أشعلت صحيفة "ماركا" المدريدية حربا سياسة كبيرة بين كتالونيا ومدريد يوم أمس بعد نشرها لتصريحات خاطئة محسوبة على جيرارد بيكي مدافع برشلونة في حواره الذي نشرناه أمس، وكان بيكي قد تحدث عن العديد من الأمور المتعلقة ب برشلونة، ومنها ما يخص ليونيل ميسي ومدرسة "لا ماسيا" بالإضافة إلى المدرب الأرجنتيني جيراردو تاتا مارتينو، كما عرج بكلامه على تجربته رفقة مانشستر يونايتد الإنجليزي تحت قيادة "السير" أليكس فيرڤسون، غير أنه لم يتحدث إطلاقا عن نادي برشلونة كواحد من أبرز معاقل المقاومة في فترة الجنرال الشهير "فرانسيسكو فرانكو" عكس ما تناولته الصحيفة، وهو ما أدى إلى تأزم الوضع بشكل كبير بين الجمهورين في كتالونيا ومدريد، وخاصة على مستوى الشبكة العنكبوتية بداية من موقع الصحيفة نفسه. نقلت تصريحات خاطئة للمدافع حول فترة الجنرال فرانكو وكتبت صحيفة "ماركا" أن بيكي قال خلال المقابلة المذكورة (تجدونها في عدد أمس) إن نادي برشلونة كان أحد أكبر معاقل المقاومة خلال فترة الجنرال فرانكو، غير أنه لم يتلفظ بهذا الأمر إطلاقا، وحول برشلونة كان مدافع مانشستر يونايتد السابق قد قال: "أمضيت طفولتي على ملعب كامب نو، أحب كثيرا هذا الملعب وأنا سعيد باللعب فيه، ولكني أعتقد أن فكرة بناء ملعب جديد تلخص عقلية نادي برشلونة، نحن نتطلع دوما إلى المستقبل الأفضل ونحب أن نبدو مميزين في كل مرة، إن كان بناء ملعب جديد أمرا جيدا للفريق فأنا أرحب بذلك، ولكنني أؤكد أن الجميع يحب ملعب كامب نو لأننا نملك فيه ذكريات رائعة جدا" قبل أن يضيف: "أفكر في أن أصبح رئيسا ل البارصا بعد الاعتزال".
بيكي يرد على الاتهام والصحيفة المدريدية تعتذر وبما أنه موضوع سياسي خطير في إسبانيا ويساهم بمجرد ذكره في تأزم الوضع بين المنطقتين، فإن بيكي سارع إلى الرد على صحيفة "ماركا" متهما إياها بتزوير كلامه، عكس ما هو الحال بالنسبة لكل وسائل الإعلام التي نقلت الحوار كما جاء، حيث كتب تغريدة على صفحته الرسمية في الموقع الاجتماعي "تويتر" قال فيها: "ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة" في إشارة إلى محاولة الصحافة المدريدية نشر الأكاذيب على الكتالان، وكذلك الحال بالنسبة للإعلام الكتالوني المعادي ل ريال مدريد وكل ما يتعلق بالعاصمة، ومن جانبها اعتذرت صحيفة "ماركا" للمدافع الإسبانية بسبب الخطأ وكتبت فيما بعد: "بيكي لم يشر إلى فترة النظام خلال عهد فرانكو" لتكتب بعدها كل ما جاء على لسانه بالتدقيق.
الجماهير الإسبانية تتهمها بإثارة الوضع قبل المونديال ولم تهضم الجماهير الإسبانية ولا حتى وسائل الإعلام خرجة الصحيفة المدريدية التي لم تكن مبنية على أي وقائع، حيث حاولت بعث الصراع السياسي من باب كروي رغم المساعي الحثيثة والكبيرة لأطراف معروفة لتهدئة الأمور دوما بين الطرفين، وخاصة فيما يتعلق بالرياضة، وبرجوعنا إلى تعليقات قراء صحيفة "ماركا" على موقعها الرسمي عبر الأنترنت وجدنا أن العديد من التعليقات كانت تصب في خانة الاتهام للوسيلة الإعلامية الأشهر في مدريد - إلى جانب صحيفة "آس"- بأنها تريد التأثير على الوحدة الإسبانية قبل مونديال البرازيل، مذكرة بما حدث بين الناديين في الأعوام الأخيرة وخاصة عندما كان جوزي مورينيو مدربا للنادي الملكي، حيث خلق العديد من المشاكل بين الطرفين وهو ما أثر على منتخب "لاروخا" بشكل ملحوظ.