هي خيبة شديدة أصابت لاعبي المنتخب الوطني المحلي الذين بقوا مشدوهين وغير مصدقين لما يحدث لعناصر المنتخب الأول هي خيبة شديدة أصابت لاعبي المنتخب الوطني المحلي الذين بقوا مشدوهين وغير مصدقين لما يحدث لعناصر المنتخب الأول العاجزة عن الرد أمام ضربات المالاويين، وهم الذين تجمعوا كلهم لمشاهدة المباراة في قاعة السنما التابعة لمقر إقامتهم بفندق أكا. الخيبة كانت مرسومة على الوجوه وفي مقدمتهم وجه المدرب عبد الحق بن شيخة الذي فضل الخروج بعد تسجيل المالاويين للهدف الأول وبعد أن لاحظ الأخطاء الفنية والتكتيكية التي ظهرت على منتخبنا.. قبل أن يقرر التحول مع لاعبيه لخوض المباراة الودية، وخيط الأمل في قدرة “الخضر” على العودة في النتيجة سرعان ما تبدّد بمرور الوقت. خيبة المحترفين عوضها المحليون بإرادة من حديد وأداء أكثر من مشرف خلال المباراة الودية التي فازوا بها على حساب بطل ألبانيا بثلاثية كاملة. اللاعبون استغربوا غياب الجمهور، علّقوا كثيرا على التشكيلة وتأسفوا كثيرا على غياب زياية منذ البداية وكان كل أعضاء البعثة الجزائرية هنا في الموعد المحدد للمباراة على الساعة الرابعة إلا ربع بتوقيت تركيا، الكل أخذ مكانه في قاعة سنما فندق أكا بمن فيهم المدرب الوطني. اللاعبون تابعوا المباراة على قناة “أورو سبور” وبدأت التعليقات مع غياب الجمهور. وكان أول من تحدث لاعب الشباب سليماني الذي علق مازحا أن المباراة تلعب دون جمهور بعد معاقبة الجمهور الجزائري على أحداث الخرطوم، قبل أن يعلق على صورة مجموعة من المشجعين الجزائريين بالعلم الوطني ويقول: “ها هو سيتي 16 أو لست أدري” في إشارة إلى مغنّي “الراب” الذي اشتهر بكذبة الموتى في مصر. وتواصلت التعاليق لتمتد لأقمصة اللاعبين الجديدة والتي لم تصلهم بعد، لتكون التعاليق الأهم على نوعية التشكيلة التي شاركت، وهنا لمسنا حسرة لدى اللاعبين على عدم إقحام من يعتبرونه ممثلهم في المنتخب زياية منذ بداية اللقاء وإقحام صايفي الذي لم يتدرب منذ شهر. “لماذا نلعب بثلاثة مدافعين أمام مهاجم واحد... ماذا يحدث!؟ّ” وبمرور الوقت تحولت أجواء التفاؤل والثقة التي ميزت لاعبينا قبل المباراة لتترك مكانها إلى القلق والحيرة بعد أن بدأ المالاويون يُهدّدون مرمانا، وبدأت الأصوات ترتفع هنا وهناك في القاعة ولن نذكر أسماء أصحابها حتى نجنّبها الحرج. كثيرون إستاؤوا من الخطة الدفاعية واللعب بثلاثة مدافعين، في وقت كان المالاويون يلعبون بمهاجم واحد، وبدا زاوي برأيهم “زيادة” كما علق أحدهم. وبدأ الهدوء يخيم على المكان بالتدريج حتى جاء الهدف الأول، لكن اللاعبين بقوا متفائلين ومعهم بن شيخة الذي بقي يردد “ضرك نرجعو يا لولاد، الفوز لن يفلت منا”. لكنه سرعان ما غيّر رأيه وقرّر مغادرة القاعة من شدّة الغضب وراح يتجوّل على ساحل البحر حتى لا يشاهد المهزلة في وقت بقى اللاعبون مشدوهين ولسان حالهم يقول: “ماذا يحدث لمنتخبنا”. نصف اللاعبين غادر بعد الهدف الثاني ومترف وريال يدعوان بتسجيل هدف قبل نهاية الشوط خيط الأمل الذي تمسك به اللاعبون سرعان ما تلاشى بعد أن أضاف المالاويون الهدف الثاني، ما دفع نصف التشكيلة إلى مغادرة القاعة والتحوّل للعب كرة الطاولة في انتظار موعد التنقل إلى ملعب فندق “لاروز” الذي احتضن مباراتهم الودية الثانية. وهنا إلتقوا ببن شيخة الذي بدت عليه الدهشة لما أبلغوه بإحراز مالاوي للإصابة الثانية، البقية فضّلت إكمال المرحلة الأولى وشدّنا مشهد مترف رفقة ريال وهما يدعوان حتى يتمكن المنتخب من تسجيل الإصابة الأولى قبل صافرة الحكم حتى يعود الأمل تحسبا للشوط الثاني وهو ما لم يحدث. الكل تابع التطوّرات عبر الهاتف وكاوة ضرب كفا بكف ووصف ما حدث بالإهانة ولأن المنتخب المحلي كان ملزما بمغادرة الفندق بعد نهاية المرحلة الأولى من أجل التحول لملعب فندق لاروز لخوض مباراته الودية الثانية، كان الهاتف النقال وسيلة اللاعبين الوحيدة للاطلاع على التطورات. وكان الكل يمني النفس بعودة قوية لمنتخبنا في الشوط الثاني، لكن الأحلام تبددت مرة أخرى بعد أن أُبلغ اللاعبون بتلقي شاوشي للإصابة الثالثة. وكان بن شيخة أول من علم بعد أن وصله اتصال مباشر يبلغه بالهدف الثالث، وهنا ضرب كاوة كفا بكف وقال بأن هذه إهانة لكرة القدم الجزائرية. وارتسمت ملامح الحسرة والحزن على وجوه لاعبينا عند نزولهم أرضية ميدان “لاروز” لإجراء المباراة الودية، وكان الجميع يلتفت إلى رنة أي هاتف بحثا عن خبر سار والذي لم يأت أبدا. اللاعبون ينتفضون بفوز كبير وأداء مميز أمام تيرانا وكنا متخوفين من تأثير الهزيمة المذلة للمنتخب الأول على المنتخب المحلي، لكن العكس هو الذي حدث، حيث بدا رفقاء مترف وكأنهم يريدون الثأر لممثليهم في كأس إفريقيا أو لنقل أنهم أرادوا البرهنة بأنهم ما كانوا ليخسروا بتلك النتيجة المذلة في أنغولا لو كانوا قد حصلوا على فرصتهم. الفوز والأداء الجيد خفف نوعا ما من وقع الهزيمة أمام مالاوي، لكنه لم ينس اللاعبين ما حدث والذين هربوا مرة أخرى لمباريات تنس الطاولة حتى ينسوا ويروحوا عن أنفسهم بعد يوم شاق وعصيب.