انتهت مباراة السدّ التي جمعت ناديي "بوخوم" و"بوروسيا مونشنڤلادباخ" بخروج هذا الأخير منتصرا ومحافظا على بقائه ضمن مصاف الكبار في "البوندسليڤا" وبتضييع الفريق الأول فرصة الصعود، وشاءت الصدف أن يكون ضمن النادي المنتصر جزائري اسمه كريم مطمور وضمن النادي الذي ضيع حظوظه في الصعود جزائري آخر اسمه عنتر يحيى، وبما أن "الهداف" قد واكبت الحدث بشقيه، ذهابا في "مونشنڤلادباخ" وإيابا في "بوخوم" فكان عليها أيضا أن تتبع خطوات الثنائي الدولي الجزائري عقب نهاية اللقاء، لتقف على الطريقة التي هظم بها بطل أم درمان عنتر يحيى ضياع الصعود وكيف تعامل مطمور مع ضمان البقاء. التقيا واسترجعا شريط اللقاء ونظرا لضيق الوقت وحتمية اللحاق سريعا بتربص المنتخب الوطني في إسبانيا، كان لا بدّ على عنتر يحيى ومطمور أن يلتقيا بعد ساعات قليلة من مباراة العودة التي جمعتهما سهرة الأربعاء، حيث كان الموعد ظهر أمس بمطار "دوسالدوف" أين كانا على موعد مع رحلة عبر شركة طيران "برلين" إلى "آليكانت" الإسبانية، وحينها أفرغا ما في جعبتهما من حديث حول المباراة التي جمعتهما واسترجعا شريطها لحظة بلحظة مثلما عاشاها فوق المستطيل الأخضر. كل واحد تطرق لمستوى الآخر كما تطرق كل واحد من اللاعبين إلى مستوى الآخر خلال الحديث الذي حضرته "الهداف" التي رافقتهما في الرحلة إلى إسبانيا، فقد عبر عنتر عن إعجابه بالمستوى الذي قدمه ابن جلدته في الدقائق القليلة التي لعبها مع نهاية اللقاء، وعبر مطمور بدوره عن إعجابه بالمردود الذي قدمه قائد المنتخب طيلة التسعين دقيقة وبالشجاعة التي تحلى بها ذهابا وإيابا. مطمور اعترف بقوة "بوخوم" الجماعية وضعفها في الهجوم وعرج الثنائي للحديث عن مستوى كل فريق وقد أظهر مطمور حسرة على تضييع عنتر يحيى الصعود رغم أنه كان المستفيد من ذلك بما أن فريقه ضمن بقاءه ضمن مصاف الكبار، معترفا بالمناسبة بقوة بوخوم من حيث اللعب الجماعي وطريقة تمرير الكرة بين لاعبيه، لكنه أقرّ بضعف هذا الفريق هجوميا وافتقاره إلى قناص أهداف يترجم الفرص التي تتاح له، وقال لعنتر يحيى: "لو كان بحوزتكم مهاجم فذّ لفزتم علينا، ولكان الصعود من نصيبكم إلى البوندسليڤا". وعنتر اعترف بفعالية "مونشنڤلادباخ" بدوره اعترف عنتر يحيى بقوة "مونشنڤلادباخ" وأحقيته في ضمان بقائه ضمن مصاف الكبار، وركز على نقطة مهمة اعتبرها مصدر قوته، ألا وهي الفعالية أمام المرمى وتجسيد الفرص المتاحة ذهابا وإيابا، لكنه حذر مطمور من مغبة التهاون الموسم المقبل، كي لا يعيش الفريق المشاكل التي عاشها هذا الموسم، وكي لا يعود للعب من أجل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية، وهي النصيحة التي لم يكن مطمور مكترثا لها ما يدل على أنه يرغب في تغيير الأجواء والرحيل عن فريقه الألماني بحثا عن فرص للعب بشكل منتظم في مكان آخر. ====================== مطمور دخل بيته على الثالثة صباحا دخل مطمور بيته عقب نهاية اللقاء على الثالثة صباحا، لأن الفرحة بضمان البقاء في "البوندسليڤا" كانت كبيرة للغاية، سواء مع الأنصار أو بين اللاعبين في غرف الملابس وكذا في الحافلة وهم في طريقهم للعودة إلى "مونشنڤلادباخ"، قبل أن يتنقل الجميع إلى ملعب الفريق للإحتفال مع الأنصار بضمان البقاء، في صورة توحي لمن لا يعرف ما هو الحدث بالضبط، أن "بوروسيا مونشنڤلادباخ" نال الكأس الألمانية أو توج بلقب البطولة. 15 ألف مناصر احتفلوا بالبقاء مع لاعبيهم ضبطت إدارة "مونشنڤلادباخ كل شيء لهذا الحدث المميّز وكأنها اشتمت مسبقا رائحة البقاء، حيث هيأت الملعب وفتحت أبوابه للأنصار الذين كانوا في انتظار لاعبيهم على الساعة الثانية صباحا لكي يحتفلوا سويا، حيث اكتظت المدرجات بحوالي 15 ألف مناصرا احتفل معهم مطمور ورفاقه بضمان البقاء في ملعب زينته الأضواء الكاشفة. "كريستاينو" رافقهما إلى "آليكانت" كان مطمور وعنتر يحيى مرفوقين من ألمانيا إلى آليكانت ب "إيراليي كريستيانو" وهو عضو من أعضاء الطاقم الطبي في المنتخب وسبق له العمل ضمنه في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. "كريستاينو": "لم أكن أتوقع رؤية صور كهذه من الجزائريين من جديد" في تعليق له على الأجواء الرائعة التي شهدها مطار "آليكانت" فور وصوله رفقة عنتر يحيى ومطمور، عبر "كريستيانو" عن اندهاشه لما رآه من اهتمام كبير من الأنصار، قبل أن يضيف قائلا: "صور الرايات الجزائرية واحتفال الأنصار سبق لي أن شاهدتها في جنوب إفريقيا، لكني لم أتوقع رؤيتها مجددا، وها هو الجمهور الجزائري وفي لتقاليده مثلما جرت العادة، من خلال حفاوة الإستقبال الذي يخص به لاعبيه في كل مرة... لقد تذكرت اليوم جنوب إفريقيا والصور الرائعة التي صنعوها". "كيكر" تمنح عنتر أفضل علامة رغم أن "بوخوم" خسر الصعود في مواجهته أمام "بوروسيا مونشنڤلادباخ" إلا أن يومية "كيكر" الألمانية منحت أفضل علامة في المباراة لعنتر يحيى الذي حصل على "2,5"، وهي ذات العلامة التي حصل عليها "رويس" مسجل هدف البقاء لبوروسيا مونشنڤلادباخ. هذا الأمر منطقي بما أن الجزائري كان رائعا طيلة التسعين دقيقة ومحاربا بأتم معنى الكلمة. تجدر الإشارة إلى أن سلم التنقيط الألماني مختلف عن سلم التنقيط في مختلف البلدان الأوروبية، وعلامة "2,5" تعد من بين أفضل العلامات، أما العلامات الأخرى مثل "6 و7 أو حتى 8" فهي تمنح لمن يكون مردوده ضعيفا، بمعنى أن الألمان يستندون إلى علامات عكس التي تمنح في فرنسا مثلا (هناك 6 فما فوق هي الأحسن). والد عنتر حاضر وتأثر كثيرا لابنه عرفت مباراة القمة بين بوخوم ومونشنڤلادباخ حضور عدد من أفراد عائلة عنتر يحيى، وكان والده من أبرزهم، حيث أبى إلا أن يعيش مع ابنه لحظات كان من الممكن أن تكون تاريخية لو أن الصعود كان من نصيبه، غير أنّ رغبته لم تتحقق، فكان التأثر شديدا على ملامح وجهه عقب نهاية اللقاء. الأنصار رفعوا المعنويات بعبارة" يحيى، يحيى، يحيى" ومع ذلك كبح والد عنتر يحيى دموعه وهم لمغادرة الملعب رفقة ابنه، وبينما هما في طريقهما إلى مغادرة الملعب نحو البيت، التقاهما الأنصار، وراحوا يهتفون بحياة عنتر قائلين: "يحيى، يحيى، يحيى"، ما رفع بعض الشيء معنويات الثنائي الذي حيى الأنصار على وقفته رغم أن الأنصار بأنفسهم كانوا في أمسّ الحاجة إلى من ينسيهم نكسة ضياع صعود فريقهم إلى "البوندسليڤا". توجه مباشرة للبيت والأجواء العائلية رفعت معنوياته ومن الملعب مباشرة توجه عنتر يحيى إلى البيت لأخذ قسط من الراحة قبيل الرحلة التي كانت تنتظره أمس إلى إسبانيا، حيث سمحت له الأجواء العائلية وتبادل أطراف الحديث مع أفرادها بنسيان كابوس ضياع الصعود الذي قد ينساه كليا خلال الفترة التي سيقضيها مع المنتخب تحسبا للقاء المغرب يوم 4 جوان. لم ينم باكرا وغلبه النوم في الطائرة وحسب ما كشفه لنا عنتر يحيى لدى التقائنا به أمس، فإنه لم ينم باكرا وظل يسترجع شريط اللقاء وضياع الصعود من فريقه، لكنه عوض ذلك في الرحلة من ألمانيا إلى آليكانت، حيث نام عميقا ولم يشعر حتى بارتجاجات الطائرة من حين لآخر ولا بهبوطها في مطار "آليكانت". مطمور رفض النوم وبقي مستيقظا طيلة ساعتين ونصف أما مطمور فقد تحاشى النوم طيلة الرحلة إلى أليكانت، حيث ظل مستيقظا طيلة ساعتين ونصف التي استغرقتهما الرحلة، وانهمك بإحدى الألعاب الإلكترونية إلى أن وصلنا إلى إسبانيا، وعندما سألناه عن السبب أجابنا قائلا: "لو أنم في النهار، سأجد صعوبات جمة في النوم ليلا، لذلك فضلت أن أبقى مستيقظا، فلا يوجد نوم أفضل من نوم الليل". سألا مبعوث "الهداف" عن ظروف التربص في "لامانڤا كلوب" وكانت ملامح السعادة بادية على عنتر يحيى ومطمور ما إن وصلا إسبانيا، لأنهما يدركان أنهما صارا قريبين من استرجاع الأجواء التي عاشاها من قبل مع المنتخب الوطني، وبدت الفرحة أكبر بالنسبة لمطمور الذي غاب عن المنتخب منذ سنة كاملة وبالضبط منذ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، كما ظل الثنائي يسأل مبعوث "الهداف" الذي رافقهما عن ظروف التربص في مركز "لامانڤا كلوب" وما إذا كانت المرافق والهياكل الرياضية في المستوى أم لا، وغيرها من الأسئلة التي أكدت لنا أن الثنائي كان متشوقا للوصول إلى المركز. عدد كبير من الأنصار في الإستقبال كم كانت مفاجأة عنتر يحيى ومطمور كبيرة وهما يغادران بهو مطار "آليكانت" ويجدان نفسيهما يحظيان باستقبال حار من عدد كبير من الأنصار، هتفوا بحياتهما وحياة الجزائر مطولا ما إن رأوهما، الأمر الذي رفع سريعا معنويات عنتر يحيى بعد أن ضيع الصعود ليلة من قبل. تاسفاوت اندهش كيف علم الأنصار بتوقيت وصولهما لم يخف مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت دهشته مما شاهده (كان في استقبال عنتر يحيى ومطمور)، وظل يسألنا كيف تمكن الأنصار من معرفة توقيت وصول اللاعبين لأن تلك الأعداد الكبيرة التي كانت حاضرة في مطار "آليكانت" كانت توحي بأنها كانت على دراية مسبقا بوصولهما، فلم تفوت الفرصة كي تستقبلهما أحسن استقبال. الزعاريد تعالت من كل صوب في المطار ولم يقتصر الإستقبال على الرجال والشبان، لأن النسوة حضرن وكسرن صمت المطار بالزغاريد التي تعالت من كل صوب وحدب، احتفالا بوصول عنتر يحيى ومطمور. عجوز جلبت قميصا وحصلت على إمضاء عنتر وبما أن الجزائريين فريدون من نوعهم، لم تخرج عجوز طاعنة في السن عن القاعدة وجلبت قميصا للمنتخب الوطني، وذهبت صوب عنتر يحيى وحصلت منه على إمضاء عليه (أوتوغراف)، قبل أن تلتقط صورا معه ومع مطمور وتغادر وهي في غاية السعادة. تأسفوا كثيرا لعدم تمكنهم من متابعة اللقاء... اللاعبون