صدم أزيد من 2000 حاج بحرمانهم من الحصول على تأشيرة الحج بسبب عدم حيازتهم على تاريخ ميلاد معلوم، مما جعلهم يعيشون كابوسا حقيقيا، خشية من تبخر آمالهم في زيارة البقاع المقدسة وأداء الركن الخامس من الإسلام. وفوجئ هؤلاء "الضحايا" لدى تقدمهم إلى مصالح الإدارة، حاملين كل الوثائق المطلوبة لاستخراج التأشيرة، بعدم قبول ملفاتهم، والحجة كانت عدم حيازتهم على تاريخ ميلاد محدد، ويمثل هؤلاء فئة كبار السن الذين ولدوا في الحقبة الاستعمارية بالمناطق النائية والداخلية ولم يتم تسجيلهم لدى المصالح الإدارية الاستعمارية. وينحدر أغلب هؤلاء المهددين بالإقصاء من أداء فريضة الحج من ولايات الشرق، خاصة ولاية تبسة، وهم يناشدون السلطات المحلية التدخل لإيجاد حل لهم، لتجاوز هذه العقبة الإدارية ورفع الكابوس عنهم، علما ان هذه الإشكالية كان يمكن معالجتها بمنحهم تاريخ ميلاد معين، كتحديد اليوم الذي ولدوا فيها، لأن مجهولي تاريخ الميلاد عادة ما يدوّن على شهادة الميلاد التي حصلوا عليها وفق حكم قضائي، الشهر والسنة التي ولدوا فيها، دون ضبط اليوم بالتحديد، ويعتقد الناطق باسم الوكالات السياحية "إلياس سنوسي" في تصريح للشروق بأن هذا المشكل يمكن تجاوزه بقرار بسيط من الوالي. ويخشى المهددون بالإقصاء من موسم الحج أن يتم استغلال الجوازات التي فازوا بها في إطار القرعة، لفائدة أشخاص آخرين، تحت ذريعة استحالة استخراج التأشيرة، بسبب عدم امتلاكهم لتاريخ ميلاد محدد. ومع تلقيهم وعودا بتسوية وضعيتهم، يأمل هؤلاء أن يتدخل مدير الديوان الوطني للحج والعمرة بربارة الشيخ لحل هذا الإشكال قبل فوات الأوان، علما أن "الشروق" اتصلت بالمدير العام للديوان "بربارة الشيخ" لعدة مرات أمس، لإيجاد توضيحات لهذه القضية، لكن دون جدوى. في سياق متصل، ماتزال جوازات السفر التي تمنح خارج القرعة تثير التساؤلات، علما أن السلطات السعودية تخصص جواز سفر واحد لكل 1000 مواطن، مما يعني بأن حصة الجزائر ينبغي أن تتناسب مع العدد الإجمالي للسكان أي حوالي 40 ألف جواز، بعد ان بلغ عدد السكان 40 مليون نسمة تقريبا، غير أن حصتها العادية ماتزال لا تتجاوز 36 ألف جواز سفر رغم تزايد عدد السكان، وقد تم تقليص هذه الحصة إلى 28 ألفا فقط، بسبب أشغال التوسعة. ووفق تأكيد مصادر من الوكالات السياحية، فإن الجزائر حصلت السنة الماضية على 36 ألف جواز سفر، مما يعني بأن حوالي 11 ألف جواز سفر خاص بالحج تم منحها خارج القرعة، بحكم أن 9 آلاف جواز سفر لم تعد معنية بالقرعة، زائد حوالي 3000 جواز سفر يخصص سنويا لمختلف هيئات الدولة والوزارات، في حين لا تحظى البلديات سوى بعدد ضئيل من الجوازات قد لا تتجاوز 6 جوازات سفر بالنسبة لبلدية تضم أكثر من 30 ألف ساكن، لذلك يظل الشخص ينتظر دوره لسنوات عديدة لأداء الركن الخامس، وهو يجمع المال اللازم، دون ان يتمكن في غالب الأحيان من تحقيق هذا الحلم، وقد يبلغ من السن عتيا فلا تسمح له ظروفه الصحية بأداء المناسك، وقد يسبق الأجل تحقيق الآمال، وتبقى الحسرة لدى ذويهم.