"الشروق" ترافق الجزائريين في مكة المكرّمة وترصد معاناتهم: .. كثيرون هم الذين وصلوا إلى مكة منهم من بقي لساعات وهو ينتظر في غرفة تأويه قبل أن يسلم له مفتاح غرفة عدد أفرادها 06 أشخاص، قالوا له .. هذه غرفتك خذها أو اتركها لغيرك ؟ وآخرون وجدوا الغرفة لكن لم يجدوا حافلات النقل للحرم المكي وكثيرون تاهوا ولم يجدوا أعضاء البعثة بالقرب منهم .. فأين المرشد؟ وبعضهم اكتشف طبيب البعثة أنه حاج جزائري مجنون .. فمن سلم له الشهادة الطبية؟ هذا هو حال الحجاج الجزائريين.. تعب وإرهاق ومرض وجنون أيضا .. لم يكن حال الحجاج الجزائريين كباقي الحجاج، فعوض أن يجدوا أعضاء البعثة في استقبالهم والأخذ بيدهم كضيوف للرحمان، وجدوا المشاكل في انتظارهم، ليرسم الحجاج الجزائريين ملامح تشردهم أمام الفنادق وهم يفترشون أمتعتهم لأكثر من 8 ساعات أغلبيتهم نساء وشيوخ استسلموا للنوم بسبب تعب السفر.
6 حجاج في غرفة واحدة والمئات يفترشون حقائبهم وصلت مساء أمس دفعة جديدة من الحجاج الجزائريين قادمين من مطار وهران .. وبمجرد أن وطئت أقدامهم أراضي المملكة تفاجئوا بمشاكل طويلة وعريضة، بدايتها كانت بعجز البعثة على إسكانهم وسط مناوشات بين الحجاج وأعضاء البعثة حيث أسدل الليل ستاره وبقي الحجاج يحلمون بغرفة ليخلدوا إلى النوم. مرت الساعات بدون أن تحل مشكلة الإسكان، قبل أن يتمكنوا من إسكان نصف القادمين وحشرهم في غرف، حيث تم إسكان 6 حجاج في غرفة واحدة فيما بقيت الأمتعة خارج الغرف لأنه بكل بساطة لم تجد لها مكانا داخل الغرفة الضيقة. ولم يجد أعضاء البعثة من حيلة لإقناع البقية من الانتظار سوى توجيههم لأداء صلاة الفجر على أن يتمكن إسكانهم بعد العودة من الصلاة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان أعضاء البعثة يخلدون للنوم ولا احد في استقبال الحجاج العائدون من صلاة الفجر.. الكل نائم. وأمام هذا المشهد الذي لا يحدث إلا للجزائريين لم يجد الحجاج من وسيلة للقضاء على تعب السفر سوى الإتكاء على حقائبهم التي تحولت إلى "وسادة نوم مؤقتة" يحدث هذا بالرغم من أن جل أعضاء البعثة غرفهم في نفس الفندق .. "فندق بئر بليلة" الذي تحول ليلة أمس إلى محتشد الحجاج الجزائريين فالحالة في هذا الفندق أشبه بحالة طوارئ.
7 حجاج مجانين ومرضى... و5550 فحص طبي ككل موسم حج أسطوانة الحجاج المجانين والمصابين بأمراض عقلية ونفسية مستمرة لهذا الموسم.. فوحدهم الحجاج الجزائريون يتوهون بالجنون والمسؤول شهادة طبية مفبركة وقع عليها طبيب بشهادة عائلة المعني بالأمر. وتم اكتشاف 7 حالات لحجاج مصابين بأمراض عقلية وحسب رئيس البعثة الطبية عبد القادر قحار في تصريح ل"الشروق اليومي" أنه تم إجراء نحو 5500 فحص طبي للحجاج ممن زاروا العيادة الطبية .. رقم بدوره يطرح أكثر من سؤال.. من المسؤول عن منح الشهادات الطبية؟. وفي رده على سؤال الشروق عن مدى مصداقية الأطباء الذين منحوا شهادات طبية لهؤلاء أكد محدثنا بالقول "يجب على الطبيب اكتشاف حالة الجنون والمرض النفسي لأن الفحص يتم في دقائق فكيف نكتشف حالة مريض نفسي نقوم بفحصه بسبب ضيق الوقت في دقيقتين.. أضف إلى ذلك أن عائلات هؤلاء أكثرهم يقومن بإخفاء المرض العقلي لذويهم وكأني بهم يردون التخلص به بإرساله لمكة". وكشف محدثنا أن عدد حالات الوفيات في صفوف الحجاج سجلت حالة واحدة كما تم نقل 5 حالات للحجاج للمستشفيات السعودية من بينها إجراء عملية جراحية عاجلة لمريضة قيل أنها تعرضت للسقوط ... فيما تاه نحو 216 حاجا.
