أكدت وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة، السيدة دليلة بوجمعة، أول أمس، بسيدي بلعباس، أن استغلال الغاز الصخري لن يكون له أي تأثير سلبي على البيئة، وأشارت إلى أن العديد من الدراسات تم إنجازها لقياس تأثيرات هذه المادة الطاقوية بجميع مشاريع مناطق الاستكشاف، موضحة في سياق متصل بأن الدولة لن تضر بأبنائها.. وأوضحت الوزيرة خلال لقاء صحفي في أعقاب زيارتها للولاية أنه "يتعين على المواطن أن يدرك أنه ليس هناك دولة تضر بأبنائها"، مشيرة إلى أن الجزائر لم تبلغ بعد مرحلة الاستغلال ولكنها في مرحلة تقييم احتياطات الغاز الصخري. وأضافت بقولها بأنه "لو كان أمرا غير مفيد فأعتقد أنه لا يمكن لأية دولة القيام به"، وأوضحت بأن السلطات العمومية طرحت كشرط أساسي في استغلال الغاز الصخري، ضرورة التحكم في التكنولوجيا، مقدرة بأنه "عند الوصول إلى مرحلة الاستغلال ستكون التكنولوجيات اللازمة جاهزة". كما ذكرت السيدة بوجمعة، بتصريحات وزير الطاقة التي أكد فيها بأنه سيتم تكوين التقنيين والمهندسين في الخارج حول الغاز الصخري". وتأتي تطمينات وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة، بعد تلك التي قدمها المدير العام لمجمع سوناطراك سعيد سحنون، الذي جدد للمحتجين بالجنوب التأكيد على عدم وجود مخاطر من استغلال هذا المورد الطاقوي بالشكل الذي يتوقعونه، موضحا بأن أغلبية الإضافات التكميلية التي تستعمل في عملية التكسير الهيدروليكي للصخور التي تكتنز الغاز الصخري تستخدم حاليا في الصناعة الغذائية. وفي حين اعترف نفس المسؤول في تصريح للإذاعة، بأن المجمع الوطني "سوناطراك" أخطأ بعدم التواصل جيدا مع سكان المناطق للتحسيس بأهمية هذه المشاريع وبخلوها من الآثار السلبية على المنطقة، أشار إلى أن المجمع خصص غلافا ماليا قدره 70 مليار دولار للاستثمار في استغلال هذا النوع من المحروقات غير التقليدية على مدى 20 سنة القادمة، مؤكدا بأن هذه المشاريع ستساهم في خلق 50 ألف منصب عمل مباشر وغير مباشر. بدوره طمأن الخبير الطاقوي والبيئي بوزيان مهماه، سكان عين صالح والجنوب الجزائري بعدم وجود أي أخطار أو تهديدات للغاز الصخري الذي تعتزم الحكومة استغلاله مستقبلا، مؤكدا أن هذه المادة الحيوية ستكون بديلا وتشكل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني من خلال استحداث الآلاف من مناصب الشغل. وقدم الخبير خلال نزوله أمس، ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى، رؤية علمية في استغلال الغاز الصخري، معتبرا أنه من الناحية الكيميائية، فإن مادة الغاز الصخري لا تختلف عن الغاز الطبيعي والغاز المنزلي، لكنه موجود في الصخرة الأم على مسافة تزيد عن 1000 متر، مقدرا بأن "النقاش الآن لا ينبغي أن ينصب حول من مع أو ضد الغاز الصخري لأنه نقاش غير مجد، بل يجب أن يتوجه نقاشنا إلى كيفية وماهية الوسائل التقنية التي ستستعمل في استغلال الغاز الصخري". كما أوضح الخبير الطاقوي والبيئي، أن الخرائط الجيولوجية لمنطقة عين صالح، تؤكد أن هناك تراكما بين الأحواض المائية الباطنية والتجويفات للغاز الصخري، غير أن المعلوم علميا حسبه أن المسافة بين هذه التجويفات والأحواض المائية كبيرة جدا، ويتطلب الوصول للغاز الصخري حفرا يفوق عمقها 1000 متر، "وبالتالي فإنه من الناحية العلمية مستبعد تسرب الغاز الصخري أو المواد الكيميائية من منطقة الصخر الغازي إلى منطقة الأحواض المائية".