إنها الصلاة الأكثر ثواباً وأهمية وصعوبة... إنها صلاة الفجر .. لماذا اختار الله تعالى هذا الوقت بالذات مع أنه وقت النوم؟ .... في لحظات السرور عند حصول الإنسان على مكافأة أو فرحه بتحقيق أمر سار أو تمتعه برؤية منظر جميل... في كل هذه الأشياء يزداد إفراز الدوبامين Dopamine المسؤول عن السعادة. الدراسة الجديدة تقول بأن النوم ليلاً يساعد الدماغ على التقليل من إفراز هذه المادة ليتمكن المخ من إفرازها في النهار بشكل جيد، وإن الاستيقاظ المبكر قبل شروق الشمس يساعد على إفراز كميات كبيرة من الدوبامين مما يساعد الدماغ على أداء عمله بكفاءة أعلى والتمتع بسعادة وراحة نفس. صورة تظهر الدوبامين وهو عبارة عن ناقل عصبي بين خلايا الدماغ وكلما كانت كميته أكبر كان الدماغ في حالة أفضل وكان الإنسان طيب النفس وفي سعادة أكبر، ويساعد الدوبامين الدماغ على الإبداع. وسبحان الله، لقد ذكر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا الأمر قبل أكثر من ألف وأربع مئة سنة عندما قال: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ ، فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ) [رواه مسلم] والإعجاز في قوله عليه الصلاة والسلام (فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ) تماماً كما يؤكد العلم الحديث أن الاستيقاظ المبكر وبخاصة قبل طلوع الشمس يؤدي إلى راحة نفسية عظيمة. فهل تبدأ أخي المؤمن منذ هذه اللحظة بضبط ساعتك البيولوجية على الاستيقاظ لصلاة الفجر وتتمتع بنشاط أعلى وسعادة أكبر ونفس طيبة!