لا يمكن تصور الأجواء الرائعة التي كانت عليها قرية إغيل إمولا بمناسبة تتويج الشبيبة بكأس الجمهورية، بما أنها كانت ممثلة بلاعب في صفوفها ويتعلق الأمر بالحارس مليك عسلة، هذا الأخير استطاع أن يعيد الأيام الزاهية التي خلفها تألق رفيق حليش مع المنتخب الوطني وتأهل الجزائر إلى المونديال الجنوب إفريقي الصائفة الفارطة، حيث كانت الأجواء كبيرة جدًا في قرية إيغيل إمولا التي تشرفت كثيرا بعسلة الذي أبلى البلاء الحسن في النهائي ومنح ثقة كبيرة لزملائه، وخاصة المدافعين الذين كانوا يلعبون براحة كبيرة في المواجهة كما صرحوا به عقب اللقاء. سكان القرية الثورية يصرون على بقائه في الشبيبة وحسب بعض الأصداء فإن سكان قرية إيغيل إمولا أصبحوا على قناعة أكثر من أي وقت مضى بضرورة بقاء الحارس مليك عسلة في صفوف الفريق القبائلي أطول مدة ممكنة، حيث برهن أن المنافسة كانت إيجابية بشكل كبير مع الحارس الآخر وابن منطقته مراد برفان، وأصبح إصرار سكان القرية الثورية كبيرا على بقاء عسلة في الشبيبة، وهم يصرون على تمرير رسالة مهمة للرئيس حناشي، وهي أنه من الضروري أن يتم الاحتفاظ بعسلة أطول مدة ممكنة، على غرار كل العناصر القبائلية، بما أنه كان في المستوى المطلوب في المنافسة القارية الأخيرة وأبلى البلاء الحسن. الفرحة امتدت إلى كل مداشر وقرى واضية وبعيدا عن هذا، لم تستثن الاحتفالات قرى ومداشر وبلديات دائرة واضية، حيث كانت الاحتفالات كبيرة وأجواء السعادة كبيرة في بعضها على سبيل المثال لا الحصر، قرية آيت أرڤان، الشرفة، تيزي نتلاتاء، آيت بوادو، تيڤري، آيت عبد المومن والبقية، حيث أعاد تتويج الشبيبة العديد من الصور الرائعة التي عاشها سكان هذه المناطق في الفترات السابقة لما كانت الشبيبة تبلي البلاء الحسن، وتمتع أنصارها بمختلف الألقاب، لذا فإن كأس الجمهورية أحسن هدية قدمتها الشبيبة لكل هؤلاء. آث عبد المومن كانت ستحتفل حتى لو توّجت الحراش وعلى غرار أزفون التي أنجبت قاسما مشتركا بين شبيبة القبائل واتحاد الحراش وهو العملاق دحمان الحراشي رحمه الله، لم تخرج واضية عن العادة، بما أنها تملك لاعبا يتقمّص ألوان الحراش وينحدر من قرية آيت عبد المومن، وهو ياشير الذي عبّر عن فخره بالانتماء إلى هذه القرية التي كانت فرحتها كاملة في كل الحالات، حيث كانت ستحتفل حتى لو توج ياشير مع الحراش، بما أنه يمثلها ويعتبره سكانها مفخرة لها بأتم معنى الكلمة. ------------------------------------------- عسلة: “في 1999 و2004 ناصرت الشبيبة من المدرجات وتأثرت كثيرا لهزيمتها أمام الاتحاد مرتين، والآن أخذت بثأري” “بعد لقاء الغابون كنت أعلم أني سأشارك في النهائي” “لم أشك يوما في إمكاناتي، وبما أن المدرب اعتمد عليّ فلأنه يضع فيّ ثقته الكاملة“ “أردنا تحقيق هذا اللقب بأي ثمن لإهداء الكأس للقبائل بعد غيابها 17 سنة” “سأجدد عقدي مع الشبيبة، لكن...” في البداية، لنعد إلى تتويجكم الأخير بكأس الجمهورية أمام منافس قوي اسمه اتحاد الحراش، هل تعترف أن المهمة لم تكن سهلة المنال؟ فعلا، المباراة كانت في غاية الصعوبة، ليس بالنسبة إلينا فقط وإنما كذلك بالنسبة للحراشيين، وكنا على دراية أن هذا المنافس يلعب كرة قدم نظيفة، لذلك كان من الضروري أن نوقف مهاجميه بعيدا عن منطقنا ولا نسمح لهم بتنظيم أنفسهم. ومثلما كان متوقعا، فإن المباراة لعبت على جزيئات صغيرة. والحمد لله أن الحظ كان معنا هذه المرة. ويجب أن نعترف أن دخولنا القوي في المباراة سمح لنا بتسيير بقية مجريات اللقاء كما ينبغي. في الشوط الأول رأينا مستوى شبيبة القبائل أعلى من الذي ظهرت به في المرحلة الثانية، حيث تراجعتم قليلا ما سمح للحراش أن يستحوذ على الكرة، هل كانت تلك تعليمات المدرب؟ لا أبدا، على العكس فالمدرب طلب منا عدم التراجع، لكن ماذا تريد أن نفعل هذه هي عقلية اللاعب الجزائري، بعد تقدمه بهدف على منافسه يفكر دائما في التراجع وتحصين الدفاع. الأهم في كل هذا أننا عرفنا كيف نسير اللقاء، ونفوز بالصراعات الثنائية إلى غاية نهاية اللقاء. هل مارست عليكم أهمية هذه المواجهة ضغطا إضافيا؟ ليس كثيرا، صحيح أننا شعرنا بنوع من الضغط مع اقتراب المواجهة، لكن بصراحة عرفنا كيف نأخذ هذا الضغط من الناحية الإيجابية، حيث قلنا في أنفسنا إننا حققنا مشوارا طيبا في كأس الجمهورية، وبإمكاننا الفوز أمام الحراش في النهائي. كنا مطالبين بإفراح المنطقة القبائلية وإهدائها الكأس، ووضع حد لطول انتظار تحقيق هذا اللقب بعد 17 سنة فهذا كثير جدا. لاحظنا فرحة كبيرة لدى اللاعبين بعد نهاية المواجهة، هل هذا راجع إلى تعطش الأغلبية لتحقيق أول لقب شخصي لهم؟ نعم ولا، أكيد أنه مثلما قلت فإن أغلبية اللاعبين حققوا لقب كأس الجمهورية لأول مرة في حياتهم، فأرادوا أن يحتفلوا بطريقتهم الخاصة بهذا التتويج. لكن بالمقابل ومثلما سبق أن قلت، فإننا كلاعبين أصرينا على تحقيق هذا اللقب حتى نشرف به المنطقة القبائلية ونضع حدا للفترة الطويلة التي لم تنل فيها الشبيبة هذه الكأس. لقد فعلنا المستحيل من أجل إضافة لقب آخر إلى السجل الكبير الذي تملكه شبيبة القبائل. لنعد إليك، نلت مع الشبيبة كأس الجمهورية للمرة الثانية بعد أن سبق لك أن نلتها الموسم السابق مع الفريق العسكري، ما تعليقك؟ فعلا، لكن أعتقد أن الأمر مختلف، فالكأس التي نلتها مع الشبيبة تعتبر أكثر لذة من تلك التي نلتها مع الفريق العسكري. في الموسم السابق تمكنتم من الوصول إلى الدور نصف النهائي من رابطة أبطال إفريقيا، واليوم أحرزتم لقب كأس الجمهورية، حسب رأيك ماذا ينقص هذا الفريق حتى يسجل اسمه في التاريخ أكثر، ويتمكن من فرض نفسه على مستوى الساحة الكروية الوطنية والقارية؟ حسب رأيي، أظن أن نجاح شبيبة القبائل في السنوات الأخيرة يعود إلى الاستقرار، وأنا متأكد من أنه لو نتمكن من الحفاظ على هذا التعداد والطاقم الفني لثلاث أو أربع سنوات أخرى، سنحقق إنجازات أكبر بكثير. لأن هناك الإمكانات والنوعية ويجب فقط أن نعتني بها ونحافظ عليها، من جهة أخرى لا يجب أن ننسى عامل الخبرة الذي له دور كبير أيضا في الفريق. في الوقت الذي كان الجميع ينتظر مشاركة الحارس برفان في النهائي بعد مشاركته في كل الأدوار، فضل الطاقم الفني الاعتماد عليك، هل انتظرت دخولك كأساسي أم لا؟ مثلما يعلم الجميع، أنا أحضر نفسي دائما وأكون على أتم الاستعداد، لأنه في أي وقت يمكن أن يعتمد عليّ المدرب؟ وحتى أجيب عن سؤالكم، فقد كنت فعلا أنتظر دخولي كأساسي في هذا اللقاء، وذلك منذ نهاية اللقاء الأخير الذي لعبناه في الغابون، كما أنه من خلال الحصص التدريبية الأخيرة، بدأت تتضح الأمور بالنسبة لي وأتأكد شيئا فشيئا أني سألعب لقاء الكأس، لكني أردت التأكد بصفة رسمية من طرف المدرب. وفي أي وقت تحدث معك المدرب وأعلمك أنك ستكون أساسيا؟ صبيحة المباراة. خلال تلك المباراة، هل كنت تنتظر أن تحدث بعض المفاجآت وتنقلب الموازين ضدكم؟ لا أبدا، أتعلم صحيح أني صغير السن لكني أتمتع بالخبرة اللازمة التي تسمح لي بتسيير مثل هذه الوضعيات كما ينبغي، أظن أنه في الشبيبة يعرفون الإمكانات التي أتمتع بها، فبما أن المدرب أشركني في هذه المواجهة المهمة، فهذا يؤكد أنه يضع فيّ كامل ثقته، وأنه لا يشكك في الإمكانات التي أتمتع بها. في إحدى التصريحات التي أدلى بها المدرب بلحوت في أعدادنا السابقة، أكد أنه من الضروري اختيار الحارس رقم 1، ما تعليقك على هذا التصريح؟ أعتقد أنه من الطبيعي جدا أن يقول المدرب هذا الكلام، ففي كل فريق هناك حارس احتياطي وآخر أساسي، حارس المرمى يجب أن يلعب في الكثير من المباريات حتى يحافظ على لياقته وثقته بنفسه. وعلى كل حال بالنسبة إلي ليس لدي أمر خاص أبرهنه، حيث أني أعمل بكل جدية في الحصص التدريبية، مع فكرة تطوير المستوى الذي أتمتع به. بعد نهاية اللقاء بدوت وكأنك ثأرت لنفسك، أليس كذلك؟ ليس كذلك، كنت فقط فرحا بالفوز وإحراز الكأس الذي حققته في تلك المواجهة، ومع ذلك أعترف أن هذا التتويج يعتبر خاصا بالنسبة إلي، لأني أتذكر جيدا مباراتي النهائي اللتين لعبتهما الشبيبة أمام اتحاد العاصمة سنة 1999 و2004، فقد تابعت المواجهتين من المدرجات، ولا يمكن لأحد أن يتصور حسرتي بهزيمة الشبيبة آنذاك. والفوز اليوم بكأس الجمهورية أراه وكأني ثأرت لنفسي وللفريق، إنه أمر رائع فعلا. بعد نيل كأس الجمهورية، ما هو الهدف المقبل الذي ستلعبون من أجله؟ مثلما جرت عليه العادة، فإن الهدف المقبل الذي سنلعب من أجل تحقيقه هذا الموسم، هو تسيير لقاءات البطولة كما يجب من أجل إنهاء الموسم في مقدمة الترتيب، وسنحاول تسيير لقاءاتنا مباراة بمباراة، وجمع أكبر عدد ممكن من النقاط، لأن لدينا كل الإمكانات لتحقيق هذا الهدف. نفهم من إجابتك أنكم فقدتم الأمل في التنافس على لقب البطولة، أليس كذلك؟ لم أقل هذا، لكن بالمقابل أعتقد أنه يجب علينا الاعتراف بأن جمعية الشلف أصبح متقدما كثيرا عن ملاحقيه، وعلى ما يبدو فإنه لا ينوي التفريط في المرتبة الأولى التي احتلها منذ بداية الموسم تقريبا. أرى أنه علينا أن نلعب كل مبارياتنا بكل ما أوتينا من قوة، ونعمل على تشريف الألوان القبائلية والدفاع عنها كما يجب لإنهاء الموسم في مركز جيد. وماذا عن منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وخاصة مواجهة العودة التي تنتظركم أمام نادي ميسيل الغابوني؟ رغم أن هزيمتنا في لقاء الذهاب كانت ثقيلة ومرّة، لكن أؤكد لأنصارنا أننا سنحاول فعل المستحيل من أجل ترجيح الكفة ومعادلة النتيجة على الأقل، من أجل التأهل إلى الدور المقبل. أكيد أن المهمة لن تكون سهلة المنال، لكن سنبذل جهودا مضاعفة حتى نتدارك الوضعية، وسنكون بحاجة إلى أنصارنا الذين ننتظر منهم أن يكونوا بقوة في الملعب، لمساعدتنا حتى نتجاوز هذه العقبة ونستمر في تحقيق النتائج الإيجابية. كيف تفسر الحضور القليل لأنصار الشبيبة إلى ملعب 5 جويلية؟ لا أعرف ماذا أقول، سمعنا الكثير عن هذه النقطة، لكن أعلم أن لديهم سببا مقنعا لعدم الحضور إلى الملعب. أعلم جيدا أن أنصارنا لا يمكن أن يتركوننا وحدنا في موعد كبير مثل هذا، وبدوري أهديهم التتويج الذي حققنا. مثلما يعلم الجميع فإن عقدك مع الشبيبة سينتهي شهر جوان المقبل، هل ستجدده أم لا؟ حتى أكون صريحا معكم، يجب أن أعلكم أني في الوقت الحالي لا أفكر أبدا في هذه النقطة، حيث أفضل أن أركز على عملي وعلى موسمي مع الشبيبة، وعندما يصل شهر جوان سنرى ما يمكن القيام به. شبيبة القبائل تعتبر عائلتي وفريقي، لكن أريد أن آخذ كل وقتي للتفكير في الأمر الذي يعتبر في غاية الأهمية أيضا. عودتك إلى التشكيلة الأساسية ستجعلك تفكر في التجديد مع الشبيبة، أليس كذلك؟ ليعلم الجميع أنه لا ينقصني شيء في هذا الفريق، كما أؤكد أن الرهان الرياضي سيكون الأولى بالنسبة إليّ في القرار النهائي الذي سأتخذه. ولو أتمكن من فرض نفسي في التشكيلة الأساسية إلى غاية نهاية الموسم، فلا أرى أي سبب يجعلني لا أجدد مع الشبيبة، بالنسبة لي المنافسة الرسمية لها أهمية كبيرة، وسأكون مستعدا للتجديد خاصة لما أرى أني قادر على تقديم الإضافة للفريق. أنا لاعب أحب المنافسة، ومع سني الصغير أرى أن البقاء كثيرا في كرسي الاحتياط لا يفيدني كثيرا. على كل حال، لدي إيمان كبير في الإمكانات التي أتمتع بها، ولم أشك يوما في قدراتي حتى في اللحظات الصعبة. نترك لك الكلمة الختامية لهذا الحوار... أريد أن أحيي وأشكر كل من وضع فيّ الثقة، وأحيي أيضا جميع أنصار الشبيبة وخاصة سكان إيغيل إمولا الذين أهديهم هذا التتويج، دون أن أنسى عائلتي وأولاد حومتي بانوراما. كما أتمنى حظا موفقا لنصر حسين داي، وأن يحقق الصعود إلى القسم الأول الموسم المقبل، وأحيي أيضا بهذه المناسبة الأشخاص الذين يودون تكسيري ومثلما يقال: “ربي راهو يشوف”.