تتّجه أنظار الملايين من عشّاق كرة القدم في كلّ أنحاء العالم مساء اليوم السبت على الساعة السابعة مساء بتوقيت الجزائر صوب ملعب (كامب نو) بالعاصمة الإسبانية مدريد بين الغريمين اللدودين برشلونة وريال مدريد لمتابعة (الكلاسيكو) في المرحلة الخامسة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم· لا صوت يعلو فوق صوت (الكلاسيكو) بين برشلونة وريال مدريد مساء اليوم على ملعب (كامب نو) معقل الكتالانيين، حيث سيجتمع أشهر نجوم كرة القدم في موقعة نارية يصعب التكهّن بنتيجتها. الجمهور الرياضي الجزائري وعلى غرار الملايين من محبّي كرة القدم، خاصّة الدوري الإسباني يختلف عن بقّية الأيّام، حيث سيحلّ برشلونة الثاني في (اللّيغا) ضيفا على ريال مدريد متصدّر ترتيب الدوري الإسباني في قمّة نارية· الرّيال يتصدّر "اللّيغا" يتصدّر ريال مدريد الترتيب العام بفارق أربع نقاط عن برشلونة، ولا شكّ في أن الفائز في المباراة سيوجّه ضربة معنوية للخاسر، وذلك لأن الفريقين نادرا ما يخسرا أمام الفرق الضعيفة بدليل إهدارهما إلاّ عددا قليلا من النقاط منذ بداية الموسم حتى الآن· فوز الرّيال قد يحسم مصير "اللّيغا" إذا نجح مورينيو في حسم (باكورة) مبارياته في (الكلاسيكو) فإن فريقه سيبتعد بسبع نقاط كاملة عن البارصا، الأمر الذي قد يحسم بصفة شبه رسمية مصير لقب هذا الموسم لمصلحة الرّيال. لكن مهمّة الرّيال لن تكون سهلة على الإطلاق، إذ سيواجه مدرّبا اسمه هو بيب غوارديولا الذي يملك سجِّلا مثاليا منذ أن تسلّم تدريب الفريق الكتالوني، حيث فاز في ستّة (كلاسيكو) وتعادل في واحد مقابل صفر لمورينيو، أهمّها نتيجة تاريخية قوامها (6-2) على ملعب (سانتياغو برنابيو) في الموسم ما قبل الماضي و(5/0) في (كامب نو) في ذهاب بطولة الموسم الماضي· وتشهد المباراة مواجهة داخل المواجهة بين نجمي الفريقين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، الفائزين بلقب أفضل لاعب في العالم في السنتين الاخيرتين· المهمّ أن عيون العالم ستكون مشرئبة باتجاه (سانتياغو برنابيو)، فمن سيكسب المعركة: ريال مدريد بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو أم برشلونة بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي؟ بل من سيبكي: مورينيو مدرّب الرّيال أم غوارديولا مدرّب البارصا؟ الإجابة ترقّبوها سهرة هذا المساء· مواجهة من نوع خاص بين ميسي وكريستيانو تشهد مباراة (الكلاسيكو) مواجهة من نوع خاص بين الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الرّيال، حيث يتربّع اللاّعبان على صدارة قائمة الهدّافين بالمسابقة هذا الموسم برصيد 41 هدفا لكلّ منهما· وحطّم ميسي ورونالدو الرّقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجّلها أيّ لاعب في موسم واحد في الدوري الإسباني، والذي كان مسجّلا باسم رونالدو نفسه برصيد 40 هدفا في الموسم الماضي· وما زالت الفرصة سانحة أمام كلّ من اللاّعبين لزيادة هذا الرّصيد وتعزيز الرّقم القياسي عبر المباريات الأربع المتبقّية لكلّ فريق في المسابقة، ومنها مباراة اليوم· أمّا الكتالونيون فلهم أسبابهم ولهم عشقهم ولهم معتقداتهم الكروية وطلاسمهم التي ما فتئوا ينفثون بها في وجوه لاعبي الرّيال عندما تطلّ رؤوسهم من حجرة تبديل الملابس قبل الدخول إلى (أرض الجحيم كامب نو)، فاللّعب على هذا الملعب يعني أن ليلة ريال مدريد حبلى بالمصائب وشتى صنوف العذاب، وغالبا ما ينتشي برشلونة حامل لواء كتالونيا بالانتصار على ملعبه وبين مؤيّديه لأن الفوز على اللدود التاريخي طعمه ألذّ من العسل وفوائده أنجع من الدواء الشافي· فطبيب قلوب جماهير البارصا خوسيب غوارديولا جاهز دوما لوصف العلاج على أرض الملعب وإعطاء الوصفات السّحرية للاعبيه، وما على ميسي صاحب العزف المنفرد إلاّ أن يلسع لسعة العقرب ليقضي على خصمه في ثوانٍ· توتّر بين غوارديولا وبيكي بسبب تشيلسي أكّدت صحيفة (إلموندو ديبورتيفو) الكتالونية وجود توتّر جديد في العلاقة بين غوارديولا ومدافعه جيرارد بيكي بسبب مباراة فريقهما مع تشيلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، حيث استبعده المدرّب من التشكيلة الأساسية للّقاء· غوارديولا استبعد بيكي تكتيكيا، حيث فضّل لاعبين يعودون بسرعة كبيرة إلى الخلف، وهو الأمر الذي لا يقوم به بيكي البطيء في العودة عادة· يذكر أن غوارديولا نفى المزاعم التي تتحدّث عن وجود خلاف وربط تجديده لعقده بخروج بيكي من الفريق، لكن هذا الأمر لا ينفي وجود خلافات مستمرّة بين الطرفين طوال الوقت نتيجة لسلوكيات بيكي التي تبعده عن أداء واجباته بالشكل الأمثل برأي غوارديولا· برشلونة عمليا هو أكثر وأشهر النّوادي في العالم إن برشلونة عمليا هو أكثر النّوادي في العالم يتصدّر ترتيب تصنيف أندية العالم تسلسليا، حسب لجنة التأريخ والإحصاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ب 38 مرّة أمام ميلان (37) ومانشستر يونايتد (33). لهذا السبب يعشق الجميع "الكلاسيكو" الإسباني لأنه الكلاسيكو الأوّل في العالم ولأنه الأجمل والأقوى والأمتع، ولأنه حديث عشّاق كرة القدم ليس في شوارع وأزقّة مدريد وبرشلونة، بل في عالمنا العربي وشتى أرجاء إفريقيا وآسيا، وتورا بورا وأدغال الأمازون، يبقى لقاء الغريمين الإسبانيين التقليديين برشلونة وريال مدريد هو الشغل الشاغل قبل اللّقاء، أثناءه وبعده·