السؤال: إنني أريد الزواج ولكني لا أستطيع؛ لأن الراتب لا يكفي، فماذا أفعل؟ الجواب: إلى الأخ السائل أرشدنا الله وإياك إلى كل خير، وصرف عنا وعنك كل سوء وشر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مما لا شك فيه أن الزواج نعمة عظيمة أنعم الله بها على عباده، فبالزواج تعمر الأرض، ويحافظ على النسل، وينعم المجتمع بحياة طيبة، حيث تقل فيه الجريمة، إلى غير ذلك من المنافع الدينية والدنيوية التي في الزواج، وقد حثَّ النبي – صلى الله عليه وسلم- الشباب على الزواج في أكثر من حديث، وسيأتي بعضها معنا في ثنايا كلامنا معك، وحيث إنك تعاني من قلة الراتب، وعندك رغبة ملحة في الزواج فعليك الآتي: (1) طلب العون والمدد من الله سبحانه وتعالى فهو القادر على أن يعينك، وقد أخذ الله سبحانه وتعالى على نفسه أن يعين من كان في مثل حالتك، أخبرنا بذلك الصادق المصدوق –صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح يريد العفاف" وأظنك أخي الكريم من الذين يريدون النكاح من أجل العفاف. (2) عليك بكثرة الاستغفار، فالاستغفار له سر عظيم، فهو أحد مفاتيح الرزق، قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً". (3) عليك بالعفاف والتحلي به قال تعالى: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ". (4) عليك بغض البصر عن كل محرَّم؛ حتى لا تهيج شهوتك وتذهب إلى الحرام، قال تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ". (5) إذا زاد ثوران الشهوة واشتعل لهيبها فيك فعليك بالصوم؛ لأن الصوم يحد من ثوران الشهوة، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" ومعنى قوله "فإنه له وجاء" أي وقاية من الوقوع في الحرام. (6) عليك بالانشغال بالطاعة وفعل الخير والإقلاع عن المعاصي والذنوب.