قانون جديد يجبر الشرطة على التدخل لوقف المتحرشين. كشفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم سي عامر، عن قانون عقوبات جديد سيتم مناقشته في البرلمان قريبا، ليدخل حيز التطبيق مطلع السنة المقبل، سيجرم التحرش بالنساء في الشارع ومعاكستهن، هذا المقترح القانوني أثار جدلا واسعا بين رجال القانون والأئمة الذين طالبوا أيضا بتجريم خروج النساء للشارع متبرجات شبه عاريات، وهذا ما اعتبروه بمثابة استفزاز للشباب..! وأضافت الوزيرة خلال حلولها ضيفة على الإذاعة الجزائرية أن القانون الجديد سيجبر أعوان الشرطة على توقيف المتورطين في التحرشات الجنسية ضد النساء، "والذين سيتم اعتبارهم بمثابة شهود على هذه الجريمة التي سيعاقب عليها القانون بعقوبات فادحة تصل إلى السجن، لحماية النساء من مختلف أنواع المضايقات التي يتعرضن لها في الشارع. وأردفت مونية مسلم قائلة "إن القانون الحالي لا يعاقب على التحرشات الجنسية، باعتبارها ممارسات لفظية وأحيانا جسدية يصعب إثباتها، لأن مصالح الطب الشرعي لا تعترف بهذا النوع من العنف الذي يستحيل إثباته من خلال الخبرة الشرعية، غير أن القانون الجديد سيعتمد على شهادات وحضور رجال الشرطة لإثبات الجريمة، بالإضافة إلى الاعتماد على الخبرة النفسية لإثبات التحرشات التي تخلف أثارا نفسية مدمرة". وأضافت الوزيرة أن بعض المناطق باتت تفرض شبه حظر تجوال على النساء، بسبب انتشار المعاكسات والتحرشات ضد النساء، وهذا ما يجعل الدولة مطالبة بحماية المرأة من هذه الممارسات الدخيلة على المجتمع الجزائري. المحامي براهيمي: تبرج المراة جريمة يعاقب عليها القانون ومن جهته، أكد المحامي حسان براهيمي، أن القانون الجزائري يعاقب على التبرج الفادح في الشوارع، وذالك بتجريم النساء اللواتي يخرجن للشارع شبه عاريات "حيث تعاقب المادة 347 بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 1.000 إلى 20.000 دج كل من قام علنا بإغراء أشخاص من أي من الجنسين بقصد تحريضهم على الفسق وذلك بالإشارة والأقوال أو الكتابات أو بأي وسيلة أخرى". وأضاف أن المادة 333 تعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من 500 إلى 2.000 دج كل من ارتكب فعلا علانيا مخلا بالحياء. الإمام فيزازي: نطالب أيضا بتجريم التبرج في الشوارع وفي هذا السياق اعتبر الداعية فيزازي بغدادي إمام مسجد الرحمة بوهران، تبرج النساء في الشارع جريمة في حق المجتمع، يحرمها الشرع ويعاقب عليها القانون، وبالنسبة للقانون الجديد الذي يجرم التحرش في الشارع دعا المتحدث إلى تعميمه بتجريم التبرج أيضا، "لأن المرأة المتبرجة والتي تخرج من بيتها شبه عارية هي تتحرش بالشباب وتستفز غرائزهم وشهواتهم، وكان الأجدر على القانون أن يفرض على المرأة لباسا محترما قبل أن يجرم المتحرشين بها" وأضاف المتحدث أن الله لم يحرم التبرج لذاته بل حرمه لتأثيره على الرجال، وربط غض البصر بحفظ الفرج لقوله تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم".