انتهت المباراة التي جمعت بين نادي بوريسيا مونشنڤلادباخ الذي يضم في صفوفه الدولي الجزائري كريم مطمور ونادي بوخوم الذي يضم في تشكيلته قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى بفوز الفريق المحلي مونشنڤلادباخ بنتيجة هدف دون رد، وبذلك يكون التنافس والصراع الذي دار بين فريقي الدوليين الجزائريين اللذين تنافسا على ورقة الصعود للبونديسليڤا انتهى لصالح منشنڤلادباخ في انتظار نتيجة مباراة العودة في بوخوم، وفي عودة سريعة للمباراة الفاصلة، فإن التنافس فيها كان قويا ولعبت في أجواء مميزة للغاية وجنونية في آن واحد وتغيرت فيها المعطيات في الثواني الأخيرة من عمرها الذي شهدت تسجيل الهدف الوحيد من طرف أصحاب الأرض بعد دخول الدولي كريم مطمور الذي قلب موازين اللقاء. رأسية عنتر يحيى أخرجها المدافع جون تشاك من خط المرمى بالرغم من أن نادي بوريسيا مونشنڤلادباخ لعب المواجهة الفاصلة أمام بوخوم على قواعده وأمام جمهوره، إلا أنه لم يظهر بوجه قوي خلال مجريات اللعب رغم أنه ينشط في البوندسليڤا، ومثلما كان متوقعا، جلس كريم مطمور على كرسي الاحتياط في حين أقحم عنتر يحيى أساسيا كونه ركيزة أساسية في دفاع بوخوم وكان قريبا جدا من تسجيل الهدف الأول في اللقاء بعد ركنية نفذها فاتون توسكي وكان يحيى في المكان المناسب وسدد رأسية قوية وكانت كرته متجهة مباشرة ناحية الشباك ولم يتمكن الحارس من فعل أي شيء لكن المدافع جون تشاك في آخر لحظة تمكن من إبعاد الخطر وأخرج الكرة من خط المرمى بعد أن ارتمى وتابع اللقطة بإحكام، وكانت رأسية عنتر يحيى أول تهديد فعلي في المواجهة كما أن هذا الأخير أدى ما عليه وقدم مباراة جميلة للغاية كما ربح العديد من الصراعات الثنائية خاصة تلك التي دارت بينه وبين المهاجم مايك هانك وكان له دور فعال في الدفاع حيث أنقذ فريقه من هجمتين خطيرتين وساهم أيضا في الهجوم وزود زملاءه المهاجمين بكرات دقيقة في العديد من المناسبات. مطمور يدخل بقوة ويسيطر على الجهة اليمنى في حين كان الفريقان يتجهان نحو التعادل السلبي الذي لا يخدم كثيرا التشكيلة المحلية خاصة بعد أن كان بوخوم مسيطرا على معظم مجريات اللعب في المرحلة الثانية، وجد المدرب لوسيان فافر نفسه مطالبا بالقيام بتغيير لقلب موازين اللقاء وضخ دماء جديدة في تشكيلته وقام بإقحام المهاجم الدولي الجزائري كريم مطمور مكان ماركو روز وكان ذلك في (د83)، ولم يخطئ المدرب لوسيان في اختياره لإقحام مطمور خاصة وأن هذا الأخير قلب موازين المباراة خاصة على الجهة اليمنى وخلال التسع دقائق التي لعبها أتيحت لفريقه ثلاث فرص سانحة للتسجيل، عكس 83 دقيقة التي لعبها زملاؤه قبل دخوله والتي صنعوا فيها 4 فرص سانحة للتسجيل فقط، وفي إحدى اللقطات مرر مطمور كرة حاسمة لزميله هانك لكن الحارس أندريا تمكن من إبعاد الخطر في آخر لحظة وبصعوبة وكان المهاجم الجزائري قريبا جدا من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 87 لكن إيغور دي كاماغو نسي أن يمرر له الكرة بعد أن كان وحيدا في منطقة العمليات. يحيى أبعد كرة خطيرة من الخط، لكن... السيطرة والهجمات المكثفة التي قام بها المحليون في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء أتت بثمارها، فبعد أن نفذت ضربة تماس مرر هانك الكرة برأسه ردها لوث بصعوبة ووصلت الكرة إلى أرانغو الذي أعاد الكرة من جديد إلى منطقة المنافس واستقبلها من جديد هانك الذي قذف لكن عنتر يحيى كان في المكان المناسب وتمكن من إبعاد الكرة من خط المرمى، لكنها عادت من جديد لكمارغو الذي تمكن من التسجيل بطريقة جميلة للغاية بعد أن رفعها، وهو الأمر الذي فجر مدرجات ملعب بوريسيا بارك وفرح له المناصرون كثيرا، حينها احتفل مطمور بالهدف الذي سجله زميله في حين ثار المدافع عنتر يحيى من الغضب خاصة بعد أن تلقى فريقه هدف في الوقت الضائع، ويمكن القول إن دخول مطمور كان حاسما في حين أن رأسية عنتر يحيى كانت ستغير مجريات اللعب لو سجلت، وتفارق اللاعبان على أن يلتقيا من جديد في بوخوم للعب مباراة العودة. عنتر يحيى لم يتظاهر بالإصابة دار في الشوط الأول من المواجهة صراع ثنائي بين المهاجم مايك هانك والمدافع الجزائري عنتر يحيى الذي ركض بضعة الأمتار قبل أن يسقط على الأرض ماسكا بطنه في حين كان هانك قد انطلق بالكرة متجها ناحية المرمى، بعدها أعلن الحكم عن توقيف المباراة لتقدم الإسعافات لعنتر يحيى، وهو الأمر الذي لم يستحسنه مناصرو الفريق المحلي الذين صفروا على الدولي الجزائري مطولا ظانين أنه يتظاهر بالإصابة وأن ليس به شيء خاصة وأن يحيى نهض دقائق بعدها، وفي سؤال وجهناه للمدافع الجزائري عقب انتهاء المباراة فند يحيى أنه تظاهر بالإصابة وأضاف قائلا: "هانك ضربني بمرفقه إلى البطن دون قصد بعدها أحسست بآلام شديدة وسقطت على الأرض ولم أتظاهر بالإصابة". ------------------- عنتر يحيى: "من الصعب جدّا تجرّع خسارة كهذه في الوقت القاتل" لم يهضم صخرة دفاع المنتخب الوطني عنتر يحيى الخسارة التي تكبدها فريقه "بوخوم" أمام نادي "بوريسيا مونشنغلادباخ" في آخر دقيقة من مباراة السد التي جمعتهما عشية أول أمس الخميس، وكان اللاعب أكثر تأثرا من زملائه بتلك الهزيمة التي قال عنها ل"الهداف" التي التقته مباشرة عقب نهاية اللقاء: "أنا متأثر، مصدوم وحزين، بل وأكثر من ذلك، فكما تابعت وبالنظر إلى مجريات المباراة، لا نستحق الخسارة قبل أن نتلقى هدفا قاتلا في النهاية، وصعب جدا تجرع خسارة كهذه حيث يسجل عليك في الوقت القاتل، حيث تلقينا الهدف 3 دقائق قبل انطلاق الوقت الإضافي، في حين كان الحكم سيعلن عن دقيقتين فقط من هذا الوقت، بمعنى أن اللقاء كان يلفظ أنفاسه الأخيرة"، واستطرد عنتر حديثه بنبرة حزينة للغاية قائلا: "رغم الخسارة أعتقد أننا لم نمرّ جانبا في هذه المباراة، لم نكن غائبين عنها، بالعكس سيطرنا على جانب من فتراتها وتحكمنا في زمام الأمور كما ينبغي". "عندما قذفت الكرة فقدت توازني" وما زاد مرارة الهزيمة ل عنتر أنه كان آخر من قذف الكرة داخل منطقة العمليات قبيل تسجيل الهدف، وعن ذلك قال: " عندما مرر آرانڤو الكرة إلى "هانك" كنت المدافع الوحيد على خط المرمى، وكان من المفترض أن أقذف كرة هانك التي توجهت صوبي، للأسف أن قذفتي لم تكن قوية لأني فقدت توازني، وبعدها استغل "كامارڤو" الموقف وأودع الكرة في الشباك، صراحة كان محظوظا". "في العودة سوف نلتهمهم" ورغم ذلك إلا أن الدولي الجزائري بدا متفائلا بالثأر في لقاء العودة ونيل بطاقة الصعود إلى "البوندسليڤا"، حيث أضاف قائلا: "لقد أثبتنا اليوم أن بوخوم لديه مستوى "البوندسليڤا"، وثق أننا في لقاء العودة سوف نلتهمهم في ملعبنا الصغير الذي سيكون ممتلئا بأنصارنا، وسيكون باستطاعتنا الفوز على أي منافس وليس فقط مونشنغلادباخ" وأضاف