شكّل الانفلات الأمني الراهن في ليبيا، مناخا مناسبا للتنظيمات الإرهابية لضبط مخططاتها وإتمام استعداداتها للسيطرة على المنطقة... حيث توجه العديد من زعماء الجماعات المسلحة إلى جنوب غربي ليبيا، مستغلين المواجهات القائمة في البلاد، للإشراف على اتفاقيات شراء الأسلحة، وتجنيد أكبر عدد ممكن من العناصر تحضيرا للمرحلة القادمة. نشرت مواقع إعلامية، نقلا عن مصادر أمنية، أن عددا من زعماء التنظيمات الإرهابية على رأسها القاعدة، داعش وأنصار الشريعة، تسلّلوا إلى ليبيا في الأيام الأخيرة، والتي تشهد اندلاع مواجهات خلفت قتلى وجرحى، وأدت إلى نزوح عشرات المواطنين إلى المدن والدول المجاورة، وذلك بهدف التحضير لمخططات تهدف إلى السيطرة على المنطقة في الفترة القادمة، مشيرة إلى أن ما يحدث في ليبيا يشكل مناخا مناسبا لعقد أكبر الاتفاقيات الخاصة بالأسلحة، إلى جانب تجنيد عناصر جديدة ضمن هذه التنظيمات. وأضافت أنه إلى جانب زعيم تنظيم "المرابطون" مختار بلمختار المدعو "الأعور"، الذي يرجح تواجده في صحراء ليبيا، بالرغم من المعلومات التي تفيد بتوقيفه، أفادت تقارير بتواجد زعيم أنصار الشريعة التونسي أبو عياض في الجنوب الغربي لليبيا، ومسلحين من داعش، الذين باتوا يقيمون معسكرات هناك، في انتظار التوجه إلى دول أخرى قريبة، محذرة من انعكاسات وجود أكبر عدد من الإرهابيين على دول المنطقة، ما يستدعي تكثيف الرقابة على الحدود لإحباط أي هجمات محتملة. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، قد أعلن عن وجود عناصر انتحارية من دول شمال إفريقيا، مستعدين لتنفيذ هجماتهم في مناطق عديدة، ولمّح إلى أنهم سيسهّلون عملية توغل التنظيم إلى منطقة شمال إفريقيا للسيطرة عليها تحت اسم تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي، "دامس"، وأضاف إلى وجود ما لا يقل عن 24 عنصرا من الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب وموريتانيا، مستعدين لتنفيذ هجماتهم في مناطق مختلفة، ومؤكدا أن تجنيد عناصر من شمال إفريقيا سيسهل عملية التمركز في المنطقة، وهو المخطط الذي خطط له منذ أشهر، حيث قام بعقد اجتماعات عديدة مع زعماء لكتائب جهادية في شمال إفريقيا والساحل وعلى رأسها تنظيم أنصار الشريعة التونسي، متخذا ليبيا مركزا له للتفاوض حول إمكانية تجنيدهم تحت لوائه. وحسب التقارير، فقد بلغ عدد من سكان المناطق الحدودية لليبيا، عن تحركات لميليشيات مسلحة على المثلث الحدودي مع الجزائروتونس، يرجح أنها تقوم باستطلاع كامل للمنطقة، بحثا عن منافذ للتسلل إلى الدول المجاورة، مما جعل الجزائر تستنفر قواتها على الحدود وتستعين بالطائرات المروحية لرصد أي تحركات مشبوهة، بالتنسيق مع السلطات التونسية، فيما كانت أجهزة الأمن قد تلقّت تعليمات صارمة تفيد بإطلاق النار على كل من يحاول اختراق الحدود.