اتخاذ عداوة الشيطان أمر واجب شرعا، فقد قال الله تعالى "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"، ولا تتحقق عداوة الشيطان إلا بمخالفة شبهه وطاعة من عصاه -أي طاعة الله-، ولما تأكد أن الشيطان لا يفرح بطاعة العبد لربه وأنه يأسر لها، كان على كل مسلم أن يلتزم بذلك، وتشتمل طاعة الله معصية الشيطان حتما، لذلك كان على المسلم أن يعرف الطرق التي تؤدي إلى الله فتكون عبادة يؤجر عليها، وتخلصه من الشيطان فتكون قربة أخرى ينال بها الأجر ويجتنب سوء إبليس من جهة أخرى، ومن هذه الطرق: - كثرة ذكر الله تعالى إذ أن إبليس لا يزال يبعث للعبد سرية بعد سرية، وكلما كان العبد أقوى طلبا لله، كانت السرية أكثف وأكثر، حسب ما عند العبد من مواد الخير والإرادة، ولا سبيل لتفريق هذا الجمع إلا بذكر الله. - سجود التلاوة، فعن «أبى هريرة» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا قرأ ابن أدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكى يقول: يا ويلي أمر ابن أدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار". - التسمية، وتكون عند الخروج من البيت، فعن «أنس بن مالك» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول شيطان لآخر: كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى"، وتكون التسمية كذلك عند الجماع، فعن «ابن عباس» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقا ولدا لم يضره الشيطان"، وتقال التسمية أيضا عند الدخول إلى الخلاء، فعن «علي»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله"، وأخيرا تُقال "بسم الله" على الطعام. - التسليم للقدر، فعن «أبي هريرة» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". - قيام الليل، فعن «أبي هريرة» رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقده، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".