قائلا: "على كل حال، حتى لو لم نتلق هدفا اليوم، كنا مجبرين على التسجيل في عقر دارنا حتى نضمن الصعود، لذلك لا أعتقد أن هذه الخسارة ستغير شيئا". "في تلك اللقطة اعتقدت أن الكرة زارت الشباك" وحزن عنتر يحيى أيضا للفرصة التي ضاعت منه مع بداية اللقاء حيث قال: "صراحة عندما تلقيت الكرة وقذفتها بالرأس، اعتقدت أن الكرة زارت الشباك، لكن مدافع بوريسيا مونشنغلادباخ ارتقى عاليا وأبعدها عن مرماه في آخر لحظة، صراحة كنت أرى الكرة في المرمى، للأسف الشديد كان من شأن تلك الفرصة أن تغير كل شيء". واستطرد قائلا: "هذا يدل على أننا قادرون على الإطاحة بهذا الفريق، علينا فقط أن نؤمن بذلك في العودة الآن كي نهزمه". "لا أفهم كيف لا يلعب كريم في هذا الفريق" ولم يخف عنتر يحيى إعجابه بالمردود الذي قدمه زميله في المنتخب الوطني كريم مطمور خلال الدقائق القليلة التي لعبها، حيث قال: "صراحة لا أفهم كيف لا يلعب كريم في هذا الفريق بانتظام، لا أفهم كي لا يملك مكانته الأساسية ضمن تعداده، دخوله كان موفقا ومنح الإضافة ل مونشغلادباخ بدليل أنهم أنهوا اللقاء بقوة وفازوا في وقت كنا نحن من يسيطر قبل دخوله... أنا لا أفهم شيئا فيما يحدث له هناك". وتجدر الإشارة إلى أن مطمور لعب على الجهة اليمنى ولم يحتك بعنتر يحيى في أي لقطة. "لم يعجبني ما قاله "هانك" عن مطمور" في الختام أبدى عنتر يحيى تذمره مما قام به "هانك" تجاه مطمور في إحدى اللقطات، حيث قال: "تفاجأت للطريقة التي عومل بها مطمور من طرف أحد زملائه خلال اللقاء، لقد سمعت "هانك" يقول بعد لقطة فردية قام بها مطمور: ما هذا؟ ماذا يفعل؟ لا أخفي عنكم أني لم أتقبل ذلك، وصمدت كثيرا لأننا في بوخوم لا نتعامل مع بعضنا البعض بتلك الطريقة، لا ننتقد بعضنا البعض حتى لو نمر جميعا جانبا"، وهذا ما جعل عنتر يتأكد أن بوخوم هو من سيكون في "البوندسليغا" الموسم المقبل حيث قال: "سواء من حيث طريقة اللعب أو من حيث الروح التي تسود المجموعة، نحن من يستحق اللعب في البوندسليغا". ---------- مطمور: "أظهرت أنني لا أعاني من نقص المنافسة" "يحيى قدم كرات عرضية من المستوى الرفيع" - الفوز كان صعبا للغاية وشاقا، أليس كذلك؟ -- صحيح أننا عانينا اليوم من أجل تحقيق هذا الفوز (الحوار أجري أول أمس)، أمام منافس قوي فاجأنا مستواه الكبير، وصراحة لم أكن أنتظر أن يلعب بوخوم بهذه الطريقة الجيدة، أضف إلى هذا أننا لم نكن في يومنا اليوم، وفي كامل لياقتنا، وهو ما يفسر الصعوبة التي وجدناها في تحقيق الفوز، لكن الأهم حققناه، وهو تحقيق الفوز، وسنذهب إلى ميدان بوخوم ونحن متقدمون عليهم، وهو أمر مهم. - وهل تعتقد أن هذا التقدم الطفيف سيكون كافيا لكم لتحقيق البقاء؟ -- فريق بوخوم سيسعى دون شك للثأر من هزيمته بعد خسارة اليوم، لذا فإنه من المتوقع أن يضغط علينا كثيرا في لقاء العودة، وهنا يجب علينا إظهار قوتنا خاصة المعنوية، بالحفاظ على رزانتنا، فأنا أعتقد أن مواجهة العودة ستلعب على الحالة المعنوية للاعبين، أما في الميدان، فأعتقد أن المباراة ستكون مفتوحة، ومن المؤكد أيضا أن بوخوم سيحاول الدفع للأمام، وهو ما سيفتح أمامنا الكثير من المساحات، عكس مباراة اليوم، الأمر الأكيد هو أننا سنذهب إلى بوخوم من أجل تأكيد نتيجة الذهاب. - شاركت في الدقائق الأخيرة للمباراة، هل تعتقد أن دخولك كان له دور كبير في حسم النتيجة، بما أن الهدف سجل بعد دخولك؟ -- لست من اللاعبين الذين يشكرون أداءهم، وأقول لكم، اسألوا من تابع اللقاء هم من يستطيعون إجابتكم، ويقولون لكم إن كنت قدمت الإضافة أم لا، بالمقابل أنا راض كل الرضا عن مردودي البدني، حيث أظهرت أنني لا أعاني من النقص البدني، وأنه من الممكن الاعتماد علي في أي وقت، الأمر هذا محفز بالنسبة لي، خاصة قبل المواجهة المصيرية بين الجزائر والمغرب في مراكش. - هل من كلمة تقولها لنا عن مردود عنتر يحيى في مباراة اليوم؟ -- كان قويا للغاية في الدفاع، مثل عادته، وأتأسف لأن الهدف الذي سجلناه جاء بعد إبعاد للكرة من طرفه، رغم أنه أبعد الكرة في وضعية صعبة للغاية، حيث أن الكرة كانت متوجهة ناحية الشباك، ولا دخل له في الهدف، لكن الأشخاص السيئين موجودون وفي بعض الأحيان يكونون غير محتملين، ويمكن لهم القول إن الهدف جاء إثر إبعاد سيء للكرة من عنتر يحيى، الأمر الذي أعجبني كثيرا في طريقة لعب عنتر اليوم، هو الكرات العرضية التي قدمها لأجنحة بوخوم، بالرجل اليمنى واليسرى، لقد مرر 3 أو أربعة من المستوى العالي، ومن المؤسف فعلا أن أحدنا لن يكون متواجدا في البوندسليڤا الموسم القادم، لكن هذا هو قانون كرة القدم. -------- مطمور: "لست في المنتخب لأخذ مكان لاعب آخر" سعادة كبيرة شعر بها مطمور بعد تأكده من استدعائه إلى المنتخب الوطني للمشاركة في مواجهة المغرب بمراكش يوم 4 جوان القادم، لكنه بالمقابل لم يرد أن ينسى هؤلاء الذين تم إبعادهم عن تشكيلة "الخضر" خاصة أنه سبق له التواجد في نفس الوضعية، حيث أكد على أنه لا يريد أن تستعمل بعض الكلمات التي من شأنها أن تخلق البلبلة وسط المجموعة، وقال: "عودتي للمنتخب الوطني بفرح وسرور، ولكن ليست من أجل أخذ مكان لاعب آخر، فإذا تم استدعائي فهذا فقط لأني جيد، حسب اعتقادي، فالمنتخب الوطني، ليست موقف سيارات أين تكون فيه الأماكن محجوزة، المنافسة على الأماكن لا يجب أن تكون موجودة في المنتخب، بل يجب أخذ الأفضل في وقت الحاجة، والمحافظة على روح المجموعة". مطمور الحالة اللغز الخميس الماضي، كانت الأمور واضحة ومكشوفة، فكريم مطمور مكانه في تشكيلة بوريسيا مونشنڤلادباخ واضحة وضوح الشمس، ففي لقاء السد أمام بوخوم، كان أداء الفريق باهتا فعلا، وحتى الأنصار اقتنعوا بالتعادل، قبل أن يسجل الدولي الجزائري مطمور دخوله في تشكيلة البوريسيا في (د83)، حيث قلب الموازين تماما وأنعش الهجوم، إذ جعل الجهة اليمنى موضع خطر، وهو ما أدهش الأنصار وكل ما تابع اللقاء، حيث لم يفهموا كيف للاعب مثله لم يكن أساسيا في الفريق طيلة الموسم يفعل ذلك، إذ أن المدرب الذي كان موجودا في بداية الموسم، والموجود حاليا قلما اعتمدا عليه، مفضلين الاعتماد على نفس التشكيلة التي كانت تخسر كل اللقاءات تقريبا، صحيح أن بوريسيا مونشنڤلادباخ يملك لاعبا في الجهة اليمنى يتنبأ له الكثير بمستقبل زاهر، ويقال عنه إنه مستقبل الكرة الألمانية، حتى أن مدرب أرسنال اأسن فنڤير يتابعه عن قرب وهو "ماركو ريوس"، لكن هذا اللاعب لم يقدم الشيء الكثير يم الخميس، وكان لزاما أن يدخل مطمور حتى تتحرك عجلة الهجوم، وبالتالي فإن مكانه في التشكيلة الأساسية لا نقاش فيه، حتى إن لم يكن ذلك على الجهة اليمنى، إلا أنه يمكن أن ينشط على الجهة اليسرى أو كرأس حربة حقيقي، وهو ما جعل حالة مطمور لغزا حقيقيا هذا الموسم، وهناك دون شك شيء خفي في هذه القضية.