باشروا توقيع عريضة سمّوها "من أجل أن يحترم هولاند تعهداته" نشر عملاء فرنسا من أعداء ثورة التحرير، المعروفون باسم "الحركى"، عريضة على موقعهم الإلكتروني mon harki، طالبوا من خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالوفاء بما تعهّد لهم به قبل انتخابه، من اعتراف بهم وب"تضحياتهم" وبكل ما فعلوه من أجل فرنسا أثناء فترة ثورة التحرير 1954-1962. وطالب أعداء ثورة التحرير الرئيس الفرنسي بأن يُقدّر "تضحياتهم" ومعاناتهم، فقالوا إن فرنسا تخلت عنهم بعد مغادرتها الجزائر في جويلية 62، وأنهم تعرّضوا للتصفية من طرف جيش التحرير الوطني في الجزائر المستقلة وأفادوا أنهم وعائلاتهم أُسكِنوا في ظروف غير إنسانية في محتشدات على أطراف المدن. وأدرج موقع "الحركى" نصا يعود لهولاند قبيل انتخابه على رأس الجمهورية الفرنسية جاء فيه "إذا ما منحني الشعب الفرنسي ثقته، فإتي ألتزم بالاعتراف، علنا، بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى وعن المجازر التي طالتهم في الجزائر وعن الظروف التي استُقبلت فيها عائلات في المحتشدات بفرنسا". واسترسلت عريضة "الحركى" في ذكر الوعود التي تلقوها من ثلاثة رؤساء فرنسيين هم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، تعهّدوا فيها بالاعتراف بحقوق الحركى على فرنسا وتحدّثوا عن "واجب أخلاقي وعن ديْن ووعد شرف في رقبة فرنسا تجاههم". وقالت العريضة إن فرنسا "خلفت 150 ألف حركي في الجزائر تعرضوا لمجازر دموية، بينما استقبلت 60 ألفا آخرين في محتشدات". وأفاد الحركى أنه منذ أن خصصت فرنسا يوما وطنيا للحركى العام 2001، اعترف الرئيس الأسبق جاك شيراك - لأول مرة- بأن على فرنسا "ديْن شرف تجاه المسلمين الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي بين 1954 و1962". وفي 2007- تضيف العريضة- تعهّد الرئيس السابق فرانسوا ساركوزي ب"الاعتراف، بصفة رسمية، بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى وبالمجازر التي تعرضوا لها وبإصلاح الوضع"، لكنها - يقول الحركى- بقيت وعوادا ولم يتحقق منها شيء إلى اليوم. وتضيف العريضة "ثم جاء الرئيس هولاند في 2012، وتعهد بالاعتراف بمسؤولية الحكومات الفرنسية المتعاقبة على هذه المسألة، وبأن يتكفل بالحركى وأبنائهم وأحفادهم وعائلاتهم"، وتساءلت "هل سيفي هولاند بتعهّداته؟" و"هل سيثق الحركى في قدرة فرانسوا هولاند على احترام ما تعهّد به؟" جدير بالذكر أن الحركى الجزائريين في فرنسا يسعون للحصول على اعتراف من فرنسا كما يسعون لمحاسبة الجزائر على ما يقولون إنها "مجازر" تعرّضوا لها أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال على يد الثوار وبجهة التحرير والشعب الجزائري عموما.