أجريت مباريات الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012 والتي حملت مفاجئات مدوية قد تجعل الأفارقة يُشاهدون دورة الغابون وغينيا الاستوائية دون منتخبات القارة السمراء المعروفة على غرار الكاميرون، نيجيريا، مصر وحتى الجزائر... لكن ذلك ليس الأمر الذي يُثير الاستغراب بقدر غرابة نظام التصفيات الحالي والذي لا يمنح المنتخبات الكبيرة على فرصة التعويض، وهذا باعتماد نظام تأهل أصحاب المراكز الأولى إلى جانب منتخبين إحتلا أحسن صف ثان في جميع المجموعات الأخرى. نظام التصفيات ظالم وكان على "الفاف" التحرك هذا ولا يُعطي النظام الذي اعتمدته الإتحادية الإفريقية خلال التصفيات الحالية حق كل منتخب، وبغض النظر عن أصحاب المراكز الأولى في كل مجموعة والذين يستحقون تأهلهم بسبب تسيدهم مجموعاتهم، فإنّ التنافس على البطاقة المتبقية لا يمنح كل المنتخبات نفس الحظوظ، فكيف لمنتخب أن ينال بطاقة أخرى مباشرة في إحدى المجموعات (يتأهل منتخبين في المجموعة 11 بسبب تواجد 6 فرق) بينما تتصارع منتخبات أخرى على بطاقتين بطريقة غير عادلة وكان من الأنسب تدخل الإتحادية الجزائرية للدفاع عن حقوق المنتخب الوطني حتى قبل انطلاق التصفيات. كأس إفريقيا دون طعم بحضور الرأس الأخضر وأوغندا بدل الكاميرون ونيجيريا الكثيرون يتساءلون عن إمكانية تأهل "الخضر" إلى كأس إفريقيا بنظام أحسن مركز ثاني، ولكن الجزائر ستكون بعيدة عن المرور بهذه الطريقة، والأكثر من ذلك أنّ المنتخب الوطني ليس المنتخب الوحيد الذي تقلصت حظوظه في التأهل، فحتى منتخبات ذات صيت واسع في الكرة الإفريقية لن نراها في "الكان" بنسبة كبيرة، وبعد أن فقدت منتخبات مثل الكاميرون ومصر وبدرجة أقل نيجيريا فرصتها في التأهل مباشرة، لن تجد فرصة أخرى بسبب ترتيب المجموعات الأخرى والتي قد تمنح تأهلا سهلا لمنتخبات متواضعة مثل الرأس الأخضر، أوغندا وحتى السودان. لماذا لم يتم إعتماد نظام مباريات فاصلة كما يحدث في أوروبا ؟! فيما يعتقد آخرون أنه تبرير للمستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب الوطني خلال التصفيات، نرى أنّ الجزائر كانت قادرة على ضمان فرصة ثانية بلعبها حظوظها إلى آخر رمق على الأقل، بمنح كل المنتخبات حظوظا متساوية لأنّ أي إفريقي سوف يتحسر على غياب المنتخبات الكبيرة في مقابل تواجد كثيف لأخرى غير معروفة، وعليه فقد كان من الأجدر العدل بين جميع أصحاب المراكز الثانية بإجراء دورة مصغرة أو مباريات فاصلة كما يحصل في التصفيات الأوروبية التي أثبتت نجاعتها عكس القرارات التعفسية التي لا تساهم في تطور كرة القدم في القارة السمراء. غياب إيتو وبقية النجوم خسارة للكرة الإفريقية يبدو أنّ الإتحاد الإفريقي يُريد تكريس مبدأ الرداءة في كل ما يُعنى بالكرة السمراء ولم يكتف بمهازله في مسابقات الأندية والتي تشهد عليه الأندية الجزائرية المتعودة على المشاركة على غرار وفاق سطيف وشبيبة القبائل، حيث ستتسبب قرارات "الكاف" في غياب نجوم معروفة عن الدورة الإفريقية الأهم، وهو ما قد يفقد كأس الأمم لنكهتها المعروفة من قبل الجميع، إذ دأب الكثيرون في العالم على متابعتها بغية مشاهدة لاعبين معروفين طوال السنوات الماضية مثل إيتو صامويل، ميكائيل إيسيان وديديي دروغبا وغياب بعضهم يعني خسارة الكثير من هيبة "الكان".