الأرجل وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة مشكل آخر يؤرق الحجاج مشكل النقل حيث من مجموع الحجاج الذي وصلوا إلى المملكة السعودية لآداء فريضة الحج 7000 حاج تم إسكانهم في منطقة "محبس الجن" وهي منطقة تبعد عن الحرم المكي ب 3 كيلومترات، مما أدى إلى انزعاج الحجاج كونهم جاؤوا للصلاة بالحرم المكي وليس بالبقاء في الفنادق على حد قول أحد الحجاج الذي قال ل الشروق "لا أعرف لماذا أدفع أموالا لأجد نفسي في منطقة معزولة تبعد ب 3 كيلومترات عن الحرم، والذهاب مشيا يستغرق أكثر من نصف ساعة تحت الشمس الحارقة إن وجدت الحافلة في الذهاب فمن المستحيل أن أجدها في العودة. متاعب النقل والسكن.. أنست الجزائريين أن هناك شيئا اسمه وجبات الإفطار فكل هذه المشاكل أنستهم حقهم في الأكل... وكأني بحجاجنا يقولون.. نريد فقط غرفة للنوم؟. .. هذا وقد بدأ يعاني حجاجنا باكرا من التعب والإرهاب حتى قبل يوم عرفة وانطلاق مناسك الحج .. لكن يبقى لسان حال الجزائريين يقول .. جئناك يارب العالمين ونحن ضيوف بيتكم الكريم فاستجب لدعواتنا.. اللهم حجا مبرورا وذبا مغفورا..".
الشيخ بربارة رئيس ديوان الحج والعمرة ل "الشروق": تحقيقات جارية حول الوكالات السياحية المنظمة للسياحة كشف الشيخ بربارة رئيس ديوان الحج والعمرة في تصريح ل"الشروق اليومي" أن مشكلة الاكتظاظ في غرف الحجاج وتواجد 6 من الحجاج في غرفة واحدة يعود لتحايل المتعامل السعودي عليهم مما وجب عليهم إسكان 6 حجاج في غرفة واحدة، مؤكدا أن المتعامل السعودي قام بتعويضهم بفندقين اثنين سعتهم 730 سرير وهو ما من شأنه تخفيف حدة الاكتظاظ. المتعامل السعودي احتال علينا وقام بتعويضنا بفندقين أما بخصوص مشكل الوكالات السياحية المنظمة للحج والعمرة كشف الشيخ بربارة عن فتح تحقيقات معمقة بشأن هذه الوكالات وطرق احترامها وتجسيدها لوعدوها بإيواء ونقل الحجاج الأحرار وفق ما يدفعون من مصاريف لها، إلى جانب فتح تحقيقات معمقة للوكالات المنظمة للعمرة والتي دخلت خط التحايل ونقل حجاج جزائريين دون رخصة لاسيما منها الوكالات السياحية التي قامت بنقل حجاج مغتربين من أوربا باتجاه المملكة السعودية.
العشرات من النظاميين والأحرار عالقون بسبب التأشيرة مصير الحجاج المتخلفين يتحدد اليوم برمجت الخطوط الجوية الجزائرية رحلتين إضافيتين في تواريخ مغايرة غير التي حددت سابقا باتجاه المملكة السعودية وذلك بسبب التأخر في منح التأشيرة من قبل السفارة السعودية التي لم تحترم الآجال، بما في ذلك للحجاج النظاميين. وقررت الجوية برمجة آخر رحلة باتجاه السعودية في30 من الشهر الحالي انطلاقا من قسنطينة، فيما نفدت أغلبية التذاكر عبر جميع الخطوط العربية الأخرى بتاريخ 26 من الشهر الحالي. وينقضي اليوم آخر أمل لدى الحجاج الراغبين في زيارة بيت الله الحرام ممن ينتظرون الحصول على التأشيرة. وقد ألحق تأخر منح التأشيرة خسائر بالكثير من الحجاج والوكالات السياحية التي حجزت تذاكر السفر لزبائنها قبل الحصول على التأشيرة. وعجز الكثير من الحجاج النظاميين والأحرار عن تفسير أسباب تأخر السفارة السعودية في منحهم التأشيرة، فيما أدى احتفال موظفي السفارة باليوم الوطني لتوحيد المملكة وتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع إلى تأخر حجوزات الحجاج وانتهاء مهلة شراء التذاكر ولم يبق أمامهم سوى أمل وحيد يتمثل في الظفر بتذكرة حج على متن الجوية الجزائرية في آخر رحلة، هذا طبعا إذا لم تقض السفارة السعودية على آخر بصيص أمل في وجه الحجاج الأحرار ومنحهم التأشيرات اليوم. الخطوط الجزائرية تبرمج رحلتين لتدارك تأخر منح التأشيرة للحجاج وتسبب تأخر السفارة في منح التأشيرة في ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر السفر على أغلبية الخطوط المتوجهة إلى المملكة السعودية على غرار الخطوط السعودية والأردنية التي انتهت بها الحجوزات في 26 من سبتمبر، فيما انتهت الحجوزات على الخطوط المصرية أمس. ووصلت الزيادة في أسعار التذاكر إلى حدود 20 ألف دينار في أقل من أسبوعين، لتبقى الخطوط الجوية التركية آخر بوابة يمكن أن يقلع عبرها الحجاج الجزائريون من الجزائر إلى إسطنبول ثم إلى المملكة السعودية، لكن بأسعار في غير متناول الجزائريين كون سعر التذكرة مضاعفا عما هو عليه على متن الجوية الجزائرية.