الأداء الفني والتكتيكي وبن شيخة تمكن من غرس ثقافة الانتصار والروح القتالية التي كانت عملته الأولى في مختلف الأندية التي عمل فيها، والأكيد أن ملامح منتخب كبير بدأت تظهر والموعد المقبل للجمهور الجزائري سيكون يوم 3 مارس المقبل أمام منتخب “ليشتنشتاين“ في المباراة الودية الأخيرة قبل الموعد الهام والرسمي يوم 13 مارس في مباراة الإياب من تصفيات أمم إفريقيا للمحليين، والدعوة مفتوحة أمام الجمهور للحضور بقوة إلى ملعب مصطفى تشاكر والوقوف على التطوّر الكبير الذي يعرفه المنتخب المحلي الذي لابد من أن يعول عليه الجميع من أجل ضخ دماء جديدة في المنتخب الأول.