تحسروا كثيرا لتضييع عنتر يحيى الصعود وفرحوا رغم كل شيء لمطمور بعيدا عن التحضيرات لمباراة المغرب التي تسير بوتيرة عالية في الأيام الأخيرة، فإن مباراة السد بين "بوخوم" و"بوروسيا مونشنڤلادباخ" أمسية أول أمس، شدت عقول زملاء زياني طالما أن إثنين من زملائهم في المنتخب كانا طرفا فيها ويتعلق الأمر بعنتر يحيى ومطمور، وهي المباراة التي إنتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 وسمحت بالتالي لنادي "ڤلادباخ" ومطمور بضمان البقاء في "البوندسليڤا" الموسم القادم وأبقت "بوخوم" وعنتر يحيى في دوري الدرجة الثانية للموسم الثاني على التوالي بعدما انتهت مواجهة الذهاب بفوز زملاء مطمور ب 1-0. لم يتمكنوا من مشاهدة اللقاء لكنهم ظلوا يسألون عن النتيجة وبالنظر إلى إجراء لاعبي النخبة الوطنية لحصتهم التدريبية أمسية أول أمس في نفس توقيت اللقاء تقريبا فإنه لا أحد تمكن من مشاهدة مواجهة "بوخوم" و"بوروسيا مونشنڤلادباخ"، خاصة وأنه بعد الإنتهاء من التدريبات عادوا مباشرة إلى الفندق لأخذ حمامهم وبعدها نزلوا إلى المطعم لتناول وجبة العشاء، ورغم كل هذا فإن اللاعبين لم يكفوا عن السؤال عن نتيجة اللقاء التي تعرفوا عليها عن طريق "الأنترنيت" بما أن القنوات التلفزية المتوفرة في غرف نومهم لم تبث اللقاء لأن غالبها قنوات إسبانية. أغلبهم ناصروا "بوخوم" وتمنوا عودة عنتر يحيى إلى "البوندسيلڤا" ومثلما ذكرناه في أحد أعدادنا السابقة فإن غالبية لاعبي المنتخب الوطني مالوا إلى تشجيع عنتر يحيى و"بوخوم" في هذا اللقاء على حساب مطمور و"بوروسيا مونشنڤلادباخ"، خاصة وإن ابن سدراتة شارك هذا الموسم بانتظام مع ناديه عكس مطمور الذي جعلته الإصابات المتكررة خارج حسابات مدربه، كما أنهم تمنوا صعود "بوخوم " إلى الدرجة الأولى لأن ذلك سيفيد كثيرا عنتر يحيى والمنتخب الوطني مادام أن مستوى اللاعب سيكون جيدا ومستقرا حين سيلعب مجددا في "البوندسليڤا" التي غاب عنها هذا الموسم. مطمور كان سيغادر "بوروسيا" بنسبة كبيرة منذ البداية ولعل ما رجح كفة عنتر يحيى عند لاعبي "الخضر" هو أن مطمور مهما كانت ستكون مباراة ناديه أول أمس أمام "بوخوم"، فإنه بنسبة كبيرة لن يحمل ألوان "بوروسيا مونشنڤلادباخ" الموسم القادم وهذا بسبب عدم مشاركته تقريبا مع الفريق هذا الموسم حيث لعب 89 دقيقة فقط منذ عودته من الإصابة التي تلقاها قبل مباراة المغرب في عنابة، حيث شارك احتياطيا في 9 مناسبات وغاب تماما في 4 مواجهات وهذا طبعا بإحتساب لقاءي السد الذي جمع ناديه أمام "بوخوم". إتفقوا على رفع معنويات عنتر يحيى عند وصوله "لا مانڤا كلوب" واتفق اللاعبون على رفع معنويات قائد النخبة الوطنية عنتر يحيى عند وصوله مقر تربص المنتخب الوطني في "لامانڤا كلوب" في ساعة متأخرة من أمسية البارحة، لإدراكهم أن معنوياته محبطة بعد 24 ساعة من تضييعه لهدف كافح من أجله طيلة الموسم وهو العودة إلى "البوندسليڤا" بعد موسم واحد من سقوطه. كما أجمع زملاء يبدة على أنه من الواجب مساعدة زميلهم على نسيان هذه الصدمة بسرعة من أجل أن يكون تركيزه كله مع المنتخب الوطني قبل المباراة الهامة أمام المغرب يوم 4 جوان.