رمضان هو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة، وممّا ورد في فضل الصوم: أنه جُنَّة أي وقاية وستر فهو يقي العبد من النار، فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار). والصيام يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه. وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها، وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم:(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيُشَفَّعان). والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أي إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه، واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه.