نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الاثنين 19 يناير 2015 10:03 شتّت الغاز الصخري مواقف الطبقة السياسية، فانقسمت بين مؤيد ومعارض لمظاهرات سكان الجنوب، فبينما انخرطت تنسيقية الانتقال الديمقراطي، في دعم الرافضين لاستغلاله، يرى واجهة السلطة، حزب جبهة التحرير الوطني، أن المظاهرات تحركها حسابات سياسية. يحدث هذا، في وقت تشهد فيه مختلف مدن الجنوب، وفي مقدمتها عين صالح، حيث توجد أولى المواقع الاستكشافية للغاز الصخري، مظاهرات شبه يومية، يخرج فيها سكان المنطقة للمطالبة بوقف استغلال الغاز الصخري، بسبب مخاطره على البيئة، كما يقولون. وفي هذا الصدد، توجّس المتحدث الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، من أن تكون مظاهرات سكان الجنوب، تحركها حسابات سياسية، وتساءل في رد على اتصال مع "الشروق" أمس، "إذا كانت المظاهرات التي نسمع عنها من حين لآخر بجنوب البلاد ضد استغلال الغاز الصخري، تحركها دوافع سياسية، لماذا توقف سوناطراك نشاطها بهذا الخصوص هناك"؟ . وكانت تنسيقية الانتقال الديمقراطي قد أيدت احتجاجات الجنوب، واعتبرتها تنم "عن وعي كبير بالمخاطر التي تهدد البيئة في الجنوب"، كما انتقدت الحكومة على "اتخاذ قرارات الحفر من دون دراسة خاصة بالمنطقة، وحتى من دون اجتماع المجلس الأعلى للطاقة"، بحسب ما جاء في البيان الذي توج اجتماعها الخميس المنصرم. وعاد عضو المكتب السياسي ل"الأفلان"، للنقاش الدائر حول استغلال الغاز الصخري، والذي طبعه التباين في وجهات النظر، كما قال، ولام شركة سوناطراك على عدم قيامها بالشرح المطلوب، لسكان المنطقة، بشأن مشروعها للغاز الصخري، لتبديد مخاوفهم. وشدد المتحدث على ضرورة إبقاء النقاش بين الخبراء، ودعا الحكومة إلى فتح نقاش علمي، يحتكم إليه الجميع في النهاية، وإن كان الرجل يميل إلى شرعية "الاستغلال"، طالما أن هناك دولا أكثر تقدما من الجزائر، تستغل الغاز الصخري منذ سنوات، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا. وعلى النقيض من ذلك، ينتقد جيلالي سفيان، وهو أحد الوجوه البارزة في "تتنسيقية الانتقال الديمقراطي"، التي تضم العديد من أحزاب المعارضة، السلطة على فشلها في تسيير ملف الغاز الصخري. وقال سفيان في اتصال مع "الشروق"، أمس: "القضية فيها شقان، الأول سياسي والثاني تقني"، وجزم المتحدث بأن السلطة فشلت في الجانب السياسي، لكونها لم تنجح في إقناع سكان المنطقة بجدوى استغلال الغاز الصخري، قبل الذهاب إلى تجسيد مشروعها. واقترح الرجل الأول في حزب "جيل جديد": "على الحكومة التوقف عن استغلال الغاز الصخري لمدة عشرين سنة، طالما أن الوزير الأول عبد الملك سلال، أكد أن ما يجري بالقرب من عين صالح، لا يعدو أن يكون مجرد استكشاف وليس استغلالا، ومباشرة حوار مع سكان المنطقة لمعالجة الجانب التقني المتعلق بالتلوث، وما إلى ذلك". وسخر المتحدث من الطروحات التي تقول إن استغلال مبلغ بقيمة 70 مليار دولار، سيمكن من الحصول على 10 ملايير دولار، وتساءل: "لماذا لا يتم رصد ولو جزء من هذا المبلغ للنهوض بقطاع الفلاحة، للحد من فاتورة العشر ملايير دولار التي تذهب لاستيراد المواد الغذائية؟ وجدد جيلالي سفيان التحذير من مخاطر استغلال الغاز الصخري على المخزون المائي بمنطقة عين صالح، مشيرا إلى أن الشركات الأجنبية التي ستفوز بالمشروع، إن تم ذلك، "سوف لن تراعي شروط الحفاظ على البيئة، وستذهب وتترك وراءها كوارث"، مستدلا بدولتي النيجر ونيجيريا، اللتين تحولتا إلى مستنقع من المواد الملوثة للبيئة، يقول المتحدث.