أقدم صباح أمس شباب من عاصمة ولاية أم البواقي على محاولات ذبح أنفسهم ولطم أجسامهم بشفرات الحلاقة، أمام مدخل الوكالة العقارية بالولاية... بعدما كانوا ينتظرون أن تفي الجهات المسؤولة بوعودها التي كانت قد قدمتها إليهم باستقبالهم صبيحة الأحد والتحاور معهم للخروج بحل مرضٍ. لم يكن الشباب الذين قصدوا مقر الوكالة العقارية على أساس الوعود التي أطلقتها السلطات المحلية، باستقبالهم والتحاور معهم، ينتظرون رد أعوان الأمن بأن المدير لديه التزامات أخرى، ما جعلهم يدخلون في حالة هستيرية، أين قاموا باستخراج شفرات الحلاقة ولطم أجسادهم، حتى أن منهم من همّ بذبح نفسه بواسطة الشفرة، إلا أن البعض منهم منعوه من ذلك. الثائرون كانوا قد أبلغوا كافة السلطات المحلية بشروعهم في إضراب مفتوح عن الطعام بدءا من يوم أمس، إلا أنهم قوبلوا بالتهميش والتجاهل، حسبهم. يأتي هذا على خلفية مطالبهم المرفوعة منذ مدة والمتمحورة حول طلبات مساعدة في شكل قطع أرضية، في إطارها الاجتماعي، من أجل تمكينهم من تحسين ظروفهم المعيشية ومغادرة ما أسموه بدائرة البؤس التي صاروا عليها دون اهتمام من قبل السلطات. الغاضبون وحسب نص الشكوى التي حرروها، ونحوز نسخة منها، جلهم أرباب أسر يعيشون في المرائيب التي استأجروها ومنازل أخرى بأجرة شهرية مكلفة ومنهكة، حسبما أكدوه للخبر، وجدوا أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى هذه الطريقة على أمل تحقيق التفاتة ولو بسيطة من قبل السلطات التي تجاهلت كل الرسائل المرفوعة إليها بحبر القلم العادي مما اضطرهم إلى كتابتها هذه المرة بدمائهم، خاصة بعد تجاهل حتى الطعون المقدمة ضد الاستفادات السابقة التي حسبهم اتجهت إلى أصحاب النفوذ. "مستعدون لبيع كلانا وأعضائنا التي تصلح للبيع" و"الإدارة احترفت الكذب"كانا هما الشعاران المرددان من قبل هؤلاء المنتفضين في حالة هستيرية غير مسبوقة خاصة بأم البواقي التي تعيش على وقع الظاهرة والصدمة للمرة الأولى. أما المدير فقد أكد ل "الخبر" في اتصال هاتفي أن لديه التزامات أخرى بعين البيضاء وأنه سيلجأ إلى الطرق القانونية في معاجلة ملفات هؤلاء. وبالتوازي مع ذلك تجدر الإشارة إلى تواصل الإضراب المفتوح عن الطعام لشباب آخرين اتخذوا من سطح دائرة أم البواقي مسكنا لهم بعدما فقدوا الأمل في الحصول على مسكن.