التحرش اللفظي حاضر بقوة في الحافلات "إيلا ما عجبكش الحال كاين طاكسي.."،"أنتي اللي قستيني ماشي أنا؟"،"إيلا حبيتي الريح ميقيسكش اقعدي فالدار"... عبارات و أخرى تقع على مسامع النساء اللاتي تتنقلن عبر الحافلات عند محاولتهن الدفاع عن أنفسهن في حالة تعرضهن للمضايقات أو التحرش اللفظي،حيث قالت "سميرة" من بئر خادم حول هذا الموضوع ل"الاتحاد" و بحكم أنها موظفة إدارية ،فإنها تضطر للركوب يوميا في الحافلة و تتعرض للعديد من التصرفات غير الأخلاقية أثناء تواجدها بداخلها من قبل بعض المنحرفين أثناء التزاحم ،و في ذات السياق تقول "هدى" من القبة أن الحافلة هي أكثر الأماكن التي تتعرض فيها المرأة للمضايقات و التحرش اللفظي. بين الاستنكار ولوم المرأة "ضربني و بكى سبقني و اشتكى" تقول "وهيبة" من الدرارية ،أن هذا المثل الشعبي ينطبق تماما على هذه الظاهرة،فهي شخصيا حدث لها موقف حرج داخل حافلة كانت مزدحمة بالركاب ،فبينما هي واقفة أمام رجل ملتح قام بتصرفات غير أخلاقية لا تتماشى و مظهره الملتزم كما تقول"،و عندما طلبت منه الابتعاد قليلا عنها، بدأ بالصراخ في وجهها كأنها هي الظالمة و هو المظلوم ، متهما إياها بمحاولة الاقتراب منه ، و تضيف "وهيبة" و هي تتحسر من تصرفات بعض الرجال:" تلعثم لساني في تلك اللحظة و لم أجد جوابا و لا تفسيرا لتصرفاته،ما سبب لي حرجا كبيرا وسط الركاب فربي يهديهم إنشاء الله". و من الرجال من يحمّلون حواء المسؤولية يعتبر الرجل طرفا أساسيا في هذا الموضوع لهذا قررنا أخذ وجهة نظره حتى نتمكن من التعرف على بعض الأسباب التي تدفع ببعض الرجال لمثل هذه التصرفات الغير لائقة، وبالرغم من وجود أشخاص يرتكبون أفعالا مخلة تنتهك حرمة المرأة، إلا أن هناك الكثير منهم ملتزمون ويتمتعون بأخلاق عالية ويخافون على شرف المرأة التي تعتبر نصف المجتمع، حيث أن هناك العديد ممن التقت بهم "الاتحاد" وتحدثت معهم حول الموضوع وأكدوا في حديثهم أنهم ضد تصرفات بعض الرجال المخلة بالحياء ولكنهم يجدون أن هناك بعض الفتيات اللواتي نجدهم يصطحبن الشباب لسد احتياجاتهن المادية وفي بعض الأحيان نجدهم في كل مرة مع شخص مختلف وفي أوضاع مخلة بالحياء في الشارع وأمام الملأ مما جعل الرجل يأخذ صورة سيئة عن المرأة وأن جميع الفتيات متشابهات وهذا ما أدى إلى انتشار هذه الظاهر، وهناك من الرجال من يرجع تصرفات البعض بهذه الطريقة إلى تصرفات المرأة ويقول أحدهم أن لباس بعض الفتيات غير المحتشم و المتحجبات هو السبب، كما أن الماكياج الصارخ الذي يضعنه يجذب الرجل ويظهرن مفاتنهن، وهذا ما يجعلهن يتعرضن إلى المعاكسات والمضايقات في الشارع. في حين أن هناك من الشباب الملتزم من يحترم المرأة ويعتبر أن مثل هذه الأفعال غريبة عن مجتمعنا الإسلامي ويرجح السبب إلى خروج هؤلاء عن الدين ومعتقداتنا التي ترفض مثل هذه الأمور. غض البصر يحد من استفحال الظاهرة كما أنه يجب تحميل المسؤولية للرجل والمرأة في هذه الظاهرة، لأنه كما أنه هناك رجال ملتزمون وغير ملتزمين، فهناك فتيات ملتزمات وأخريات غير ملتزمات، فالإفراط في التبرج يثير من شهوات الرجل، كما أن هناك من الفتيات من تستجيب لمعاكسات الرجل، بل تشعر أنها استطاعت أن تفتن الرجال وتسحرهم، وكذلك هناك من الرجال من يضايقون الفتاة حتى وإن كانت تتمتع بأخلاق جيدة أو محتشمة، لأن تربيتن غير سليمة، ولذلك يجب عليهم أن يغضوا أبصارهم كما أمر الحق سبحانه وتعالى المؤمنين بغض أبصارهم عن ما هو محرم ولا يحل لهم، حيث يقول تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم الآية 30 من سورة النور. التحرش ناتج عن غياب التنشئة الاجتماعية أكد مختصون نفسانيون أن أسباب التحرش الجنسي والاعتداء اللفظي ناتج عن التنشئة غير السوية ، حيث أكدت بعض الدراسات أن المتحرشين يعانون من عدم وجود تنشئة سليمة منذ الصغر ، مؤكدة على أهمية دور الإعلام والمدارس لأنها عوامل مؤثرة في نشأة الطفل ويجب التركيز عليها كما شددت على الاهتمام بوجود وازع ديني قوي لتقليص هذه الظاهرة مع ضرورة سن قانون رادع مناسب لمستوى التحرش حيث أن التحرش مستويات ودرجات ويجب تحديد عقوبة لكل درجة من درجات التحرش ، فمن يقولون إن خلاعة المرأة هي السبب و لأن العديد من فتيات صغيرات أو نساء يقعن فريسة للتحرش والمضايقات ، و أن هذا الفعل لم تسلم منه حتى المتحجبة المحتشمة حيث أن العديد من الشباب من تستهويه بعض المتحجبات ويعمدون مضايقتهن وعندما يطلبن منهم الكف عن هذه الممارسات والمضايقات يلجئون إلى الاستهزاء والشتم ومختلف أنواع السب. القانون يفرض توفر شهود عيان في جريمة التحرش اللفظي أكد الأستاذ "مختاري" محامي لدى المجلس في اتصال هاتفي مع "الاتحاد" أن مثل هذه الظاهرة التي تنضوي ضمن التحرش الجنسي هي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون وأن المأساة الحقيقية هي جهل الكثير من المواطنين بالقوانين التي تنص على محاربة مثل هذه الظواهر، وهو الأمر الذي يخيف أغلب النساء حيث أن المجتمع سينظر إليهن كعاهرات أي أنهن لم يرفعن قضيتهن إلا بعد أن بعن أنفسهن وحتى لو فازت المرأة بالقضية قانونيا ستخسرها اجتماعيا كما أنه نادرا ما نجد قضايا الاعتداء اللفظي على المرأة في المحاكم الجزائرية،حيث يرى ذات المحامي أن حوالي 95بالمائة من النساء اللاتي تعرضن إلى التحرش اللفظي هاجس الخوف منعهن من رفع الشكاوي ضد المتحرشين،غير أن التحرش الجنسي بأنواعه المنضوي في إطار انتهاك الآداب يعج بها بحكم أن قانون العقوبات يدين الجاني بهذا الفعل إذا وُجد هناك شهود عيان ، و تختلف العقوبات حسب جسامة التحرش.